- إنضم
- 16 يوليو 2010
- المشاركات
- 4,416
- مستوى التفاعل
- 3
- النقاط
- 0
فرحة خالد بعروسه، كانت تفوق الوصف، يلاحقها في البيت، يُمسك بها، يحملها فوق ذراعيه، يخرج بها قاطعاً السَّاحة الترابية للحوش نحو المكان الذي يكون فيه والده وأمه وأخوته وهو يصيح بفرح: عنّا عسل للبيع، ورد للبيع!! ويظل يكرر ذلك وهو يدور حولهم؛ وفي واحدة من المرات، أوشك أن يصعد بها للسطح لولا أن الحاج محمود أمسك به في اللحظة الأخيرة.
- إركزْ يا ولد. قالت منيرة. لكنها كانت فَرِحَةً بفرحه.
***
انتشرتْ أخبار تعلُّقه بعروسه، باتت حديث أهل الهادية، الرجال لم يقبلوا بالأمر، وتهامست النساء فيما بينهن: هيك الرجال ولّا بلاش!! وبعد أقل من شهر كانت نظرات الحسد تمزق العروس حيثما ظهرت. ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ ذات يوم كان يجلس مع عدد من شباب القرية، وحين راحوا يتهامسون، انتفض، وقال: لماذا تستغربون، عليّ الطلاق إنها أحلى من الشمس وأحلى من القمر!!
فصمتوا.
بعد يومين كانوا يتناولون طعام الغداء في الحقل، حين راحوا يشككون بما سمعوه منه، فما كان منه إلا أن قال: عليّ الطلاق إنها أحلى من الشمس ومن القمر!!
فقالوا له: ما الذي قلته يا رجل، هل يُعْقَل أن تكون هناك امرأة أحلى من الشمس والقمر وهما أبهى وأجمل خلق الله، تضيء لنا الشمس نهارنا وينير القمر ليلنا؟!!
راح يفكر فيما قالوه له، نظر إلى امرأته، لم يكن لديه أي شك: إنها أحلى.
اكتمال القمر بعد سبع ليال كان مناسبة للحديث في ذلك من جديد، حدّق رمضان مهنا في البدر وقال: اُنظروا. هل يمكن لإنسان أن يكون أجمل من هذا الذي أبدعه الله؟!!
فهم خالد الملاحظة، فالتفتَ إليه وقال: هيَ. عليَّ الطلاق انها أجمل.
عند ذلك ساد الصمت فجأة: سأل. شو في؟!!
- لقد طلَّقتَ امرأتَك التي تحب ثلاث مرات دون أن تدري. من ذلك المجنون الذي يمكن أن يقول بأن هناك امرأة أحلى من الشمس والقمر معاً؟ قال له محمد شحادة.
كطعنة مباغتة أحسَّ بالكارثة.
جُنَّ، راح يركض نحو أبيه، أمه. ذهب إلى الشيخ حسني الذي اعتصر عمامته كما لو أنه يعتصر رأسه: وقال. دعني أفكر. من أين أتيتَ لي ولنفسك بهذه المصيبة؟!
نظر إلى امرأته، أحس بأن مسافة هائلة تفصله عنها، كما لو أن بينهما بحر، عاد للشيخ حسني صباح اليوم التالي فوجده يعتصر عمامته كما تركه، جلس بباب المسجد منتظراً، لكن ثلاثة أيام أخرى لم تحمل له ما يعيد الأمان لقلبه.
ترك الهادية، هام على وجهه، حتى وصل القدسَ، وكلما التقى بشيخ راح يرجوه أن يقول له شيئا، وألاّ يكتفي بالصمت كما يفعل الجميع.
مضى قاطِعاً البلادَ من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها دون جدوى، وذات يوم، وجَدَه الشيخ ناصر العلي مُلقى على طرف حقله، وبجانبه فرسه، انحنى عليه، سقاه قليلا من الماء، وأسنده.
لم يعرف خالد كيف وصل إليه، لأن الإنسان الوحيد الذي كان يودُّ الفرار منه، طوال الوقت، هو ذلك الإنسان، الذي ذهب بنفسه رئيساً للجاهة، وها هو يُسوِّد وجهَه برعونته.
- ما الذي أصابك يا ولدي؟ إن كنا نستطيع أن نعينكَ أعناك، وإن كانت لك حاجة في هذه البلاد سعينا معك من أجلها.
كان الصمت الذي قابله به الجميع قد استقر عميقاً فيه لا يغادره، نظر خالد إلى الشيخ ناصر وبدأ يبكي.
بعد ثلاثة أيام سأله الشيخ ثانية، فراح يبكي من جديد.
لكن شيئا ما أليفاً في وجه الشيخ ناصر أطلق لسانه من جديد: لقد زوجتَها لي وأضعتُها أنا.
وانفرطت مسبحة الكلام..
***
صمت الشيخ، راح يعبث بلحيته البيضاء، وقف، تمشّى ما بين جداريّ الحوش عاقداً يديه خلف ظهره، محدِّقا في السماء بعينيه العميقتين، كما لو أنه يريد تقليب صفحاتها بقامته القصيرة المشدودة ووجهه الصغير كوجوه الأطفال، وقال: والدك عزيز علي يا خالد، ومن قبله جدّك، لقد كنت ضيفي لثلاثة أيام، فأرجو أن تكون ضيفي ليوم رابع. وعسى الله يُلهمني حلَّاً لهذه القضية التي تُحيّر العقول.
بعد ساعات اقتربَ منه الشيخ، قال له: أعرف أنك بحاجة إلى أن تعود أكثر من حاجتك لأن تبقى.
هزَّ خالد رأسه: وهل وجدتَ الحل يا والدي؟
- إن شاء الله، هيا انهض، جهِّزْ فرسك وتوكَّل على الله، عسانا نُصلِّي العصر في بلدكم.
راحا يقطعان السهول، يصعدان التلال، ويلتفّان بفرسيهما حول الحقول والكروم الخضراء، وبين لحظة وأخرى، كان الشيخ يستحثّه: توكّل على الله يا ولدي، لا يكون إلاّ الخير إن شاء الله.
***
لاحتْ لهم الهادية عاليةً فوق التل، شدَّ خالد الرسن، توقّفت فرسه. اعتصر جبينه بأصابع يده اليسرى، عاد الشيخ بفرسه للوراء: لم يبقَ الكثير، ها قد وصلنا، لقد انتظرتَ كثيراً، ولم يبق إلّا القليل.
من فوق التلال اندفعت الهادية، تجمع الرجال الذين يعملون في الحقول، وكثير منهم يمزِّقه النّدم، بسبب ذهابهم في تحديه إلى تلك الدرجة. أما فرحة الحاج محمود وأمه وأخوته وأخته العزيزة وعمته الأنيسة، برؤيته ثانية، فقد كانت تفوق الوصف. وقبل أن يتوجّه الحاج محمود إلى ولده اندفع نحو الشيخ وهو يصيح: الشيخ ناصر العلي!! لقد أعدتَ لنا الروح بتشريفك قريتنا، وأعدتَ لنا الروح بعودتك بابننا. يا هلا، يا هلا. عشاؤك عندنا الليلة، وعشاء أهل البلد كلهم.
أشار لأحد الرجال فاندفع طائراً، انتقى عددا من الخراف، وبدأ العمل على الفور؟
كان الشيخ ناصر العلي واحدا من أهمِّ القضاة العشائريين في البلاد كلها وأشجعهم وأكثرهم حكمة؛ وهذا ما أعاد الأمل ثانية إليهم.
تلفّتَ خالد، عساه يرى امرأته، لم يجدها، قال له والده: إنها في البيت، ولكن تذكَّر أنها مُحَرَّمَةٌ عليك.
هزَّ رأسه بأسى موافقاً.
***
في المضافة التي وصلوا إليها أخيراً، صامتا ظل الشيخ ناصر، إلى ذلك الحد الذي لم يستطع معه (العزَّام) حمدان أن يضع قهوة جديدة في مهباشه ليعدّها للضيف، فحمل المهباش وابتعد به كثيرا، وبهدوء راح يطحن القهوة ودموعه تسيل.
حين عاد، لاحظ الناس آثار الدموع في عينيه بوضوح، تناول سالم ابن الحاج محمود (الدّلة) والفناجين منه، صبَّ القهوة، دقّ مَصبَّ القهوة بطرف الفنجان حتى لا تسقط أي قطرة على الأرض،أمسك الحاج محمود الفنجان بيده اليمنى وقدَّمه بنفسه للشيخ ناصر العلي.
حان وقت الأذان، قال لهم الشيخ ناصر، لنُصلِّ اليوم هنا، ولتسمحوا لي بأن أكون إمامكم. أذّنَ الشيخ حسني للصلاة. استوتْ الصفوف، قرأ الشيخ ناصر الفاتحة، ثم راح يقرأ سورة التّين (بسم الله الرحمن الرحيم) والتين والزيتون وطور سينين. وهذا البلد الأمين، لقد خلقنا الشمس والقمر في أحسن تقويم) وعندما سمع المصلّون ذلك ثارَ بعضهم، وقالوا: أخطأت يا شيخ!!
صمتَ قليلا، فصمتوا، ثم قطَعَ الصلاة، استدارَ وسألهم: وما الذي يقوله الله تعالى. ردّوا: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).
راح الشيخ ناصر يهز رأسه كما لو أنه يُفكر في مسألة ليس لها حلّ، ثم قال: ما دمتم تعرفون أن الله يقول ذلك، وأن الإنسان هو أجمل خلق الله، فلماذا تُفَرِّقون بين الرجل وامرأته؟!!
عمَّ الصمتُ من جديد، وإذ أدرك خالد ما يقصده الشيخ، اندفع نحوه يعانقه ويُقبِّل يديه. أما الشيخ حسني فقد ضربَ جبهته: كيف لم يخطر ببالي هذا؟!
فقال له الحاج محمود: لأنه لم يخطر ببال أحد.
إبراهيم نصر الله
زمن الخيول البيضاء
- إركزْ يا ولد. قالت منيرة. لكنها كانت فَرِحَةً بفرحه.
***
انتشرتْ أخبار تعلُّقه بعروسه، باتت حديث أهل الهادية، الرجال لم يقبلوا بالأمر، وتهامست النساء فيما بينهن: هيك الرجال ولّا بلاش!! وبعد أقل من شهر كانت نظرات الحسد تمزق العروس حيثما ظهرت. ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ ذات يوم كان يجلس مع عدد من شباب القرية، وحين راحوا يتهامسون، انتفض، وقال: لماذا تستغربون، عليّ الطلاق إنها أحلى من الشمس وأحلى من القمر!!
فصمتوا.
بعد يومين كانوا يتناولون طعام الغداء في الحقل، حين راحوا يشككون بما سمعوه منه، فما كان منه إلا أن قال: عليّ الطلاق إنها أحلى من الشمس ومن القمر!!
فقالوا له: ما الذي قلته يا رجل، هل يُعْقَل أن تكون هناك امرأة أحلى من الشمس والقمر وهما أبهى وأجمل خلق الله، تضيء لنا الشمس نهارنا وينير القمر ليلنا؟!!
راح يفكر فيما قالوه له، نظر إلى امرأته، لم يكن لديه أي شك: إنها أحلى.
اكتمال القمر بعد سبع ليال كان مناسبة للحديث في ذلك من جديد، حدّق رمضان مهنا في البدر وقال: اُنظروا. هل يمكن لإنسان أن يكون أجمل من هذا الذي أبدعه الله؟!!
فهم خالد الملاحظة، فالتفتَ إليه وقال: هيَ. عليَّ الطلاق انها أجمل.
عند ذلك ساد الصمت فجأة: سأل. شو في؟!!
- لقد طلَّقتَ امرأتَك التي تحب ثلاث مرات دون أن تدري. من ذلك المجنون الذي يمكن أن يقول بأن هناك امرأة أحلى من الشمس والقمر معاً؟ قال له محمد شحادة.
كطعنة مباغتة أحسَّ بالكارثة.
جُنَّ، راح يركض نحو أبيه، أمه. ذهب إلى الشيخ حسني الذي اعتصر عمامته كما لو أنه يعتصر رأسه: وقال. دعني أفكر. من أين أتيتَ لي ولنفسك بهذه المصيبة؟!
نظر إلى امرأته، أحس بأن مسافة هائلة تفصله عنها، كما لو أن بينهما بحر، عاد للشيخ حسني صباح اليوم التالي فوجده يعتصر عمامته كما تركه، جلس بباب المسجد منتظراً، لكن ثلاثة أيام أخرى لم تحمل له ما يعيد الأمان لقلبه.
ترك الهادية، هام على وجهه، حتى وصل القدسَ، وكلما التقى بشيخ راح يرجوه أن يقول له شيئا، وألاّ يكتفي بالصمت كما يفعل الجميع.
مضى قاطِعاً البلادَ من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها دون جدوى، وذات يوم، وجَدَه الشيخ ناصر العلي مُلقى على طرف حقله، وبجانبه فرسه، انحنى عليه، سقاه قليلا من الماء، وأسنده.
لم يعرف خالد كيف وصل إليه، لأن الإنسان الوحيد الذي كان يودُّ الفرار منه، طوال الوقت، هو ذلك الإنسان، الذي ذهب بنفسه رئيساً للجاهة، وها هو يُسوِّد وجهَه برعونته.
- ما الذي أصابك يا ولدي؟ إن كنا نستطيع أن نعينكَ أعناك، وإن كانت لك حاجة في هذه البلاد سعينا معك من أجلها.
كان الصمت الذي قابله به الجميع قد استقر عميقاً فيه لا يغادره، نظر خالد إلى الشيخ ناصر وبدأ يبكي.
بعد ثلاثة أيام سأله الشيخ ثانية، فراح يبكي من جديد.
لكن شيئا ما أليفاً في وجه الشيخ ناصر أطلق لسانه من جديد: لقد زوجتَها لي وأضعتُها أنا.
وانفرطت مسبحة الكلام..
***
صمت الشيخ، راح يعبث بلحيته البيضاء، وقف، تمشّى ما بين جداريّ الحوش عاقداً يديه خلف ظهره، محدِّقا في السماء بعينيه العميقتين، كما لو أنه يريد تقليب صفحاتها بقامته القصيرة المشدودة ووجهه الصغير كوجوه الأطفال، وقال: والدك عزيز علي يا خالد، ومن قبله جدّك، لقد كنت ضيفي لثلاثة أيام، فأرجو أن تكون ضيفي ليوم رابع. وعسى الله يُلهمني حلَّاً لهذه القضية التي تُحيّر العقول.
بعد ساعات اقتربَ منه الشيخ، قال له: أعرف أنك بحاجة إلى أن تعود أكثر من حاجتك لأن تبقى.
هزَّ خالد رأسه: وهل وجدتَ الحل يا والدي؟
- إن شاء الله، هيا انهض، جهِّزْ فرسك وتوكَّل على الله، عسانا نُصلِّي العصر في بلدكم.
راحا يقطعان السهول، يصعدان التلال، ويلتفّان بفرسيهما حول الحقول والكروم الخضراء، وبين لحظة وأخرى، كان الشيخ يستحثّه: توكّل على الله يا ولدي، لا يكون إلاّ الخير إن شاء الله.
***
لاحتْ لهم الهادية عاليةً فوق التل، شدَّ خالد الرسن، توقّفت فرسه. اعتصر جبينه بأصابع يده اليسرى، عاد الشيخ بفرسه للوراء: لم يبقَ الكثير، ها قد وصلنا، لقد انتظرتَ كثيراً، ولم يبق إلّا القليل.
من فوق التلال اندفعت الهادية، تجمع الرجال الذين يعملون في الحقول، وكثير منهم يمزِّقه النّدم، بسبب ذهابهم في تحديه إلى تلك الدرجة. أما فرحة الحاج محمود وأمه وأخوته وأخته العزيزة وعمته الأنيسة، برؤيته ثانية، فقد كانت تفوق الوصف. وقبل أن يتوجّه الحاج محمود إلى ولده اندفع نحو الشيخ وهو يصيح: الشيخ ناصر العلي!! لقد أعدتَ لنا الروح بتشريفك قريتنا، وأعدتَ لنا الروح بعودتك بابننا. يا هلا، يا هلا. عشاؤك عندنا الليلة، وعشاء أهل البلد كلهم.
أشار لأحد الرجال فاندفع طائراً، انتقى عددا من الخراف، وبدأ العمل على الفور؟
كان الشيخ ناصر العلي واحدا من أهمِّ القضاة العشائريين في البلاد كلها وأشجعهم وأكثرهم حكمة؛ وهذا ما أعاد الأمل ثانية إليهم.
تلفّتَ خالد، عساه يرى امرأته، لم يجدها، قال له والده: إنها في البيت، ولكن تذكَّر أنها مُحَرَّمَةٌ عليك.
هزَّ رأسه بأسى موافقاً.
***
في المضافة التي وصلوا إليها أخيراً، صامتا ظل الشيخ ناصر، إلى ذلك الحد الذي لم يستطع معه (العزَّام) حمدان أن يضع قهوة جديدة في مهباشه ليعدّها للضيف، فحمل المهباش وابتعد به كثيرا، وبهدوء راح يطحن القهوة ودموعه تسيل.
حين عاد، لاحظ الناس آثار الدموع في عينيه بوضوح، تناول سالم ابن الحاج محمود (الدّلة) والفناجين منه، صبَّ القهوة، دقّ مَصبَّ القهوة بطرف الفنجان حتى لا تسقط أي قطرة على الأرض،أمسك الحاج محمود الفنجان بيده اليمنى وقدَّمه بنفسه للشيخ ناصر العلي.
حان وقت الأذان، قال لهم الشيخ ناصر، لنُصلِّ اليوم هنا، ولتسمحوا لي بأن أكون إمامكم. أذّنَ الشيخ حسني للصلاة. استوتْ الصفوف، قرأ الشيخ ناصر الفاتحة، ثم راح يقرأ سورة التّين (بسم الله الرحمن الرحيم) والتين والزيتون وطور سينين. وهذا البلد الأمين، لقد خلقنا الشمس والقمر في أحسن تقويم) وعندما سمع المصلّون ذلك ثارَ بعضهم، وقالوا: أخطأت يا شيخ!!
صمتَ قليلا، فصمتوا، ثم قطَعَ الصلاة، استدارَ وسألهم: وما الذي يقوله الله تعالى. ردّوا: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).
راح الشيخ ناصر يهز رأسه كما لو أنه يُفكر في مسألة ليس لها حلّ، ثم قال: ما دمتم تعرفون أن الله يقول ذلك، وأن الإنسان هو أجمل خلق الله، فلماذا تُفَرِّقون بين الرجل وامرأته؟!!
عمَّ الصمتُ من جديد، وإذ أدرك خالد ما يقصده الشيخ، اندفع نحوه يعانقه ويُقبِّل يديه. أما الشيخ حسني فقد ضربَ جبهته: كيف لم يخطر ببالي هذا؟!
فقال له الحاج محمود: لأنه لم يخطر ببال أحد.
إبراهيم نصر الله
زمن الخيول البيضاء
التعديل الأخير:
