>>> غدر امرأة ،،

إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0



روي في إحدى الأساطير اليونانية عن حكيم من حكماء اليونان كان يحب زوجته حبا ملك عليه قلبه وعقله ، ولكن قد كان يمازج هناءه معها شقاء مستقبل يسوق إلى نفسه الخوف من أن تدور الأيام دورتها فيموت ويفلت من يده ذلك القلب الذي ملأه حبا وحنانا ، وهو قلب زوجته التي أقسمت له بأنها لا تسترد هبة قلبها منه حيا أو ميتا .. فكان يطمئن إلى ذلك الوعد ويسكن كسكون الجرح تحت الماء البارد ..

وفي ليلة من الليالي المقمرة ، مر بجانب مقبرة وهو عائد إلى منزله ، فسمع صوت نحيب امرأة ، فدخل إلى المقبرة ، وإذ بامرأة جالسة امام قبر لم يجف ترابه ، تحمل مروحة بيضاء مطرزة بخيوط ذهبية ، تحرك بها يمنة ويسرة لتجفف بها تراب هذا القبر، فعجب لشأنها وتقدم نحوها ، فارتاعت حينما رأته ، فسألها من هذا الدفين وماذا تفعلين فأبت ان تجيبه ، فجلس إلى جانبها وساعدها في عملها حتى جف التراب ، فحدثته أن الدفين هو زوجها الذي مات منذ ثلاثة أيام، وهي هنا تجفف تراب قبره ، وفاء بيمين أقسمته على زوجها قبل وفاته بأن لا تتزوج بعده حتى يجف تراب قبره .. وبعد أن أنهت كلامها ، هنأها على زواجها الجديد .. ومضى سائرا متعجبا ، حزينا ومتوجسا ،سائلا نفسه : إن هذه المرأة جلست على قبر زوجها لتبكيه ، لا لتذكر عهده ، بل لتتحلل من يمين قطعته على نفسها ،،
حتى وجد نفسه على باب منزله وزوجته تستقبله ، فرأت كآبة وحزنا باديين على وجهه ، فأخبرها بما حصل معه ، فغضبت زوجته غضبا شديدا ، وسبت المرأة وشتمتها ولعنتها على فعلتها ، ونعت غدرها وخيانتها ودناءتها … ثم قالت :وأنت.. أما زال ذاك الوسواس عالقا ببالك ما دمت حيا؟
وهل تحسب أن امرأة في العالم ترضى لنفسها ما رضيته لنفسها تلك الغادرة ؟ فقال لها : إنك أقسمت لي بأن لا تتزوجي من بعدي ، فهل تفين بعهدك ؟

فقالت : نعم .. ورماني الله بكل ما يرمي الغادر إن فعلت … فاطمأن لقسمها وعاد إلى هدوئه وسكونه ..
مضى على ذلك عام ثم مرض هذا الرجل مرضا عجز به الأطباء والحكماء ، حتى أشرف على الموت ، فدعا زوجته وذكرها بوعدها وقسمها الذي أقسمته ، فما غربت شمس ذلك اليوم حتى غربت شمسه ، فأمرت أن يسجى بردائه ويترك وحده في القاعة الكبيرة المتألقة حتى تجري مراسم الدفن في اليوم الثاني ، وجلست وحدها في غرفتها تبكيه وتندبه ، وبقيت على هذه الحال حتى دخلت عليها الخادمة وأخبرتها بأن فتى من تلاميذ زوجها المرحوم ،حضر الساعة بلدته ليعوده حينما سمع بخبر مرضه ، فلما سمع بخبر وفاته صعق وخر في مكانه صعقا وإنه لا يزال صريعا عند باب المنزل لا تدري ما تصنع في أمره !!

فأمرتها ان تدخله إلى غرفة الأضياف إلى أن يستفيق .. ثم عادت إلى بكائها ..

وفي منتصف الليل ، هرعت الخادمة إليها مذعورة : رحمتك يا مولاتي ، فالفتى يكابد آلاما شديدة وعذابا مهلكا ، ولا أدري ما أفعل !!! فأهمها الأمر ، وقامت تتحامل على نفسها حتى وصلت غرفة الضيف ، فوجدته فرأته مسجى على الأريكة ، فاقتربت منه ونظرت في وجهه ، فرأت أبدع سطر خطته يد القدرة الإلهية في لوح الوجود ، فأنساها ذالك الوجه المتلألىء حزنها على الفقيد الهالك ، وعناها أمره ، فلم تترك وسيلة إلا توسلت بها إليه لكي يستفيق ، حتى استفاق ونظر إليها نظرة شكر وثناء ، فقص عليها تاريخ حياته وعرفت سيرة حياته كاملة وصلته بزوجها الراحل ، وأنه فتى غريب لا أم له ولا أب ولا زوجة ولا أحد ، فصمتت قليلا ثم أمسكت بيده وقالت : إنك قد ثكلت أستاذك وأنا ثكلت زوجي فأصبح همنا واحد ، فهل لك ان تكون عونا لي وأن أكون عونا لك على هذا الدهر الذي لم يترك لنا معينا ؟






فألم بخبيئة نفسها ، وابتسم ابتسامة الحزن والمضض وقال : من أين لي يا سيدتي أن أظفر بهذه الأمنية العظمى ؟ ، وهذا المرض الذي يفسد علي شأن حياتي وينغص عيشتي ، وقد أنذرني الطبيب باقتراب أجلي ،، فاطلبي سعادتك من غيري، لأنك من أبناء الحياة وأنا من أبناء الموت ،،
فقالت له : إنك ستعيش ، ولو كان دواؤك بين سحري ونحري ،،

فقال لها بيأس : لا يا سيدتي ، فإني عالم بدوائي ولن أجد السبيل إليه ..

فسألته وما هو دواؤك ؟
فأجاب : لقد حدثني الطبيب في أن شفائي لا يكون إلا إن أكلت دماغ ميت ليومه ، ومادام ذلك يعجزني ، فلا دواء لي ولا شفاء ..
فشحب وجهها وارتعدت وأطرقت إطراقة طويلة لا يعلم إلا الله ما كانت تحدث نفسها فيها ،،
ثم رفعت رأسها وقالت : كن مطمئنا فدواؤك لا يعجزني .. ثم أمرته أن يعود إلى راحته وسكونه ، ثم خرجت من الغرفة متسللة حتى وصلت إلى غرفة سلاح زوجها ، فأخذت منها فأسا قاطعة ، ثم مشت تختلس خطواتها حتى وصلت إلى قاعة الميت ، وأصدر الباب صريرا مزعجا جمدت على إثره في مكانها رعبا وخوفا ، ثم تأكدت من خلو القاعة من الجميع ، ودنت من السرير ، ورفعت الفأس لتضرب به رأس زوجها الذي عاهدته ألا تتزوج من بعده ، فما كادت تهوي بها ، حتى رأت الميت فاتحا عيناه ينظر إليها ، فسقطت الفأس من يدها ، فسمعت حركة وراءها فرات الخادمة والضيف واقفين يضحكان ، ففهمت كل شيء ….
وهنا قال لها زوجها : أليست المروحة في يد تلك المرأة أجمل من هذه الفأس في يدك ؟
أليست التي تجفف تراب قبر زوجها بعد دفنه أفضل من التي تكسر دماغه قبل نعيه ؟
فصارت تنظر إليه نظرا غريبا ثم شهقت شهقة كانت فيها نفسها ،،




من كتاب العبرات للمنفلوطي
 

RowTow

New member
إنضم
30 يناير 2011
المشاركات
650
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
الكويت
ههه حلوه القصه

بس هالرجال كل هذا هوجاس عشان ما يبيها تتزوج من بعده. بعد خلاص الواحد أفضى لما قدم خلو العالم تعيش :eh_s(10):
 

the white heart

New member
إنضم
31 أغسطس 2010
المشاركات
581
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أمووووووت بتراب الكويت
روووووعة قصة جميلة .. أرى أن المغزى أن الإنسان لا يعرف حقيقة نفسه إلا عندما يوضع موضع الاختبار .. كما يقول الدكتور غازي القصيبي لا تظن نفسك عفيفا شريفا إن لم تعرض عليك مارلين مونرو نفسها .. سلمت يداك رحيل المرافئ
 
إنضم
14 سبتمبر 2009
المشاركات
3,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
حبيبتي الكويت
حتى وجد نفسه على باب منزله وزوجته تستقبله ، فرأت كآبة وحزنا باديين على وجهه ، فأخبرها بما حصل معه ، فغضبت زوجته غضبا شديدا ، وسبت المرأة وشتمتها ولعنتها على فعلتها ، ونعت غدرها وخيانتها ودناءتها

المشكلة أكثر الناس جذي ينتقدون غيرهم بكل سهوله بس لما ينحطون بنفس الموقف يتصرفون مثلهم أو أسوء منهم

مشكورة



،
 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
روتو
للاسف هذا هاجس المرأة والرجل معا الرجل مايبيها تتزوج بعده والمرأة ماتبيه يتزوج عقبها
مدري شالحكمة يعني اعتبره مرض هذا
خلاص رب العالمين خذا امانته كل واحد يشوف حياته




القلب الابيض

هههههه حلوة سالفة مارلين مونرو
اتوقع لو الزوج شايفها جان نسى مرته وطوايفه



سمسومة
ايه صح وهذا المغزى من القصة ويمكن بعد تسوي
شي اكثر من صاحب المصيبة لو انحطيت مكانه مثل ماصار
هذيج تهف على القبر وهذي ساطور فرق


شكرا لمروركم العطر بنات
 

سفيره الكويت

عضوه موقوفة
إنضم
28 سبتمبر 2011
المشاركات
1,135
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ولو طلب منها جسد زوجها مقطع لفعلت بسبيل ارضاء عشيقها الجديد...قله من هم وافين وباقين على العهد..!
 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
قسى قلبة
النور نورج والله يعافيج
وشكرا للاطراء ولولا تواصلكم ماكانت مواضيعي حلوة
شاكرة مرورج



سفيرة الكويت

العشق يعمي صاحبه ولو خيروها بين عشيقها وزوجها بتختار
عشيقها اكيد وبتفعل الافاعيل عشانه
شاكرة مرورج
 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص
ما أجمل القراء الذين يشاركون الآخرين فوائد قراءاتِهم .. وانتِ منهم رحيل ..

قصه جميلة وذات مغزى رائع .. ألف شكر


 
إنضم
5 فبراير 2012
المشاركات
24
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
جميلة القصة
وحبكتها روعة
إيه والله الانسان لا يعرف نفسه حتى يكون في موضع الاختبار
المغزى لا يقتصر فقط على اغراء الدنيا ، بل انه يتعداه لامر آبعد حينما يسيطر علينا هاجس التملك وهذا كان حال الزوج لفرط حبه ورغبته في تملك قلب زوجته فقدها
احياناً علينا ألا نشغل بالنا بالمستقبل و ما سيكون عليه الحال كثيراً
لنعش اللحظة و نستمتع بها
 

@الجوهرة@

New member
إنضم
10 يناير 2012
المشاركات
74
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
حلوة القصة ولو هو كان مكانها سوا مثلها
ماعاد في وفاء يسلمو حبوبة ع القصة
 

المهفة

New member
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
846
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
كما عودتنا رحيل المرافئ قصص ممتعه روايات هادفه ، مفاجئات
ابداع يارحيل
سلمت الايادي