قصمه مؤلمه حدثت في جبال ظفار واقعيه بكل فصولها..الجزء الاول

ظفاريه كول

New member
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
295
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
قصمه مؤلمه حدثت في جبال ظفار واقعيه بكل فصولها.. صاغها الكاتب احمد البرعمي .. يوجد بعض مصطلحات باللهجه الجباليه(الريف)

الوقت بعد العصر في ساحة يظللها الغمام اول الخريف بجانب ذلك الحي الريفي بدا الرجال

المزهون بلبسهم وسلاحهم بالتجمع حول أحد الشعراء يتلقون منه ابيات القصيده التي راح

يشقون بها مساكن الحي ليمروا وهم بكامل اناقتهم واسلابهم يشدون بحناجرهم الرجوليه

بزامل الهبوت في صفوف متراصه امامهم فتيان بسيوفهم البيض ,تتراقص وتتغنج بين

ايديهم حتى تكاد ان تنقسم نصفين من شدة الهز مع قفزات ( الجوب) التي تلامس

ضفائرهم من علوهم عند الارتقاء صدور السحاب, يتخاوون في فن (الرقد) امام جمع النساء

والفتيات وجميلات الحي وجيرانهم من القبايل التي اتت لتشاركهم فرحة زواج أحد أنجب

رجالهم واشهرهم والذي تزوج من فتاة كانت الاجمل بين قريناتها والاشهر بينهن ذكاء

وفطنة وكرما, كانت محبوبه من الجميع وهو ايضا كان افضل من يناسبها لمكانتها وسحرها

ودلالها , لقد احبها وأحبته واستطاع أن يفوز بها دون الجميع , حين انتهى العرس وغربت

الشمس لم تظهر النجوم تللك الليله, حيث ان السحاب الخريفي احتل السماء تلك الليله مبشرا

بحلول الخريف ذلك الفصل الذي ينتظره الناس والارض والشجر والحيوان , بدا الهدوء يحل

على تلك السكون في ذلك( الحكب) الجميل ,وقبل أن يدخل العريس بعروسه كانت العروس

الحسناء تبتسم خجلة من تعليقات بعض العجائز وتميل براسها نحو أختها التي تسرح شعرها

الغجري الريفي ذلك الشعر المتسلسل والمجعد الذي ينافس الليل في ظلامه وعتمته , ما زالت

تتلقى التهاني من صاحباتها في جوء من المرح بين أخواتها واهلها , تفرقت النساء من

حولها فجاءه دخل أخوها يحمل (صينية الرز) وتبعه أحد الفتيه حتى صاروا اربعه يحمل كل

واحد منهم (صياني الرز) و(غضار اللحم ) لقد اتوا بالعشاء قالت أختها هيا كلي بسرعه لقد

اقتربت الساعه والرجال بايجون اللحين , ارتجفت العروس وبدا الارتباك والحياء يظهر على

وجها الطفولي ولم تشعر بالجوع ابدا لقد انساها الشعور بالخجل وربشة العرس الاحساس

بالجوع , رفضت ان تشاركهن العشاء فقالت واحدة منهن كثيرة الكلام وجريئه رغم صغر

سنها ( أفسحن بيس) أتركوها ستتعشى مع حبيبها وزوجها, نظرت اليها العروس وتمنت لو

كانت رقبتها الصغيره تلك اللحظة في يدها ولكنها سكتت والتزمت الصمت لعل ان ترد عنها

إحدى صاحباتها او أخواتها ولكن الجميع كان مشغول بالاكل فالجو بارد والبنات مر عليهن

يوم متعب كانت بطونهن خاوية حيث كانن مشغولات بتجهيز العروس وترتيب اغراضها, اما

هي فلم تأكل وأكتفت بشرب كوب الحليب وانتظرت التعليمات حيث لم يكن لها الحق ان تتدخل

في التفاصيل ولا أن تسأل عن ساعة قدوم العريس فكل هذا كان من الممنوعات ومن أكبر

العيب ولم تكن بحاجه الى تعليق جديد من فاطمه صاحبة اللسان السليط, هذه الصغيره كانت

تحبها جدا اسمها فاطمة وكانت قبل زواجها لا تفارقها ابدا كانت فاطمه الصغيره تعتبر سلمى

العروس مثالها الاعلى في كل شئ كانت تلتصق بها وتقلدها وكانت العروس سلمى تحب

تواجد فاطمه حولها حيث انها تضيف لها جوء من المرح والتسليه .. فاطمة كانت جميلة

للغايه وملفته والكل كان يتوقع لها ان تكون من اجمل بنات الجبل , قالت فاطمه للعروس :

اسلمى لو كنت كبيره لما تركت لكِ سهيل تريد من سلمى أن تضحك ,, ضحكت سلمى بهدوء

وقالت: ( مار بس افوطمت , خليف هيت بون ) قالت تعالي خذي مكاني هنا , ضحكت كل

البنات وقالت إحداهن : ( مار يا بختش سهيل ) يعني يا بخته سهيل, , انهى الرجال والنساء

العشاء وغادر الضيوف والاهل مكان العرس ودعت البنات سلمى وسلمت فاطمه على وجه

العروس وقالت لها تصبحين على خير قالت لها سلمى: لا تنسي تجيني بكره قالت فاطمه:

سأتيك من الصباح ضحكت سلمى وقالت لها : لا تجين من الصباح (انكِع احسن(ذيلا) يعني

تعالي قبل الظهر بقليل و خرج الجميع وبقت العروس وحدها وسهيل صار عند الباب ينتظر

الدخول بلهفه , سلم عليه اخوتها ودعوه للدخول قال أحدهم ( جح.. أكولون دحا*قل

اتغل*ق هيك ) يعني العروس داخل بتسال عليك فضحكوا جميعا وغادروا المكان ودخل

سهيل الدار والعروس في (المغنيس) التقى المحب بحبيبته وتحقق الحلم الذي كانا ينتظرانه

منذ مدة طويله , لقد شيد لها الدار الذي يناسبها فيه من السعة ما يميزها عن غيرها من

النساء لقد شيد لها دار واسعه لتستقبل فيها الضيوف لانها كانت إمراة تحب اكرام الضيوف

وكانت محبه للجميع مثل زوجها تماما , لقد كانت دارهم ملتقى الجميع للسهر والسمر وكانت

هي كالنحلة الدؤؤب لا تكل ولا تمل بين موقد النار واباريق الشاي وصفاري الرز و اللحم ,

كان (للمفهي*ش) و (القطميم ) طعم أخر من يدين سلمى , كان للشاي طعم مخدر ومنعش

من ايدين سلمى ,, رغم جمالها وفتنتها الا انها كانت طباخة ماهرة وإمراة دار تفوق كل

المقاييس , كان ينظر اليها ويبتسم ويقول في نفسه لله درك يا زوجتي اي إمرأة انت , فداكي

باقي النساء كان يحسد نفسه على السعادة التي يعيشها مع هذه المراة الرائعه (قنديل اتيث)

قوية الشخصيه فصيحة اللسان كانت تناقش الشعراء وترد عليهم كانت تفهم كل فنون الاغاني

الريفيه بل وتجيد النانا صوتها الرخيم يطرب الجبال والطيور تجيد (الدورور) وتفهم( الدان

دون) و(النانا) يبان جمالها وروعتها حين تلبس( اطي*قت) النيل والكمكام حيث تتلاقى على

جبينها الوان الذهب والفضة وازهار البنفسج, كانت جميلة للغايه لها قامة فارعه وجسم

متناسق وممتلئ كلها أنوثة وهيبه تحار العين و العقل فيها كان سهيل يفتخر بها بين الجميع

ولانه هو ايضا مميز وله صيت بين الناس فلقد احبهم الجميع , بل كانا يتنافسان على كسب

قلوب اهلهم وجيرانهم وزوارهم ومن يمسي عندهم او يظل, كان الكل يستغرب ان يجدوا

زوجين بهذه الروح وهذا العطاء وهذا الحضور..مرت ايام الخريف بسرعه هائله كان أجمل

خريف بالنسبة لهما لم يحسا او يشعرا به ابدا شيدوا لانفسهم (مشنو) وزرعاه (دجر بذرات)

قضوا فيه أجمل الاوقات وضحكا فيه كثيرا , يعملان من الصباح حتى المساء وحين يتعب تعد

له الشاهي وتصب له استكانة من الشاي وسط الرذاذ والضباب بين غصون( السغوت) يمسح

عن وجها الطين وتزيل من خفه الشوك, انتهى الخريف وحل الصرب شهر الخير والبركات

وموسم الحصاد الكل يشبع والخيرات تحل من كل جانب (اديفر يسنود انوف) لا أحد يحتاج

لاحد ويا بخت من لديه (مشنو) حقل مليئ بسنابل الذره وقرون الدجر, بدا الحصاد وكانا معا

كالعاده , المحصول كان وفيرا والجواني الثلاثين إمتلأت كانا مجتهدين لابعد الحدود وأنجزا

عمل يقوم به اكثر من خمسة او ستة افراد كان هو رجل مجتهد وكانت هي إمرأه وعروس

إستثنائيه قضت شهرها الاول – شهر العسل – في (الدقف والمشنو ) طائعة لزوجها ومحبة

ومتفانيه , مرت الايام و الفصول والشهور ... نظر اليها مره بعد مضي سنه من زواجهم

وسألها: (عونوت وعك الن*قذ لِش بحجت) مرت سنه ولم أجد نفسي ولو لحظه زعلت

عليك او نقدك في شئ.... سالها ضاحكا الن تنكديني مره؟

..........................................حين سالها هذا السؤال لم يكن يعرف بانها ستسبب له

يوما ما الما لا تطيقه الجبال....

سكتت ولم تجاوبه ثم قالت ربما أُجيبك يوما ما , ضحك وقال : لا يمكن لهذا القلب الذي

تحمليه أن يسبب لي يوما اي نكد لانك تحبيني بقدر ما أحبك ولاني احبك حب خيالي يفوق كل

قدراتي وتحملي فلن أجد منك إلا كل ما يسعدني..ضحكت وغمزت له بعينها ان ينظر للضيف

الذي أتى واسرعت هي لتجهيز الدار واشعال النار ,استقبل هو ضيفه وقلبه وعينه مع

زوجته قائلا في نفسه (عسر هر ا*قبلش بهر أ*قوفش) كم أحبك حين تقبلين وحين
تقـفّين......


انتظروا الجزء الثاني,, مع أني متردد جدا في التكمله..حيث ان ما سيقع من أحداث مؤلمه وماساويه إلى حد قد لا تتحمله قلوبكم....


 
التعديل الأخير:

ظفاريه كول

New member
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
295
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
تكملـــه... قصه مؤلمه حدثت في جبال ظفار واقعيه بكل فصولها...الجزء الثاني

مرت السنوات سريعا مثل سحب الغيوم التي تاتي من بحر العرب جنوبا وتمضي سريعا باتجاه الشمال نحو الرمال, ما اطول مكوث سلمى على قمة الوادي تنظر للمحيط المتد نحو السماء وتسأل

نفسها هل هناك مكان فعلا تلتقي فيه السماء بالبحر , كانت ترى زرقة البحر تتلاقى مع زرقة السماء كانت ترى نفسها السماء بشمخوها وجمالها وصفاءها وعطاءها ثم توقفت فجاءه وقالت لا انا

لست كالسماء لاني لم أعطي زوجي الى الان الولد الذي ينتظره إن السماء مباركة وتمطر خيرا وأنا عقيمة لم أعطي ثمري للأن, اما سهيل فهو فعلا يشبه البحر في عنفوانه ورحابته وبركته

وعطاءه ’ نعم أنا وسهيل نلتقي مثل التقاء السماء بالبحر ولكن اتمنى أن أحقق له حلمه بأن ياتي الولد الذي سيكنى به سهيل, اريدهم أن يقولوا هذا الصغير ابن سهيل (توب ذحي برسلمه)

يعني مرحبا بابن سلمى , اطلقت العنان لخيالها ونظرت نحو ذلك اللون الفضي الذي يتلالأ كبريق الفضة فوق بساط من زرقة البحر , تقول سلمى يا لجمال اشعة الشمس وانسكابها فوق البحر

ليتني أضم ذلك الضياء لاضعه عند المساء في وجه (أعسري سهيل) يعني في وجه حبي سهيل, ليتني استطيع أن اسعده أكثر, قامت سلمى وبدأت في جمع الحطب كالعادة وهي في عودتها الى

(السكن) كانت تميز الحطب الجيد للنار كانت تفرح اذا وجدت ما تريد جمعت كميه جيده قدر ما استطاعت أن تحمل من( الميطان والسغوت) كانت تحب ان تمر بين الاشجار العطره التي تزين

موطنها الجميل اشجار مثل ( زركين – حار – هدم –شيقوف – عقبوت – طيشقوت – شبحيط – الريحان – والياسمين) كانت تعرف كل الاشجار والنباتات التي تحيط بها, كانت سلمى عطرة

مثل رائحة تلك الاشجار الطيبه كانت تمر بينها لتاخذ من عبقها وتهديه سهيل حبيبها وروحها , كانت تحب ايضا أن تبحث عن بعض الثمار لتأتي بها عند المساء خاصة اذا كانت معها الصغيره

فاطمة كنوع من التسليه ففي الخريف تتتبع سلسلة اوراق نبات (اروب ) حتى تجد مكانها فتحفر حفره صغيره تخرج منها ثمرة تشبه البطاطس طعمها حلو كالسكر خفيفة المضغ , واحيانا تجمع

( كوم ) وهي نبته تنبت تحت الاشجار الضخمه اوراقها كبيره لها طعم حامض يشبه طعم الصبار كانت تتفنن في طبخه وحين تمطر بعد الرعد والبرق يكون فرصه للبحث عن ( بحث ) وهي ثمرة

ايضا تجدها تحت التراب , كانت تجيد إحضار كل ثمار وعطايا الله التي وضعها في الارض والجبال على الأشجار وبين الصخور وتحت التراب مثل (حمحيم – البيضح – ثقلون - *سيفيط -

كرثيب ) وغيرها كثير, وصلت سلمى الدار وجدت سهيل ولديه بعض الضيوف سلمت عليهم ووضعت الحطب في مكانه ثم أكملت المسير نحو أداء واجبها اليومي حيث تشرف على الابل

وصغارهن وكذلك صغار البقر وتجهز الماء للمواشي ثم تغتسل وتغير ملابسها وتجلس مستعدة لأداء فرض المغرب وبعد الصلاة و المغرب تجهز الشاي والحليب والعشاء للضيوف , وحين

تنظر اليها كانها لم تخرج من دارها حيث ان ذلك العمل لا يؤثر عليها ابدا لانها جميلة واصيله وجمالها الطبيعي يكسبها المناعه ضد أي متغيرات وعوامل بيئيه مثل الشمس والرياح,, حين

إنفض السامر بقت هي وزوجها لوحدهم تلك كانت أفضل اللحظات عندها لانها عندما تجتمع بزوجها يبدأ حديث العشق والحب ... سألها كم سنه صار لنا الان متزوجين ؟ ...نكدها السؤال

وأجابت؟ (كه اسهيل؟ ) لماذا تسأل: اجابها (اسلمى من الهيس شف*قك بيش أخرجج باعيون وباحسب ) يعني من يوم تزوجتك ضيعت السنين والحساب, كان صادقا في قوله لم تمر عليه

السنين الخمس الا مرور الكرام لم تكن تؤثر فيه بعض التلميحات من الاهل للزواج لم يكن أحد يجروء أن يقول ل سهيل تزوج على سلمى كان شئ من الا معقول شئ يعتبر من المستحيلات ولكن

حين يقرر الرجال تختلف الحسابات وتلغى القوانين وتدفن العواطف , سهيل كان ينوي فعلا الزواج وقد وضع عينه على ميزون ابنة رجل طيب وزينة المنبت وكريمة الاصل طبعا ليست

بمواصفات سلمى ولكنها فتاة طيبة ومتواضعه مثل كل بنات الريف المجيدات والمخلصات والمجتهدات في دارهن وبين اهلهن, كانت الواحده تقوم بكل واجبات الدار وهي بنت الثماني سنين

وميزون الان عمرها فوق العشرين وسلمى اكبر منها بخمس سنين , لم يكن سهيل يفكر ابدا أن يخبر سلمى بنيته للزواج , أخبر مره صاحبه عيسى بسره الخطير فانتفض عيسى وقال له

(اسهيل انكبردك) يعني هل تجننت؟..أجاب سهيل ماذا افعل يا عيسى؟ العمر يمضي وانا لا اضمن نفسي أن أعيش اريد ولدا يحمل اسمي ويخلد ذكراي..أجابه عيسى تتزوج على سلمى هل سلمى

يتزوج عليها رجل؟ اغرورقت عيون سهيل بالدمع وارتبك وسكت ولكن عيسى قدر موقفه وساله السؤال المؤلم هل تعتقد بانك اذا تزوجت ستبقى معك سلمى؟... نظر بعيون ملئها الدمع نحو

السماء ثم قال انا اتنفس سلمى وسلمى تحبني وأكثر من اي شئ لا ابدا لن تتركني سلمى .. ولن أتركها ابدا مهما كانت الظروف , سلمى إمراة ليست بالعاديه سوف تتقبل الامر لانها تريد لي

الخير سوف تهضم المها لانها تحبني ... سكت برهة ثم قال يا إلهي كيف ستتلقى سلمى خبر زواجي ....وقف صديقه عيسى وقال له لا تستعجل يا رجل أنتظر عادك هذه السنه فربما يفكها الله

والحرمه تحمل ( ارحمون شيش خر ) يعني الله معه الخير..مرت سنه اخرى وكلما نظر سهيل الى سلمى وجدها أجمل وابهى مما مضى من عمرها,ولكنه كان مصرا في مشروعه للزواج ...


ذهب سهيل وخطب المراه الجديده اعطى المهر وخلص كل الامور وجهز العدة للعرس ثم رجع للى داره ومر على صاحبه عيسى ونادى اخو سلمى وأخذهم معه للدار , حين اقبل لم يجد سلمى في

الدار عرف انها راحت لجلب الماء من عين بعيدة أخبرهم بالامر تفأجأ وارتبكا ولكن الرجلان لم يكونا في موقف للنقد او العتب فقالا له خلاص سبق السيف العذل وماذا ستفعل الان؟.. قال لهم (

ال جزر هرتيثي) ساذبح لزوجتي اذبحوا ثلاث نوق, واريدكم تشوفوا سلمى اذا جت وتساعدوني في العبور الى بر الامر اريد أن أحتفظ بها لاني لا استطيع ان افارقها ابدا , اتت سلمى تحمل

(نيد) غربه من الحجم الكبير مملوء بالماء كانت مرهقة للغايه ومعها فاطمة , فاطمة كبرت الان ومعها هي الاخرى (نيد صغير ) استغربت سلمى وفاطمه من الرجال يجرون الابل فقالت لهم: ماذا

جرى أجابها أخوها متسرعا (جيرء خر بعوفيت) يعني حصل خير وعافيه: سهيل (شفاق وذينه اجزاراش) جلست فاطمة دون ان تشعر فوق الطين ونيدها سقط من يدها , اما سلمى فظلت واقفه

كبرياءها لم يسمح لها أن تهتز من مكانها خرجت منها كلمه وهي تصب الماء في الطاسات والمواعين قالت : (يبتل غاج ) كانت تصب مع الماء قطرات الدموع تنسكب وتردها لمحاجرها لا تريد

أن يراءها أحد في لحظة ضعف ... فاطمة بكت بغزاره وانطلقت نحو دارها تاركة (نيدهها ) غربة الماء..


لما فرغت سلمى من صب الماء والدموع قالت لزوجها ولماذا تذبح ثلاث ابل؟ واحده تكفي ...ساعتها التقت عينيه في عينيها , حاول أن يمسك دمعه تريد الخروج من بين جفنيه وضع اصبعه

عليها تبعتها اخرى نظر الى سلمى وجدها كالزهرة التي تغير لونها وفقدت بريقها .. قالت له سادخل الدار دخلت الدار وأتت النساء واتى الرجال وكثر الهرج والمرج وأختلطت الدموع وكثر العتب

واللوم وتجمع اكلين اللحوم من كل حدب وصوب (مصايب قوم عند قوم فوائد) .. سلمى ما زالت ساكته ترحب بالضيوف وتجهز أغراضها للرحيل عند اهلها فاقسم عليها زوجها ان تظل للصباح

ثم تذهب, كان العادة ان يتم هذا البورتكول ثم لها الخيار ان تعود لزوجها او ان تفارقه للابد..


بقت سلمى ساهرة للصباح كانت أطول ليلة مرت بها لم تتحدث مع زوجها ابدا حاول ان يحادثها رجته ان ينام وان يتركها للنجوم ...


خرجت الى فناء منزلها وبقت جالسة تنظر في النجوم لا تجد شعورا ولا برد للنسيم الذي يداعبها كانه يريد أن يخفف من المها , نظرت للابل الراقدة امامها شعرت وكان الابل تحس بها فسالت

دموعها من جديد نظرت للاشجار التي أخذت لون السواد سألت نفسها هل هذا حلم أم حقيقة ؟ هل هذا فعلا يحدث.؟ تسمع حفيف الاشجار كنحيب إمراة ثكلى بل نحيب إمراة ريفية من جبال

ظفار تدعى سلمى تسبب زواج حبيبها وزوجها من إمرأة أخرى في مأساة تروى للزمن ...


استجمعت روحها وكتمت المها إلا أن زفيرها يكاد أن يفجر اضلاعها , سمحت لنفسها أن تبكي وان تصرخ دون أن يسمعها أحد ودون أن يشعر بها أحد يا لطول ليلها ..ما زالت اصوات الشجر

وطيور الليل تبكي معها في نحيبٍ طويل لا يسمعه أحد إلا سهيل الذي لم يكن نائما ابدا ,كان يراقبها دون أن تشعر كان فعلا يخاف عليها من أن ترتكب حماقة وتوذي نفسها , كان صمتها مريب

الى درجة لا تطاق , عاد واشعل النار وجلس حولها ينتظر صلاة الفجر وهي ما زالت في الخارج تحدث النجوم في حزن اليم , تمنت نفسها تلك الساعة بانها لم تخلق هكذا تمنت سلمى تلك

الليلة..


بدأ ضي الفجر فدخلت سلمى الدار توضت وصلت ثم ارتمت على فراشها وسهيل تقديرا لمشاعرها لم يقترب من فراشها ابدا بل ظل جالسا حولها يتمناها أن تنام , وضعت راسها والتحفت

بالغطاء أعتقد بانها نائمة بينما كانت سلمى وخدودها تغتسل وتتوسد الدموع , ... الصباح غادرت سلمى لبيت اهلها برفقة زوجها تركها هناك بعد ان أستنفذ معها طول الطريق كل كلمات

وعبارات الاعتذار والحب والرجاء والعاطفه, استحلفها بالله وبحبهم الذي لن ينفذ ان تبقى سعيدة من اجله وان تعود لدارها بعد فترو وجيزه أجابته ووعدته خيرا... ذهب سهيل لعروسه الجديده

من قبيلة أخرى جلس هناك فترة ثم عاد لزوجته سلمى واقنعها ان ترجع معه لدارها وافقت سلمى ورجعت لدارها شيد بجانب دارها منزل جديد للعروس الجديده ميزون , كانت سلمى تساعده في

كل شئ هكذا عرفها ولم تخيب ظنه ابدا.. صبرت ودفنت المها في جوفها من اجل حبها لسهيل ...


حين اتت الحرمه الجديده رحبت سلمى بضرتها ميزون وحين نظرت اليها وجدتها إمراة يظهر على وجهها إمارات الطيبة والخلق هاديه وبشوش..


مرت سنه والامور طبيعيه كل واحده في دارها تقوم بواجبات زوجها ودارها على أكمل وجه ويا للعجب (دينوت سلمى ) يعني حملت سلمى وولدت ولدا وحملت الاخرى وجابت بنت.. حين ينظر

سهيل الى سلمى يكاد ان يبكي لقد تغيرت سلمى اين بريق عينيها؟ أين ضياءها وأين حمرة خداها؟ ,, يا الهي سلمى تذبل امام عيني أنها وردة تموت... حين يسالها لا تجيبه عن السبب , كل

الاهالي أحس بأن سلمى فقدت روحها وبريقها لم تعد تهتم بأحد , كانت مكسورة من الداخل بشده كسر لم يستطع قلبها وحبها لسهيل أن يجبره , لم يغير طفلها من وضعها ابدا, كانت تفقد وزنها

وجمالها , حين تزورها فاطمة الصغيره تعاتبها (اسلمى إنه بيش؟ )يعني ماذا بك يا سلمى؟ (عونوت بهيت اومي بال *غيت) يعني سنه وانت لا ماي ولا اكل..أجابتها سلمى أنا إمراة ميته ...بكت

فاطمه وكانت تتمنى أن ترى إبتسامة سلمى مرة أخرى كانت تشتاق لذلك الثغر الجميل اذا تبسم ...لا حياة ولا روح ولا إبتسامة ..


وفي أحد الايام المشئومة حدث ما لم يكن في الحسبان ابدا , أتت سلمى منهارة وتبكي استقبلها زوجها وسالها اين الاغنام ؟ واين ميزون؟ سلمى ترتجف كانت شبه مغميا عليها سالها ماذا حدث

أجيبي اين ميزون؟ قالت : ( هيت من قيصات ) يعني سقطت من القمه الشاهقه نحو الوادي السحيق....


لم يصدق ما يسمع سهيل أعاد السؤال وكررت نفس الاجابه ..سلمى ماذا تقولين ؟؟ أجابت وهي مصدومه ومشتته ومرعوبه ميزون سقطت في الوادي السحيق , صرخ سهيل وهتف بين

الرجال كان الوقت ظهرا وهناك متسع أن يجري الرجال الى ذلك الوادي بعد أن حددت لهم سلمى مكان السقوط بالضبط ..

صرخ سهيل وهتف للرجال تجمع الرجال وتسابقوا تاخذهم النخوة وهول الحدث للوصول الى جثة ميزون قبل الغروب لأن من سقط من ذلك العلو لن ينجو ابدا ,, سهيل وهو

يعدوا هبوطا في مسالك مختصره نحو ذلك الوادي والرجال بعضهم اسرع منه وقد غاب عن الاعين كان يلم دموعه وينادي ربه أن يلطف به وأن يصبره على مصيبته العظيمه ..ميزون حامل

في شهرها الخامس وتسقط (إن لله وإن اليه راجعون) يا الهي كيف سقطت ويلوم نفسه ويعاتبها ..كل يوم تذهب هناك كيف اقتربت من حافة الهاويه وكيف سقطت ؟؟ كانت الاسئله تسابقه وهو

يركض بكل قوته دون ان ينتبه لاي جرح او الم


الرجال في سباق رجولي للوصول الى جثة ميزون , والنساء يسألن سلمى كيف وقع الحادث كانت ميزون وسلمى أحيانا تقومان برعي الاغنام وجلب المياه مع بعض و تمران على قمة جبلية

عاليه وشاهقة الارتفاع تجلسان هناك تراقبان الاغنام ومياه البحر الممتده تذكرت سلمى سعادتها تلك الايام واخبرت ميزون بانها تحب هذا المكان الشاهق الذي يطل على بحر العرب , نظرت

ميزون واندهشت لذلك المنظر الجميل , كان المكان بالنسبة لاي شخص ملهم ومنعش ولكنه خطير جدا ...


قالت سلمى للنساء: ميزون طلت من حافة الهاويه فقدت شعورها فانزلقت لم استطع أن امسكها ابتلعتها الهاويه بسرعة كبيره أختفت في لمح البصر من امام عيوني ثم صرخت وبكت سلمى بكاء

ونحيبا لا أخر له وفقدت وعيها للحظات ثم افاقت من جديد......


في قعر ذلك الوادي السحيق الممتلئ بغابات الصبار والسغوت وكل انواع الاشجار الظفاريه من ( سير – خفوت –ارير - *ضيرفيت – موطين خيير – شيروس- كيليت - سوحل) كان هناك من

صدفة الاقدار رجل ساقه الله أن يكون حاضرا تلك الساعة المرعبه لوحده هناك يبحث عن ناقة صارت لها ايام غائبة عن عينيه , كان وجوده اسفل الوادي تلك اللحظة عند مكان سقوط ميزون

من أغرب الصدف وارعبها ... اصيب بصدمة مرعبه ولكنه تمالك نفسه وفتح عينيه بقوه واستغاث بربه أن يمده بالقوه يا الله عونك (أرحمون ابحا لي ) يعني يا رب انقذني ..مشهد فظيع إمرأة

معلقة بين السماء والارض فوق شجرة صبار ضخمة تلقتها قبل أن تصل الارض صعد ايليها الرجل منظرها كان مرعبا فقدت ما في أحشاءها وتبعثرامعاءها ولكنها ما زالت حيه , ما زال بها رمق

يكاد ان ينقطع لم يستطع أن يتكلم امسك بها قالت له اقترب مني اخبرته بصوت كالهمس أخبرته بشئ ما ونطقت الشهادتين وماتت لحظتها..غطاءها الرجل( بسبوعيته)


وجلس يستجمع قواه ويذكر الله وما هي ساعة حتى سمع صوت الرجال فهتف وصرخ لهم فأتوه مسرعين ووجدوه يجلس وبجانبه جثمان مسجى لنفسين إمرأة وطفلها...

انتظروا التكمله فهذه بداية الماساة فقط....
 
إنضم
25 ديسمبر 2010
المشاركات
1,310
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
واااااااايد حزينه
بس خاطري اعرف شو قالت ميزون للرجل قبل موتها
 

ظفاريه كول

New member
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
295
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
تكملـــه... قصه مؤلمه حدثت في جبال ظفار واقعيه بكل فصولها...الجزء 3 قبل الاخير

وصل الرجال اسفل الوادي ناداهم الراعي لياتوا إليه , لم يكن سهيل من ضمنهم كان متأخرا

قليلا وحين رأى الرجال متجمهرين حول الراعي فهم أن الرجال وجدوا الجثه , تمالك نفسه

وهدأ من سرعته وأخذ نفسا عميق يريد أن يستجمع قواه, لم يسمع للرجال اي حركة او

نفس لقد عم السكون والهدوء والحزن موقفهم الدائري حول الراعي والجثمان المسجى

مغطى (بسبوعية الراعي) لم يتكلم احد ازاحهم سهيل عن طريقه وصل للجثه ازاح الغطاء

عن وجه ميزون وجدها كالمبتسمة كأنها ما زالت حيه سألهم (بيرت خرجت؟) يعني هل ماتت؟

سكتوا واجابه الراعي نعم ماتت سأله سهيل؟ هل انت الذي وجدتها اولا ؟ أجاب نعم...سأله

أين وجدتها ومتى؟ أجاب قبلكم بساعه كنت مارا ورأيتها في حضن تلك الشجرة واشار الى

شجرة الصبار الفارعه والعملاقه..هل كانت فوق الشجره؟ سأله سهيل أجابه الراعي نعم كنت

في أخر اطرافها قريبة من الارض هي حامل بطفل رحمها الله ...بكى سهيل وبكى الرجال في

صمت وحزن ثم قال لهم سهيل هيا (يوم غودات) يعني غربت الشمس, إن الوقت يداهمنا ,

هاتول لنا فروع من الشجر لنضعها معا ونربطها حتى نضع ميزون الميته هي وطفلها عليه

لنستطيع حملها والعودة الى الديار , المسافه طويله وكلها صعود , هيا يا رجال, كان معه

رجال من خيار القوم وانبلهم لم يتأخروا في تجهيز النعش كانت الاشجار كثيره وكثيفة...

في دقائق صار النعش جاهزا وضع الرجال الجثه فوق النعش وانطلقوا في طريق العودة, هم

خمسة والراعي معهم و كانوا يهرولون بسرعة رغم صعوبة الطريق وينشدون بعض الكلمات

المحفزه والمشجعه لتزيد من عزيمتهم وتخفف من مشقتهم , كان الراعي من خلفهم رغم كبر

سنه إلا انه لم يتأخر عليهم كان ما زال يحتفظ بذلك الهمس الذي أودعته ميزون في أذنيه,

كان متعبا ومنهكا ومشتتا , إلا انه كان يجري من خلف الرجال واحيانا يتوقف ليستريح ثم

يهمهم بكلمات ويقول لنفسه إن حملي أثقل من حملكم إن ما أودعته ميزون ثقيل للغاية صار

يهمهم ويستعين بالله ثم ينطلق من خلفهم وهم كانوا اسرع منه رغم جهدهم والثقل الذي

يحملوه, سهيل كان متماسكا يذكر الله كثيرا ويسأله الصبر , كان يعتقد أنه قد مر باصعب

مرحله من مصيبته ولم يكن أن يعلم أن هذه هي البداية فقط وأن ما سيأتي سيكون أصعب

بكثير, سبقتهم الشمس وغابت حزينة لغياب ميزون البريئة تلك المرأة التي غابت في لحظة

عن أهلها وأحبابها راحلة عن الدنيا يرافقها طفلها الصغير تحمل الان على نعش من وادي

سحيق مخيف كثيف الاشجار لا تسكنه سوى النمور والوحوش ولا يمره إلا بعض الرعاة

المغرمين بنوقهم الى درجة الهيام , كان من العيب أن تترك ناقتك ضائعه خاصة اذا كانت

حبلى لانها اذا وضعت صغيرها وهي بعيدة عنك قد يسبقك الذئاب اليها فيفترسوا صغيرها

,لذلك يجب ان تجدها بسرعة ولو كلفك ذلك ان تنام في الاوديه البعيده لوحدك بعض الليالي,

غابت الشمس واشتد عزم الرجال رغم صعوبة الطريق إلا انهم وصلوا السكن في زمن قياس

جدا , كان الناس في انتظارهم بعض النساء كانن على الطريق واقرباء ميزون قد وصلوا

جميعا إمتلأت دار سهيل بالناس , وبدأ عويل النساء وصراخهن, وصل الرجال يحملون

النعش هتفت النساء وزاد نحيبهن و أخبرت فاطمه سلمى بأن الرجال قد وصلوا وانهم

يضعون النعش الان أمام الدار , استطاع الرجال أن يبعدوا الاطفال والنساء من أمامهم قرروا

أن يضعوا النعش في دار سهيل , كانت سلمى بالداخل ترتجف قد تغير لونها وتقطعت انفاسها

وجفت دموعها ,وضع النعش عند اقدام سلمى فقدت سلمى وعيها لم ينتبه لها أحد , صرخت

فجاءة أخوات وعمات ميزون وبينهن بنت ميزون ذات الخمس سنين وابن سلمى في نفس

العمر تقريبا لم تكن بنت ميزون الصغيره تفهم ما يجري إلا انها كانت تبكي كالجميع وتسأل

ما بها أمي لم ينتبه لها أحد وابعدتها النساء عن جثة امها سمح لها ان ترى فقط وجه امها

لثواني ثم ابعدتها خالاتها للخارج...


خرج الرجال وبقى سهيل ليرتب النساء ويرشدهن للتعامل مع الجثتين وتجهيز الماء وادوات

وطقوس الغسل حسب الشريعة الاسلاميه اخبرهن بان يسرعن في ذلك ليتم الدفن بسرعه,

بينما كان هناك رجال يقومون( بذبح النحاير) كان أخرين يقومون بتجهيز قبرين أحدهما

كبير والثاني صغير في منطقة ليست بالبعيدة عن منازل الحي...

أما الراعي فقد كان ينظر للجميع في ذلك الهرج والصخب لم يستطع ان يختار الفرصة ليتكلم

وحين أخرج الرجال النعش من الداخل ليحمل نحو المقبره اشتد صراخ النساء وعويلهن ,

اسرع الرجال نحو المقبره والراعي معهم أختفت اصوات النساء خلفهم وضع الرجال النعش

على الارض وانتظروا ليكمل الرجال ما تبقى من تجهيز القبر ...عندها وقف الراعي وكبر

وشهد وقال إن لله وإن اليه راجعون..يا رجال انا لدي كلمة في ذمتي اريد أن اقولها قبل أن

توضع هذه المرأة في قبرها واشهد الله العلي القدير بأن ما اقوله حق وبأني قد وصلت لهذه

المرأة قبلكم وأني وجدتها ما زالت حيه , انتفض سهيل وتسارعت دقات وقلوب الجميع ,

صرخ الرجال اكمل يا رجل, التقط انفاسه من جديد وأكمل همست الي أن اقترب منها لتتكلم

معي .. صرخ سهيل وماذا اخبرتك ؟ أجابهم اخبرتني ...بأن من دفعها لتقع من فوق الوادي

هي.... ســلمــــى وأن الله على ما اقول شهيد... وهذه شهادة أخرجتها من ذمتي ووضعتها

في رقابكم , دارت الدنيا بسهيل ..صعق الجميع بذلك الخبر قام أحدهم ونادى سهيل قم يارجل

لندفن الجثه ثم ننظر في هذا الامر, وضع الرجال الجثة في اللحد وحفوا عليها التراب ثم دفنوا

الصغير وعاد الرجال نحو الدار يسبقهم الصبية نحو الديار , سهيل فقد التركيز ولم يعد يعي

شيئا ولا يدري ماذا يقول و اخوان ميزون ساندوه ووقفوا معه واخبروه بأن كل شئ سيحل

بإذن الله , قال لهم سهيل انا الان في مصيبة اقوى من مصيبة , غوثك يا رب,, زوجتي

وطفلي ميتين وزوجتي الاخرى قاتله يا إلهي يا لمصيبتي , سكت سهيل وواصل طريقه ,

اسرع سهيل ليصل الدار قبل الجميع , ناداه أحدهم بان لا يستعجل والا يرتكب اي خطأ قد

يندم عليه الان وصل سهيل ودخل الدار أخذ سلمى من بين النساء لم تستطيع أن تقف سألها

ماذا فعلتي هل دفعتي ميزون لتسقط؟ أجابت بدون تردد نعم دفعتها وفي لحظة تمنيت أني

سبقتها نحو الوادي السحيق , لم اكن في وعي لم اصدق نفسي بأني فعلتها مددت يدي لها

لأسترجعها ولكنها غابت بسرعه,, وقع سهيل على ركبتيه فكر أن يأخذ البندقيه ويطلق

رصاصه على سلمى لكي ينهي الوضع ويحل المسأله ولكنه تدارك نفسه , وقف امام الناس

وقال يا قوم هذه زوجتي سلمى قد اعترفت بانها هي من دفع ميزون لتسقط ,, وانا اعدكم وفي

وجهي أن استوفي لزوجتي الميته هي وطفلها ولكني ارى أن نؤجل هذا الامر ليوم غد حتى

نرى الى ماذا نحن فاعلون..


أخذ سلمى من يدها ووضعها في دار أخر وقام أحد الرجال بحراستها , كانت المسأله شائكه

جدا ميزون من قبيلة أخرى وأهلها يريدون أن يأخذوا بدمها وسلمى قريبته وزوجته وحبيبته

التي أحبها حب يفوق الخيال إمرأة تسببت في قتل نفسين ميزون وطفلها..


جلس يسأل نفسه..هل هكذا تكون الغيره؟؟ هل انا المخطي هل انا السبب في ما حدث؟؟

..كيف لسلمى أن ترتكب مثل هذا الخطأ وهي المرأة الجميلة الذكية الفطنه الرحومة

الصالحه,,, يا إلهي هل انا في حلم.... يا رب ماذا افعل الان؟؟


لم يستطع احد أن يصدق ما صار كثر الكلام وكثرت الحلول والاراء والمشوره , بعضهم اشار

عليه ان ينهي الموضوع بيديه وأن يقتص من زوجته القاتله وبعضهم أشار عليه أن يجد حلا

أخر ولكن ما هي الحلول لهذه المصيبه, اكثر الاراء كانت تؤيد القصاص , يجب ان يتصرف

بسرعه ولكن اشار عليه بعض الحلماء والعقلاء أن يتريث قليلا وان ينتظر كم من يوم حتى

تهدأ النفوس ومن ثم لعل يكون هنا حل يرضي الجميع , تعب سهيل وخلد الى الى النوم تاركا

سلمى لوحدها تنتظر الخلاص بأي طريقة , كانت مستسلمة للقدر وكل من خاطبها كان يجد

الندم والبكاء باين على محياها الذي لم يعد جميلا كالسابق, انها إمرأة أحبت بعمق كان حبها

وغيرتها على زوجها أكثر من اي شئ أكثر من حبها لاهلها وولدها, انها وحيدة الان تسارع

الليل الطويل , ليل أختفت نجومه وطيوره ونسيمه لم تكن تريد ان تحدث أحد ابتعدت عن

الجميع كل العيون كانت كالجمر تنظر اليها , ما اصعب أن يكرهك الذين كانوا يحبونك , كانت

تسأل نفسها وهي تمسح الدموع التي لم تتوقف منذ الصباح لماذا أحببت وأحببت ؟ لماذا

أعطيت كل جوارحي وأعماقي وروحي هكذا؟ الم يعلم سهيل بمدى الالم الذي سببه لي؟ الم

يكن لديه درايه بأني اسكنته في روحي وحين قرر ان يرحل عني لإمراة أخرى بانه نزع

روحي من مكانها؟.. ألم يعلم بانه قتلني قبل أن اتسبب بقتل ميزون البريئه وطفلها؟ ..


باي معنى وباي عتب وباي وجد ونحيب أشكوك يا وجع قلبي وروحي يا حبي العميق كعمق

الوادي السحيق يا إمتداد عشقي لك كذلك البحر الممتد نحو السماء...يا سعة حبي لك كسعة

السماء التي تضم كل هذه النجوم... سهيل اي جرم ارتكبت في حقي؟...اه لو يعلمون باني

فقدت الشعور والمتعة بالحياة منذا اول يوم جمعتك بميزون..خمس سنوات وانا جسد بلا روح

الم تكن تشعر بي؟ الم ترى تيبس أغصاني وذبول اوراقي ؟ يا لقهري وتعبي يا لألمي

وعذابي.. يارب أغفر لي خطئي ..يا رب أغفر لي خطئي....


الصباح الباكر أشار أحد الرجال الفطناء على أحد أخوة سلمى بان تخرج سلمى الى دار رجل

كريم وله جاه من قبيلتها أن تستجير به حتى ينظروا الناس وتهدأ النفوس قليلا وتبتعد

سلمى عن سهيل لان بقاءها في داره الان يسبب له الحرج والالم وكذلك بالنسبة لقوم ميزون

حيث انهم هم ايضا أصحاب حق ويريدون القصاص لدم بنتهم وسهيل ايضا كان مجبرا ان

يأخذ بقصاص زوجته وابنه من زوجته الأخرى, لم يكن الأمر سهلا ابدا, خرجت سلمى الى

دار ذلك الرجل الكريم فقبل جيرتها وبقت في حمايته لمدة سنة كامله حزينة مكسورة تتجنب

أعين الناس وتبتعد عن الناس قدر استطاعتها واحيانا يزورها ولدها الصغير علي الذي صار

عمره الان ست سنين وتزورها أحيانا فاطمة صاحبتها الصغيره كانت هي الوحيده التي تبقى

عندها بالساعات.....

كانت سلمى تجد في عيون فاطمة تلك الايام الجميله التي مرت من عمرها , كانت تستعيد كل

اللحظات السعيده مع زوجها , كانت فاطمة كالبلسم الذي يخفف من ألم سلمى سألت سلمى

فاطمه كيف سهيل هل هو بخير؟ بكت فاطمه وسكتت ثم سألتها كيف أهلي وارضي وصحبتي

, هل انتي خائفة علي يا فاطمة ؟ قالت فاطمه نعم, بكت سلمى وضمت الى حضنها فاطمه ما

أجمل عطرك ورايحتك يا فاطمه مأ أجمل تلك الايام والليالي الساحره يا حبيبتي الصغيره, لقد

تغير كل شئ وانا يئست سارجع لدار سهيل لاترك له الفرصه لينفذ القصاص لا اريده ان

ينذل او ان يتعب اكثر, لقد تحمل سهيل الكثير ساعود غدا يا فاطمه وربما لا اراكي مرة

اخرى , بكت فاطمة العروس هي مخطوبة الان وعلى وشك الزواج , كان حلمها ان تحضر

سلمى زواجها وفرحها سألتها سلمى (ميت كلينتك افاطمه؟) يعني متى زواجك؟ اجابت لا

أدري ولكنك ستحضرين فرحي اليس كذلك؟ أجابتها سلمى نعم ساحضر عرسك اذا بقى لي

عمر انت بس لا تفكري بي واهتمي بنفسك لكي يجدك زوجك جميلة وبهية وندية..., نصيحه

يا فاطمه لا تحبيه فوق طاقتك فمن الحب ما قتل..

بنت ميزون في نفس عمر ولد سلمى تقريبا, بنت ميزون الصغيرة اسمها سلطانه كانت باقية

عند والدها سهيل تتربى في كنفه ويهتم بها كثيرا ..

مرت تلك السنة على سهيل كمرور الجبال على صدره, لقد قرر أن ينفذ القصاص حين تعود

سلمى من دار ذلك الرجل ولكن هل يحق له هو أن ينفذ القصاص بنفسه هل الاعراف واهل

سلمى سيسمحون له بقتل سلمى , لا طبعا فالامر ليس بهذه البساطه رجل يقتل إمراة لم يكن

الامر سهلا ابدا...اذا ما الحل.. ليت أن القرار كان بيد سهيل ربما ترك سلمى واستعان بالله

على المه ومصابه في فقد ميزون وطفلها ولكن أهل ميزون وقبيلتها كانوا يضغطون ايضا

لتنفيذ القصاص فالدم لا يسكته الا الدم ...

أهتدى سهيل الى حل ذكي ولكنه صعب وجرئ ولم يخبر به أحدا ابدا...

رجعت سلمى لدارها بعد عام كامل استقبلها سهيل بالدموع ولكنه ابتعد عنها سلمت على

طفلها وعلى سلطانه الصغيره بنت ميزون , دخلت دارها واختفت عن الانظار كان الصمت

والحزن والكآبه هو المشهد الذي يلف الدار الان..أختفت السعادة وتلك الحياة الجميله من دار

سلمى وسهيل الى الابد..

ما الحل الذي وصل إليه سهيل ؟؟ سنعرفه في الجزء القادم والأخير من هذه الرواية
 
إنضم
25 ديسمبر 2010
المشاركات
1,310
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مرحبا ظفاريه كول....
ابا اعرف من اي قبيله سلمى وسهيل لان لهجتهم غريبه ؟؟؟ ما تنفهم ممكن تخبريني؟؟؟
 

ظفاريه كول

New member
إنضم
27 مارس 2009
المشاركات
295
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
قصه مؤلمه حدثت في جبال ظفار واقعيه بكل فصولها...الجزء 4 والاخير



عندما رجعت سلمى لدارها بعد سنة كانت تعرف بان ايامها صارت معدوده , كنت تشعر بذلك

وربما كانت تنتظر ذلك, كيف لا ؟ وهي التي صارت جسدا بلا روح منذ أن تزوج سهيل

عليها وصارت ميتة روحا وجسد منذ أن هوت ميزون في ذلك الوادي الموحش السحيق ,

كانت تتخيل المشهد كل لحظه كانت تتذكر نداء ميزون الاخير لها كانت, تتذكر كيف حاولت

ميزون أن تتشبك ببعض اغصان (عشكير) شجرة لها ثمر ذات شوك تحبها الابل تنبت على

حواف القمم المرتفعه , شجره تحب ان تطل على الوديان السحيقه ولكنها لا تفيدك اذا

امسكت بها لتنجيك من السقوط..حين تتذكر سلمى ذلك المشهد كان يتقطع قلبها وتتفتت

نفسها , كانت تقول هي لحظة انتصر فيها الشيطان على نفسي ووسوس لي وخدرني,

استطاع ان يقنعني بأن اختفاء ميزون سيرد لي سهيل وروحي, حين دفعتها لم تكد تفارق

يدي حتى حاولت إمساكها ولكن دون جدوى , كان دفعي لها كدفع إمراة غريقه لأخر لتبقى

هي حيه كان هذا تفكيري وشعوري..


ما زالت سلمى تحدث نفسها إنني إمراة أحبت فأخلصت أمراة كانت سعيدة وتحظى بعالم

سعيد , ربما بالغت في السعادة وربما تجرعت كأسات السعادة بإفراط , ربما لم أتعود أن

أحزن بل لم يكن الحزن ولا الكآبة في قاموسي لم اقرأه ولم أتعلمه أصلا, لم أعتقد ابدا ان

هناك عاشقين ذاقا هواهم اكثر منا , لم اكن اعرف حدود لمحبتي لم اضيع لحظة سعادة , لم

افكر في الم او أنين.. كل ما عرفت كان الحب والهيام والغناء في دار الحبيب وبين جنبات

الموطن الذي احببته بين اريافي الشامخة واشجاري الوارفة بين طيوري وبلابلي , بين

قصبات الذره (وسيقان الخيير) استقي من الرذاذ واشرب الغيوم , وجهي كان دائما ندي

كزهور البيضح قبل أن ترتدي اول شعاعات الشروق.. كان لون الفجر والشروق يسكن

اوجاني , كانت عطوري من دفق روحي وعشقي , كانت من اريج النسائم العليله التي تضم

كل عبق الزهور من أجمل التلول...


عرفت سلمى بأن ذلك العمر الهنئ قد رحل وأن العمر الشقي الذي يسكنها الان سوف يرحل

هو ايضا..


اما سهيل فكان رجل ابتلاه الله بأعظم مصيبة , مصيبة في من يحب بل في اقرب الناس اليه

ولكنه صبر وتحمل , كان ذو انين وحزن إلا أنه تجنب الناس كثيرا كي لا يرى أحد المه او

عذابه..


كان سهيل خلال غياب سلمى يأخذ سلطانة الصغيره بنت ميزون الى الاحراش بعيدا عن

الناس ويأخذ معه بندقيه كان يدربها على استخدام البندقيه و إطلاق النار نحو هدف كان

يضعه أمامها , كانت البنت الصغيره تتعتبر ذلك نوع من التسليه إلا انه كان يخبرها ويحفزها

بأن تأخذ بيدها ثار أمها , كان هذا هو الحل الذي إهتدى إليه سهيل ..


كان حل سيرضي كل الاطراف وسيسكت الجميع , تحول قلب سهيل لكي ينفذ العداله ويحققها

الى صخر قاسي بكل معنى الكلمه كان يمسك البندقيه ويضع الرصاصه ويقول لسلطانه هي

اطلقي النار تشجعي ستنهين المي والم سلمى هيا سلطانة كوني شجاعه لـتأخذي بدم أمك ,

كان يحثها ويغرس فيها حب الثار كي لا تتردد البنت الصغيره ساعة الجد , كان يحثها كي

تقتنع بفعلها , كان يحدث نفسه اثناء ذلكويقول : يا إلهي ماذا أفعل كيف اني اسعى واخطط

لقتل سلمى زوجتي واكثر من أحببت , اي قلب املك واي رجل أنا؟ ولكنه حين يعرف انه

بذلك القرار سيحق الحق وسيهدم الدم كانت تسكن روحه ولو قليل , تمنى أن يكون هناك حل

اخر ولكن أختفت كل الحلول فسلمى قتلت نفسين بل أنفس كثيره ومنها انا وابن سلمى وبنت

ميزون..كلنا شبه اموات منذا ان فعلت سلمى فعلتها....


حين يرجع المساء يضع البندقيه في مكانها , كانت سلمى تشعر بكل شئ كانت ذكيه للغاية ولم

تخنها فطنتها إلا تلك اللحظة التي دفعت بها ميزون نحو حتفها, خرجت سلمى الى ساحة الدار

وجلست تنتظر القمر الذي سوف يكتمل هذه الليله, كانت تفتقد النظر اليه فلم ترفع راسها

للسماء منذ فترة طويله لم تكن تريد أن ترى شيئا جميلا ابد, فجأه اتتها فاطمه سلمت عليها

تقول سلمى اه ما أجملك يا فاطمة كم اسعد حين اراك , خبريني (ميت كلينتك؟) يعني متى

عرسك؟, أجابت فاطمه يقولون ( بعد أحزيز ) يعني بعد الذبح تقصد بعد عيد الاضحى, قالت

سلمى قريب اذا بقت فقط عشرين يوما , قالت فاطمة انت من سيجهزني وسيكون بجانبي

اريد ان اكون مثلك يوم زفافك هل تذكرين؟ قالت سلمى نعم كنت مزعجة يومها هل تذكرين يا

فاطمة؟ قالت :نعم , طلبت منها سلمى ان تبقى معها تلك الليله وتحدثت بروح مختلفه كانت

السعادة واضحه على محياها تلك الليله بعد ان فارقت وجهها ليل طوال,, قالت فاطمه ما

أجملك حين تبتسمين , قالت سلمى أنا سعيدة من أجلك يا فاطمه , ابتسمت العروس الصغيرة

فاطمة وسرت كثيرا , إستاذنت فاطمه وقبل ان تذهب طبعت قبله على وجه سلمى وقالت

(تخلوف عوفيت) يعني عمتِ مساء مع السلامه قالت سلمى:(افداش افاطمه طريحتا بحل)

أجابت فاطمه بحل وغادرت مسرعه تحت ضوء القمر وسلمى تراقبها بعيون مبلولة بالدمع ’

كانت دموعها تضئ كاقمار صغيرة تسكن خدودها الضامرة واليابسه,, لقد تعبت كثيرا سلمى..


اقبل سهيل وهي جالسة في مكانها رد السلام فردت عليه السلام طلبت منه أن يجلس بجانبها

فجلس قالت له يا سهيل لي طلب اسالك بحق ما كان بيننا من (عسر) يعني حب ومحبة ووفاء

أن تلبيه لي , قال لها تم ايش تريدي يا سلمى قالت له أن تجعلني بحل وان تسامحني على

خطئي وأن تعتني بولدي جيدا وكذلك ببنت ميزون , سقطت دموع سهيل على خده فبكت

سلمى ووقف سهيل قائلا لقد سامحتك من قلبي الف مرة لو دريتي ولكن هناك حق لابد ان يتم

..اقسمت له بانها راضية بكل ما سيقع لها وانها تائبة ومستغفرة ربها ولا يهمها القصاص

ابدا بل انا انتظر تلك الساعة منذ وقت طويل ولو اردت الهروب لاستطعت ولكني عدت لك

لكي تسكن روحي وتستريح لانك انت راحتها وانسها لانك انت فرحها وعذابها, ادار ظهره

واتجه نحو الدار كان لا يريدها ان ترى ضعفه تلك الساعة , حين اختفى عنها بقت في مكانها

نادت ابنها الصغير وقبلته وطلبت منها ان يكون بارا بوالده وان يهتم باخته الوحيدة و اليتيمه

ودخلت دارها لتهدي شجونها وانينها رمت بجسدها المتعب فوق الفراش واغمضت عينيها..


اشرقت شمس يوم جديد قامت سلمى تنظف الدار وتغسل الملابس طلبت من زوجها ان تذهب

لإحضار الماء من نبع يبعد عنهم مسافة وافق سهيل وراحت لوحدها وحين اختفت عن

الانظار نادى سهيل سلطانة الصغيره وقال لها هل انت جاهزه لقد حانت الساعة يا بنتي هل

انت قويه بما فيه الكفايه ؟ قالت نعم كانت اكبر من سنها بكثير فبنات الريف يسبقن سنهن

بمراحل..


اما سلمى فقد وصلت للنبع شربت حتى اترتوت كانت منذ فترة طويلة وهي ضمآنة لا ترتوي

, بللت جسدها الذابل وملئت غربتها بالماء ثم اغتسلت وتطهرت وكانها تعرف ما سيحصل

لها كان شعورها يخبرها بقرب أجلها فسهيل لا يخلف وعده ابدا, رجعت سلمى عائدة للديار

مبتسمة ومتفائله ندية طرية رويه , كان سهيل يعرف الطريق الذي ستسلكه سلمى عند

عودتها فوقف في مكان مناسب ووضع سلطانة على حجره ,جهز سهيل البندقيه سحب

التامين ووضع الرصاصة في بيت النار ووضع البندقية على صدر سلطانه ...


حين طلت سلمى من خلال صخرتين في الطريق وجه فوهة البندقيه نحو صدرها رأتهم سلمى

فاغمضت عينيها اطلقت سلطانة الرصاصة فاستقرت في قلب سلمى , استقرت في ذلك القلب

العاشق لتغتسل سلمى بدمها المراق على جسدها الندي ليغسل ذلك الدم القاني ذنبها الكبير

ولتستريح روحها المعذبه ’ ارتمت سلمى على تراب موطنها أمسكت بيدها حفنة من التراب

وقبل ان تلفظ روحها قالت سهيل سالتني مره هل سأسبب لك الما يوما ما؟ لقد تسببت لك في

الم يصعب على هذه الارياف والتلال ان تحمله , هل سامحتني ارجوك..أجابها نعم سامحتك يا

وجع قلبي رفع راسها وازاح التراب عن وجهها ضمها الى صدره وأطلق صرخة في جوفه

لم يسمعها أحد إلا سلمى مسح دمعه انحدرت من عينها تلك اللحظة وطلب منها ان تردد

الشهادة فتمتمت بها بهدوء وغادرت روحها جسدها وعينيها في عيون سهيل, وضع كفه

على وجهها وودعها وقال لسلطانة اذهبي ونادي الرجال....


.................................................. .........................................


هنا إنتهت الماساة .. تزوجت فاطمة الصغيره وانجبت بنت أسمتها سلمى ...

لقد اختصرت كثيرا لاضع هذه النهاية بسرعه..قسما بالله كنت أمسح
أدمعي اثناء الكتابة و لم يكن الامر سهلا ولولا الوقت لكانت الرواية او القصة افضل من هكذا
ولكني أجتهدت قدر المستطاع...

بعض ممن ذكروا هنا ما زالوا أحياء للان ولديهم اطفال ولا داعي لذكرهم..اتمنى أن يتقبل من
العذر كل من لامني او عاتبني على سرد هذه القصة..اطلب منكم أن تدعوا لاصحاب هذه
القصة بالرحمة والمغفره..
أخبرني شخص قرا هذه القصة بان أحدا من أهله حلم ميزون تقول له بانها سامحت سلمى
على فعلتها...وهذا سرني كثيرا..

تقبلوا ودي..