- إنضم
- 28 يناير 2014
- المشاركات
- 2,918
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
الساعة السابعة صباحاً ..قامت كما اعتادت أن تستيقظ كل يوم..جرت خطوها بتثاقل ، وروح متعبة إلى الحمام .....ونظرت في المرآة وهي تجلو وجهها بالماءآلمها ماارتسم على ملامحها من علامات الهم والكآبة ..فزادت بذلك تجهماً وأشاحت بوجهها عن ذاتها المنعكسةوهي ترسم ابتسامة شاحبة على شفتيها .. وهمت بالخروج ولكن استوقفها أمر !! سمعت صوتاً غريباً جعل الدماء تتجمد في عروقهاوتسمرت في مكانها ، لاتستطيع الحركة ولا الالتفات ..أنتظري ! !...وانظري إليّ ..!جمعت كل قوتها لتلتفت وهي ترتعش وواجهت المتحدث .. كان الصوت آت من المرآة ....لم تصدق أذنيها ، فصورتها العابسة الخائفة الصامتة هي التي تقابلها .. أما الصوت فكان يأتيها من خلف الصورة وقد علت فيه نبرة الغضب : اسمعي ..! لاأريدك أن تقفي أمامي مرة أخرى بهذه الملامح لقد مللت من رؤ ية وجهك العابس ...لست أنت الوحيدة التي تنتظر فرصتها في الحياة الجميع ينتظر دوره فانتظري مع المنتظرين ثقي بالله وأحسني به الظن ..أخبريني بالله عليك هل نفعك هذا اليأس المرتسم على وجهك ؟هل نلت ماتريدين بهذا الإحساس الذي سلب منك كل شعور جميل وقطف من غصنك الأمل ؟وأشاع جواً من الكآبة والسلبية على ماحولك ؟! انتظري ولا تيأسي ..! دعي الامل يرسم على وجهك الابتسام وقابليني غداً بذاك المحيا .. وإلا لاتعودي فأراك بهذا الوجه !انقطع الصوت فجأة ً..!فعاد إليها رشدها وتدافعت مع نفسها تريد الخروج ولم تشعر إلا وهي تلقي بنفسها على فراشها وتدفن رأسها تحت وسادتها ..ظلت تسترجع ماحدث ودقات قلبها تضرب بانفعال لاتدري كم من الدقائق لبثت ..وهي غير مصدقة أن مرآتها حدثتها..! حتى أنقذها صوت والدتها وهي تناديها لتناول الإفطار .....وفي غمرة حديث والدتها تخففت من أفكارها وأخفت ماحدث.ومرت أيام والصوت لازال يطرق مسامعهاويذكرها كلما غمرها يأس الانتظار وتجهمت ..فتسارع ببسط ملامحها وتنتظر بأمل موعد تحقيق ماتتمنى وهي مؤمنة أن الله جعل لكل شيء أوان..وقريباً عن ذلك اليوم الغريب .. رن جرس الهاتف :ألو .. فلانة ..؟ أبشرك ! نجحت في مقابلة الوظيفة وتم قبولك فيها ..!آه ..! كم انتظرتُ ! وكم قدّمتُ ! وكم رفضتُ !والآن بعد أن بدلت مافي نفسي بدل الله حالي .. فلك الحمد والشكر يارب ...!في الصباح التالي وهي تستعد للذهاب إلى عملها نظرت في المرآة فرأت وجهاً آخر رد إليه ماء الأمل وشوق الحياةابتسمت له قائلة بصوت مسموع :لعلك راضية سعيدة بي الآن يامرآتي ..ولم تسمع إلا صوتها ولم تر غير صورتها المنعكسة ولكنها كانت مقتنعة أن مرآتها سعيدة جداًوأنها استوفت غايتها من الكلام فآثرت الصمت .( المحامية نون )