- إنضم
- 8 يوليو 2010
- المشاركات
- 43
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
:eh_s(11)::eh_s(11):كبروا عليه أربعاً , واقرؤوا لروحه الفاتحة.
"إكرام الميت دفنه"
ماتَ التعليم , قتلوه غِيلةً .. و لكنه لم يُدفن .. بل تُركت جثته في العراء لتنهشها الكلاب الضالة.
"هل يستوي الظل والعود أعوج؟"
البعض يظن أنه يُساهم في إصلاح التعليم بكتابته عن ما يعانيه كلٌ من المعلم .. والطالب .. والمدرسة .. والمنهج.
التفاؤل جميل لكن الواقع مُختلف.
في الحقيقة أن محاولات الإصلاح هذه تُشبه الصدمات الكهربائية في جسدٍ فارقته الروح.
البعض الآخر يهاجم المعلم بضراوة , ويجلد التعليم بقسوة .. ويسلط سهامه على المدارس ومنسوبيها .. يظن أن ضرباته ستسبب المزيد من الألم ..لا يعلم هذا الحاقد المسكين أنه يُمثل بجثةٍ هامدة , فالشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها.
الواقع المُر يفرض نفسه وإن رفضناه وكابرنا ضده , لا أحد هنا يهتم بصلاح التعليم إلا قلةٌ لا صوتَ لهم .. ولا أحد يهتم برأي للمعلم , إلا المعلم نفسه.
المجتمع يغوص في وحل الجهل .. والقيم تموت شيئاً فشيئاً.
والضحية .. هو الوطن !
لا أستغرب من المجتمع حين أرى جنونه وفوضويته وتخلفه ..
ولا أستغرب من المراهقين حين تمردوا على معلمهم وداسوه تحت أقدامهم ..
ولا أستغرب من الصحافة الفاسدة والإعلام الحاقد حين يتشفون بالمعلم وينثرون الملح على جروحه ..
هذا الشخص البائس تخلى عنه الجميع .. فلا المسؤول أنصفه .. ولا الأمن حماهُ وذاد عنه.
المعلم سور قصير جداً .. والكل يرتقي عليه حتى القطط الشاردة.
قليلة ٌ حيلة هذا الرجل .. وضعيفٌ بأسُه , وزارته تجاهلته .. ولفظته .. وظلمته .. ومنعته حتى من أبسط حقوقه , فكيف نلوم الآخرين إن بخسوه حقه ؟
لا أعلم ما الفائدة من تخصيص قسمٍ لشؤون المعلمين إذا كان المعلم ممنوعاً حتى من مراجعة هذا القسم ومتابعة قضاياه وهمومه.
ولا أعلم ما فائدة إرسال التعاميم إلى المدارس ما دام المعلم يقرأُها كل صباحٍ على صفحات الجرائد.
أقترح على الوزارة تحويل شؤون المعلمين إلى قسمٍ آخر .. المشتريات مثلاً , أو المباني .. أو أي قسمٍ آخر لا يخص البشر .. فالمعلم في وطني لا يُعامل كإنسان .. و قيمته لا تزيد عن قيمة الكرسي الذي يجلس عليه في فصله , إذا وجد هذا الكرسي أصلاً.
مسؤولوا التعليم "ظاهرة ٌ صوتية" , وعُشّاق للظهور الإعلامي.
أقترح تحويل الوزارة "بكبرها" إلى جريدة يومية , وتحويل وزيرها إلى رئيس تحرير.
أخيراً وحتى لا يصفني البعض بالتشاؤم المطلق , فأنا أحلم بالأجمل .. و أسعى للأفضل على الصعيد الشخصي .. أما على صعيد التعليم .. فما زال في النفس بعض ٌ من أمنيات , عَلَّ الزمان يجود بتحقيقها .. و لكنها إن لم تتحقق فلن أصاب بالدهشة ولن أحتج ولن أشجب ولن أضرب عن الطعام ,
فتعليمنا مات .. والضرب في الميت حرام.
أخي المعلم الصادق المخلص , إني لك ناصحٌ أمين:
غُضّ الطرفَ عمّا ترى .. لا تمُت غيظاً ولا تحترق كَمَداً , فالشق أكبر من الرقعة والداء أقوى من الدواء.
دعِ الأيام تفعل ما تَشاء * و طِب نفساً إذا حكَم القضاء
اسأل الله أن يرحمنا برحمته.
منقول
"إكرام الميت دفنه"
ماتَ التعليم , قتلوه غِيلةً .. و لكنه لم يُدفن .. بل تُركت جثته في العراء لتنهشها الكلاب الضالة.
"هل يستوي الظل والعود أعوج؟"
البعض يظن أنه يُساهم في إصلاح التعليم بكتابته عن ما يعانيه كلٌ من المعلم .. والطالب .. والمدرسة .. والمنهج.
التفاؤل جميل لكن الواقع مُختلف.
في الحقيقة أن محاولات الإصلاح هذه تُشبه الصدمات الكهربائية في جسدٍ فارقته الروح.
البعض الآخر يهاجم المعلم بضراوة , ويجلد التعليم بقسوة .. ويسلط سهامه على المدارس ومنسوبيها .. يظن أن ضرباته ستسبب المزيد من الألم ..لا يعلم هذا الحاقد المسكين أنه يُمثل بجثةٍ هامدة , فالشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها.
الواقع المُر يفرض نفسه وإن رفضناه وكابرنا ضده , لا أحد هنا يهتم بصلاح التعليم إلا قلةٌ لا صوتَ لهم .. ولا أحد يهتم برأي للمعلم , إلا المعلم نفسه.
المجتمع يغوص في وحل الجهل .. والقيم تموت شيئاً فشيئاً.
والضحية .. هو الوطن !
لا أستغرب من المجتمع حين أرى جنونه وفوضويته وتخلفه ..
ولا أستغرب من المراهقين حين تمردوا على معلمهم وداسوه تحت أقدامهم ..
ولا أستغرب من الصحافة الفاسدة والإعلام الحاقد حين يتشفون بالمعلم وينثرون الملح على جروحه ..
هذا الشخص البائس تخلى عنه الجميع .. فلا المسؤول أنصفه .. ولا الأمن حماهُ وذاد عنه.
المعلم سور قصير جداً .. والكل يرتقي عليه حتى القطط الشاردة.
قليلة ٌ حيلة هذا الرجل .. وضعيفٌ بأسُه , وزارته تجاهلته .. ولفظته .. وظلمته .. ومنعته حتى من أبسط حقوقه , فكيف نلوم الآخرين إن بخسوه حقه ؟
لا أعلم ما الفائدة من تخصيص قسمٍ لشؤون المعلمين إذا كان المعلم ممنوعاً حتى من مراجعة هذا القسم ومتابعة قضاياه وهمومه.
ولا أعلم ما فائدة إرسال التعاميم إلى المدارس ما دام المعلم يقرأُها كل صباحٍ على صفحات الجرائد.
أقترح على الوزارة تحويل شؤون المعلمين إلى قسمٍ آخر .. المشتريات مثلاً , أو المباني .. أو أي قسمٍ آخر لا يخص البشر .. فالمعلم في وطني لا يُعامل كإنسان .. و قيمته لا تزيد عن قيمة الكرسي الذي يجلس عليه في فصله , إذا وجد هذا الكرسي أصلاً.
مسؤولوا التعليم "ظاهرة ٌ صوتية" , وعُشّاق للظهور الإعلامي.
أقترح تحويل الوزارة "بكبرها" إلى جريدة يومية , وتحويل وزيرها إلى رئيس تحرير.
أخيراً وحتى لا يصفني البعض بالتشاؤم المطلق , فأنا أحلم بالأجمل .. و أسعى للأفضل على الصعيد الشخصي .. أما على صعيد التعليم .. فما زال في النفس بعض ٌ من أمنيات , عَلَّ الزمان يجود بتحقيقها .. و لكنها إن لم تتحقق فلن أصاب بالدهشة ولن أحتج ولن أشجب ولن أضرب عن الطعام ,
فتعليمنا مات .. والضرب في الميت حرام.
أخي المعلم الصادق المخلص , إني لك ناصحٌ أمين:
غُضّ الطرفَ عمّا ترى .. لا تمُت غيظاً ولا تحترق كَمَداً , فالشق أكبر من الرقعة والداء أقوى من الدواء.
دعِ الأيام تفعل ما تَشاء * و طِب نفساً إذا حكَم القضاء
اسأل الله أن يرحمنا برحمته.
منقول