محكمة سمرقند الخالدة ؟

إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0







هي تلك البلاد ذات الجبال والغابات التي تقع في إحدى جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق ( أوزباكستان حالياً) ، قد فتحها المسلمون بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي في عهد الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز .

كان أهل سمرقند يأتمرون بأمر كهنة قد قلدوهم أمر دينهم وقوانينهم ، وكان من عادة المسلمين كما هو معلوم عند غزوهم لأي بلد أنْ يخيروا أهلها بين ثلاث أمور ، الإسلام أو الجزية والتعهد لهم بالحماية ، أو الحرب ، ولكن في هذه المرّة اجتهد القائد قتيبة وقام بمباغتتهم ، أولاً من أجل قوتهم ومنعتهم ، وثانياً ظناً منه أنَّ دعوة الإسلام قد وصلتهم لأنه قد فتح البلدان القريبة منهم بعد أن أبوا إلا الحرب، وتم لقتيبة الإنتصار على سمرقند بهذه الطريقة التي اختارها ، ولكن الأمر لم يطب للكهنة فقرروا إرسال رسالة إلى خليفة المسلمين في دمشق لما سمعوا من عدله وإنصافه .

إنطلق هذا الفارس المُرسَل من الكهنة فوصل إلى دمشق ولندعه يخبرنا بما جرى معه ...

يقول الفارس : لما وصلت دمشق سألت عن قصر الخليفة ، فأشاروا إلى دار من طين !
فاقتربت منها وإذا برجلٍ يأخذ طيناً ويسد به ثلمة في أعلى جدار الدار ، وامرأة تناوله الطين ، فعندما رأتني اقتربت دخلت دارها ، ونزل الرجل ورحب بي ثم دخل ليغسل يديه وخرج سريعاً ، وقال لي ما خطبك ؟

قلت : يا أمير المؤمنين رجلٌ من أهل سمرقند أحمل مظلمة ، ثم ناولته الرسالة ، فقرأها ثم قلبها وكتب على ظهرها سطراً واحداً فقط :

من عمر بن عبدالعزيز إلى والي سمرقند ، نصِّب قاضياً ينظر فيما ذكروا والسلام .

ثم ختمها وناولنيها ، فخرجت من عنده وأنا أقول في نفسي : ماذا عسى هذا السطر أن يفعل في تلك الجيوش الجرارة وذلك القائد الذي التهم المشرق بدهائه وقوته ؟

فلما وصلت سمرقند أعطيتها الكهنة ، فقالوا : وما تغني هذه الورقة ، ثم ذهبوا بها إلى والي سمرقند فنصب لهم القاضي جُميْع بن حاضر الباجي لينظر في شكواهم ، فحضر الكهنة عند اليوم المحدد لهم في باحة المسجد ، وبعد قليل دخل القاضي وإذا به رجل على هيئة الأعراب هزيل الجسم شاحب اللون ، قد لاث على رأسه عمامة له وليس معه إلا غلام !

عند ذلك انطفأت في نفوس الكهنة آخر شموع الأمل ، إذ لم يكن منظره منظر الرجل الذي تخيلوه ، أهذا هو الرجل الذي جاء ليحكم على قتيبة العظيم ؟

بدأت المحاكمة ؟
أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ !


نادى الغلام : ياقتيبة ( هكذا بلا لقب )
فجاء قتيبة وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي جُميْع
ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟
قال : إجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا .
إلتفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟
قال قتيبة : الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية .
قال القاضي : يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟
قال قتيبة : لا إنما باغتناهم لما ذكرت لك .
قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل .
ثم قال : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبق في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !!

لم يصدقوا الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة إلا دقائق معدودة ، ولم يشعورا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم ، وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعم الجنبات ، ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به .

وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .

فيا لله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ، أريتم جيشاً يفتح مدينة ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟
والله لا نعلم شبه لهذا الموقف لأمة من الأمم .

جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم .. بعد الممات جمال الكتب والسِّيَرِ
 

وهج الحب

New member
إنضم
25 يوليو 2008
المشاركات
2,256
مستوى التفاعل
4
النقاط
0
السلام:
بديت يومي بدمعة مع موضوع وانتهي يومي بدمعه مع موضوع اخر ( ام دميعة ادري )
قصة رائعة وعظيمة لهذا السبب انتشر الاسلام ولهذا السبب احب الناس وقتها الاسلام ..مش بوقتنا الحاضر ..
يفجرون بالناس الابرياء وهناك من يهلل ويكبر فرحا ..
سلمتي رحيل وبانتظار جديدك ..
 

المهفة

New member
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
846
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ليت هذة القصة تكتب وتعلق فى مكتب كل قائد عربى اسلامى ليعرف كيف كنا وكيف اصبحنا
ليتها تدرس فى المدارس . ليتها توزع مع اعلام كل بلد عربى مسلم
احسنت يامبدعة .نعم الاختيار
 
إنضم
28 أغسطس 2006
المشاركات
1,998
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الف شكر ، فعلا قصة معبرة
منو صاحب البيت اللي كاتبته بآخر الموضوع ؟
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم .. بعد الممات جمال الكتب والسِّيَرِ
 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
8
8
8

سما
مدري والله دورت لج بقوقل هم مالقيت بشوف ادور مني مناك
شاكرة مرورج


هفهوفة
لاتخافين الحكام العرب يدرون ويعرفون هالقصة عدل احسن مني ومنك
بس خايفين على كراسيهم
والمدارس الله يخلف على المناهج اسخف من السخافة
شكرا لمرورك هفاهيفوووووو
 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
هلا ام دميعة لوووول
والله الواقع يقول اذا انت غير مسلم تستحق القتل
مافيه احترام للاخرين ولاعدل
المسلمين اصبحوا يقتلون بعضهم
الله المستعان
 

3oosh <3 MJ

New member
إنضم
9 فبراير 2011
المشاركات
838
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
Qtr
اقشعر جسمي والله
:")
جزاج الله خير حبيبتي
 

.. المزن ..

عضوه موقوفة
إنضم
13 أكتوبر 2010
المشاركات
125
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
شكرا اختي رحيل ماشاء الله دايما مبدعة احبك في الله
بس في اشياء مافهمتها في القصة
القاضي امر باخراج المسلمين يقصد الشعب ام الجيش فقط؟
وفي جملة اللي اهيا الكلاب تتمشى في الطرقات الخالية اعتقد يعني البلدة فاضية مافيها ناس صح؟ سؤالي وين راحوا الناس لو ان القاضي امر باخراج الجيش فقط؟
والسؤال الثالث لماذا بكوا بعد رحيل الجيش وهو تو فتح المدينة ؟
واشكرك حبيبتي
 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
مزمز
اللي خرج المسلمون من جيوش وغيره بس لكن اهل المدينة نفسها بقوا فيها
الطرقات خالية من الجيوش يقصد لانه قبل من تغيب الشمس محد يطلع من بيته لكن اهل المدينة ببيوتهم
بكوا لانهم استغربوا من تصرف المسلمين وعدلهم ناس غيرهم كانوا سيحاربونهم للبقاء اما هم رضوا بأمر القاضي وطبقوه
وهو مافتح المدينة دخلها من غير مايخير اهلها بين الاسلام او الحرب حاربهم ودخل عليهم
وعلى فكرة عمر بن عبدالعزيز كانت جيوشه ماتحارب لانه ضد الحرب فالمدن التي فتحها المسلمين بعهده
فتحت بدون حرب ولم تتوسع الدول الاسلامية في عهده على فكرة
 

.. المزن ..

عضوه موقوفة
إنضم
13 أكتوبر 2010
المشاركات
125
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
اشكرك رحيل ياقمر ..الله يعز الاسلام والمسلمين
انا زيك عندي مكتبة مليانة كتب قديمة وجديدة ومن مختلف الدول واطلب من النت وكذا او اسافر واشتري بس ماعندي وقت كافي للقراءة الله المستعان