- إنضم
- 24 يونيو 2015
- المشاركات
- 28,528
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
*عندما يحلو المساء*
ثمة أحاديث لا تحلو إلا في المساء ، وهناك كلمات لاتبث إلا بجذور المحبة والمودة في أرض جئت لاستقي منها بواح الورد وضياء القمر*فأصل إلى أنفاس المساء ، في حديث ذو ارتباكات وشجون ، حديث يسمو للصفاء ويشدو بالعطاء.
فهيا بنا نغرق في عذوبة الليل وابتهالات الروح ونغتسل بالهمس ونبلل الأوراق بندى المساء وننثر في مساؤنا عبير الياسمين وحزمة أحلام وأمنيات يرعاها رب السماء.
يحلو المساء بوجود من نحب وأجمل إحساس يشعر به الإنسان عندما يعيش في الدنيا من أجل إسعاد من يحب ، فيحس بهم وبمشاعرهم ويشاركهم همومهم واحزانهم.
إن مجرد وجودك بينهم راحة وأمن وآمان لهم ، فقيمة الحياة دائما في طريقة الحياة التي نحياها وبروع لحظات السعادة بوجودك بجانب من تحب وتثق بهم وتبادلهم نفس مشاعر الحب.
من أروع وأجمل ما قرأت كتاب اسمه "عندما يحلو المساء" لحسان شمسي باشا ، فهو غني بأسلوبه الجذاب المحبب ومتنوع المعلومات.. فعندما تقرؤه تستمتع ولا تمل من قراءت هذا الكتاب مهما أعدت قرأته.
بعدما وضعت الكتاب ضمن قائمة التحديات لهذا العام ، أنهيت قراءة الكتاب عندما يحلو المساء ثلاثة مرات خلال أشهر معدودة ، وها أنا ارسل لكم مما قراته واقتبسته ولخصته وسجلته في صفحات دفتري من الكتاب الجميل ، فمع الكتاب يحلو المساء.
يروى أن يحيى الليثي – أحد رواة الإمام مالك – قدِمَ من الأندلس ليتتلمذ على يديه ، فلما كان في مجلسه يوماً ، سمع الطلاب صارخاً يصرخ : " الفيل .. الفيل ".
فانصرف الطلاب من حلقة مالك إلا يحيى الليثي .!! .. سأله مالك : لماذا لم تذهب لترى ما يراه الناس ؟ فأجاب : لقد جئت من الأندلس لأراك .. لا لأرى الفيل !! . فقال مالك : بارك الله فيك ، فمثلك يكون له شأن.
وفعلاً أصبح هذا التلميذ أحد رواة الإمام مالك المعروفين .!! فكم منا من يترك جلسات العائلة في المساء ، ليخرج مفتشا عن أمثال ذلك "الفيل"؟
عندما تلتقي الأسرة في المساء ، ويجتمع الشمل في ظلال المحبة والوفاء ، وتهفو القلوب إلى خالق الأرض والسماء.. عندئذ يحلو المساء !..
كم من الناس من يبحث عن السعادة خارج بيته ، في حديقة الغرباء ، وينسى أن السعادة تكمن في بيته مع أهله وأولاده. لماذا نجد بعض الشباب أو الأزواج يخرج من بيته في كل مساء مع "شلته" أو أصحابه ، ولا يعود إلى بيته إلا بعد منتصف الليل ؟
لماذا تفككت البيوت وتشتت الأسر ؟ لماذا تفرق الشمل ، وتشعبت المشارب والآراء ؟! تعالوا نسأل أنفسنا : هل من الناس من لم يعط أبناءه "اللقاحات" التي ينصح بها الأطباء ؟
ولكن هل حقاً أعطينا أبناءنا "لقاحات" إيمانية لمواجهة تحديات الحياة ؟ هل جلسنا مع أبنائنا وبناتنا في كل يوم ولو لدقائق معدودات ، يكون فيها حديث من القلب إلى القلب.. حوار هادئ ، ونقاش لما يعكر صفوهم.. ويدور بخلدهم ؟
هل ربطنا أبناءنا بأصدقاء طيبين تطمئن إليهم عندما يخرج معهم ابنك ؟ وهل عرفت الأم صديقات ابنتها ومع من تخرج ؟
هل أرشدنا أبناءنا إلى البرامج النافعة في القنوات الفضائية الهادفة أو إلى كتاب مفيد نلقيه بين أيديهم من حين إلى حين ؟
قد يقول أحدهم : في أسرتي خلاف بين الأبوين أو بين الأخ وأخيه.. فأين يكون اللقاء ؟ ويقول آخر : أسرتي لا تفهمني.. هم في وادٍ وأنا في واد ، ويستحيل أن يكون بيننا لقاء ..!! ويقول ثالث : أنا ملتزم وأهلي منحرفون غير مهتدين ، فكيف ألتقي بهم ؟!
تعالوا يا إخوتي الكرام نتقارب ونتحابب ويفهم بعضنا بعضاً ، نفتش عما يجمع بيننا وندع جانبا ما نختلف فيه.
تعالوا نصفي القلوب من الضغائن والأحقاد ونستمع إلى وجهات نظر الآخرين ونحاورهم بهدوء واحترام ونناقشهم بأدب والتزام.. اجعل إخوتك لك أصدقاء ، فهم معك في المستقبل إن واجهتك المحن والشدائد لا سمح الله.
إذا اختلفتَ مع والديك ، فلا تتشبث برأيك وتسفّه رأيهما.. تذكر أنهما يعملان لمصلحتك.. فأطعهما ، فرضاهما طريق إلى رضا الله تعالى.
ولا تحسبن أن والديك ُخلقا من أجل تحقيق آمالك وأحلامك ، فعليهما مسؤوليات كبيرة تجاه العمل والبيت.. ولا تكن أنانياً ، آثر إخوتك على نفسك ما استطعت ، وكن كريما عطوفا على من هو أصغر منك !!.
إذا كان ما حولك لا يبعث على السعادة والرضا ، فكن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم.. فحياة الإنسان لا تقاس بعدد السنين التي عاشها ، إنما بما قدّم في هذه الحياة بالبصمات التي تركها وبما قام من عمل جليل والذكر الحسن ، بأعمال الخير التي أسهم فيها في حياته.
همسة في أذن الأب.. لا تفرض آراءك على زوجتك وأولادك ولا تكن الأب المستبد برأيه وإن كان على خطأ فاضح .!!
لا تدع الهموم التي تعانيها خارج بيتك تتسرب إلى داخل أسرتك.. فتتراكم مع هموم أخرى داخل البيت.. لا تقارن حياتك بحياة صديق أو قريب ثري تظن أنه يتمتع بسعادة أكثر منك ، ولكن قارنها بحياة من يقاسي من المشاكل والأزمات التي لا تعرفها حياتك .!
لا تنس الإبتسامة في معظم الأحوال فهي كلمة معروف من غير حروف وهي رسول القلوب إلى القلوب وهي مدعاة للود والحب والوفاء.. وما أجمل أن نقضي الكثير من الأمسيات في أكناف العائلة وعلى بساط المحبة والصفاء !!.
لا شك أن للأقرباء نصيب وللأصدقاء المخلصين نصيب ، وللمعلمين والمربين نصيب ، فأعط كل ذي حق حقه.
فحمداً لك يا إلهي ، فالفضل منك وإليك .. لانحصي ثناء عليك... "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين".
ثمة أحاديث لا تحلو إلا في المساء ، وهناك كلمات لاتبث إلا بجذور المحبة والمودة في أرض جئت لاستقي منها بواح الورد وضياء القمر*فأصل إلى أنفاس المساء ، في حديث ذو ارتباكات وشجون ، حديث يسمو للصفاء ويشدو بالعطاء.
فهيا بنا نغرق في عذوبة الليل وابتهالات الروح ونغتسل بالهمس ونبلل الأوراق بندى المساء وننثر في مساؤنا عبير الياسمين وحزمة أحلام وأمنيات يرعاها رب السماء.
يحلو المساء بوجود من نحب وأجمل إحساس يشعر به الإنسان عندما يعيش في الدنيا من أجل إسعاد من يحب ، فيحس بهم وبمشاعرهم ويشاركهم همومهم واحزانهم.
إن مجرد وجودك بينهم راحة وأمن وآمان لهم ، فقيمة الحياة دائما في طريقة الحياة التي نحياها وبروع لحظات السعادة بوجودك بجانب من تحب وتثق بهم وتبادلهم نفس مشاعر الحب.
من أروع وأجمل ما قرأت كتاب اسمه "عندما يحلو المساء" لحسان شمسي باشا ، فهو غني بأسلوبه الجذاب المحبب ومتنوع المعلومات.. فعندما تقرؤه تستمتع ولا تمل من قراءت هذا الكتاب مهما أعدت قرأته.
بعدما وضعت الكتاب ضمن قائمة التحديات لهذا العام ، أنهيت قراءة الكتاب عندما يحلو المساء ثلاثة مرات خلال أشهر معدودة ، وها أنا ارسل لكم مما قراته واقتبسته ولخصته وسجلته في صفحات دفتري من الكتاب الجميل ، فمع الكتاب يحلو المساء.
يروى أن يحيى الليثي – أحد رواة الإمام مالك – قدِمَ من الأندلس ليتتلمذ على يديه ، فلما كان في مجلسه يوماً ، سمع الطلاب صارخاً يصرخ : " الفيل .. الفيل ".
فانصرف الطلاب من حلقة مالك إلا يحيى الليثي .!! .. سأله مالك : لماذا لم تذهب لترى ما يراه الناس ؟ فأجاب : لقد جئت من الأندلس لأراك .. لا لأرى الفيل !! . فقال مالك : بارك الله فيك ، فمثلك يكون له شأن.
وفعلاً أصبح هذا التلميذ أحد رواة الإمام مالك المعروفين .!! فكم منا من يترك جلسات العائلة في المساء ، ليخرج مفتشا عن أمثال ذلك "الفيل"؟
عندما تلتقي الأسرة في المساء ، ويجتمع الشمل في ظلال المحبة والوفاء ، وتهفو القلوب إلى خالق الأرض والسماء.. عندئذ يحلو المساء !..
كم من الناس من يبحث عن السعادة خارج بيته ، في حديقة الغرباء ، وينسى أن السعادة تكمن في بيته مع أهله وأولاده. لماذا نجد بعض الشباب أو الأزواج يخرج من بيته في كل مساء مع "شلته" أو أصحابه ، ولا يعود إلى بيته إلا بعد منتصف الليل ؟
لماذا تفككت البيوت وتشتت الأسر ؟ لماذا تفرق الشمل ، وتشعبت المشارب والآراء ؟! تعالوا نسأل أنفسنا : هل من الناس من لم يعط أبناءه "اللقاحات" التي ينصح بها الأطباء ؟
ولكن هل حقاً أعطينا أبناءنا "لقاحات" إيمانية لمواجهة تحديات الحياة ؟ هل جلسنا مع أبنائنا وبناتنا في كل يوم ولو لدقائق معدودات ، يكون فيها حديث من القلب إلى القلب.. حوار هادئ ، ونقاش لما يعكر صفوهم.. ويدور بخلدهم ؟
هل ربطنا أبناءنا بأصدقاء طيبين تطمئن إليهم عندما يخرج معهم ابنك ؟ وهل عرفت الأم صديقات ابنتها ومع من تخرج ؟
هل أرشدنا أبناءنا إلى البرامج النافعة في القنوات الفضائية الهادفة أو إلى كتاب مفيد نلقيه بين أيديهم من حين إلى حين ؟
قد يقول أحدهم : في أسرتي خلاف بين الأبوين أو بين الأخ وأخيه.. فأين يكون اللقاء ؟ ويقول آخر : أسرتي لا تفهمني.. هم في وادٍ وأنا في واد ، ويستحيل أن يكون بيننا لقاء ..!! ويقول ثالث : أنا ملتزم وأهلي منحرفون غير مهتدين ، فكيف ألتقي بهم ؟!
تعالوا يا إخوتي الكرام نتقارب ونتحابب ويفهم بعضنا بعضاً ، نفتش عما يجمع بيننا وندع جانبا ما نختلف فيه.
تعالوا نصفي القلوب من الضغائن والأحقاد ونستمع إلى وجهات نظر الآخرين ونحاورهم بهدوء واحترام ونناقشهم بأدب والتزام.. اجعل إخوتك لك أصدقاء ، فهم معك في المستقبل إن واجهتك المحن والشدائد لا سمح الله.
إذا اختلفتَ مع والديك ، فلا تتشبث برأيك وتسفّه رأيهما.. تذكر أنهما يعملان لمصلحتك.. فأطعهما ، فرضاهما طريق إلى رضا الله تعالى.
ولا تحسبن أن والديك ُخلقا من أجل تحقيق آمالك وأحلامك ، فعليهما مسؤوليات كبيرة تجاه العمل والبيت.. ولا تكن أنانياً ، آثر إخوتك على نفسك ما استطعت ، وكن كريما عطوفا على من هو أصغر منك !!.
إذا كان ما حولك لا يبعث على السعادة والرضا ، فكن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم.. فحياة الإنسان لا تقاس بعدد السنين التي عاشها ، إنما بما قدّم في هذه الحياة بالبصمات التي تركها وبما قام من عمل جليل والذكر الحسن ، بأعمال الخير التي أسهم فيها في حياته.
همسة في أذن الأب.. لا تفرض آراءك على زوجتك وأولادك ولا تكن الأب المستبد برأيه وإن كان على خطأ فاضح .!!
لا تدع الهموم التي تعانيها خارج بيتك تتسرب إلى داخل أسرتك.. فتتراكم مع هموم أخرى داخل البيت.. لا تقارن حياتك بحياة صديق أو قريب ثري تظن أنه يتمتع بسعادة أكثر منك ، ولكن قارنها بحياة من يقاسي من المشاكل والأزمات التي لا تعرفها حياتك .!
لا تنس الإبتسامة في معظم الأحوال فهي كلمة معروف من غير حروف وهي رسول القلوب إلى القلوب وهي مدعاة للود والحب والوفاء.. وما أجمل أن نقضي الكثير من الأمسيات في أكناف العائلة وعلى بساط المحبة والصفاء !!.
لا شك أن للأقرباء نصيب وللأصدقاء المخلصين نصيب ، وللمعلمين والمربين نصيب ، فأعط كل ذي حق حقه.
فحمداً لك يا إلهي ، فالفضل منك وإليك .. لانحصي ثناء عليك... "رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين".