فضل صيام الست من شوال

إنضم
26 يوليو 2021
المشاركات
320
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
مع انقضاء شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة، يستقبل المسلمون شهر شوال بنفحات إيمانية جديدة وفرص عظيمة للتقرب إلى الله عز وجل. ومن أبرز هذه الفرص، سنة نبوية مؤكدة تحمل في طياتها أجورًا عظيمة وبركات جليلة: فضل صيام الست من شوال.

لقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على هذه العبادة المستحبة، وبيّن فضلها العظيم بقوله: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر" (رواه مسلم). هذا الحديث النبوي الشريف يفتح أمام المسلم آفاقًا واسعة من الثواب، حيث يُضاعف أجر هذه الأيام الست ليُكتب له أجر صيام سنة كاملة.

فضل صيام الست من شوال

تكمن الحكمة في هذا الفضل العظيم في عدة جوانب. أولًا، يُعتبر صيام الست من شوال بمثابة الجبر والنقص لما قد يقع في صيام رمضان من سهو أو تقصير. فكما أن النوافل تجبر الفرائض في الصلاة، فإن صيام هذه الأيام الست يُكمل ما قد نقص من أجر صيام الفرض.

ثانيًا، يدل صيام الست من شوال على حرص المسلم على الاستمرار في الطاعة بعد انقضاء شهر رمضان، وعدم الانقطاع عن العبادة. إنها علامة على رسوخ الإيمان في القلب والرغبة الصادقة في نيل رضا الله تعالى في كل وقت وحين. فالمؤمن الحق هو الذي لا ينتهي موسمه مع انتهاء شهر الطاعة، بل يستمر في النمو الروحي والتقرب إلى الله في سائر أيامه.

ثالثًا، يحمل هذا الصيام في طياته معنى الشكر لله عز وجل على توفيقه لعبادة شهر رمضان وإتمامه على الوجه الذي يرضاه. فبصيام هذه الأيام، يُظهر المسلم امتنانه لله على هذه النعمة العظيمة ويسعى لزيادة فضله وكرمه.

فضل صيام الست من شوال

إن صيام الست من شوال ليس بالأمر الشاق، فهي ستة أيام يمكن للمسلم أن يختارها متفرقة أو متتابعة حسب استطاعته وظروفه. والأجر المترتب عليها عظيم وجليل، فضلًا عن البركة التي تحل على حياة الصائم.

فلنجتهد أيها المسلمون في اغتنام هذه الفرصة السانحة، ولنجعل من شهر شوال امتدادًا للخير والبركة التي اكتسبناها في رمضان. بصيام الست من شوال، نُعلي هممنا ونُزكي أنفسنا وننال فضلًا عظيمًا من الله الكريم المنان. إنها أيام معدودات، وأجرها مضاعف وممدود، فهل من مشمر؟