- إنضم
- 16 يوليو 2010
- المشاركات
- 4,416
- مستوى التفاعل
- 3
- النقاط
- 0
![](http://www.q8yat.com/more/q8yat/b-14.gif)
لولا مونتيز
عشيقة لودفيج التي حكمت بافاريا
![](http://moheet.com/image/fileimages/2011/file456034/1_321_165_54.jpg)
عندما اعتلى لودفيغ الأول عرش بافاريا في 1825 كانت البلاد تنعم بالسلام والازدهار، وكان هو وسيم المحيا بشاربين صغيرين لا يتفقان مع الموضة الأوروبية السائدة آنذاك التي تحتم شاربين كثين ولحية تغطي الوجه..!
رفض لودفيغ مناصب أسلافه الحربية، وذلك بسبب إصابته بالصمم وهو لا يزال طفلا بسبب دوي أحد المدافع. وقد اهتم بآثار العالم القديم، وكان يأخذ على بلاده افتقارها إلى عظمة اليونان أو روما، ولذلك بنى التماثيل والأبنية الفنية في بافاريا، وحول ميونخ على واحد من أهم المراكز الثقافية الأوروبية.
لم يسعد الجميع لرؤية محب للفنون معتليا العرش، فأظهر جاره النمساوي الأمير ميترنيخ المحافظ، عدم ثقته بهذا الملك، واعتبر محاولة لودفيغ تحويل بافاريا إلى "أثينا الألمانية" دلالة على ضعف العقل. وعندما أظهر لودفيغ احتراما بالغا للكنيسة، دس ميترنيخ اليسوعيين في بلاطه ليحكموا البلاد بينما هو منهمك في تأليف الشعر وزيادة المتاحف وصالات الفنون.
في أحد أيام 1846 كان لودفيغ منهمكا في قراءة وثائق رسمية عندما سمع ضوضاء في الممر الخارجي، وقبل أن يخرج لمعرفة ما يحدث، انفتح الباب ودخلت سيدة تصارع اثنين من الحرس الملكي مرتديه ثوب الراقصات الاسبانيات.
وقبل أن يطردها، استلت سكينا من صدرها وشقت ثوبها، فوقع قميصها أرضا. تنحنح الملك وأمر الجميع بالخروج، ثم سألها عما تريد. عندما بدأت الحديث أخبرها أنه أصم وعليها الاقتراب منه، وعندما اقتربت من أذنيه، شاهد الزرقة الرائعة في عينيها.
كانت هذه لولا مونتيز المغامرة وعشيقة العباقرة والراقصة غير الموهوبة، كانت مجهولة الأصول، لكنها أكدت أنها الابنة غير الشرعية لأحد ملوك أوروبا. حتى جنسيتها الأصلية كانت مجهولة ، فقد كان بإمكانها التكلم بتسع لغات.
حين قدمت لولا نفسها إلى لودفيغ بهذه الطريقة كانت معروفة في عواصم أوروبا بالمرأة الطموحة التي تعيش من جاذبيتها الجنسية.
![](http://moheet.com/image/fileimages/2011/file456034/2_321_165_54.jpg)
لولا مونتيز
وبحسب رواية لولا فإنها لم تشارك في ثورة وارسو عام 1830 فحسب بل كانت سببا لاندلاعها
وتقول أن الصحف تنبهت إليها عندما كانت عشيقة المؤلف الموسيقي فرانز ليزت صاحب الجاذبية التي كانت تدفع بالنساء إلى الإغماء أثناء عزفه على البيانو. لكن ليزت قرر إنهاء علاقته بها بعدما قامت لولا بالرقص على مائدة عشاء حضرته الملكة إليزابيث وزوجها الأمير ألبرت.
بعد ذلك أصبحت وجها مشهورا في صالونات أوروبا، واتخذها الكساندر دوما عشيقة، ووصلت إلى قمة سوء السمعة عندما خاض أحد الصحفيين مبارزة لأجلها وقتل. وخلال المحاكمة قالت باكية أنها كان يجدر بها خوض المبارزة مكان عشيقها حيث إنها أفضل منه في الرماية.
بعد هذه الحادثة عادت لولا إلى الرقص، وفي عام 1846 قررت أن تلفت انتباه الملك لودفيغ عندما احتاجت أن تلتقيه لتشكو إليه مدير مسرح ميونخ الذي نقض اتفاقه معها بحجة انخفاض مستوى رقصها.
لم يعلم ماذا حدث بين لودفيغ ولولا، ولكنه بعد أيام قام بتعريف وزرائه ومستشاريه عليها بصفتها "صديقته المقربة" وعلم الجميع أن الملك دخل مرحلة الإعجاب، وشعر اليسوعيين بالضيق وتضاعف استهجانهم عندما دعا الملك النبلاء إلى حفل خاص ترقص فيه لولا.
لم يهتم اليسوعيون بأن يتخذ لودفيغ عشيقة، لكن ما كان يقلقهم هو آراء لولا السياسية، حيث التقطت بعض الأفكار التقدمية أثناء مخالطتها للمثقفين الليبراليين في أوروبا، وعندما لاحظت أن لودفيغ لا يهتم بالسياسة بقدر اهتمامه بالفن، رأت أن من واجبها تثقيفه سياسيا.
عندما عارضت الحكومة في تجنيس لولا بالجنسية البافارية أقالها وعين حكومة ليبرالية، وانتشر خبر حماقة الملك فأرسلت إليه أخته صوفيا أرشيدوقة النمسا تنصحه بالتخلي عن هذه المرأة الساعية خلف المال، لكنها لم يجبها.
نفذت الحكومة الجديدة أفكار لولا حرفيا ، والتي استطاعت إقناع الملك وقف الدعم عن الأعمال الفنية ورصد الأموال لبناء قصر أسطوري تسكنه. وقد أثر هذا النفوذ المفاجئ على طباع لولا التي كانت سيئة بالأساس.
وقد فرح الليبراليون والبروتستانت لكن الشعب كان في أوج غضبه، أفرحتهم حرية الصحافة لكنهم حزنوا للحصول عليها بواسطة امرأة كان لها عشرات العشاق.. حتى طلبة الجامعات رفضوا إصلاحات لولا واتفقوا مع معلميهم اليسوعيين في قولهم أنها تقود البلاد إلى الخراب.
![](http://moheet.com/image/fileimages/2011/file456034/3_321_165_54.jpg)
لولا مونتيز
ظلت لولا لمدة عامين الحاكم الفعلي في بافاريا برغم كل جهود اليسوعيين والسياسيين المحافظين في تغيير الوضع الشاذ، وذلك لأن لودفيغ أمن لها الحصانة الكاملة ونبذ كل منتقديها.
لم تترك النساء فرصة لاهانة لولا، فكانت إذا اتجهت إلى المسرح؛ أخلين المقصورات المجاورة، وإن دخلت مخزنا حاولن عدم الاقتراب منها.. وقد ضايقها هذا الأمر فاشترت كلبا ودربته على مهاجمة اليسوعيين. هذا الكب كان السبب غير المباشر لسقوط لولا.. ففي أحد الأيام التقت في الشارع بأستاذ الفلسفة فون لاسولكس وهيجت كلبها كي يهاجمه، فاجتمع مع زملاء له واعترضوا. لكن إزاء الملك رفض هذا الاعتراض، قام الطلاب وافتعلوا الشغب وهاجموا بيت لولا ورموا الحجارة عليه.
لكن لولا كانت آمنة منهم على شرفتها تشرب الشمبانيا حيث منع الجيش اقتراب الهائجين منها، وبعد قليل وصل الملك فصمت الجميع.. دخل القصر وخرج دون أن يأبه للناس فشتموه، وكانت تلك أول مرة يهان فيها الملك علانية.
تحولت العاصمة إلى ساحة حرب بين الجيش والطلاب، وتحولت لولا سجينة في قصرها المنيف، وقامت الثورة في بافاريا متزامنة مع الثورة التي عمت أوروبا عام 1848. وعندما وجد لودفيغ الخطر يهدد العرش، اضطر إلى إعلان نفي محبوبته من البلاد، فأخرجت تلاحقها الزجاجات المكسورة والطلقات النارية.
لم تيأس لولا فتنكرت بزي فلاحة ودخلت على لودفيغ ترجو منه أن يعود عن قراره، فأمر بوضعها على الحدود السويسرية، لكنها عادت مرتدية زيا ذكوريا فأبعدها ثانية ونصحها أن تزور طارد أرواح.
كانت لولا تتمنى أن يحن عليها ففعلت ما أراد، وخلال فترة السجن التي أمر بها هذا الساحر، لم يسمح لها بتناول طعام سوى عصير التوت فضعفت وهزلت وفرت عند اول فرصة.
محاولات لودفيغ لم تحم عرشه من التغيير الذي يطالب به الجميع، فاضطر إلى التنحي لصالح ابن أخته الذي أصبح الملك ماكسيميليان الثاني في العام نفسه.
أما لولا فعادت إلى ترحالها معلنة أنها كونتيسة لاندسفيلد وتعيش من مجوهرات التاج الملكي التي سرقتها من قصر لودفيغ، وفي انجلترا تزوجت من أحد النبلاء وانتقلت معه إلى أسبانيا بعد أن رفضها أهله. وهناك قامرت وخسرت كل اموال زوجها الذي بقي وفيا لها حتى بعد أن طعنته بالخنجر، ويعتقد أنه بسبب الكحول.
عادت إلى المسرح ومثلت سيرة حياتها في بافاريا فربحت مالا كثيرا وسمعة سيئة. وعندما خف وهجها كممثلة مسرح، هاجرت إلى أمريكا ووصلت كاليفورنيا في أيام فورة البحث عن الذهب، وهناك تزوجت من صحفي وأذهلت الجميع برقصها الغريب، وتوفيت هناك إثر إصابتها بالسفلس عام 1861 عن عمر ثلاثة وأربعين. وبرغم إصابة لودفيغ بالمرض نفسه، عاش سبع سنوات إضافية ليموت عن عمر يناهز الثمانين عام 1868 م.
طبيعة خلابة
![](http://moheet.com/image/fileimages/2011/file456034/4_321_165_54.jpg)
قلعة مكسيميلين الثاني
تعتبر ولاية بافاريا، التي تقع في الجزء الجنوبي من ألمانيا، من أكبر الولايات الألمانية مساحة ، كما تحتوي على أكثر الجبال ارتفاعاً في ألمانيا وهي جبال الألب التي تمتد باتجاه النمسا. وقد سكنت المنطقة في العصور الغابرة من قبل الفرانكيين والشفابن والبافاريين القدماء.
تشتهر بافاريا بطبيعتها الخلابة وأنهارها الكثيرة كالايلر والليش والايزار التي تجري لتصب في نهر الدانوب. وقد شهدت بافاريا فترة طويلة من الانقسام إلى عدة دوقيات وإمارات في الفترة التي امتدت من عام 1255 وحتى 1503 عندما نجح لودفيج الخامس بتوحيد بافاريا تحت سلطته.
لا تخلو قرية من قرى بافاريا من ثلاثة أماكن تقليدية هي الكنيسة والمطعم وبناية الاطفائية، ولكن في الوقت نفسه هناك نادي أو ناديين للرماية في كل قرية. هذا التقليد بقى حياً من خلال مهرجانات الرماية التي تقام في المقاطعة. وهو مثل المهرجانات الأخرى والقداسات والجلوس حول الموائد العامرة بالبيرة عماد التقاليد البافارية المتوارثة منذ أمد بعيد.
![](http://www.q8yat.com/more/q8yat/b-13.gif)