عندما يكون السند ظلا ..!

white ro0oz

مراقبه عامه
إنضم
24 يونيو 2015
المشاركات
28,528
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
*واستند على ظله*

الحياة مليئة بالأمور والأشياء التي تجعلنا نقيمها إما لصالحنا أو ضدنا، أو بين بين، هذا التقييم نابع من عناصر عديدة تؤثر على حكمنا مثل الطفولة والتربية والخبرات والتجارب والأفكار والمعرفة، وغيرها. فما تراه جميلاً قد يراه غيرك غير كذلك.

تشرق الشمس على كل ما على وجه الأرض، فتمنح كل ما عرض عليها لوناً ذهبياً ولمعة تعكس درجة لمعانه، فتظهر الأشياء على حقيقتها، فالجميل يبقى جميلا وقد يحلو أكثر، والقبيح يبقى كذلك، وقد تمنحه لمسة من جمال قد لا تراها أنت، ولكن تلتقطعها عدسة المصور.

مع ذلك الضوء تمنح الشمس الأشياء صديقاً يلازمها بظهورها، إنها تمنحه ظله، ولكي لا يمل منه جعلته متغيراً بتغير حركتها. يبقى الظل معك يحاكي حركاته وتصرفاته وقد تلعب معه فيسليك عند ضيقك أو فرحك.

يضفي هذا الظل للأشياء جمالاً لا يلحظ فنية جماله وروعته إلا عدسة مصور هاوٍ أو محترف. فترى مزيجاً يحمل الألوان ومع السواد، فتارة يظهر سواد الظل طويلاً وتارة قصيراً وتارة يعادل أطوال الأشياء.

من سمات الظل أنه لا يظهر من عيوبك وجمالك إلا القليل، بما يتعلق بالحجم والشكل الخارجي الذي تعمل على تغييره بحركات معينة، فتراه أحياناً جميلاً وأحياناً غير ذلك. ومن سماته الأخرى والأقوى أنه يختفي عندما تحتاجه في ليلك أو في عزلتك الخاصة. فهو لا يظهر إلا بوجود مساعد اسمه الضوء، وإن ظهر لا يمكن لمسه أو الإحساس بوجود، خاصة إذا أردت احتضانه والإحساس بمشاعره تجاهك.

هناك من البشر من يكون شبيه الظل، تسعد بوجوده، ويفرحك أنه معك وحولك، ولكن عندما تريد الاستناد عليه تقع أرضاً، فتصطدم بواقع مؤلم أن من كنت تعتبره نصفك الآخر تخلى عنك عندما أردت أن تريح كاهلك، تريح جسدك، تريح فكرك ومشاعرك.

استيقظ واكتفي بظل شجرة تقيك الحر، واحذر ظل الاعتماد على ظلك، لكيلا تجد نفسك مكسوراً تحت مشاعر الوهم، تحت مشاعر الوعود، تحت مشاعر المحبة العابرة، والصداقة غير الحقيقية.