قبوووووووووووووووور

حـنـيـن 20

New member
إنضم
8 يوليو 2008
المشاركات
821
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الموت مصير البشر... وهو النهاية والبداية في آن واحد (نهاية حياة فانية وبداية حياة خالدة) وطبيعة الحياة بعد الموت مرهونة بعمل الإنسان.. وعلمها عند الله... قال تعالى:»كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة»... المدثرٌ (38). والموت في مظهره توقف جسم الإنسان عن أداء وظائفه الفسيولوجية.. وفي جوهره الانتقال إلى عالم آخر (عالم خفي لا يراه إلا الموتى) وكلنا سائرون على دربه... قال تعالى:»كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون»... العنكبوت(57). والموت رحمة.. ولولاه لامتلأت الأرض وضاقت بالبشر... ولنا أن نتصور كيف يبدو العالم في ظل استمرار الحياة ووجود الأجداد وهم قابعون أمامنا وقد بلغوا من العمر عتيا!! فالموت صانع النهايات... وضع للدنيا حدودا.. وللجريمة حدودا.. وللطغيان حدودا.. وساوى بين الناس.. فلا فرق بين حاكم ومحكوم أو غني وفقير أو عالم وجاهل... فالكل أمام الموت متساوون.. فالكفن واحد والقبر واحد.
والموت يدركنا أينما كنا.. فمنا من يموت على فراشه أو في أي مكان آخر... قال تعالى: «أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة»... النساء(78).
لكن هذه الحقيقة تبدو مشوهة عند معظم الناس.. فيقولون: لو كان فلان معنا لما أدركه الموت.. أو لو أجرى المريض العملية لما مات... وهكذا.. بينما أجل الإنسان مكتوب على جبينه وملاقيه على أهون سبب «تعددت الأسباب والموت واحد»... قال تعالى:»فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ» الأعراف(34).
والإنسان كان غنيا أو فقيرا يخرج من هذه الدنيا إلى قبره كما ولدته أمه.. لا يملك منها إلا سعيه وعمله... قال تعالى:»وأن ليس للإنسان إلا ما سعى»...النجم (39)..
والسؤال: هل يشعر الإنسان بدنو أجله.. أو بلحظات الاحتضار؟.. وما حقيقة المظاهر التي تبدو على بعض الموتى أثناء غسلهم وحملهم إلى القبر... وأحيانا بعد دفنهم؟.. وهل بالفعل هناك موتى يشع منهم النور ورائحة الطيب وآخرون عكس ذلك؟.. وماذا عن عذاب القبر وأهواله.؟!. وهل أعددنا العدة لهذا اليوم – أو بالأحرى تلك اللحظة – أم أننا ضامنون البقاء أكثر؟!!