جارية و رسائل
أحبه كثيرا... أحبه بشكل لا يتصوره عقل ولا يقبله منطق، أحبه كما لم يحبه أحد، أكثر من أقاربه أصدقائه وحتى من نفسه، وصلتني رسالة منه: «كم أحب شعورك! وأحب حبك لي! ما أروعك ساتصل بك بعد ساعة سامحي انشغالي وكل ذلك سيحسم قريبا».
نعم رائعة انا لا أقول ذلك لانني انا... بل لانني أعلم جيدا كم رائعة انا، هل تعلمون لم قال لي انني رائعة؟! لانه يقولها كل يوم، ولا يجيد انتقاء الكلمات حتى انه لم يخبرني يوما انه يحبني! لكنني أثق انه يفعل... هو فقط قليل الكلام ولا يجيده كما أفعل انا، ربما لذلك رائعة انا! دوما ما كانت رسائله قصيرة جدا جدا وأكثرها اطنابا ما قرأته لكم وعادة ما تكون ردا على عشرات من رسائلي التي كم تكون طويلة، لم يصفوا خدمة الرسائل بالقصيرة، فهي ليست كذلك دوما فرسائل حبيبي هي «قصائر» ويستحيل ان تصنف رسالة من قصرها، وطول رسائلي أشبه بالمعلقات ولكنني سعيدة به أحب صمته وقصائره، وأحب هجره ووصاله، أحب غضبه ورضاه، أحبه في كل حالاته، جعلت وظيفتي في الحياة اسعاده والحرص على راحته، وعدني بلقائه قريبا، كم أشـــتاق له! وكـــم أستـــغرب صبره؟! هو يشـــتاق لـــي بكل تـــأكـــيد ولــكن مشاغله لا تسمح له بوصالي، لكنني أعشقه على كل حال.
أغمضت عيني للحظات وشعرت بنشوة حب كبير تعتريني، يا لهذا الرجل كم أصبو اليه التقطت هاتفي كتبت له: «أفصح لك، ما حوى صدري من محبة قدر ما حشى لك، ما رجوت في عمري يا سيدي، أمرا كونك سمائي وكوني أرضا لك، لو عاد بنا الزمان عهودا قديمة، لسعدت نفس حرة ان تكون مملوكتك، لكن عهد الجواري انقضى منذ أمد بعيد، ولم تعتق روحي بعد منك، في حلمي أراك مقبلا علي، فيتملكني مما رأيت فزعا، أتعوذ من رجيم قد اعتراني وقتها، لا لسوء بل خشيتي نفسا تتوق لك، تأجج الشوق مشتعلا في مهجتي، حتى دموعي من تأججه احترقت، عام بعد عام أشعل شمعتي، ولا تاتيني أبدا وأرقبها انطفأت.
ألفتك منذ نظرتك كان كل شمس طلعت علي بجانبك، فما وجدت ذلك الا أمنية لأيام مقبلة ان أكون لك هل لي برؤياك؟! لأستعيد، لحظة عانقت عيناي ما احتوتهما مقلتك.
لعلك تأتي وترسم على ثغري، ابتسامة لا تشرق برونق الا لك»!
ضغطت على «زر» ارسال، وضعت الهاتف واتجهت للمرآة لا اعلم ما بهذا الرجل من سحر؟! انه يغير كل معالمي! جمال باهر يكتسح ملامحي عندما انعم بحديثه، لو كان لكل الرجال تأثير كما يمتلك لأغلقت جميع عيادات التجميل والعناية، لان مجرد كلمة عذبة تدغدغ مسامعي بصوته الرخيم أو حتى أملا بلقاه او سماع صوته كفيلان باضفاء اشراقة وصفاء يغمراني تلهث أكثر النساء ان تحصلن عليهما، لم يقم بالاتصال كما وعدني! ولم يرد على رسالتي! يزعجني هذا الانتظار ولكنها لوعة لا اتصور حياتي دونها، طال غيابه وخشيت فراقه، مرت الأيام ثقيلة، جاء موعد لقائنا ولم يأت! ما الذي يحدث؟! ولم اختف فجأة ؟! ما هو السر؟! هل هي رسالتي؟!
أرسلت له رسالة باكية: «ما بالك يا مالك قلبي بين يديك لا ترد على عاشقة لما وطئت قدميك... يا سيدي اخبرني بما يعتريك».
جائني رده: «عزيزتي ، أقدر مشاعرك الغالية وشاكر انا لاحساسك الجميل، لكنني سيد قلبي وأطمع بقلب ملكة يحتويني، بصراحة انا لا أطمح لحب الجواري».
لوجين النشوان