سيسأل بعض القراء ما هذا العنوان؟!.. هل من البشر ذوو دماء زرقاء؟!.. وإذا كانوا موجودين فمن هم؟!.. ومن أول مجموعة أطلق عليهم أصحاب الدماء الزرقاء؟!.. سأجيب عن هذه الاستفسارات والأسئلة.. أول فئة أطلق عليهم اسم أصحاب الدماء الزرقاء.. هم نبلاء أسبانيا.. حيث أنهم كانوا يعتقدون أن لون دمهم أزرق!!.. ويختلف عن دم السوقة والعوام من الناس!!.. وكانوا على إثر هذا المعتقد الخاطئ.. لا يختلطون بالفقراء والمساكين.. ولا يشاربونهم.. أو يؤاكلونهم.. وكانوا لا يزوجون بناتهم إلا من رجل فيه الدم الأزرق!!..
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يغنيك محموده عن النسب
فليس يغني الحسيب نسبته
بلا لسان له ولا أدب
إن الفتى من يقول ها أنذا
ليس الفتى من يقول كان أبي
والحقيقة العلمية تقول.. أن الرجل لا يصبح لونـه أزرقاً.. إلا إذا اختنـق ـ أي إذا انقطع عنه الأكسجين ـ لأنه بهذا ينخفض الأكسجين في الدم.. فينقلب على إثر ذلك.. لون جسمه إلى اللون الأزرق!!.. أما ما عدا ذلك.. فكل بني البشر دماؤهم حمراء.. كبيرهم وصغيرهم.. ذكورهم وإناثهم.. غنيهم وفقيرهم.. رئيسهم ومرؤوسهم.. رفيعهم ووضيعهم.. شريفهم وحقيرهم.. وسواء أكان أبيضاً أو أسوداً.. قبيحاً أو جميلاً.. ذكياً أو غبياً.. صالحاً أو طالحاً.. فجميعهم دمائهم حمراء.. ولا تختلف دماؤهم إلا في فئة الدم.. وهي ليست خاصة لفئة معينة من البشر.. وإنما يعود هذا الأمر إلى جينات الأب والأم..
يا مظهر الكبر إعجاباً بصورته
أنظر خلاك فإن النتن تثريب
لو فكر الناس فيما في بطونهم
ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمة
وهو بخمس من الأقذار مضروب
أنف يسيل وأذن ريحها سهك
والعين مرفضة والثغر ملعوب
يا ابن التراب ومأكول التراب غداً
أقصر فإنك مأكول ومشروب
ويطلق اسم أصحاب الدماء الزرقاء في عصرنا الحاضر.. على المتكبرين على خلق الله.. المتغطرسين على الفقراء.. الذين يعتقدون أنفسهم أنهم أعلى نسباً.. وأجل قدراً.. ويعتقدون أيضاً.. أنهم من سلالة أخرى.. وفصيلة مختلفة ونادرة.. لا تتجانس ولا تتعايش مع بقية البشر ـ السوقة والعوام ـ.. وليس هناك وجه تقارب بينهم.. ولا يمكن أن يكون هناك وجه ترابط.. لهذا.. فإنهم يحاولون جاهدين في كل موقف أو مناسبة.. أن يظهروا أمام الناس.. على أنهم أعلى منهم مستوى ونسباً.. وأكبر منهم مقاماً ومنزلة.. وهذا طبعاً يعود إلى دناءة نفوسهم.. وحقارة طباعهم.. وعباطة في تفكيرهم.. ونقص في عقولهم.. وتعفن في فطرهم.. لأن صاحب الأصل.. يعرف قدره ومكانته.. ولا يحتاج إلى أن يتكبر على الخلق.. حتى يعلمهم أنه ذا أصل وفصل.. وذو نسب رفيع..
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه
فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فـارس
وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب
ولا يفعل ذلك.. إلا كل من أدعى أنه ذو أصـل.. وهو في الحقيقة خواء من كل شيء.. وإنما ينتسب انتساباً.. ويرفع من شأنه وهو وضيع حقير.. حتى يغطي على وضاعته وحقارته.. وليوهم الناس البسطاء.. على أنه من الكبراء وأصحاب العز والصولجان.. وكما قلت.. هذا الفعل يدل.. على حماقة معتنق هذه الفكرة.. وعباطة سالكها..
أيها الفاخر جهلاً بالنسب
إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة
أم حديد أم نحاس أم ذهب
بل تراهم خلقوا من طينة
هل سوى لحم وعظم وعصب
إنما الفخر لعقل ثابت
وحياء وعفاف وأدب
فصاحب الشأن.. لا يحتاج أن يدل الناس بعظمة شأنه.. وعراقة جذوره.. لأنه يعلم علم اليقين.. أنه لو عرف الناس ذلك.. فإنه لا يزيد في نسبه أو مكانته شيئاً.. وهو يعلم أيضاً.. أنه لو تواضع.. أو لو جهل الناس مقامه ومكانته.. فإنه كذلك يعلم علم اليقين.. أنه لن ينقص من أصله أو وضعه الاجتماعي شيئاً.. وهو يعلم أيضاً.. أنه إذا تكبر على الناس.. نفر الناس منه.. وإذا تواضع إليهم.. وخفض جناحه لهم.. فإنه بذلك.. يحبب إليه النفوس.. ويأسر القلوب..
لا تقل أصلي وفصلي أبداً
إنما أصل الفتى ما قد حصل
قد يسود المرء من غير أب
وبحسن الشبك قد ينفي الزَّغل
يذكرني موقف أصحاب الدماء الزرقاء هذا.. بموقف مماثل لأمثال هذه الكائنات اللابشرية!!.. الموقف الآخر.. هم أناس كانوا تحت سيطرة أصحاب الدماء الزرقاء.. في الزمن السابق.. إذا كانوا حسب ما يزعمون.. على أنهم ذوو أصول عريقة غائرة في القدم؟!!!!..
فإن تفخروا فيما مضى من قديمكم
فقد هدمت مدائن وقصور
رمتها مجانيق العدو فقوِّضت
مدائن منها كالجبال وسور
فإن تعمروا المجد القديم فلم يزل
لكم في مضرَّات الحروب ضرير
هم الذين كانوا يسموا في السابق بالعبيد.. ثم تحرروا بفضل الحكومة الرشيدة.. متمثلة في حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ .. هؤلاء الأشخاص.. بعد ما أنعم الله عليهم بالحرية.. وفك رقابهم من قيود العبودية.. لكن بعضهم قد أخطأ في فهم الحرية.. كما أخطأ أيضاً أصحاب الدماء الزرقاء في فهم الوجاهة والنسب!!..
ورثنا المجد عن آباء صدق
أسأنا في ديارهم الصنيعا
إذا الحسب الرفيع تواكلته
بناة السوء أوشك أن يضيعا
ولم يفهموا ما المقصود من الحرية؟!.. وكيف يكون الإنسان حراً؟!.. كما لم يفهم أولئك ما المقصود بالوجاهة؟!.. وكيف يكون الإنسان محترماً ويقدر من جميع فئات المجتمع؟!..
قل للذي تاه في دنياه مفتخراً
ضاع افتخارك بين الماء والطين
إذا تفقدت في الأجداث معتبراً
هناك تنظر تيجان السلاطين
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
يغنيك محموده عن النسب
فليس يغني الحسيب نسبته
بلا لسان له ولا أدب
إن الفتى من يقول ها أنذا
ليس الفتى من يقول كان أبي
والحقيقة العلمية تقول.. أن الرجل لا يصبح لونـه أزرقاً.. إلا إذا اختنـق ـ أي إذا انقطع عنه الأكسجين ـ لأنه بهذا ينخفض الأكسجين في الدم.. فينقلب على إثر ذلك.. لون جسمه إلى اللون الأزرق!!.. أما ما عدا ذلك.. فكل بني البشر دماؤهم حمراء.. كبيرهم وصغيرهم.. ذكورهم وإناثهم.. غنيهم وفقيرهم.. رئيسهم ومرؤوسهم.. رفيعهم ووضيعهم.. شريفهم وحقيرهم.. وسواء أكان أبيضاً أو أسوداً.. قبيحاً أو جميلاً.. ذكياً أو غبياً.. صالحاً أو طالحاً.. فجميعهم دمائهم حمراء.. ولا تختلف دماؤهم إلا في فئة الدم.. وهي ليست خاصة لفئة معينة من البشر.. وإنما يعود هذا الأمر إلى جينات الأب والأم..
يا مظهر الكبر إعجاباً بصورته
أنظر خلاك فإن النتن تثريب
لو فكر الناس فيما في بطونهم
ما استشعر الكبر شبان ولا شيب
هل في ابن آدم مثل الرأس مكرمة
وهو بخمس من الأقذار مضروب
أنف يسيل وأذن ريحها سهك
والعين مرفضة والثغر ملعوب
يا ابن التراب ومأكول التراب غداً
أقصر فإنك مأكول ومشروب
ويطلق اسم أصحاب الدماء الزرقاء في عصرنا الحاضر.. على المتكبرين على خلق الله.. المتغطرسين على الفقراء.. الذين يعتقدون أنفسهم أنهم أعلى نسباً.. وأجل قدراً.. ويعتقدون أيضاً.. أنهم من سلالة أخرى.. وفصيلة مختلفة ونادرة.. لا تتجانس ولا تتعايش مع بقية البشر ـ السوقة والعوام ـ.. وليس هناك وجه تقارب بينهم.. ولا يمكن أن يكون هناك وجه ترابط.. لهذا.. فإنهم يحاولون جاهدين في كل موقف أو مناسبة.. أن يظهروا أمام الناس.. على أنهم أعلى منهم مستوى ونسباً.. وأكبر منهم مقاماً ومنزلة.. وهذا طبعاً يعود إلى دناءة نفوسهم.. وحقارة طباعهم.. وعباطة في تفكيرهم.. ونقص في عقولهم.. وتعفن في فطرهم.. لأن صاحب الأصل.. يعرف قدره ومكانته.. ولا يحتاج إلى أن يتكبر على الخلق.. حتى يعلمهم أنه ذا أصل وفصل.. وذو نسب رفيع..
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه
فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فـارس
وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب
ولا يفعل ذلك.. إلا كل من أدعى أنه ذو أصـل.. وهو في الحقيقة خواء من كل شيء.. وإنما ينتسب انتساباً.. ويرفع من شأنه وهو وضيع حقير.. حتى يغطي على وضاعته وحقارته.. وليوهم الناس البسطاء.. على أنه من الكبراء وأصحاب العز والصولجان.. وكما قلت.. هذا الفعل يدل.. على حماقة معتنق هذه الفكرة.. وعباطة سالكها..
أيها الفاخر جهلاً بالنسب
إنما الناس لأم ولأب
هل تراهم خلقوا من فضة
أم حديد أم نحاس أم ذهب
بل تراهم خلقوا من طينة
هل سوى لحم وعظم وعصب
إنما الفخر لعقل ثابت
وحياء وعفاف وأدب
فصاحب الشأن.. لا يحتاج أن يدل الناس بعظمة شأنه.. وعراقة جذوره.. لأنه يعلم علم اليقين.. أنه لو عرف الناس ذلك.. فإنه لا يزيد في نسبه أو مكانته شيئاً.. وهو يعلم أيضاً.. أنه لو تواضع.. أو لو جهل الناس مقامه ومكانته.. فإنه كذلك يعلم علم اليقين.. أنه لن ينقص من أصله أو وضعه الاجتماعي شيئاً.. وهو يعلم أيضاً.. أنه إذا تكبر على الناس.. نفر الناس منه.. وإذا تواضع إليهم.. وخفض جناحه لهم.. فإنه بذلك.. يحبب إليه النفوس.. ويأسر القلوب..
لا تقل أصلي وفصلي أبداً
إنما أصل الفتى ما قد حصل
قد يسود المرء من غير أب
وبحسن الشبك قد ينفي الزَّغل
يذكرني موقف أصحاب الدماء الزرقاء هذا.. بموقف مماثل لأمثال هذه الكائنات اللابشرية!!.. الموقف الآخر.. هم أناس كانوا تحت سيطرة أصحاب الدماء الزرقاء.. في الزمن السابق.. إذا كانوا حسب ما يزعمون.. على أنهم ذوو أصول عريقة غائرة في القدم؟!!!!..
فإن تفخروا فيما مضى من قديمكم
فقد هدمت مدائن وقصور
رمتها مجانيق العدو فقوِّضت
مدائن منها كالجبال وسور
فإن تعمروا المجد القديم فلم يزل
لكم في مضرَّات الحروب ضرير
هم الذين كانوا يسموا في السابق بالعبيد.. ثم تحرروا بفضل الحكومة الرشيدة.. متمثلة في حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ .. هؤلاء الأشخاص.. بعد ما أنعم الله عليهم بالحرية.. وفك رقابهم من قيود العبودية.. لكن بعضهم قد أخطأ في فهم الحرية.. كما أخطأ أيضاً أصحاب الدماء الزرقاء في فهم الوجاهة والنسب!!..
ورثنا المجد عن آباء صدق
أسأنا في ديارهم الصنيعا
إذا الحسب الرفيع تواكلته
بناة السوء أوشك أن يضيعا
ولم يفهموا ما المقصود من الحرية؟!.. وكيف يكون الإنسان حراً؟!.. كما لم يفهم أولئك ما المقصود بالوجاهة؟!.. وكيف يكون الإنسان محترماً ويقدر من جميع فئات المجتمع؟!..
قل للذي تاه في دنياه مفتخراً
ضاع افتخارك بين الماء والطين
إذا تفقدت في الأجداث معتبراً
هناك تنظر تيجان السلاطين