يسعد أيامك بالمحبه والرضا ..
أضع بين يديكم هذا العمل المتواضع ..
أضع بين يديكم هذا العمل المتواضع ..
*قصه حقيقيه وقعت احداثها بين عام 1971 الى عام 1992 فالكويت بضبط في المحافظه الرابعه .. اعدت صياغتها وتقديمها لكم بقلمي .
ربما تجدونها جريئه بالاحداث لكنها حكاية اُناس عاشوا بيننا ومازالوا يعيشون إما على الارض او في باطنها .. أترككم مع قصة :
{{ اليس الله بكافٍ عبده }}
ظلام الغرفه وسكون الليل يبعثون فالنفس تجديد الرغبه في ندب الحظ و السخط على القسمه ...
منك لله يابوسالم ربنا على المفتري ...ا يه دي الئِسمه المهببه ..انا فين والزُلم ده منين ؟؟ياحُزني عليكي وعلى ايامك يامرفت ياحووووزني... كان هذا حديث مرفت ذات العشرون عام الصامت لنفسها وهي تتلمس وجهها المُتورم من شدة الضرب ...هذه المره اخذت المقسوم من ابو سالم لأنها اساءت تقديم الخدمه لأصحاب السكير العربيد زوجها ابوسالم .. مرفت لم تعتد على هذه السلوكيات ولم تسمع عنا قط في حدود منطقتها فالارياف المصريه ... اتت بها الاقدار للكويت لتكون الزوجه رقم 21 و كانت من ضمن 16 زوجه الحاملات لأسم زوجه بعقد رسمي وليس عرفي ..ابوسالم هذا رجل يمثل اسوء نموذج ليس فقط لأبناء القبائل انما لصنف الرجال إن لم يكن للبشريه جمعاء ..رجل قضى 50 عاماً من عمره مابين السُكْرْ والقمار وآخرها السمسره بالنساء لسد ديونه من المحرمات .. تبكي مرفت لما آلت اليه من مصير مخجل وتتمنى الموت بدل هذه العيشه المذله ...لم يمضي على قدومها للكويت سوى خمسة اشهر لكنها كانت كخمسة عقود من الاستعباد المهين لكرامتها وجسدها ...يكفيها ظلم وجبروت إمرأة ابوسالم الاولي الكويتيه (( أم سالم )) والتي صممت على ان تقرن اسمها بمقولة لارحمها الله ولاغفر لها ذنب لماتسببت به من ظلم مهول لمرفت ...لسان حال مرفت يردد : ده كتير عليا يارب كتيييييير.. وترمي بنفسها في مخدعها وهي تتمنى ان تكون هذه نومه القبر لها.
اصبح الصباح وعين مرفت لم تغمض قط من شدة الالم في بطنها وظهرها ...كانت تخشى ان تغمض عينها وتفقد ذلك الطفل القابع في احشائها ...هو كان البلسم لكل جرح يتسبب به ابوسالم ..هو كان الرادع لكل محاولة انتحار تقدم عليها مرفت ...كلما غاصت في دوامة الحزن !! ركلها بقدمه في احشاها ليقول لها انا هنا.. اريني شعاع الامل من عينيك ياماما ...تنتظر الايام والساعات ان تمر بسرعة البرق لتسمع وقع كلمة ماما ...كل ذلك يهون مقابل ذلك الامل... تدخل لارحمها الله أم لهب (( أم سالم )) على مرفت في غرفتها بعد أن فتحت الباب وافلتته بشده ليضرب بقوه بالحائط وكأنها تعطي اشاره لبدأ جوله من المصارعه الحره :
أم لهب:هااا فاختٍ بالرقاد بنت ابوها وانا اكرف واشيل واحط بالبيت... يمالج الصقه اللي يضرب اذانيج وراج ماتردين علي وانا اصيح عليج ؟؟ ماتردين جعل المه يرد بحنيورج !!
مرفت : يا ام سالم ارحميني ..وربنا ما سمعتكيش بتندهيلي ...اصلي انا تعبانه من امبارح ..ابو سالم دربني وماسبنيش الا ونا بخر دم من كل حته.
أم لهب : ايههه مقدي ٍ فيج ...جعله يكسر ظهرج يا ام الرجاجيل ...شايفج اتلفحين لربعه ياالمارجه ..ماحنا مقصرين معج بشئ عايشه بعز وماكله وشاربه ويكفيج انج متزوجه كويتي لكن عرقكم يامهات الجبن المعفن (( تقصد جبن المش )) يحن عليكم للوصاخه مع الرجال .
مرفت وهي تنشق بالبكا بسبب قوة الكلام وهي جالسه على الارض: حرااام عليكي ياشيخه ...انا عوزه الحرام !! مش ابوسالم أ ُدام عينك بيجرجرني كل ليله لصحابو ؟؟ مش كل ليله بدرب عشان انا مش عوزه اعمل حاجه تغضب ربنا ؟؟
منك لله يابوسالم ربنا على المفتري ...ا يه دي الئِسمه المهببه ..انا فين والزُلم ده منين ؟؟ياحُزني عليكي وعلى ايامك يامرفت ياحووووزني... كان هذا حديث مرفت ذات العشرون عام الصامت لنفسها وهي تتلمس وجهها المُتورم من شدة الضرب ...هذه المره اخذت المقسوم من ابو سالم لأنها اساءت تقديم الخدمه لأصحاب السكير العربيد زوجها ابوسالم .. مرفت لم تعتد على هذه السلوكيات ولم تسمع عنا قط في حدود منطقتها فالارياف المصريه ... اتت بها الاقدار للكويت لتكون الزوجه رقم 21 و كانت من ضمن 16 زوجه الحاملات لأسم زوجه بعقد رسمي وليس عرفي ..ابوسالم هذا رجل يمثل اسوء نموذج ليس فقط لأبناء القبائل انما لصنف الرجال إن لم يكن للبشريه جمعاء ..رجل قضى 50 عاماً من عمره مابين السُكْرْ والقمار وآخرها السمسره بالنساء لسد ديونه من المحرمات .. تبكي مرفت لما آلت اليه من مصير مخجل وتتمنى الموت بدل هذه العيشه المذله ...لم يمضي على قدومها للكويت سوى خمسة اشهر لكنها كانت كخمسة عقود من الاستعباد المهين لكرامتها وجسدها ...يكفيها ظلم وجبروت إمرأة ابوسالم الاولي الكويتيه (( أم سالم )) والتي صممت على ان تقرن اسمها بمقولة لارحمها الله ولاغفر لها ذنب لماتسببت به من ظلم مهول لمرفت ...لسان حال مرفت يردد : ده كتير عليا يارب كتيييييير.. وترمي بنفسها في مخدعها وهي تتمنى ان تكون هذه نومه القبر لها.
اصبح الصباح وعين مرفت لم تغمض قط من شدة الالم في بطنها وظهرها ...كانت تخشى ان تغمض عينها وتفقد ذلك الطفل القابع في احشائها ...هو كان البلسم لكل جرح يتسبب به ابوسالم ..هو كان الرادع لكل محاولة انتحار تقدم عليها مرفت ...كلما غاصت في دوامة الحزن !! ركلها بقدمه في احشاها ليقول لها انا هنا.. اريني شعاع الامل من عينيك ياماما ...تنتظر الايام والساعات ان تمر بسرعة البرق لتسمع وقع كلمة ماما ...كل ذلك يهون مقابل ذلك الامل... تدخل لارحمها الله أم لهب (( أم سالم )) على مرفت في غرفتها بعد أن فتحت الباب وافلتته بشده ليضرب بقوه بالحائط وكأنها تعطي اشاره لبدأ جوله من المصارعه الحره :
أم لهب:هااا فاختٍ بالرقاد بنت ابوها وانا اكرف واشيل واحط بالبيت... يمالج الصقه اللي يضرب اذانيج وراج ماتردين علي وانا اصيح عليج ؟؟ ماتردين جعل المه يرد بحنيورج !!
مرفت : يا ام سالم ارحميني ..وربنا ما سمعتكيش بتندهيلي ...اصلي انا تعبانه من امبارح ..ابو سالم دربني وماسبنيش الا ونا بخر دم من كل حته.
أم لهب : ايههه مقدي ٍ فيج ...جعله يكسر ظهرج يا ام الرجاجيل ...شايفج اتلفحين لربعه ياالمارجه ..ماحنا مقصرين معج بشئ عايشه بعز وماكله وشاربه ويكفيج انج متزوجه كويتي لكن عرقكم يامهات الجبن المعفن (( تقصد جبن المش )) يحن عليكم للوصاخه مع الرجال .
مرفت وهي تنشق بالبكا بسبب قوة الكلام وهي جالسه على الارض: حرااام عليكي ياشيخه ...انا عوزه الحرام !! مش ابوسالم أ ُدام عينك بيجرجرني كل ليله لصحابو ؟؟ مش كل ليله بدرب عشان انا مش عوزه اعمل حاجه تغضب ربنا ؟؟
كل ذلك كانت تعلم به ام سالم علم اليقين ...تعلم ان مرفت حالها حال باقي النساء اللآتي امتحنهن القدر بالارتباط بأبو سالم وكنه المتعه الحرام لأصحابه وبنك التسديد له والمورد المالي لها ... كانت ام لهب ترا كل شئ وتعلم عن كل الشئ ولكنها تغمض عينيها وتصم اذانها وتتناسا وجود العلي القدير من عالمها كل ذلك مقابل ان تحصل على خادمه تحت مسمى زوجه شرعيه طوال اليوم ببلاش والاهم ان تحصل على ثمن سكوتها عمى تراه.
أم لهب تصيح بأعلى صوتها : ياويـــــــــــــــــــــــلي تقولين عني انا ام الرجاجيل !! تشيلين الوصاخه منج وتحطينها فيني !! هذا جزاي اني انصحج تقومين وتدزيني على الباب وانا وحدةٍ كبر امج وعادتج ابنيتي تسوين فيني جذا ؟انا ام سالم اللي يتصلى على ثوبي من طهارتي تقولين عني هالكلام !!..ماغير الله يسامحج يابنيتي يامرفت الله يغفر لج الحرام واللعب اللي تسوينه ...الله يعينك يابوسالم على هالبلوه اللي ماهي بحاشمه اسمك ولاعبتٍ به بين ربيعك ...واكملت باقي الموشح مع دمعتين ومع حركتين تبين اصابتها بكتفها على حسب ما ادعت ان مرفت دفعتها على الباب ومرفت قابعه على الارض من هول ماشاهدت من افتراء ..كل هذا الفيلم الدرامي قامت به ام سالم من اول الدرج للطابق العلوي الى ان وصلت الدور الارضي ووقفت امام ابنها سالم بعد ان شعرت بدخوله للمنزل .... وبدأت بشحن قلب ابنها الكبير سالم على امرأة ابيه وبدأت بالبكاء والعويل وهي تردد : من وين اجيب لي رجال ياخذ حقي ؟؟ الله يرحمك يابوي كنت ماترضى علي بالظليمه الحين غديت من عقبك مطقاقه للي يسوى واللي مايسوي ...ماعندي رجال تاخذهم الحميه والغاريه على اسمهم ...الحريم الغريبات يلعبن بأسمهم بين الرجاجيل وهم راقدين على عمرهم ... ولا انا الطاهره بنت الطاهرين ينقال لي اني العب بشرفي وبأسم زوجي مع الاجناب !! ياليــــــــــــــــــتني سقطتكم دم (( كنايه عن الاجهاض ))ولاتسمعون عني ياعوالي هالكلام وماتاخذون حقي ...اتم قلب سالم الشحن على الآخر بعد هذه الجمله المفترات من امه على امرأة ابيه وانطلق كالرصاصه الحاميه الى الطابق العلوي ...يدخل على امرأة ابيه وهي الى الآن جالسه على الارض وواجمه من هول ما رأت من ام سالم ..تصحو من ذهولها وهي ترا سالم قابع فوقها وتصيح : سايئه عليك النبي ماتدربنيش .. سالم وحيات ربنـــــا انا ماعملتـــــــ.... لم تستطع اكمال جملتها ...صمتت وهي تنظر بإتساع عينيها لسالم يخلع ملابسه امامها وهو يردد : تبين اللعب !! انا اعلمج ياواطيه وشلون اللعب على اصوله ... يقترب منها بعد ان اتم خلع ثلاثة ارباع ملابسه ...ينطلق صوتها بأعلى ما أُتي من قوه : الحئــــــــــــــــوني حزبي الله ونعم الوكيل فيـــــكو ...يابن الحــــرام عاوز ترميني فنار !! ربنا ياخذ بتاري منكو ...وفي غمرة صياحها واندفاع سالم نحوها ..تدخل ريميه وساره ... كانوا كطوق نجاة سقط من السما لأنقاذ مرفت من بحر الفاحشه ... تبعد ساره اخت سالم مرفت وتقف بين سالم وامراة ابيها وهي تصيح بوجهه بكل احتقار : يانجس ياللي ماتخاف ربك ..وصلت فيك المواصل تعتدي على محارمك العن ابو هالشارب اللي بوجهك ... تكمل ساره تهزيئها ودعائها على اخيها سالم بالممر وهي تطوق مرفت بذراعيها وتأخذها لغرفتها لحمايتها من هذا الجبروت... لم يبقى بغرفة مرفت سوا سالم وريميه ...سالم ينظر لعيني ريميه المغرقه بالدموع وكأنه افاق من حلم ...اخذ يردد بصوت منصدم بعد ان عاد لرشده :الله يلعنك ياشيطان ..انا وش سويت !! ياربي عفوك ورضاك انا وش سويــــــــت ؟؟ اطلق صوته في وجه ريميه : ريميه تكفين قولي اني ما جيت الحرام معها تكفين قولي !! ...ريميه كانت تلاحظ نظرات سالم المشدوده لمرأة ابيه بكل اعجاب منذ اول يوم وطئت قدمها هذا البيت الملعون .. لم تكن ريميه غبيه او ساذجه رغم صمتها على نظراته ..كانت تريد ان تحافظ على عشها الذي يحويها هي وسالم وصغارهما ...لم تحاول ان تلفت انتباهه انها تعرف مايدور في رأسه كلما شاهد مرفت تمر امامه ..تعلم انها اصغر منها بمايقارب العشر سنين ..وتعلم ان مرفت تملك بياض بشره كلون القشطه وجمال رباني اكتمل في عينيها الكبيرتين الناعستين وقوام سمعة وصفه بحديث هامس بين سالم وامه بأنه الموت الحمر وانه سيقوم بمحادثت مرفت لتزويجه من اي واحده تمتلك مواصفاتها من مصر ولكن ذلك المشروع تم قمعه من قبل ام لهب بعد ان صاحت في وجهه بدون ان يلاحظوا وجود ريميه تسترق السمع لهم : تخسئ وتعقب ماعاد الا ذي تجيب لي عله ثانيه...يكفي الجحشه اللي عندك ...صمتت ريميه على هذا المشروع مقابل ان تكون جحشه وحيده بدون منازع في حياة هذا البغل .. أنا مالي قعده معاك بعد اليوم ..بهذه الجمله ردت ريميه على سالم وهي تهم بالخروج من الغرفه.. ارتدى سالم ملابسه على عجل ولحقها الى غرفتهم ..ابتدأ الصياح هناك باعلى درجاته وانتهى بكلمه واحده لارجعة فيها من قبل ريميه : قبل لا يمسي علينا الليل انا وعيالي وانت نكون في بيت ثاني غير هالبيت ... رضخ سالم لأوامرها بدون اي مناقشه ... ما ان قال المؤذن الله اكبر معلناً دخول وقت المغرب الا وسالم وريميه وابنائهم الخمسه منطلقين الى بيت اهل ريميه لسكن هناك لعدة ايام ريثما يجد سالم شقه يلم فيها اسرته وماء وجهه بعد فضيحته بدون عوده نهائيه لبيت ابيه حتى الزيارات منعت الى الممات...تبقى مرفت على حالها يوم ورا يوم تصارع من اجل شيئين فقط لاغير : شرفها وطفلها .
اليوم اتمت الشهر السابع من الحمل ودخلت الشهر الثامن ... يأتيها اتصال من اهلها يخبرها بأن تحضر حالاً الى مصر ..ليه يابا ؟ في حاجه حصلت ليكو؟ ... يأتيها صوت ابوها منكسر: يابنتي ربنا افتكر ممتك وليكي طولت العمر .. نغلق السماعه وتقف ودموعها كالشلال تنهمر وهي مغمضه عينيها بألم على مصيبتها الجديده .. تهزها ام لهب بوجه عابس وهي تنهرها: يالله يالله عن الدلع وش عليه هالحنفيات اللي هادتهم علينا ...يالله اخلصي روحي سوي الغدا واغسلي حوش الدبش .. كن مافي حد بالدنيا امه ولا ابوه ماتوا غيرج ...هذا انا ياعوينتي علي ابوي وامي ماتوا من مبطي ولابكيت عليهم هالبكي !! يالله ترحمنا برحمتك الحزن بالقلب ولاتنسيــــــــــ ....ابتعدت مرفت الى المطبخ بدون ان تسمع باقي اوامر حمالة الحطب ام سالم ..انزوت بالمطبخ وهي تبكي بصمت و تتم باقي اعمالها بشكل مبرمج والتي لاتنتهي الا بسقوطها على الارض اما مغمى عليها من شدة التعب او بسبب نزيف ينذر بسقوط الطفل ... يأتي الشيطان الاكبر ابوسالم من الخارج وتستلمه ام لهب لتعطيه الموجز عن احداث الفتره الصباحيه في هذا المنزل ... يهم ابوسالم بالصعود للطابق العلوي ويقف على رابع درجه وينادي بصوت حاني لم تعهده مرفت من قبل : مرفت ابوووي تعالي فوق بغيتج يالغاليه ... تسمع مرفت هذه الجمله وتنسى حزنها على امها وتختفي دموعها وتحل الدهشه على محياها : ايه ده يارب هو انا اطرشت فوداني ولا اتلحست بدماغي !! دنا بئالي تمن شهور فالبيت ده مسمعتش حتى كلمة صباح الخير ... اقووم اسمع ياغاليه !! ربنا يستر ... تحدث نفسها مرفت وهي تصعد السلم بصعوبه بسبب ثقل الحمل اولاً و حيلها المهدود من الشغل بالنهار والضرب بالليل ثانياً... تدخل على ابو سالم الغرفه وهي تردد في سرها : سلامٌ قولٌ من ربٍ رحيم ... اقعدي ياخلف ابوووي جنبي ..ابتدا حواره ابوسالم مع مرفت بهذه الجمله تمهيداً لحفلة السين والجيم والتي اسفرت نتائجها عن معرفة ابوسالم بان ام مرفت تمتلك اطيان (( اراضي زراعيه )) كبيره وعدد لابأس به من الابقار وأن الورث سيقسم بين ابنها المعاق وبناتها الثلاث من ضمنهم مرفت وابوهم ... قام من مكانه ووجه مبتسم وهو يقول لها ..انا بكره بحجز لي ولج على اول طياره تروح لمصر ..لازم نحضر مراسم الدفن هذي الغاليه ام الغاليه اللي حنا بنتعنا لها ... واعطاها ظهره وخرج بعد ان طبع قبله على رأسها ... مرفت ظلت في مكانها تقلب في رأسها هذا التغيير المفاجئ الذي سرعان ما اكتشفت سببه الا وهو املاك والدتها ... مضى اليوم وهو تتحرق شوقاً للخروج من باب البيت ورأيت الشارع الذي رأته آخر مره منذ ثمان شهور وكل الشوق كان لأم الدنيا مصر .
تصل الطائره مطار القاهره الدولي ...كان بستقبالهم ابو مرفت واختها الصغيره ... استقبال دامع من قبل اهل مرفت لشوقهم لها وحزنهم على فقد امهم ..اما مرفت فكانت دموعها تحكي قصة العذاب من الخطوة الى الالف ميل ...ياللللللللللللللله اخيراً عدت لبلدي ... تلك الترع.. تلك المزارع .. تلك الزحمه ..ذلك النيل ...ابداً لااريد فقد كل هذا مره اخرى ... التهت مرفت عن حديث زوجها وابيها مع بعض عن شؤون الدنيا ونسيت رأس اختها النائمه في حضنها وتطلعت من نافذة السياره الآيله للتساقط بسبب قدمها لكل ماتقع عليه عينها بكل حب .. تصل السياره بعد مضي 7 ساعات من السير الى بيت ابو مرفت يستقبلها الجميع بالبكاء والصياح كعادة اهل مصر القرويين في حالة الوفاة .. وينتهي بها المطاف بعد يوم مرهق من تقبل التعازي بغرفة اختها الكبيره التي لاحظت الوان قوس قزح على جسد ووجه مرفت وبدأت بالضغط عليها للتحدث عمى جرى لها فالكويت منذ ثمان شهور ... لم يستمر الضغط سوى ثواني حتى انفجرت مرفت باكيه تروي لأختها الاستعباد الجسدي والسمسره عليها من قبل ابو سالم وامراته القديمه ..تصيح بها اختها : وبعتي اللي ماحليتناش غيره (( تقصد شرفها )) ردت مرفت باكيه : لاواللهِ محدش لمس شعره من راسي الا ابو سالم ... اضمرت فطنه (( فاطمه )) الانتقام من ابوسالم واصبح الصباح واتجهت فطنه الى ابوسالم وطلبت من ابيها الحضور معهم ...كانت فطنه تعتبر سند ابوها فالحياة ...كانت رجل بجسد انثى ... تربت على انها ولد وعاشت على ذلك المنوال ...بص يابو سالم الله الله عالجد والجد الله الله عليه وزي مادخلنا بالمعروف نطلع دلوئتي بالمعروف ...رجعه للكويت مافيش وان اسمك يبقى متلبخ جنب اسم اختي كمان مافيش ودلوقتي تئوم ترمي عليها يمين الطلاق وتتكل على الله احسن ما ارمي عليك حاجه تشرحك ستومية حته فاهم ولانعيدو تاني ..حاول ابوسالم ان يفتح فمه بالكلام لكن فطنه التي سلمها الاب الخيط والمخيط منذ زمن بعيد اتجهة لغرفة الاب واخرجت السلاح ووجهة لصدر ابو سالم وهي تصيح يامرفت بت يامرفت تعالي ..اتت مرفت وهي مصدومه ...صاحت فطنه في ابوسالم يالللله قول اللي اتفقنا عليه ولا... شعر ابوسالم بالخطر وقرر ان ينقذ حياته ويفر بها بعد رمى يمين الطلاق على مرفت بحضورها وحضور اخواتها وابيها وبعض من جيرانهم الذين اجتمعوا بالبيت لتكملت ايام الحداد ..
رجع ابو سالم الكويت ولم يلبث الا وعاد على مجونه القديم ناسياً مرفت وابنه الذي لم يرى النور ولكن المجون هذه المره بجنسيه جديده ((جنسيه هنديه)) ...تمر الايام ويرن جرس الهاتف معلناً عن وصول ابن ابوسالم الجديد الى الدنيا ..راشد هكذا امر ابوسالم ان تتم تسمية هذا الطفل بهذا الاسم على شرط ان يرسل لأبو مرفت كل شهر 70 دينار تكاليف مصاريف معيشة راشد ... سارت الامور على ما يرام من جهة مرفت وطفلها راشد الذي بقية اسابيع قليله ويتم عامه السادس وهو لم يرى والده قط ...لكن الامور كانت بأسوء حالتها عند ابو سالم وزوجته فقد كثرت ديونه وقرر بيع بيته الكبير والسكن في بيت في مناطق السكن المحدود .. وترجع ام لهب على عادتها القديمه وتبدأ بحشو رأس ابوسالم بأفكار شيطانيه تستحق عليها قول الله جل جلاله : {{إن كيدهن لعظيم }} ..نعم هذه المره كيدها اتجه لراشد الذي لم تعرفه سوا بالاسم ... يابوسالم وراك غادي لعبتٍ بيد المصيريه وابوها !! قاصين عليك كل شهر يلهفون منك 70 دينار وانت ساكت !! انت تخبر جارتنا ام سعد المصريه تقول سبعين دينار تشتري فيهم بيت هناك ...وانت ياعوينتي على نياتك تطرش لهم اول بأول وماتدري انهم الحين ياخذون منهم بس خمس دنانير لولدك والباقي فبطونهم ...ايه تلقاهم الحين يتمتعون بالخير ويترفلون بالنعمه وانت ذابحتك الديون ولاحدٍ فيهم نشاد عنك ... كانت هذه بداية الخطه التي رسمتها ام سالم لفتح الباب مع ابوسالم وقد تم لها ذلك واعطته المخطط الكامل ... يتصل ابو سالم بأهل مرفت ليعلمهم بوصوله بعد عدة اسابيع وذلك لأتمام اجراءات الاوراق الرسميه لراشد...يستقبله بالمطار ابو مرفت وراشد ...يتفاجأ ابو مرفت بشكل ابوسالم ..لحيه كثيفه ..ثوب قصير ... غتره بدون عقال .. اسم الله لايفتر من لسانه !! ..مشاءالله ايه ده يابوسالم هو انته التزمت؟؟ يرد ابوسالم : الحمدلله حجيت واعتمرت والله هداني وانا الحين باغين ٍ اعوض ولدي عن كل اللي صار له والله يغفر لي زلاتي ..وسيح له كم دمعه على خده عشان يضبط الدور .. ابومرفت : الحمد ليك يارب ...الحمدلله يابوسالم ربنا بيحيبك اوي عشان كده هداك لنفسك ولولادك .. ايه يابومرفت انا بسكن بالفندق لحد ما ننتهي من اجراءات اوراق ولدي راشد للجواز الخاص بالسفر .. ابوسالم كان يخطط ان يطير براشد من مصر الى الكويت بحجة ان الاوراق المتبقيه لايمكن استكمالها الا بموافقة وزراة الداخليه التي يعمل بها شرطي من سنة السبله وبحضور الابن شخصياً للتأكيد على صلة القرابه...وقد سارت الخطه حسبما اراد وانطلت الكذبه على مرفت وابوها بعد اخذ العهود عليه والمواثيق بعدم ايذاء راشد وارجاعه لحضن امه بأسرع وقت ... وكان رده عليهم : هذا ولدي حشاشة جوفي وانا رجال قد ضربت المصحف قدامكم اني ارده لكم بس تتم الاجراءات ....وطار راشد الى بلده الكويت ..وابتدأ ملامح ابوسالم وام سالم تخرج على طبيعتها المعتاده ..طبيعة الشر والفساد ... عاش راشد بينهم ولم تكن هناك يد حانيه تطبطب على ظهره وتمسح رأسه سوى يد ساره ...تلك الأخت الملائكيه التي كانت الحارس الملائكي لأمه طوال الثمانية اشهر قبل ست سنوات وهاهي تعيد نفس الدور مع اخيها الذي خرج للحياة بوجه نسخه طبق الاصل عن وجه امه مرفت وذلك مازاد الغل في قلب ام سالم ...يمر الاسبوع بعد الاسبوع وجواب ابوسالم لمرفت كل ما سألت عن ابنها بالهاتف : ابشري كلها حديدٍ سهل ويرجع لج رشوودي بالسلامه الى ان اتى ذلك اليوم الذي اتم فيه ابوسالم بيعة البيت والانتقال لبيت اصغر وانقطعت الاتصالات بين مرفت وابنها الى الابد فهي لاتعرف سوا اسم زوجها الثلاثي والمنطقه التي يسكن بها ورقم هاتف المنزل فقط لاغير... عاش راشد فالكويت بين القسوه والرحمه وبين الكلام المخنز الذي يسمعه من امرأة ابيه بأن والدته زانيه وانه ابن زني وبين تكذيب ساره لكل هذا الكلام له ...تربي راشد وبروحه غصه على امه وعلى حاله وحال ابيه واخوانه .. تحدث كارثة الغزو العراقي على الكويت يخرج ابوسالم وافراد اسرته الى المملكه العربيه السعوديه ..ولم تمضى ثلاث شهور الا وابوسالم ميت بسبب اصطدامه بشاحنة نقل بري في طريق ابو حدريه بعد تعاطيه المسكرات ... ويتم الله نعمته على الكويت وتتحرر من الغزو العراقي الغاشم ويرجع راشد وافراد الاسره الى الكويت بقيادة اخيهم الهادئ مشعل الذي يلي ساره بالترتيب ..تنظر له ساره بعين عطف الاخت وقلبها ينبض بالحب لهذا الشاب الساجد شكراً لله عند بوابة النويصيب بعد ان دخلوا اراضي الكويت ... تهمس بداخلها ياربي تحفظ لي شبابك واشوفك تلعب بالسيف وانت معرس ياراشد ..راشد في هذه اللحظه يبلغ من العمر عشرون عام قضى منها اربعة عشر سنه بالقرب من ساره ... بعد عام من هذا الموقف تحقق لساره ماارادت وتمت خطبت ابنت احد معارفهم لراشد وحدد العرس بعد سنه حتى تتم البنت اكمال دراستها الثانويه .
تصل الى مطار الكويت تلك الشابه المصريه البالغه من العمر 29 عاماً .. تصدم من الجو الملوث والظلام الدامس بالكويت على الرغم من وصولها في فترة الظهيره الا ان الجو يوحي بمنتصف الليل بسبب السواد النفطي الذي اتشحت به سماء الكويت ... تعرفت على اسره كويتيه اثناء الغزو العراقي في مصر وتعاملت معهم واعجبت بها وبشطارتها ام نواف صاحبة شركة تجميل تمتلك صالونات لابأس بها فالكويت ..تقرر ان تستقدمها للعمل فالكويت وتوافق بدون اي تردد...قضت الشابه فترتها التجريبيه الاولي فالعمل بجد ونشاط وايضاً التعرف على اكبر قدر ممكن من الزبائن .. لسانها الذي يقطر شهداً بالحديث وخفة ظلها وحلاوة تقاسيمها جذبت كل من ينظر لها ..من ضمن من تعرفت عليهم كانت ام مزيد مصريه متزوجه من كويتي قبلي منذ اكثر من 30 عام وهذه المرأه كانت مفتاحها لدخول في عالم النساء المصريات المرتبطات بكويتيين ... تعيش الشابه نصف يومها بالصالون والباقي بين السكن وبين ام مزيد وعالمها ... اذا دخلت بيت ام مزيد في مناطق السكن المحدود تشعر بانك وضعت قدمك بالخطأ في السفاره المصريه ...بيتها يعج بالنساء المصريات الشريفات فقط حيث ان ام مزيد امرأه متدينه ولاتقبل ان تمس سمعتها او سمعة كل من يطأ بيتها بأي كلمه سوء ... تلتقي الشابه بالعديد من الوجوه المصريه القابعه تحت الملابس البدويه من رأسها الى اخمص قدمها كل مابها ينطق بدوي الا السنتهن فإذا تحدثن لاشعورياً تبتسم في اندر الاحيان وغالباً تنفجر ضاحكاً على مكس اللفظ البدوي مع المصري ..كأنك ترا نسخ ابله عطيات منتشره في هذا البيت ... يجتمعون في احد الايام في بيت ام مزيد وهم يتحدثون عن قرب موعد زفاف نوره ابنت فوزيه الاسكندرانيه جارتهم ...نوره هي الفتاة التي تم اختيارها لراشد وستزف اليه بعد اقل من شهر .. تطلب الشابه ام مزيد بلسانها العسل : يا ام مزيد وحياة النبي نفسي اشوف عرس كوايته خوديني معاكي ...ترد عليها ام مزيد : يوووه هو انتي عاوزه عوزومه ياوليّه !! دانتي لو ماحدرتيش العرس مين اللي حيحدر ..وتقفز الشابه على ام مزيد وهي تقبل رأسها وكل بقعه في وجهها وهي تصيح : ربنا يخليكي ليا ياحاجه... تستأذن الشابه من صاحبة الصالون بأجازه ليوم واحد فقط وذلك لحضور العرس وتوافق لها ام نواف ..تذهب الشابه مع ام مزيد لصالة الافراح بعد ان اشترطت عليها ان ترتدي عباءه ولفه وبرقع ... لم ترفض الشابه ولم تجادل لأنها تعلم ان ام مزيد ادرى بمصلحتها ... تدخل العرس وتتبهر مما رأت على الرغم من امكانيات العرس البسيطه بالنسبه لنا الا انها كانت بنظر الشابه شئ لامثيل له .. يبدأ العرس وتشاهد الرقص بجميع انواعه وتندمج مع المحيطين بها ..وتدخل نوره القاعه وتزف الى الكوشه وتبدأ الشابه بالاسئله لأم مزيد : حاجه هوليه العريس مادخلش مع العروسه؟؟ تجيبها ام مزيد وعيناها تنمان عن ضحكه من تحت البرقع : يالااااااااااااااااااهوي عوزه الراجل يخش على النسوان وهمه كدا ؟ يابت مابيصحش عند الكوايته .. وتعلوا اصوات الطقاقه بالاغاني الواحده تلو الاخري وتلتفت الشابه وتسأل ام مزيد مره اخري : الابحق يام مزيد هو العريس اهلوا فين؟ ترد عليها ام مزيد : اهوم هناك بوصي دي مرات اخوه ودي ام فستان نيلي اخته الكبيره ..يووه معرفش البائي راحوا فين اصلي مالياش سابق معرفه فيهم ... انتي مش فكره قبل كم شهر لما روحنا بيت ام سالم مع ام نوره نزور المره المشلوله وقلت لك ده بيت اهل قوز نوره ؟؟ .. تسرح الشابه وهي تتذكر تفاصيل ذلك اليوم ...نعم هي تذكر ذلك اليوم الذي دخلت فيه بيت ابو سالم وشعرت بنقباض في صدرها .. شعرت بالكره الشديد لتلك المرأه المشلوله التي لم يستطيعوا الدخول لغرفتها واكتفوا بالسلام عليها من عند الباب وذلك بسبب رائحة جسدها المشلول الذي تنبعث منه روائح تسم الجسد وذلك لنومها فتره طويله فالسرير بسبب شللها الكامل اثر تزحلقها على السلم وكسر رقبتها وفقدها الحركه لكل جزء من جسدها ماعدا عينها التي تفر يمين وشمال .. تذكر كيف شعرت بقلبها يخفق بسرعه عند مرور راشد بالحوش وسماعها لصوته ينادي ساره يريدها بسرعه .. ظلت طوال الايام التي تلت تلك الزياره تحاول ان تجد تفسير لكل هذا الكره لهذا البيت وكل هذا الحب لهذا الشاب الذي لم تراه الى الآن ... تفيق الشابه من حلم السرحان على صوت ام مزيد : بسم الله الله اكبر بوصي على العريس وشوه ولا فلقة البدر .. لم تستطع الشابه النظر بأمعان بسبب حوسة الحريم على الرغم من جلوسها هي وام مزيد بالكراسي المحاذيه للكوشه من جهة العريس ...يهدأ الكل في مكانه وتستمر الاغاني ولكن بدون رقص .. وتحين التفاته من العريس اتجاه ام مزيد والشابه وتلتقي اعين راشد والشابه مع بعض ..يرد راشد بصره بسرعه الى الكوشه لكن الشابه قفزت من مكانها واقفه وهي ترتجف ... تجرها ام مزيد : مالك يابت اتنفدتي كده زي المئروصه ؟؟ ..ترد الشابه : ام مزيد العريس اسمه ايه ؟ أم مزيد :راشد .... الشابه :وامه من الكوايته ؟؟ ام مزيد : لااا امه مصريه .. اسمها ايه؟ ام مزيد : مش فاكره يمكن اسمها مرفت .... تدور الدنيا برأس الشابه ...معقوله هو راشد !! معقوله !! تطير الشابه بين النساء الى الكوشه وام مزيد تحاول ان تمنعها ولكن فات الاوان فالشابه وصلت للعروس وسلمت عليها ووقفت امام العريس :
مبروك يابني ..يرد راشد وعينه بالارض احتراماً لها : الله يبارك فيج ياخاله ماقصرتي ..
تنظر الشابه لوجهه بتمعن ..هذه الأعين انا اعرفها تشبه أعين فقدتها منذ زمن .تمعن النظر اكثر تبحث عن اثر جرح في خده اليمين ..وتجده في مكانه .. هذا الجرح كان بسبب الساقيه بعد ان ارتطم بها وهو صغير وتمت خياطته على يد طبيب القريه ..
مش فاكرني ياظنايه ؟ يرفع راشد عينه وينظر لتلك المرأه المبرقعه امامه وهو مشوش التفكير ...هذا الصوت كأني اعرفه .. لسه ماعرفتنيش يارُشدي بالمصري وراشد بالكوايته ..لم تكمل كلامها الا وهو يصيح بعد أن وقف على حيله :
خاله وداد !! ...ترد الشابه :ايوه ياحبة عيني انا خلتك وداد ..كل المتواجدين التموا ليروا من هي تلك الشابه التي بدأ راشد بحضنها وتقبيلها على رأسها ويدها ووجهها والدموع تفر من عيونه وهو يقول ياحي هالزول ياحي هالريحه وانا صادق .. يلتفت لعروسه وهو يقول شوفي ياوجه السعد هذي خالتي وداد اخت امي ..وربي ان وجهج وجه خير علي ..انتشر الخبر ليس فقط في صالة العرس انما وصل الخبر فدقائق معدوده الى اغلب المعارف ... راشد لقى خالته بعرسه .. ومضت ليلته بكل فرح حتى الدموع التي سكبت من قبل المدعويين كانت دموع فرح لهذا اللقاء ... الا دموع وداد كانت دموع حزن غلفتها بالفرح حتى لاتفسد ليلته .. مضى اسبوع على زفافه وراشد لايعرف على اي غيمه بالسما يجلس من السعاده التي تغمره ..كان كل نصف ساعه يتصل بخالته طوال الاسبوع ..يحادثها عن تفاصيل 15 عام قضاها بعيداً عنهم ..هي وجده وخالته وخاله و ... امه ... خاله وداد عطيني رقم البيت بكلم امي ماصارت وانا اقول لج عطيني وانتي تقولين بكره بعده ... ترد وداد وهي تحمدالله انها ترد عليه بالهاتف وإلا شاهد الحزن يدفع بأمواج الدمع في عينيها : يابني بلاش زن ...عارف مش انته ناوي تروح شهر العسل لمصر مع عروستك ؟ انا حنزل معاكوا ونروح نشوف ممتك .. وانتفقوا على هذا الشئ بعد ان استماتت بأقناع راشد الذي اصر ان يحدثها اولاً فالشوق مزق قلبه لأمه ... يسافر راشد وعروسته وخالته ... ما ان تطئ اقدامهم ارض هبة النيل حتى يقول الحين ابي اشوف امي قبل كل شئ .. تنطلق سيارة التاكسي بهم الى الارياف الي بيت جده الذي علم راشد وهو بطريقه الى امه بان جده وخاله وافتهم المنيه ..وخالته فطنه اتاها عريس بالقاهره ..وامه بقيت هنا .. تشير وداد الى مكان اختها مرفت وهي تقول لسائق التاكسي : احود يمين واستنانه شويه .. تنزل هي وراشد وعروسه وهي تشير الى هذا السور وهي تقول ممتك هنا ياظنايه وهي تبكي ..يدخل راشد بخطى متثاقله ونفسه بالكاد يجره لرئته ...ويلتفت لليسار ويجد امه قابعه هناك يسير لها وهو يبكي بكاء الطفل بصوت متقطع وهو يهمس وحشتيني ..ويرمي كل ثقل جسده بحضن امه البارد فقد كانت امه في حضن القبر راقده منذ ان فارقته..,~
أم لهب تصيح بأعلى صوتها : ياويـــــــــــــــــــــــلي تقولين عني انا ام الرجاجيل !! تشيلين الوصاخه منج وتحطينها فيني !! هذا جزاي اني انصحج تقومين وتدزيني على الباب وانا وحدةٍ كبر امج وعادتج ابنيتي تسوين فيني جذا ؟انا ام سالم اللي يتصلى على ثوبي من طهارتي تقولين عني هالكلام !!..ماغير الله يسامحج يابنيتي يامرفت الله يغفر لج الحرام واللعب اللي تسوينه ...الله يعينك يابوسالم على هالبلوه اللي ماهي بحاشمه اسمك ولاعبتٍ به بين ربيعك ...واكملت باقي الموشح مع دمعتين ومع حركتين تبين اصابتها بكتفها على حسب ما ادعت ان مرفت دفعتها على الباب ومرفت قابعه على الارض من هول ماشاهدت من افتراء ..كل هذا الفيلم الدرامي قامت به ام سالم من اول الدرج للطابق العلوي الى ان وصلت الدور الارضي ووقفت امام ابنها سالم بعد ان شعرت بدخوله للمنزل .... وبدأت بشحن قلب ابنها الكبير سالم على امرأة ابيه وبدأت بالبكاء والعويل وهي تردد : من وين اجيب لي رجال ياخذ حقي ؟؟ الله يرحمك يابوي كنت ماترضى علي بالظليمه الحين غديت من عقبك مطقاقه للي يسوى واللي مايسوي ...ماعندي رجال تاخذهم الحميه والغاريه على اسمهم ...الحريم الغريبات يلعبن بأسمهم بين الرجاجيل وهم راقدين على عمرهم ... ولا انا الطاهره بنت الطاهرين ينقال لي اني العب بشرفي وبأسم زوجي مع الاجناب !! ياليــــــــــــــــــتني سقطتكم دم (( كنايه عن الاجهاض ))ولاتسمعون عني ياعوالي هالكلام وماتاخذون حقي ...اتم قلب سالم الشحن على الآخر بعد هذه الجمله المفترات من امه على امرأة ابيه وانطلق كالرصاصه الحاميه الى الطابق العلوي ...يدخل على امرأة ابيه وهي الى الآن جالسه على الارض وواجمه من هول ما رأت من ام سالم ..تصحو من ذهولها وهي ترا سالم قابع فوقها وتصيح : سايئه عليك النبي ماتدربنيش .. سالم وحيات ربنـــــا انا ماعملتـــــــ.... لم تستطع اكمال جملتها ...صمتت وهي تنظر بإتساع عينيها لسالم يخلع ملابسه امامها وهو يردد : تبين اللعب !! انا اعلمج ياواطيه وشلون اللعب على اصوله ... يقترب منها بعد ان اتم خلع ثلاثة ارباع ملابسه ...ينطلق صوتها بأعلى ما أُتي من قوه : الحئــــــــــــــــوني حزبي الله ونعم الوكيل فيـــــكو ...يابن الحــــرام عاوز ترميني فنار !! ربنا ياخذ بتاري منكو ...وفي غمرة صياحها واندفاع سالم نحوها ..تدخل ريميه وساره ... كانوا كطوق نجاة سقط من السما لأنقاذ مرفت من بحر الفاحشه ... تبعد ساره اخت سالم مرفت وتقف بين سالم وامراة ابيها وهي تصيح بوجهه بكل احتقار : يانجس ياللي ماتخاف ربك ..وصلت فيك المواصل تعتدي على محارمك العن ابو هالشارب اللي بوجهك ... تكمل ساره تهزيئها ودعائها على اخيها سالم بالممر وهي تطوق مرفت بذراعيها وتأخذها لغرفتها لحمايتها من هذا الجبروت... لم يبقى بغرفة مرفت سوا سالم وريميه ...سالم ينظر لعيني ريميه المغرقه بالدموع وكأنه افاق من حلم ...اخذ يردد بصوت منصدم بعد ان عاد لرشده :الله يلعنك ياشيطان ..انا وش سويت !! ياربي عفوك ورضاك انا وش سويــــــــت ؟؟ اطلق صوته في وجه ريميه : ريميه تكفين قولي اني ما جيت الحرام معها تكفين قولي !! ...ريميه كانت تلاحظ نظرات سالم المشدوده لمرأة ابيه بكل اعجاب منذ اول يوم وطئت قدمها هذا البيت الملعون .. لم تكن ريميه غبيه او ساذجه رغم صمتها على نظراته ..كانت تريد ان تحافظ على عشها الذي يحويها هي وسالم وصغارهما ...لم تحاول ان تلفت انتباهه انها تعرف مايدور في رأسه كلما شاهد مرفت تمر امامه ..تعلم انها اصغر منها بمايقارب العشر سنين ..وتعلم ان مرفت تملك بياض بشره كلون القشطه وجمال رباني اكتمل في عينيها الكبيرتين الناعستين وقوام سمعة وصفه بحديث هامس بين سالم وامه بأنه الموت الحمر وانه سيقوم بمحادثت مرفت لتزويجه من اي واحده تمتلك مواصفاتها من مصر ولكن ذلك المشروع تم قمعه من قبل ام لهب بعد ان صاحت في وجهه بدون ان يلاحظوا وجود ريميه تسترق السمع لهم : تخسئ وتعقب ماعاد الا ذي تجيب لي عله ثانيه...يكفي الجحشه اللي عندك ...صمتت ريميه على هذا المشروع مقابل ان تكون جحشه وحيده بدون منازع في حياة هذا البغل .. أنا مالي قعده معاك بعد اليوم ..بهذه الجمله ردت ريميه على سالم وهي تهم بالخروج من الغرفه.. ارتدى سالم ملابسه على عجل ولحقها الى غرفتهم ..ابتدأ الصياح هناك باعلى درجاته وانتهى بكلمه واحده لارجعة فيها من قبل ريميه : قبل لا يمسي علينا الليل انا وعيالي وانت نكون في بيت ثاني غير هالبيت ... رضخ سالم لأوامرها بدون اي مناقشه ... ما ان قال المؤذن الله اكبر معلناً دخول وقت المغرب الا وسالم وريميه وابنائهم الخمسه منطلقين الى بيت اهل ريميه لسكن هناك لعدة ايام ريثما يجد سالم شقه يلم فيها اسرته وماء وجهه بعد فضيحته بدون عوده نهائيه لبيت ابيه حتى الزيارات منعت الى الممات...تبقى مرفت على حالها يوم ورا يوم تصارع من اجل شيئين فقط لاغير : شرفها وطفلها .
اليوم اتمت الشهر السابع من الحمل ودخلت الشهر الثامن ... يأتيها اتصال من اهلها يخبرها بأن تحضر حالاً الى مصر ..ليه يابا ؟ في حاجه حصلت ليكو؟ ... يأتيها صوت ابوها منكسر: يابنتي ربنا افتكر ممتك وليكي طولت العمر .. نغلق السماعه وتقف ودموعها كالشلال تنهمر وهي مغمضه عينيها بألم على مصيبتها الجديده .. تهزها ام لهب بوجه عابس وهي تنهرها: يالله يالله عن الدلع وش عليه هالحنفيات اللي هادتهم علينا ...يالله اخلصي روحي سوي الغدا واغسلي حوش الدبش .. كن مافي حد بالدنيا امه ولا ابوه ماتوا غيرج ...هذا انا ياعوينتي علي ابوي وامي ماتوا من مبطي ولابكيت عليهم هالبكي !! يالله ترحمنا برحمتك الحزن بالقلب ولاتنسيــــــــــ ....ابتعدت مرفت الى المطبخ بدون ان تسمع باقي اوامر حمالة الحطب ام سالم ..انزوت بالمطبخ وهي تبكي بصمت و تتم باقي اعمالها بشكل مبرمج والتي لاتنتهي الا بسقوطها على الارض اما مغمى عليها من شدة التعب او بسبب نزيف ينذر بسقوط الطفل ... يأتي الشيطان الاكبر ابوسالم من الخارج وتستلمه ام لهب لتعطيه الموجز عن احداث الفتره الصباحيه في هذا المنزل ... يهم ابوسالم بالصعود للطابق العلوي ويقف على رابع درجه وينادي بصوت حاني لم تعهده مرفت من قبل : مرفت ابوووي تعالي فوق بغيتج يالغاليه ... تسمع مرفت هذه الجمله وتنسى حزنها على امها وتختفي دموعها وتحل الدهشه على محياها : ايه ده يارب هو انا اطرشت فوداني ولا اتلحست بدماغي !! دنا بئالي تمن شهور فالبيت ده مسمعتش حتى كلمة صباح الخير ... اقووم اسمع ياغاليه !! ربنا يستر ... تحدث نفسها مرفت وهي تصعد السلم بصعوبه بسبب ثقل الحمل اولاً و حيلها المهدود من الشغل بالنهار والضرب بالليل ثانياً... تدخل على ابو سالم الغرفه وهي تردد في سرها : سلامٌ قولٌ من ربٍ رحيم ... اقعدي ياخلف ابوووي جنبي ..ابتدا حواره ابوسالم مع مرفت بهذه الجمله تمهيداً لحفلة السين والجيم والتي اسفرت نتائجها عن معرفة ابوسالم بان ام مرفت تمتلك اطيان (( اراضي زراعيه )) كبيره وعدد لابأس به من الابقار وأن الورث سيقسم بين ابنها المعاق وبناتها الثلاث من ضمنهم مرفت وابوهم ... قام من مكانه ووجه مبتسم وهو يقول لها ..انا بكره بحجز لي ولج على اول طياره تروح لمصر ..لازم نحضر مراسم الدفن هذي الغاليه ام الغاليه اللي حنا بنتعنا لها ... واعطاها ظهره وخرج بعد ان طبع قبله على رأسها ... مرفت ظلت في مكانها تقلب في رأسها هذا التغيير المفاجئ الذي سرعان ما اكتشفت سببه الا وهو املاك والدتها ... مضى اليوم وهو تتحرق شوقاً للخروج من باب البيت ورأيت الشارع الذي رأته آخر مره منذ ثمان شهور وكل الشوق كان لأم الدنيا مصر .
تصل الطائره مطار القاهره الدولي ...كان بستقبالهم ابو مرفت واختها الصغيره ... استقبال دامع من قبل اهل مرفت لشوقهم لها وحزنهم على فقد امهم ..اما مرفت فكانت دموعها تحكي قصة العذاب من الخطوة الى الالف ميل ...ياللللللللللللللله اخيراً عدت لبلدي ... تلك الترع.. تلك المزارع .. تلك الزحمه ..ذلك النيل ...ابداً لااريد فقد كل هذا مره اخرى ... التهت مرفت عن حديث زوجها وابيها مع بعض عن شؤون الدنيا ونسيت رأس اختها النائمه في حضنها وتطلعت من نافذة السياره الآيله للتساقط بسبب قدمها لكل ماتقع عليه عينها بكل حب .. تصل السياره بعد مضي 7 ساعات من السير الى بيت ابو مرفت يستقبلها الجميع بالبكاء والصياح كعادة اهل مصر القرويين في حالة الوفاة .. وينتهي بها المطاف بعد يوم مرهق من تقبل التعازي بغرفة اختها الكبيره التي لاحظت الوان قوس قزح على جسد ووجه مرفت وبدأت بالضغط عليها للتحدث عمى جرى لها فالكويت منذ ثمان شهور ... لم يستمر الضغط سوى ثواني حتى انفجرت مرفت باكيه تروي لأختها الاستعباد الجسدي والسمسره عليها من قبل ابو سالم وامراته القديمه ..تصيح بها اختها : وبعتي اللي ماحليتناش غيره (( تقصد شرفها )) ردت مرفت باكيه : لاواللهِ محدش لمس شعره من راسي الا ابو سالم ... اضمرت فطنه (( فاطمه )) الانتقام من ابوسالم واصبح الصباح واتجهت فطنه الى ابوسالم وطلبت من ابيها الحضور معهم ...كانت فطنه تعتبر سند ابوها فالحياة ...كانت رجل بجسد انثى ... تربت على انها ولد وعاشت على ذلك المنوال ...بص يابو سالم الله الله عالجد والجد الله الله عليه وزي مادخلنا بالمعروف نطلع دلوئتي بالمعروف ...رجعه للكويت مافيش وان اسمك يبقى متلبخ جنب اسم اختي كمان مافيش ودلوقتي تئوم ترمي عليها يمين الطلاق وتتكل على الله احسن ما ارمي عليك حاجه تشرحك ستومية حته فاهم ولانعيدو تاني ..حاول ابوسالم ان يفتح فمه بالكلام لكن فطنه التي سلمها الاب الخيط والمخيط منذ زمن بعيد اتجهة لغرفة الاب واخرجت السلاح ووجهة لصدر ابو سالم وهي تصيح يامرفت بت يامرفت تعالي ..اتت مرفت وهي مصدومه ...صاحت فطنه في ابوسالم يالللله قول اللي اتفقنا عليه ولا... شعر ابوسالم بالخطر وقرر ان ينقذ حياته ويفر بها بعد رمى يمين الطلاق على مرفت بحضورها وحضور اخواتها وابيها وبعض من جيرانهم الذين اجتمعوا بالبيت لتكملت ايام الحداد ..
رجع ابو سالم الكويت ولم يلبث الا وعاد على مجونه القديم ناسياً مرفت وابنه الذي لم يرى النور ولكن المجون هذه المره بجنسيه جديده ((جنسيه هنديه)) ...تمر الايام ويرن جرس الهاتف معلناً عن وصول ابن ابوسالم الجديد الى الدنيا ..راشد هكذا امر ابوسالم ان تتم تسمية هذا الطفل بهذا الاسم على شرط ان يرسل لأبو مرفت كل شهر 70 دينار تكاليف مصاريف معيشة راشد ... سارت الامور على ما يرام من جهة مرفت وطفلها راشد الذي بقية اسابيع قليله ويتم عامه السادس وهو لم يرى والده قط ...لكن الامور كانت بأسوء حالتها عند ابو سالم وزوجته فقد كثرت ديونه وقرر بيع بيته الكبير والسكن في بيت في مناطق السكن المحدود .. وترجع ام لهب على عادتها القديمه وتبدأ بحشو رأس ابوسالم بأفكار شيطانيه تستحق عليها قول الله جل جلاله : {{إن كيدهن لعظيم }} ..نعم هذه المره كيدها اتجه لراشد الذي لم تعرفه سوا بالاسم ... يابوسالم وراك غادي لعبتٍ بيد المصيريه وابوها !! قاصين عليك كل شهر يلهفون منك 70 دينار وانت ساكت !! انت تخبر جارتنا ام سعد المصريه تقول سبعين دينار تشتري فيهم بيت هناك ...وانت ياعوينتي على نياتك تطرش لهم اول بأول وماتدري انهم الحين ياخذون منهم بس خمس دنانير لولدك والباقي فبطونهم ...ايه تلقاهم الحين يتمتعون بالخير ويترفلون بالنعمه وانت ذابحتك الديون ولاحدٍ فيهم نشاد عنك ... كانت هذه بداية الخطه التي رسمتها ام سالم لفتح الباب مع ابوسالم وقد تم لها ذلك واعطته المخطط الكامل ... يتصل ابو سالم بأهل مرفت ليعلمهم بوصوله بعد عدة اسابيع وذلك لأتمام اجراءات الاوراق الرسميه لراشد...يستقبله بالمطار ابو مرفت وراشد ...يتفاجأ ابو مرفت بشكل ابوسالم ..لحيه كثيفه ..ثوب قصير ... غتره بدون عقال .. اسم الله لايفتر من لسانه !! ..مشاءالله ايه ده يابوسالم هو انته التزمت؟؟ يرد ابوسالم : الحمدلله حجيت واعتمرت والله هداني وانا الحين باغين ٍ اعوض ولدي عن كل اللي صار له والله يغفر لي زلاتي ..وسيح له كم دمعه على خده عشان يضبط الدور .. ابومرفت : الحمد ليك يارب ...الحمدلله يابوسالم ربنا بيحيبك اوي عشان كده هداك لنفسك ولولادك .. ايه يابومرفت انا بسكن بالفندق لحد ما ننتهي من اجراءات اوراق ولدي راشد للجواز الخاص بالسفر .. ابوسالم كان يخطط ان يطير براشد من مصر الى الكويت بحجة ان الاوراق المتبقيه لايمكن استكمالها الا بموافقة وزراة الداخليه التي يعمل بها شرطي من سنة السبله وبحضور الابن شخصياً للتأكيد على صلة القرابه...وقد سارت الخطه حسبما اراد وانطلت الكذبه على مرفت وابوها بعد اخذ العهود عليه والمواثيق بعدم ايذاء راشد وارجاعه لحضن امه بأسرع وقت ... وكان رده عليهم : هذا ولدي حشاشة جوفي وانا رجال قد ضربت المصحف قدامكم اني ارده لكم بس تتم الاجراءات ....وطار راشد الى بلده الكويت ..وابتدأ ملامح ابوسالم وام سالم تخرج على طبيعتها المعتاده ..طبيعة الشر والفساد ... عاش راشد بينهم ولم تكن هناك يد حانيه تطبطب على ظهره وتمسح رأسه سوى يد ساره ...تلك الأخت الملائكيه التي كانت الحارس الملائكي لأمه طوال الثمانية اشهر قبل ست سنوات وهاهي تعيد نفس الدور مع اخيها الذي خرج للحياة بوجه نسخه طبق الاصل عن وجه امه مرفت وذلك مازاد الغل في قلب ام سالم ...يمر الاسبوع بعد الاسبوع وجواب ابوسالم لمرفت كل ما سألت عن ابنها بالهاتف : ابشري كلها حديدٍ سهل ويرجع لج رشوودي بالسلامه الى ان اتى ذلك اليوم الذي اتم فيه ابوسالم بيعة البيت والانتقال لبيت اصغر وانقطعت الاتصالات بين مرفت وابنها الى الابد فهي لاتعرف سوا اسم زوجها الثلاثي والمنطقه التي يسكن بها ورقم هاتف المنزل فقط لاغير... عاش راشد فالكويت بين القسوه والرحمه وبين الكلام المخنز الذي يسمعه من امرأة ابيه بأن والدته زانيه وانه ابن زني وبين تكذيب ساره لكل هذا الكلام له ...تربي راشد وبروحه غصه على امه وعلى حاله وحال ابيه واخوانه .. تحدث كارثة الغزو العراقي على الكويت يخرج ابوسالم وافراد اسرته الى المملكه العربيه السعوديه ..ولم تمضى ثلاث شهور الا وابوسالم ميت بسبب اصطدامه بشاحنة نقل بري في طريق ابو حدريه بعد تعاطيه المسكرات ... ويتم الله نعمته على الكويت وتتحرر من الغزو العراقي الغاشم ويرجع راشد وافراد الاسره الى الكويت بقيادة اخيهم الهادئ مشعل الذي يلي ساره بالترتيب ..تنظر له ساره بعين عطف الاخت وقلبها ينبض بالحب لهذا الشاب الساجد شكراً لله عند بوابة النويصيب بعد ان دخلوا اراضي الكويت ... تهمس بداخلها ياربي تحفظ لي شبابك واشوفك تلعب بالسيف وانت معرس ياراشد ..راشد في هذه اللحظه يبلغ من العمر عشرون عام قضى منها اربعة عشر سنه بالقرب من ساره ... بعد عام من هذا الموقف تحقق لساره ماارادت وتمت خطبت ابنت احد معارفهم لراشد وحدد العرس بعد سنه حتى تتم البنت اكمال دراستها الثانويه .
تصل الى مطار الكويت تلك الشابه المصريه البالغه من العمر 29 عاماً .. تصدم من الجو الملوث والظلام الدامس بالكويت على الرغم من وصولها في فترة الظهيره الا ان الجو يوحي بمنتصف الليل بسبب السواد النفطي الذي اتشحت به سماء الكويت ... تعرفت على اسره كويتيه اثناء الغزو العراقي في مصر وتعاملت معهم واعجبت بها وبشطارتها ام نواف صاحبة شركة تجميل تمتلك صالونات لابأس بها فالكويت ..تقرر ان تستقدمها للعمل فالكويت وتوافق بدون اي تردد...قضت الشابه فترتها التجريبيه الاولي فالعمل بجد ونشاط وايضاً التعرف على اكبر قدر ممكن من الزبائن .. لسانها الذي يقطر شهداً بالحديث وخفة ظلها وحلاوة تقاسيمها جذبت كل من ينظر لها ..من ضمن من تعرفت عليهم كانت ام مزيد مصريه متزوجه من كويتي قبلي منذ اكثر من 30 عام وهذه المرأه كانت مفتاحها لدخول في عالم النساء المصريات المرتبطات بكويتيين ... تعيش الشابه نصف يومها بالصالون والباقي بين السكن وبين ام مزيد وعالمها ... اذا دخلت بيت ام مزيد في مناطق السكن المحدود تشعر بانك وضعت قدمك بالخطأ في السفاره المصريه ...بيتها يعج بالنساء المصريات الشريفات فقط حيث ان ام مزيد امرأه متدينه ولاتقبل ان تمس سمعتها او سمعة كل من يطأ بيتها بأي كلمه سوء ... تلتقي الشابه بالعديد من الوجوه المصريه القابعه تحت الملابس البدويه من رأسها الى اخمص قدمها كل مابها ينطق بدوي الا السنتهن فإذا تحدثن لاشعورياً تبتسم في اندر الاحيان وغالباً تنفجر ضاحكاً على مكس اللفظ البدوي مع المصري ..كأنك ترا نسخ ابله عطيات منتشره في هذا البيت ... يجتمعون في احد الايام في بيت ام مزيد وهم يتحدثون عن قرب موعد زفاف نوره ابنت فوزيه الاسكندرانيه جارتهم ...نوره هي الفتاة التي تم اختيارها لراشد وستزف اليه بعد اقل من شهر .. تطلب الشابه ام مزيد بلسانها العسل : يا ام مزيد وحياة النبي نفسي اشوف عرس كوايته خوديني معاكي ...ترد عليها ام مزيد : يوووه هو انتي عاوزه عوزومه ياوليّه !! دانتي لو ماحدرتيش العرس مين اللي حيحدر ..وتقفز الشابه على ام مزيد وهي تقبل رأسها وكل بقعه في وجهها وهي تصيح : ربنا يخليكي ليا ياحاجه... تستأذن الشابه من صاحبة الصالون بأجازه ليوم واحد فقط وذلك لحضور العرس وتوافق لها ام نواف ..تذهب الشابه مع ام مزيد لصالة الافراح بعد ان اشترطت عليها ان ترتدي عباءه ولفه وبرقع ... لم ترفض الشابه ولم تجادل لأنها تعلم ان ام مزيد ادرى بمصلحتها ... تدخل العرس وتتبهر مما رأت على الرغم من امكانيات العرس البسيطه بالنسبه لنا الا انها كانت بنظر الشابه شئ لامثيل له .. يبدأ العرس وتشاهد الرقص بجميع انواعه وتندمج مع المحيطين بها ..وتدخل نوره القاعه وتزف الى الكوشه وتبدأ الشابه بالاسئله لأم مزيد : حاجه هوليه العريس مادخلش مع العروسه؟؟ تجيبها ام مزيد وعيناها تنمان عن ضحكه من تحت البرقع : يالااااااااااااااااااهوي عوزه الراجل يخش على النسوان وهمه كدا ؟ يابت مابيصحش عند الكوايته .. وتعلوا اصوات الطقاقه بالاغاني الواحده تلو الاخري وتلتفت الشابه وتسأل ام مزيد مره اخري : الابحق يام مزيد هو العريس اهلوا فين؟ ترد عليها ام مزيد : اهوم هناك بوصي دي مرات اخوه ودي ام فستان نيلي اخته الكبيره ..يووه معرفش البائي راحوا فين اصلي مالياش سابق معرفه فيهم ... انتي مش فكره قبل كم شهر لما روحنا بيت ام سالم مع ام نوره نزور المره المشلوله وقلت لك ده بيت اهل قوز نوره ؟؟ .. تسرح الشابه وهي تتذكر تفاصيل ذلك اليوم ...نعم هي تذكر ذلك اليوم الذي دخلت فيه بيت ابو سالم وشعرت بنقباض في صدرها .. شعرت بالكره الشديد لتلك المرأه المشلوله التي لم يستطيعوا الدخول لغرفتها واكتفوا بالسلام عليها من عند الباب وذلك بسبب رائحة جسدها المشلول الذي تنبعث منه روائح تسم الجسد وذلك لنومها فتره طويله فالسرير بسبب شللها الكامل اثر تزحلقها على السلم وكسر رقبتها وفقدها الحركه لكل جزء من جسدها ماعدا عينها التي تفر يمين وشمال .. تذكر كيف شعرت بقلبها يخفق بسرعه عند مرور راشد بالحوش وسماعها لصوته ينادي ساره يريدها بسرعه .. ظلت طوال الايام التي تلت تلك الزياره تحاول ان تجد تفسير لكل هذا الكره لهذا البيت وكل هذا الحب لهذا الشاب الذي لم تراه الى الآن ... تفيق الشابه من حلم السرحان على صوت ام مزيد : بسم الله الله اكبر بوصي على العريس وشوه ولا فلقة البدر .. لم تستطع الشابه النظر بأمعان بسبب حوسة الحريم على الرغم من جلوسها هي وام مزيد بالكراسي المحاذيه للكوشه من جهة العريس ...يهدأ الكل في مكانه وتستمر الاغاني ولكن بدون رقص .. وتحين التفاته من العريس اتجاه ام مزيد والشابه وتلتقي اعين راشد والشابه مع بعض ..يرد راشد بصره بسرعه الى الكوشه لكن الشابه قفزت من مكانها واقفه وهي ترتجف ... تجرها ام مزيد : مالك يابت اتنفدتي كده زي المئروصه ؟؟ ..ترد الشابه : ام مزيد العريس اسمه ايه ؟ أم مزيد :راشد .... الشابه :وامه من الكوايته ؟؟ ام مزيد : لااا امه مصريه .. اسمها ايه؟ ام مزيد : مش فاكره يمكن اسمها مرفت .... تدور الدنيا برأس الشابه ...معقوله هو راشد !! معقوله !! تطير الشابه بين النساء الى الكوشه وام مزيد تحاول ان تمنعها ولكن فات الاوان فالشابه وصلت للعروس وسلمت عليها ووقفت امام العريس :
مبروك يابني ..يرد راشد وعينه بالارض احتراماً لها : الله يبارك فيج ياخاله ماقصرتي ..
تنظر الشابه لوجهه بتمعن ..هذه الأعين انا اعرفها تشبه أعين فقدتها منذ زمن .تمعن النظر اكثر تبحث عن اثر جرح في خده اليمين ..وتجده في مكانه .. هذا الجرح كان بسبب الساقيه بعد ان ارتطم بها وهو صغير وتمت خياطته على يد طبيب القريه ..
مش فاكرني ياظنايه ؟ يرفع راشد عينه وينظر لتلك المرأه المبرقعه امامه وهو مشوش التفكير ...هذا الصوت كأني اعرفه .. لسه ماعرفتنيش يارُشدي بالمصري وراشد بالكوايته ..لم تكمل كلامها الا وهو يصيح بعد أن وقف على حيله :
خاله وداد !! ...ترد الشابه :ايوه ياحبة عيني انا خلتك وداد ..كل المتواجدين التموا ليروا من هي تلك الشابه التي بدأ راشد بحضنها وتقبيلها على رأسها ويدها ووجهها والدموع تفر من عيونه وهو يقول ياحي هالزول ياحي هالريحه وانا صادق .. يلتفت لعروسه وهو يقول شوفي ياوجه السعد هذي خالتي وداد اخت امي ..وربي ان وجهج وجه خير علي ..انتشر الخبر ليس فقط في صالة العرس انما وصل الخبر فدقائق معدوده الى اغلب المعارف ... راشد لقى خالته بعرسه .. ومضت ليلته بكل فرح حتى الدموع التي سكبت من قبل المدعويين كانت دموع فرح لهذا اللقاء ... الا دموع وداد كانت دموع حزن غلفتها بالفرح حتى لاتفسد ليلته .. مضى اسبوع على زفافه وراشد لايعرف على اي غيمه بالسما يجلس من السعاده التي تغمره ..كان كل نصف ساعه يتصل بخالته طوال الاسبوع ..يحادثها عن تفاصيل 15 عام قضاها بعيداً عنهم ..هي وجده وخالته وخاله و ... امه ... خاله وداد عطيني رقم البيت بكلم امي ماصارت وانا اقول لج عطيني وانتي تقولين بكره بعده ... ترد وداد وهي تحمدالله انها ترد عليه بالهاتف وإلا شاهد الحزن يدفع بأمواج الدمع في عينيها : يابني بلاش زن ...عارف مش انته ناوي تروح شهر العسل لمصر مع عروستك ؟ انا حنزل معاكوا ونروح نشوف ممتك .. وانتفقوا على هذا الشئ بعد ان استماتت بأقناع راشد الذي اصر ان يحدثها اولاً فالشوق مزق قلبه لأمه ... يسافر راشد وعروسته وخالته ... ما ان تطئ اقدامهم ارض هبة النيل حتى يقول الحين ابي اشوف امي قبل كل شئ .. تنطلق سيارة التاكسي بهم الى الارياف الي بيت جده الذي علم راشد وهو بطريقه الى امه بان جده وخاله وافتهم المنيه ..وخالته فطنه اتاها عريس بالقاهره ..وامه بقيت هنا .. تشير وداد الى مكان اختها مرفت وهي تقول لسائق التاكسي : احود يمين واستنانه شويه .. تنزل هي وراشد وعروسه وهي تشير الى هذا السور وهي تقول ممتك هنا ياظنايه وهي تبكي ..يدخل راشد بخطى متثاقله ونفسه بالكاد يجره لرئته ...ويلتفت لليسار ويجد امه قابعه هناك يسير لها وهو يبكي بكاء الطفل بصوت متقطع وهو يهمس وحشتيني ..ويرمي كل ثقل جسده بحضن امه البارد فقد كانت امه في حضن القبر راقده منذ ان فارقته..,~
لكم خالص الود مني والتقدير ..,}ْ~