في بيتنا كاترينا ..قصة أتمنى ألا تكون..

امة الله2

New member
إنضم
3 أغسطس 2005
المشاركات
631
مستوى التفاعل
0
النقاط
0






الزمان يوم من أيام رمضان
المكان : غرفة الطعام بمنزلك
الوقت: قبل المغرب بقليل
تخيلي لو أنك على وشك الإفطار في رمضان وقد انتهيت من اعداد الطعام حسب المعتاد العصير والطعام ثم فجأة أتى اعصار متل إعصار كاترينا المياه بدأت تغمر المنزل الصرخات من حولكم عالية ..الذعر شديد ..الارتباك واضح على الجميع ..الخوف أبسط كلمة يمكن أن تصف ما في القلوب ..والان ما العمل..لابد من الهروب ..الى أين ؟لا تدرين ..ولكن الخروج من المنزل هو الحل الوحيد.وينسى الجميع الطعام و الشراب..وتسرعي الى أطفالك تأخذينهم الى أحضانك لبرهة وكأنك تودعينهم إذا ما حدث مكروه. وبسرعة تفكرين
ماذا ستأخذين معك ..الذهب.. المال ..جواز السفر..أشياء كثيرة تبادرت الى ذهنك لكن كيف تحملينها ..هناك حقيبة مجوهراتك ..نعم انها الحل الوحيد ..زوجك بدأ يصرخ مناديا إياك أن تسرعي بالرحيل ..فالمياه ترتفع بالتدريج
حتى وصلت الان الى السيقان..وتسرعي وفي يدك حقيبة الذهب وعلى رأسك حجابك ..لتجدي زوجك وأطفالك عند الباب وقد استعدوا للخروج ..وقبل خروجك تضعين بعض الطعام في كيس صغير ..كم أخذت ..لقيمات بسيطة وكم تبقى ..تبقى الكثير..وتنظرين خلفك قبل خروجك ..نظرة حزن لفراق بيتك..الاثاث والذكريات والامان.
تخرجون زوجك يحمل طفلكما الصغير وأنت تمسكين طفليك الاخرين وسط المياه المتزايدة..الكل في الشارع لاسيارات تعمل ..لا مواصلات ..الوجهة مجهولة ..فالمياه في كل مكان وهناك أصوات تدعوكم للذهب نحو الملعب الكبير..أنه بعيد لكنه الحل الوحيد .
ويمشي الجميع وسط المياه بصعوبة بالغة وأحضر بعض الاهالي بعض الالواح الخشبية ووضعوا الاطفال عليها
فالوضع خطير والموت اصبح يهدد الجميع وبصعوبة شديدة حصلت على لوح خشبي وضعت عليه أطفالك وتدفعينهم أمامك ببطء شديد ..المياه وصلت الى البطون ولم يعد طفل يستطيع الوقوف..الظلام بدأ يحل شيئا فشيئا
والشمس آثرت الرحيل وكأنها خافت أيضا من ذاك الاعصار الرهيب.
الكل يمشي أو يسبح إن صح التعبير ..الناس في فزع وكأنها القيامة ..الصرخات بدأت تزيد..ومن يسقط من الصعب أن يقوم .. أولادك أمامك يتشبثون بأطراف الخشبة وأنت تدفعينها في قوة بدأت تنهار ..وتسقط منك حقيبة المجوهرات ..وتغوص سريعا وسط الماء والظلام ..وكأن الذهب لابد أنه ذاهب عنك في يوم من الايام ..
وتبحثين عن زوجك فلا تجدينه جوارك ..تصرخين في هلع ..تنادين عليه فلا يجيب ..تنادين على طفلك الصغير
فلا يجيب ..أين ذهبوا ..كيف تركونا ..هل غرقوا ..؟؟ أسئلة كثيرة ودموع متحجرة في العيون ..زوج مفقود..ووليد
قد يموت ..إن لم يكونا فعلا في عداد الموتى . وأنت ما زلت تصارعين الموت مع طفليك ..وتصارعين معه الخوف والحزن والظلمة والمجهول .
ويبدو من بعيد ضوء الملعب الكبير..الضوء الوحيد في الفضاء ..ما زال بعيدا ..ولكن لابد من مواصلة المسير..
وفجأة تسمعين صرخات بجانبك ..إنه صوت جارتك ..تنادين عليها ..أختاه ..أين أنتي .. إنها تستغيث ..تقتربين منها ..إنها تغرق فالمياه وصلت للحلقوم وهي قصيرة القامة ..إنها تموت ويديها تطبقان على خشبة عليها رضيعها الوحيد..لا أحد يستطيع المساعدة..إنها تنطق بالشهادة وتوصيكي على الرضيع ..
وتختفي الجارة الطيبة وتصمت صرخاتها ويبقى الرضيع ..تحملينه الى جوار أطفالك ..وتمضي بهم نحو الضوء
البعيد..وأخيرا تصلون الى الملعب الكبير ..وتصعدون الى المدرجات في منأى من المياه .. أسر قليلة من الناجين..
أشتات..فزعى ..متعبون ..أطفال بلا آباء ..وآباء بلا أطفال..الجميع في ذهول ..مبللون..جياع ..خائفون..كل قد أخذ ركنا يلملم اشجانه ويلتقط أنفاسه .
وأنت هنالك تبكين زوجك وطفلك..وكأنا الله قد عوضك شيئا بذلك الرضع اليتيم ..ولتبقين مع طفليك وهذا الطفل الجديد..وحيدة ..خائفة..بلا مال ولا معين سوى الله رب العلمين.
ويجول بخاطرك حالك منذ ساعات وحالك الان ..فاليوم كنت في بيتك حيث الاثاث القاخر والطعام الوفير ..كان هنالك العصير والقمر الدين..واللحم والطيور..الفاكهة والحلوى ..الفرحة والسرور..والان ماذا تبقى لاشيء ..هل حقا يمكن أن يفقد المرء فجأة كل شيء ..ليصبح فقيرا بعد غنى ..خائفا بعد أمن..ذلة بعد عز..هل الان أصبحت فقيرة تحتاجي مساعدة المحسنين..أين هم ..إنك تتساءلين..لابد أن يدفعوا لنجدتكم..ولكن كم سيدفعون..إنهم كما كنت أنت منذ قليل..يستعدون للفطور..الطعام والشراب وصلاة التراويح..ثم التلفزيون لبعض الوقت ثم رسائل الجوال ومكالمات الهاتف ثم السحور..كم سيدفعون..متى سيفعلون..اسألي نفسك لو كنت هنالك ماذا كنت ستفعلين..متى ستبيعين قطعة من ذهبك لمنكوبي المسلمين..متى ستأكلي يوما دون لحوم ..متى ستشاركي غيرك أحزانهم ..
إنك الان وحيدة ذليلة تحتاجين نصف الدرهم ثمن أي رسالة جوال..تحتاجين الرياال ثمن أي زجاجة بيبسي..
وهذا الرضيع اليتيم كيف سيأكل وثديك ليس به حليب مثل آلاف الثكلى من نساء المسلمين..إنه يحتاج الكثير
هل فكرت من قبل أن تكفلي يتيما..هل عرفت الان معنى أن يبيت يتيما بلا طعام ..هل عرفت الان معنى الحرمان والخوف وانتظار الاحسان.إنكم تحتاجون الكثير..ولكن ماذا سكون طعامكم..وشرابكم..كيف ستعيشي بدون
تلفزيون وتلفون وجوال..أرأيت أن هناك من يعيشون فقط على هامش الحياة..إنهم ملايين المسلمين..ملايين اليتامى والمساكين.
ماذا ستطلبين من الاغنياء الان..هل هستلتمسي لهم العذر في الولائم ..هل ستسامحيهم على كل شيء كنت تفعلينه
منذ قليل..في بيتك..وسط أولادك..هل ستنتظرين زكاة الفطر أكياس من الحبوب توزع على عجل وكأنها فرض
يجب أن ينفذ دون وعي ..أم أنك ستحتاجين من يقترب منك ويسألك عن حاجتك..ويمسح على رأس أطفالك في حنان..يقدم لك قليلا من الحبوب وكثيرا من عطف القلوب.,
والان عودي الى بيتك أختي فقد انتهت قصة الطوفان لتبدأي من جديد فكيف ستكون حياتك بعد هذه التجربة القصيرة؟؟؟؟
___منقوللل _______
 

الغلاااااااكله

*عضـوة شـرف في منتديات كويتيات*
إنضم
29 سبتمبر 2004
المشاركات
14,756
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
39
مشاركة: في بيتنا كاترينا ..قصة أتمنى ألا تكون..

جزاج الله خير

وينقل .. للقصص :)

بارك الله فيج
 

أسمى حب

New member
إنضم
8 فبراير 2005
المشاركات
2,007
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مشاركة: في بيتنا كاترينا ..قصة أتمنى ألا تكون..

جزاج الله خير
 

طماشه

**عضـــوة شـــرف منتديات كويتيات**
إنضم
27 أكتوبر 2004
المشاركات
7,216
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
العمر
38
الإقامة
بيت باباتي حبيبي
مشاركة: في بيتنا كاترينا ..قصة أتمنى ألا تكون..

يزاج الله خير على القصه المعبره
 

Bint AL kuwait

New member
إنضم
30 نوفمبر 2004
المشاركات
454
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
العمر
32
مشاركة: في بيتنا كاترينا ..قصة أتمنى ألا تكون..

جزاج الله خيير حبيبتي والله تاثرت بالقصه حيييييييييييييييييييييل