- إنضم
- 24 مارس 2023
- المشاركات
- 605
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
مراجعة لكتاب نزول القرآن الكريم بين القائلين بتعدد التنزلات والنافين لها
الكاتب هو ناصر صبرة الكسواني وموضوع الكتاب هل نزل القرآن عدة مرات أم نزل مرة واحدة وقد ابتدأ الكسوانى بحثه بذكر معنى نزول القرآن حيث قال:
"أولا- معنى نزول القرآن:
1 - النزول في اللغة: قال ابن فارس "النون والزاء واللام كلمة صحيحة تدل على هبوط شيء ووقوعه". وكلام ابن فارس هذا يعني أنه ليس للمادة إلا هذا المعنى، وما ساقه كتاب علوم القرآن من أن للمادة معنى ثانيا، وهو الحلول فليس هو معنى آخر للكلمة.."
إذا المعنى اللغوى للنزول هو الهبوط فقط كما يقول الكاتب وهو ما يخالف أن له معانى أخرى فى القرآن مثل الخلق كما فى قوله سبحانه:
"وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج"
فقد فسرها الله بالخلق فى قوله:
"والأنعام خلقها لكم"
وتناول اختلاف الفقهاء فى معنى نزول القرآن حيث قال :
"2 - اختلاف العلماء في معنى إنزال القرآن:
لابن تيمية رسالة قيمة في معنى نزول القرآن الكريم؛ بين فيها أن معنى النزول في كتاب الله عز وجل يتفق مع المعنى اللغوي الحقيقي، وأنه لا مجاز في استعماله مع القرآن، وهو ما ينسجم مع رأيه أن لا مجاز في كتاب الله عز وجل. قال :
"ليس في القرآن ولا في السنة لفظ (نزول) إلا وفيه معنى النزول المعروف، وهذا هو اللائق به، فإنه (أي القرآن) نزل بلغة العرب، ولا تعرف العرب نزولا إلا بهذا المعنى، ولو أريد غير هذا لكان خطابا بغير لغتها، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان، وهذا لا يجوز ... ". ويؤيد رأي ابن تيمية أن نزول القرآن نزول حقيقي
وليس بمجاز تلكم الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر، كما في قوله عز وجل: "ونزلناه تنزيلا" [الإسراء:106]، وقوله سبحانه وتعالى:"إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا" [الإنسان:23]. قال النحاس "أجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازا". ولا شك أن رأي ابن تيمية أيضا مبناه على رأي السلف في العقيدة، والذين يثبتون صفة العلو لله عز وجل؛ لذلك نجد ثلة من أهل العلم قد تابعوه على قوله. لكن السيوطي في الإتقان أورد عن الأصفهاني أن أهل السنة والجماعة اتفقوا على أن كلام الله منزل، واختلفوا في معنى الإنزال. ..ولقد وجدت لأحد المفسرين المتأخرين وهو الطاهر بن عاشور كلاما نفيسا حول معنى النزول يجعلنا نرى الصورة بشكل أشمل، ونعلم أن الخلاف بين الفريقين خلاف لفظي؛ حيث قال :
"والإنزال جعل الشيء نازلا، والنزول الانتقال من علو إلى سفل، وهو حقيقة في انتقال الذوات من علو، ويطلق الإنزال ومادة اشتقاقه بوجه المجاز اللغوي على معان راجعة إلى تشبيه عمل بالنزول لاعتبار شرف ورفعة معنوية؛ كما في قوله تعالى: "قد أنزلنا عليكم لباسا"، وقوله: "وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج"؛ لأن خلق الله وعطاءه يجعل كوصول الشيء من جهة عليا لشرفه. وأما إطلاقه على بلوغ الوصف من الله سبحانه وتعالى إلى الأنبياء فهو إما مجاز عقلي بإسناد النزول إلى الوحي تبعا لنزول الملك مبلغه الذي يتصل بهذا العالم نازلا من العالم العلوي؛ قال تعالى: "نزل به الروح الأمين على قلبك"...."
إذا معنى نزول القرآن حسب القرآن وليس حسب ما نقلوه هو نزول الروح الأمين من السماء إلى محمد(ص) فى الأرض به وهو هبوط حقيقى كما قال سبحانه:
"نزل به الروح الأمين على قلبك"
فالهبوط هو هبوط الملاك بالقرآن من مكان أعلى إلى مكان أسفل
وعرض الكاتب وجهات نظر الفقهاء فى مسألة هل تكرر النزول أم أنه نزول واحد حيث قال :
"ثانيا- هل للقرآن الكريم تنزلات:
العلماء في هذه المسألة فريقان؛ فريق رأى أن القرآن له تنزلات عدة، وفريق عارض هذا القول فقال: إن للقرآن تنزلا واحدا، هو التنزل المباشر من الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك جبريل عليه السلام.
1 - القول بالتنزلات: نظر الفريق الأول -الذين قالوا بالتنزلات- في الآيات التي دلت على أن القرآن نزل في رمضان، وفي ليلة القدر والليلة المباركة؛ كما في قوله عز وجل: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" وقوله جل جلاله:"إنا أنزلناه في ليلة القدر" وقوله سبحانه وتعالى: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة"
ففهموا منها أنها دلت على تنزل كامل للقرآن في هذه الليلة المباركة من ليالي رمضان، وهي ليلة القدر ولكن كيف يمكن أن يكون القرآن نزل في ليلة واحدة، ومن المعلوم ضرورة أنه نزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا طوال الفترة التي قضاها بين الناس منذ بعثته إلى وفاته. فحاولوا أن يوفقوا بين ذلك الفهم الأولي للآيات الثلاث السابقة، وبين هذه الحقيقة المجمع عليها، فوجدوا لذلك تفسيرا من خلال نظرهم في قوله سبحانه وتعالى: "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" [الزخرف:4]، وقوله: "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ" [البروج:22]، ومن خلال أثر مروي عن ابن عباس يفيد أن القرآن مر في نزوله بمراحل. فقرر البعض أن هناك تنزلات ثلاثة، أولها تنزل للقرآن إلى اللوح المحفوظ، واستشهدوا بقوله تعالى: "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" [الزخرف:4]، وقوله: "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ" [البروج:21 - 22]. وهنا لا بد أن ننبه إلى أن الزركشي في البرهان، والسيوطي في الإتقان وغيرهما لم يستعملوا لفظ النزول عند حديثهم عن وجود القرآن في اللوح المحفوظ، وإنما ذكروا التنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ومن ثم من السماء الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل الزرقاني هو أول من وجدته يعبر بالتنزل الأول عن وجود القرآن في اللوح المحفوظ، وتبعه بعض من جاء بعده كالشيخ الذهبي أما التنزل الثاني -أو هو التنزل الأول عند من يرى أن هناك تنزلان- فكان هذا التنزل من اللوح المحفوظ إلى مكان يسمى بيت العزة في السماء الدنيا، وقالوا: إن هذا التنزل كان في رمضان في ليلة القدر الليلة المباركة، وهو ما دلت عليه الآيات الثلاث قوله عز وجل:"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن"، وقوله جل جلاله:"إنا أنزلناه في ليلة القدر"، وقوله عز وجل: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة". وقال بعض هؤلاء إن هذا التنزل استغرق أيضا سنوات في ليال قدر عدة، ولم يسوقوا على ذلك دليلا مقبولا أما التنزل الثالث -أو الثاني عند من يرى أن هناك تنزلان- فقد كان من بيت العزة في السماء الدنيا إلى الأرض على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم حسب الأحوال والمناسبات. ودليل هذا الفريق هو فهمهم لما سبق من الآيات الثلاث على النحو الذي أوردناه. وقد رد الفريق الآخر على هذا الاستدلال بأن المقصود بنزول القرآن في رمضان أو الليلة المباركة أو ليلة القدر في تلك الآيات هو أن ابتداء نزول القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم كان في ذلك الوقت، وليس المقصود نزوله كله، وخاصة أن العلماء مجمعون على أن لفظ القرآن يطلق على القرآن كله، أو على جزء منه. وفسروا آيتي الزخرف "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" [الزخرف:4] والبروج "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ" [البروج:21 - 22] والتي تدل على وجود القرآن في اللوح المحفوظ بأنها تبين أن القرآن الكريم حاله كحال أي حدث أو أمر أو شيء قد يحدث في هذا الكون ذكر الله عز وجل خبره وتفاصيله في كتاب الكون اللوح المحفوظ،...."
إذا توجد عدة آراء :
الأول ثلاث نزولات
الثانى تنزلين
الثالث تنزل واحد
وحسب ما نقله الكاتب الذى عليه دليل هو الرأى الثانى
وقد جمع الكاتب روايات فى أثر حديثى فى الموضوع وأدرج ملاحظاته عليها حيث قال :
"ملاحظات حول روايات هذا الأثر:
1 - أنها كلها موقوفة على ابن عباس -رضي الله عنهما-:
يلاحظ أن كل الروايات موقوفة على ابن عباس -رضي الله عنهما-، والمسألة من أمور الغيب التي لا تثبت إلا بما جاء في القرآن الكريم، أو السنة المرفوعة المقبولة..
2 - عدم ورود مثل هذا الخبر عن غير ابن عباس -رضي الله عنهما- من الصحابة رضي الله عنهم.
3 - ذكر بيت العزة: بيت العزة هذا المكان المذكور في بعض روايات هذا الأثر لم يذكر لا في القرآن، ولا في السنة حسب اطلاعي؛ لذلك فهو أمر غيبي نحتاج حتى نثبته إلى دليل مقبول أيضا، وهذا أمر غير متوافر..
الكاتب هو ناصر صبرة الكسواني وموضوع الكتاب هل نزل القرآن عدة مرات أم نزل مرة واحدة وقد ابتدأ الكسوانى بحثه بذكر معنى نزول القرآن حيث قال:
"أولا- معنى نزول القرآن:
1 - النزول في اللغة: قال ابن فارس "النون والزاء واللام كلمة صحيحة تدل على هبوط شيء ووقوعه". وكلام ابن فارس هذا يعني أنه ليس للمادة إلا هذا المعنى، وما ساقه كتاب علوم القرآن من أن للمادة معنى ثانيا، وهو الحلول فليس هو معنى آخر للكلمة.."
إذا المعنى اللغوى للنزول هو الهبوط فقط كما يقول الكاتب وهو ما يخالف أن له معانى أخرى فى القرآن مثل الخلق كما فى قوله سبحانه:
"وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج"
فقد فسرها الله بالخلق فى قوله:
"والأنعام خلقها لكم"
وتناول اختلاف الفقهاء فى معنى نزول القرآن حيث قال :
"2 - اختلاف العلماء في معنى إنزال القرآن:
لابن تيمية رسالة قيمة في معنى نزول القرآن الكريم؛ بين فيها أن معنى النزول في كتاب الله عز وجل يتفق مع المعنى اللغوي الحقيقي، وأنه لا مجاز في استعماله مع القرآن، وهو ما ينسجم مع رأيه أن لا مجاز في كتاب الله عز وجل. قال :
"ليس في القرآن ولا في السنة لفظ (نزول) إلا وفيه معنى النزول المعروف، وهذا هو اللائق به، فإنه (أي القرآن) نزل بلغة العرب، ولا تعرف العرب نزولا إلا بهذا المعنى، ولو أريد غير هذا لكان خطابا بغير لغتها، ثم هو استعمال اللفظ المعروف له معنى في معنى آخر بلا بيان، وهذا لا يجوز ... ". ويؤيد رأي ابن تيمية أن نزول القرآن نزول حقيقي
وليس بمجاز تلكم الآيات التي جاء فيها توكيد لفظ النزول بالمصدر، كما في قوله عز وجل: "ونزلناه تنزيلا" [الإسراء:106]، وقوله سبحانه وتعالى:"إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا" [الإنسان:23]. قال النحاس "أجمع النحويون على أنك إذا أكدت الفعل بالمصدر لم يكن مجازا". ولا شك أن رأي ابن تيمية أيضا مبناه على رأي السلف في العقيدة، والذين يثبتون صفة العلو لله عز وجل؛ لذلك نجد ثلة من أهل العلم قد تابعوه على قوله. لكن السيوطي في الإتقان أورد عن الأصفهاني أن أهل السنة والجماعة اتفقوا على أن كلام الله منزل، واختلفوا في معنى الإنزال. ..ولقد وجدت لأحد المفسرين المتأخرين وهو الطاهر بن عاشور كلاما نفيسا حول معنى النزول يجعلنا نرى الصورة بشكل أشمل، ونعلم أن الخلاف بين الفريقين خلاف لفظي؛ حيث قال :
"والإنزال جعل الشيء نازلا، والنزول الانتقال من علو إلى سفل، وهو حقيقة في انتقال الذوات من علو، ويطلق الإنزال ومادة اشتقاقه بوجه المجاز اللغوي على معان راجعة إلى تشبيه عمل بالنزول لاعتبار شرف ورفعة معنوية؛ كما في قوله تعالى: "قد أنزلنا عليكم لباسا"، وقوله: "وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج"؛ لأن خلق الله وعطاءه يجعل كوصول الشيء من جهة عليا لشرفه. وأما إطلاقه على بلوغ الوصف من الله سبحانه وتعالى إلى الأنبياء فهو إما مجاز عقلي بإسناد النزول إلى الوحي تبعا لنزول الملك مبلغه الذي يتصل بهذا العالم نازلا من العالم العلوي؛ قال تعالى: "نزل به الروح الأمين على قلبك"...."
إذا معنى نزول القرآن حسب القرآن وليس حسب ما نقلوه هو نزول الروح الأمين من السماء إلى محمد(ص) فى الأرض به وهو هبوط حقيقى كما قال سبحانه:
"نزل به الروح الأمين على قلبك"
فالهبوط هو هبوط الملاك بالقرآن من مكان أعلى إلى مكان أسفل
وعرض الكاتب وجهات نظر الفقهاء فى مسألة هل تكرر النزول أم أنه نزول واحد حيث قال :
"ثانيا- هل للقرآن الكريم تنزلات:
العلماء في هذه المسألة فريقان؛ فريق رأى أن القرآن له تنزلات عدة، وفريق عارض هذا القول فقال: إن للقرآن تنزلا واحدا، هو التنزل المباشر من الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك جبريل عليه السلام.
1 - القول بالتنزلات: نظر الفريق الأول -الذين قالوا بالتنزلات- في الآيات التي دلت على أن القرآن نزل في رمضان، وفي ليلة القدر والليلة المباركة؛ كما في قوله عز وجل: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" وقوله جل جلاله:"إنا أنزلناه في ليلة القدر" وقوله سبحانه وتعالى: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة"
ففهموا منها أنها دلت على تنزل كامل للقرآن في هذه الليلة المباركة من ليالي رمضان، وهي ليلة القدر ولكن كيف يمكن أن يكون القرآن نزل في ليلة واحدة، ومن المعلوم ضرورة أنه نزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا طوال الفترة التي قضاها بين الناس منذ بعثته إلى وفاته. فحاولوا أن يوفقوا بين ذلك الفهم الأولي للآيات الثلاث السابقة، وبين هذه الحقيقة المجمع عليها، فوجدوا لذلك تفسيرا من خلال نظرهم في قوله سبحانه وتعالى: "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" [الزخرف:4]، وقوله: "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ" [البروج:22]، ومن خلال أثر مروي عن ابن عباس يفيد أن القرآن مر في نزوله بمراحل. فقرر البعض أن هناك تنزلات ثلاثة، أولها تنزل للقرآن إلى اللوح المحفوظ، واستشهدوا بقوله تعالى: "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" [الزخرف:4]، وقوله: "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ" [البروج:21 - 22]. وهنا لا بد أن ننبه إلى أن الزركشي في البرهان، والسيوطي في الإتقان وغيرهما لم يستعملوا لفظ النزول عند حديثهم عن وجود القرآن في اللوح المحفوظ، وإنما ذكروا التنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ومن ثم من السماء الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل الزرقاني هو أول من وجدته يعبر بالتنزل الأول عن وجود القرآن في اللوح المحفوظ، وتبعه بعض من جاء بعده كالشيخ الذهبي أما التنزل الثاني -أو هو التنزل الأول عند من يرى أن هناك تنزلان- فكان هذا التنزل من اللوح المحفوظ إلى مكان يسمى بيت العزة في السماء الدنيا، وقالوا: إن هذا التنزل كان في رمضان في ليلة القدر الليلة المباركة، وهو ما دلت عليه الآيات الثلاث قوله عز وجل:"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن"، وقوله جل جلاله:"إنا أنزلناه في ليلة القدر"، وقوله عز وجل: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة". وقال بعض هؤلاء إن هذا التنزل استغرق أيضا سنوات في ليال قدر عدة، ولم يسوقوا على ذلك دليلا مقبولا أما التنزل الثالث -أو الثاني عند من يرى أن هناك تنزلان- فقد كان من بيت العزة في السماء الدنيا إلى الأرض على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم حسب الأحوال والمناسبات. ودليل هذا الفريق هو فهمهم لما سبق من الآيات الثلاث على النحو الذي أوردناه. وقد رد الفريق الآخر على هذا الاستدلال بأن المقصود بنزول القرآن في رمضان أو الليلة المباركة أو ليلة القدر في تلك الآيات هو أن ابتداء نزول القرآن على قلب النبي صلى الله عليه وسلم كان في ذلك الوقت، وليس المقصود نزوله كله، وخاصة أن العلماء مجمعون على أن لفظ القرآن يطلق على القرآن كله، أو على جزء منه. وفسروا آيتي الزخرف "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم" [الزخرف:4] والبروج "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ" [البروج:21 - 22] والتي تدل على وجود القرآن في اللوح المحفوظ بأنها تبين أن القرآن الكريم حاله كحال أي حدث أو أمر أو شيء قد يحدث في هذا الكون ذكر الله عز وجل خبره وتفاصيله في كتاب الكون اللوح المحفوظ،...."
إذا توجد عدة آراء :
الأول ثلاث نزولات
الثانى تنزلين
الثالث تنزل واحد
وحسب ما نقله الكاتب الذى عليه دليل هو الرأى الثانى
وقد جمع الكاتب روايات فى أثر حديثى فى الموضوع وأدرج ملاحظاته عليها حيث قال :
"ملاحظات حول روايات هذا الأثر:
1 - أنها كلها موقوفة على ابن عباس -رضي الله عنهما-:
يلاحظ أن كل الروايات موقوفة على ابن عباس -رضي الله عنهما-، والمسألة من أمور الغيب التي لا تثبت إلا بما جاء في القرآن الكريم، أو السنة المرفوعة المقبولة..
2 - عدم ورود مثل هذا الخبر عن غير ابن عباس -رضي الله عنهما- من الصحابة رضي الله عنهم.
3 - ذكر بيت العزة: بيت العزة هذا المكان المذكور في بعض روايات هذا الأثر لم يذكر لا في القرآن، ولا في السنة حسب اطلاعي؛ لذلك فهو أمر غيبي نحتاج حتى نثبته إلى دليل مقبول أيضا، وهذا أمر غير متوافر..