مجلس شعراء النبط

[المحاميه ن]

*
الشعر العربي غنيٌ عريق .. غِنى التاريخ وامتداده على طول الأزمنة ..
جذوره تتشعب في عروق الإنسان..وتنبض بمشاعره ..
وهو لغة الشعور الموحدة لكل لغات العالم في أي زمانٍ ومكان ..
*
غير أن الشعر العربي الأصيل يتميز عن غيره
بغزارته في التعبير .. وغناه بالمفردات
فهو كنز من الأحاسيس والتعابير بحروفه الثرية ..
التي تتشكل بكل صورة ٍ، وصيغةٍ.. في سماء الشعور ..
لا يعجزها شيء ..
ولا يضاهيها تعبير في أي لغة ..!
*
*
والشعرالعربي ..نوعان :
الفصيح والنبطي ..
*
وموضوعنا يتحدث عن الشعر النبطي ..
فماهو الشعر النبطي ؟
وبم يختلف عن الشعرالفصيح ؟
ونجيبك فنقول :
*
الشعر النبطي هو الشعر المنظوم ..
بلهجات الجزيرة العربية وما جاورها ..
في أنحاء المملكة العربية السعودية ..
والكويت ، والعراق ، وسوريا ، والأردن ، وفلسطين ..
ويسمى أيضاً بالقصيد.
*
*
توافقٌ واختلاف ~
***
إن وجوه التوافق ... بين النبطي والفصيح هي :
أن الشعر النبطي شكلاً.. يتفق مع الأنماط التقليدية
للشعر العربي الفصيح ..
من حيث الشكل العمودي ..
والالتزام بقافية واحدة على طول القصيدة ..
*
كما أنه يستخدم ذات الأوزان العرضية ..
المستخدمة في الشعر الفصيح
أو أوزان أخرى مشتقة منها..
لكن تلك الأوزان تسمى {بأسماء أخرى}
*
بيد أن هناك إضافة والتزاماً آخر في الكثير..
من القصائد النبطيةالمتأخرة
وذلك هو التقيد بقافية واحدة { للشطر الأول } من كل بيت ..
وليس فقط الشطر الثاني كما في الشعر الفصيح..
مثلاً:
من لاهبٍ بالكبد مثل { السعيرة }
ياونة ٍ ونيتها من خوا الراس
**
ويونّ تالي الليل يشكي {الجبيرة }
ونين من رجله غدت تقل مقواس
*
كمايكثر في الشعر النبطي الاعتماد على مفردات فصيحة ..
*
*
أما أوجه الاختلاف بين النبطي والفصيح فهو يكمن في ..
(التخلي عن علامات الإعراب في أواخر الكلمات..)
ونطق بعض الحروف ..
**
أما في التراكيب والصرف والمفردات فهو يشابه الفصحى
إلى حدٍ كبير .
*
*
أصل الشعر النبطي..
هل هو مسموع أم مقروء؟~
***
إن الشعر النبطي في الأساس شعر مسموع ..
وصل أكثره إلينا عن طريق الرواية والإلقاء..
وهو مشابه للشعر العربي في الجاهلية وصدر الإسلام ..
حيث كان يعتمد على الاستماع ..
ولا يزال الاستماع وليس القراءة..
هو ( الطريقة المثلى ) لتلقّي الشعر النبطي لدى محبيه .
*
*
مضمون الشعر النبطي..
***
الشعر النبطي حتى أوائل القرن العشرين ..
يكاد يكون امتداداً لشعر العرب في الجاهلية
وشعر أهل البادية في صدر الإسلام
حيث يكثر فيه استخدام المقدمات الغزلية..
ثم الدخول إلى موضوع القصيدة الرئيسي من :
فخر، أو مدح ، أو حكمة، أو نصح، أو وصف، أو هجاء
**
أما في الوقت الحالي ..
فقد تخلى عن الكثير من المفردات الصعبة ..
محاكياً بذلك التبسيط والتشذيب ..
الذين لحقا باللهجات البدوية والنجدية عموماً..
وأصبح أكثر مشابهة للشعر العامي في البلدان العربية الأخرى.
ولأنه هو اللون السائد في الأغاني التجارية ..
في منطقة الخليج فقد أصبح الغزل يشغل القسم الأكبر
من الشعر النبطي في الوقت الحالي ..
ولكن هذا لا يعني أن الشعر النبطي بصورته التقليدية
لم يعد له من ينظم به.
بل لايزال من هو محافظ على صورته الأصلية .
*
*
انتقادات ...
***
على الرغم من القيمة التي يوليها الكثير من أهل المشرق العربي
للشعر النبطي كموروث ثقافي مهم ..
إلا أنه لاقى انتقادات ..
من قطاعات مثقفة أخرى في المجتمع خوفاً..
من أن يضعف الأدب العربي الفصيح ..
أو أن يوظّف في إحلال العامية محل الفصحى.
*
*
خلط بين مفهومين ~
***
هناك من يعتقد أن الشعر النبطي هو الشعر الشعبي
ولكن .. لا ..!!
الشعر النبطي ليس هو الشعر الشعبي.
فالشعر الشعبي
هو الّذي يتكلم بلهجة أهل البلد الدارجه والمتميزة ..
والّتي حين ينطق بها شخص يُعرف أنّه من أهل ذاك البلد .
**
أما الشعر النبطي ...
هو لهجة موحدّه بين كلّ ألأقطار...
وتعتبر لهجة أهل نجد ألأصلية هي الّتي ينبع منها
الشعر النبطي.
هذه جولة سريعة في عالم الشعر العربي النبطي..
وفي السطور التالية نتعرف على بعضٍ من أشهر الشعراءالنبط ..
مع نماذج من أشعارهم ..

 

[المحاميه ن]

الشاعر النبطي ..
محمد بن حمد بن محمد بن لعبون الوائلي العنزي ..




ولد في بلدة حرمة في نجد عام 1205هـ
ثم ارتحل مع ابوه وعمه من بلدة حرمة الى بلدة ثادق
احدى بلدات المحمل ونشأ بها الى ان اكمل السبعة عشر عاماً
ثم إرتحل إلى الزبير واستقر بها قرابة اثنين وعشرين عاما..
وكانت إمارة الزبير في تلك الفترة تشهد عصرها الذهبي
في الازدهار الاقتصادي،
كونها المحطة الرئيسة التي تنطلق منها قوافل التجار
المحملة بمختلف أنواع البضائع القادمة إلى ميناء البصرة
ومتجهة عبر طريق القوافل إلى مدينة حلب السورية
ومنها إلى مختلف بلدان العراق .
واكتسبت الزبير اسمها من وجود ضريح الصحابي
الزبير بن العوام بها،
وكانت آنذاك إمارة تحكمها مجموعة من العائلات النجدية
التي كونت لها مجتمعاً خاصاً بها
في المناطق التي كانت تابعة للسلطة العثمانية في تلك الفترة،
ثم أصبحت جزءاً من العراق خلال العشرينات من القرن العشرين
ونفي منها فذهب الى الكويت وعاش بها قرابة عامين..
الى ان توفاه الله في الكويت عام 1247هـ
بوباء الطاعون الذي اجتاح العراق والكويت ..
***

برع لعبون في الشعر الغزلي ..
وهذانموذج من قصائده

 

[المحاميه ن]

نموذج من شعره :



( يامنازل مي )
??
يا منازل مي في ذيك الحزوم
قبلة الفيحا وشرق عن سنام
...
في سراب عن جوانبها يحوم
طافحات مثل خبز في يــدام
...
ما بكت فيها من الفرقى غيوم
من نظير العين الا عن غــــرام
...
من هموم في قلوب في جسوم
في بيوت في ديار في عـــــدام
...
دار مي يوم مي لــي تقـــــوم
قومة الماموم من خلف الامـام
...
يوم مي تحسب الدنيا تـــدوم
وان عجات الصبــــا دوم دوام
...
في نعيم تحسبه لزمـــــاً لزوم
مثل منزلنا على (ديم الخزام)
...
يوم هي توريك خد به وشـوم
يفضح البراق في جنح الظلام
...
كنه القنديل بالزيت مخدوم
شبته داياتــها عند المنـــام
...
داعجات غانجات لو تـــروم
كنهن في كنهن بيض النعام
...
والهواوي من هواهن محروم
غير وصل لا حلال و لا حــرام
...
يا سنين لي مضت مثل الحلوم
كنهن في دار ابن عــوام عـــــام
...
عل غريم الشوق يشبع منك يوم
شبعة المسكين بايام الصـــرام
...
او تلمّين الشــمل لم الهـــدوم
يا ليالي السعد عودن بالتمام
...
قالت اللي فات ماهو بمعلوم
ردته لك وانت سالم والسـلام