مشكلة الفقدان وطرق علاجها..!!

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الصبر_وياك

New member
إنضم
16 فبراير 2009
المشاركات
612
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مشكلة الفقدان


يسمونه في الطب النفسي "لوعة الفقدان"، ولوعة الفقدان هذه تصيب الإنسان كرد فعل لفقدان الأعزاء، سواء بالموت أو كما حدث في حالتك بالفشل في قصة الحب، ولوعة الفقدان هذه تسبب الكثير من الآلام للشخص الذي يعاني منها، فمن السهل أن يشعر الإنسان أنه غضبان؛ وذلك لأن الغضب يحفز إفراز الأدرينالين الذي يشعره بأنه قوي، أما في حالة لوعة الفقدان فإن الإنسان يشعر أنه مثل البالون الفارغ، كما يشعر بمقدار عجزه وضعفه، وكذلك يشعر أنه غير قادر على المقاومة.

يشعر الإنسان وكأن الألم يبتلعه.. يعتصره، وللأسف في مجتمعاتنا لا نعي شيئًا عن هذا الأمر، ولا ندرك أهمية تقديم الدعم الكافي ولا إستراتيجيات التعامل مع أزمة الفقدان هذه وما يصاحبها من ضعف، ودائمًا ما نسمع في هذه المواقف كلمات، مثل: "كف عن البكاء وابتسم"، "كن قويًّا ولا تظهر ضعفك"، وهذا ما يحاول الإنسان العادي فعله ، رغم أننا من الضروري أن نعيش لحظات الحزن والألم ونعبر عنها حتى نتيح لجراح الفقدان أن تلتئم بصورة طبيعية، وخطورة اللوعة المكتومة أنه يمكن أن تؤدي إلى انفجار من الغضب وشعور دائم بعدم الارتياح، وكذلك يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والإدمان والشعور بالقهر والتوتر الشديد، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى أعراض جسمانية ومنها زيادة شدة داء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأورام السرطانية المختلفة، والحساسية بأنواعها المختلفة وبالذات حساسية الصدر، وكذلك اضطرابات وقرح الجهاز الهضمي.

ومما سبق ندرك أهمية أن نعايش فترة الحزن؛ لأن هذا التعايش هو الوسيلة التي تمكنا من أن نفصل أنفسنا تدريجيًّا من الماضي بما فيه من فقد، ونستبدله بالحاضر الذي يعني علاقات جديدة وطرقًا جديدة لتحقيق الذات، وأول خطوات معايشة لوعة الفقدان هو أن ندرك قيمة ما فقدناه، فلا ننكر الفقدان ولا نرفض التفكير في قيمة ما فقدناه. وأرى أنه من المفيد أن نتعرف على المراحل التي يمر بها الإنسان عند تعرضه لأزمة الفقدان، وهذه المراحل يمكن تقسيمها كالتالي:
• لوعة الفقد الأولية والتي تستغرق عادة من ساعات قليلة وحتى أيام قليلة، ويظهر فيها شعور الصدمة مع إنكار الفقد وتفضيل العزلة.

• لوعة الفقد الحادة: وهذه الفترة تعتبر من أصعب وأقسى الفترات، وتكون فيها المشاعر شديدة الاضطراب والتنوع، حيث تنتهي مرحلة الإنكار، ويبدأ الإنسان في إدراك حقيقة وقيمة ما فقده، في هذه الفترة يتعالى الشعور بالغضب من الظلم ومن الحياة كلها، وفقد الشعور بالأمان والعدل، كما يصاحبها درجات متفاوتة من الاكتئاب وانخفاض القدرة على العمل.

• اللوعة المتراجعة: والتي يشعر المرء فيها أنه أصبح أكثر تقبلاً للفقد وأكثر قدرة على التعامل مع الحياة وخلق أشكال جديدة للحياة في غياب المحبوب، ولا يعني هذا انتهاء الحزن تمامًا، ولكنه يعني أن الحزن تخف حدته بدرجة كبيرة، وقد ترتفع درجة حرارته في بعض المناسبات، ولكن الإنسان يصبح أقدر على التعايش مع مشاعر الفقدان هذه، وهذه المرحلة شديدة الأهمية، ولكن من يتجنبون ويهربون من معاناة مشاعر اللوعة لا يصلون لهذه المرحلة المهمة أبدًا، ويمكننا أن نشبه الفقدان (وهو جرح مؤلم من جراح النفس) بجراح الجسد، وهنا تكون آلام لوعة الفقدان هي آلام التئام جراح النفس وهي تشبه الآلام التي تصاحب التئام جراح الجسد.

وقد يتصور البعض أن الوقت وحده كفيل بإزالة لوعة الفقدان، ولكن الواقع يؤكد أن الوقت بمفرده لا يزيل مرارة لوعة الفقد ولا يعتبر علاجًا لها، وأن المهم هو الإستراتيجيات المتبعة للتعامل مع أزمة الفقد هذه.

وكذلك قد يتصور البعض أن للفقد وقتًا محددًا، أو أن لمراحله التي ذكرناها سابقًا حدودًا فاصلة وتوقيتات زمنية معينة، ولكن طبيعة هذه المراحل والمشاعر التي تصاحبها تختلف باختلاف الشخص وباختلاف تفاعله مع الأزمة.

والآن ما الذي ينبغي عليك فعله لتجاوز أزمة الفقد التي تعاني منها:


• أولاً لا بد من إيجاد الوقت والمكان المناسبين للحزن.
• عبّر عن ألمك وحزنك بكافة الوسائل الممكنة التي تريحك، ومنها البكاء أو التحدث لمن ترتاح له من الأهل أو الأصدقاء، وكذلك تعتبر الكتابة والرسم من وسائل التعبير الجيدة، وقد يفجر حزنك بعضًا من جوانب الإبداع عندك.

• تحدث مع نفسك بإيجابية و قل لها: "لا يوجد شيء خاطئ فيّ؛ لأنني أشعر بالتعاسة الآن؛ أنا أشعر بلوعة الفقدان وهذه اللوعة فعلاً مؤلمة".

• لا بد من بناء نظام داعم من الأصدقاء المقربين؛ لأن وقت الحزن والأزمة التي تمر به تعتبر وقتًا للمشاركة ولا يفضل فيها الانعزال بأي حال من الأحوال.

• لا تضع هذا الإنسان في صورة خيالية خالية من العيوب، ولكن ضعه في صورته الحقيقية وتذكره دومًا بعيوبه وميزاته.

• عليك أن تدرك أن تعلقك الدائم بأمل عودته إليك عندما يدرك الخطأ الذي ارتكبه في حق نفسه وفي حقك ؛ هذا الأمل هو نوع من إنكار الواقع الذي يصاحب أزمة الفقد.

• أحيانًا نكتشف أننا يمكننا أن نساعد أنفسنا ونمسح عنها الحزن بتقديم المساعدة للآخرين ومسح دموعهم، ويمكنك أن تشارك بشكل إيجابي وفاعل في هموم مجتمعك وتقديم الدعم لمن يحتاجه من الفقراء أو الأيتام أو المرضى والمصابين، كما يمكنك أن تقدم الدعم لمن يعانون مثل ظروفك ويمرون بنفس أزمتك، وذلك بأن تلتحق أو تقوم بإنشاء مجموعة إلكترونية لدعم من يعانون من أزمة فقد المحبوب (أيًّا كان هذا المحبوب) سواء فقده بسفر بعيد أو بوفاة،أو زواج.

• وبمرور الوقت ستكتشف أنك تقف على أرض صُلبة، وأن هذه الأزمة مع كل ما فيها من مرارة قد أكسبتك الكثير من التوازن النفسي، وأثقلت شخصيتك وأكسبتك مهارات متعددة أهمها على الإطلاق مهارة حل المشكلات والتعامل مع الأزمات.

•من فقدت زوجا أو حبيبا عليها أن لا تتسرع بقبول أي طارق يطرق بابها ، ولكن عليها أن تعطي نفسها فرصة حتى تتماسك بحيث تتمكن من تحديد مشاعرها جيدًا واختيار الأنسب لها.

• قد يكون ضروريًّا أن تستعين بمعالج نفسي إذا وجدت أنه لا يوجد أي أمل في التحسن أو إذا شعرت أن المرارة التي تعاني منها تعيق تواصلك مع الحياة وتمنعك من أداء ما عليك من واجبات، وتعيق تحقيق أحلامك وطموحاتك.

• ومع كل ما ذكرت أجد أن من أهم وسائل العلاج اللجوء إلى الله سبحانه؛ قف بين يديه، واسجد بين يديه، وتضرع إليه، واسأله أن يمدك بقوة من قوته، وأن يربط على قلبك، وأن يجمل حياتك بالصبر الجميل، وليكن دعاؤك دومًا: "اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها".





المصدر : Islam on line ( بتصرف)
 

dalal art

New member
إنضم
8 أكتوبر 2008
المشاركات
925
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
مشكووووووووره اختي
 

Amanda_93

New member
إنضم
15 مارس 2009
المشاركات
466
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
lovely Kuwait
بارك الله فيج خيتو موضوع جداا مفيد..

تسلمين..
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.