^^ jory^^
New member
- إنضم
- 17 فبراير 2006
- المشاركات
- 344
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
كانيفرستان
قصة اخترتها من القصص العالمي للكاتب الألماني / جوهان بيتر هيل وقد ترجمتها عن الأنجليزيه بتصرف / ملاك ميخائيل
قرأتها فأعجبتني وددت أن تقرأوها وتستفيدوا منها
بداية القصة
كان ( بوتمان ) رجلا ألمانيا فقيرا ، وضاقت به سبل العيش ، وسدت في وجهة أبواب الرزق فلم يجد أمامه إلا مغادرة وطنه ألمانيا قاصدا مدينة أمستنردام الهولندية ذات الشهرة التجارية الكبيرة ، والقصور الفاخرة والميناء الملء بالسفن الضخمة..
وعندما نزل إلى رصيف ميناء ( أمستردام ) وهو الميناء المعروف بأسم ( هيت آي) رأى السفن الكبيرة راسيه بجوار بعضها البعض، وقد بدت عليها حمولتها المختلفة الأتيه من جميع أنحاء العالم ، ولفتت أنظاره سفينة ضخمة راح العمال يحملون منها الصناديق والأكياس والغرائرالكبيرة الممتلئة بالبضائع المتنوعة...
تقدم ( بوتمان ) من أحد الحمالين وسأله عن أسم صاحب هذه السفينة وما تحمله من بضائع كثيرة فرد عليه الحمال محملقا به وبدهشة وهز رأسه : كانيفرستان؟!!
عندئذ تحرك ( بوتمان ) مغادرا رصيف الميناء هامسا لنفسه: لا شك أن السيد ( كانيفرستان ) هذا رجل غني وواسع الثراء جدا...
وصل ( بوتمان ) إلى أمستردام وشق طريقه في زحام شوارعها فوقع بصره على قصر من أكبر وأفخم القصور التي رآها في حياته وراح يحملق في ذلك البناء الفاخر ذي المداخن السبع البارزة من سقوفه العالية التي يزيد ارتفاعها عن ارتفاع بيته الصغير الذي تركه في بلدته الألمانية ( توتلنجام ) ولم يستطيع أن يتمالك نفسه ، ولا أن ، يخفي فضوله فأستوقف أحد الماره وسأله : هل تخبرني من هو صاحب هذا القصر الفخم؟!
ولكن يبدو أن الرجل كان كما بدا متعجلا من مشيته السريعة
إذ قال هزاً كتفيه وهو يكاد أن يعدو :
كانيفرستان...
فقال ( بوتمان ) لنفسه :
هذا شيء طبيعي ..فما دام للهر كانيفرستان مثل هذه السفن الفخمه لابد أن يكون له قصر بهذا الحجم والروعة
ثم سار ( بوتمان ) في طريقة متمنيا أن يوفقه الله فيلتحق بالعمل عند الهر( كانيفرستان ) وفي نفس الوقت كان يشعر بالحزن من حالة البائسة التعيسة بين كل هؤلاء الأثرياء السعداء...
وبينما هو يمر في طريقة شاهد موكب جناز مهيب تتقدمه عربة الموتى السوداء تجرها أربعة أرجل من الخيول المطهمة والمغطاة بالمطارف المخملية السوداء ، وكانت تسير بوقار ومهابة وكأنها تعلم أنها تحمل رجلا عظيم وسار جمع كبير من أهل وأصدقاء الميت وقد ارتدوا لباس الحداد ومشوا في صمت حزين..
وأحس ( بوتمان ) بشعور مقبض وحزين فلما مر الموكب أمامه خلع قبعته ووقف باحترام بعض الوقت ثم تقدم من أحد المشيعين وأمسك بطرف سترته وقال له:
أسف يا عزيزي .. لابد أن المتوفى كان صديقا حميما لك ، فهل يمكن أن أعرف أسمه؟!
أجاب الرجل وهو يشد نفسه محاولا الانضمام إلى الموكب الذي كاد أن يختفي عن الأنظار :
كانيفرستان..
كانيفرستان ..
وانحدرت دموع ( بوتمان ) وامتلأ قلبه في لحظة واحدة بالحزن على المتوفى والعزاء لنفسه: يالك من مسكين يا هر كانيفرستان ...
ما الفائدة لك الآن من كل قصورك وسفنك وكنوزك إنك لا تحمل الآن من كل ما تملكه أكثر مما سأحمله معي أنا أيضا عند موتي..
لا شيء على الإطلاق ..
تنبه ( بوتمان ) عندئذ أن الظلام بدأ ينسدل فتوجه يبحث عن فندق صغير يبيت فيه ، فدخل من باب الفندق وقصد ذلك الرجل العجوز الجالس في صدر البهو الصغير ، حيث كان بعض الرجال يجلسون في سكون وهم يحتسون القهوة أو يقرأون الصحف..
سأل ( بوتمان ) الرجل العجوز :
هل أجد عندكم غرفة صغيرة ذات سرير واحد؟!!
اتسعت عينا الرجل العجوز دهشة، وهز رأسه الذي ملأه المشيب
ورد على ( بوتمان ) قائلا : كانيفرستان
تجمد ( بوتمان ) في مكانه وصرخ مستنكرا :
ما لنا والهر كانيفرستان الآن ؟!
لقد شاهدت جنازته المهيبة منذ قليل ...
وأسألك عن غرفة خاليه فتقول لي كانيفرستان...
لقد مات ، فكيف أذهب إليه الآن ؟!
وفي ثورته هذه لم يلحظ علامات التعجب والاستنكار التي ارتسمت على وجوه الحاضرين لكنه صمت تماما
عندما أحس بيد قوية تربن كتفه ، والتفت فرأى رجلا نحيفا يبتسم
وهو يقول له:
هدئ من روعك يا عزيزي ..
فأنك تتكلم الألمانية مع رجل هولندي ، وهو لا يعرف من لغتك كلها حرفا واحدا ولحسن حظك أنني ألماني مثلك ..
وماذا يعني ب ( كانيفرستان ) هذا ؟!
ضحك الرجل الألماني النحيل وقال لـــ( بوتمان ) :
أنه يعني( لا أعرف )؟!!
ووقف (بوتمان ) في مكانه يسترجع كل ما مر به من أحداث
انتهت القصة
ترى كم واحد بيننا مثل السيد ( بوتمان )
قصة اخترتها من القصص العالمي للكاتب الألماني / جوهان بيتر هيل وقد ترجمتها عن الأنجليزيه بتصرف / ملاك ميخائيل
قرأتها فأعجبتني وددت أن تقرأوها وتستفيدوا منها
بداية القصة
كان ( بوتمان ) رجلا ألمانيا فقيرا ، وضاقت به سبل العيش ، وسدت في وجهة أبواب الرزق فلم يجد أمامه إلا مغادرة وطنه ألمانيا قاصدا مدينة أمستنردام الهولندية ذات الشهرة التجارية الكبيرة ، والقصور الفاخرة والميناء الملء بالسفن الضخمة..
وعندما نزل إلى رصيف ميناء ( أمستردام ) وهو الميناء المعروف بأسم ( هيت آي) رأى السفن الكبيرة راسيه بجوار بعضها البعض، وقد بدت عليها حمولتها المختلفة الأتيه من جميع أنحاء العالم ، ولفتت أنظاره سفينة ضخمة راح العمال يحملون منها الصناديق والأكياس والغرائرالكبيرة الممتلئة بالبضائع المتنوعة...
تقدم ( بوتمان ) من أحد الحمالين وسأله عن أسم صاحب هذه السفينة وما تحمله من بضائع كثيرة فرد عليه الحمال محملقا به وبدهشة وهز رأسه : كانيفرستان؟!!
عندئذ تحرك ( بوتمان ) مغادرا رصيف الميناء هامسا لنفسه: لا شك أن السيد ( كانيفرستان ) هذا رجل غني وواسع الثراء جدا...
وصل ( بوتمان ) إلى أمستردام وشق طريقه في زحام شوارعها فوقع بصره على قصر من أكبر وأفخم القصور التي رآها في حياته وراح يحملق في ذلك البناء الفاخر ذي المداخن السبع البارزة من سقوفه العالية التي يزيد ارتفاعها عن ارتفاع بيته الصغير الذي تركه في بلدته الألمانية ( توتلنجام ) ولم يستطيع أن يتمالك نفسه ، ولا أن ، يخفي فضوله فأستوقف أحد الماره وسأله : هل تخبرني من هو صاحب هذا القصر الفخم؟!
ولكن يبدو أن الرجل كان كما بدا متعجلا من مشيته السريعة
إذ قال هزاً كتفيه وهو يكاد أن يعدو :
كانيفرستان...
فقال ( بوتمان ) لنفسه :
هذا شيء طبيعي ..فما دام للهر كانيفرستان مثل هذه السفن الفخمه لابد أن يكون له قصر بهذا الحجم والروعة
ثم سار ( بوتمان ) في طريقة متمنيا أن يوفقه الله فيلتحق بالعمل عند الهر( كانيفرستان ) وفي نفس الوقت كان يشعر بالحزن من حالة البائسة التعيسة بين كل هؤلاء الأثرياء السعداء...
وبينما هو يمر في طريقة شاهد موكب جناز مهيب تتقدمه عربة الموتى السوداء تجرها أربعة أرجل من الخيول المطهمة والمغطاة بالمطارف المخملية السوداء ، وكانت تسير بوقار ومهابة وكأنها تعلم أنها تحمل رجلا عظيم وسار جمع كبير من أهل وأصدقاء الميت وقد ارتدوا لباس الحداد ومشوا في صمت حزين..
وأحس ( بوتمان ) بشعور مقبض وحزين فلما مر الموكب أمامه خلع قبعته ووقف باحترام بعض الوقت ثم تقدم من أحد المشيعين وأمسك بطرف سترته وقال له:
أسف يا عزيزي .. لابد أن المتوفى كان صديقا حميما لك ، فهل يمكن أن أعرف أسمه؟!
أجاب الرجل وهو يشد نفسه محاولا الانضمام إلى الموكب الذي كاد أن يختفي عن الأنظار :
كانيفرستان..
كانيفرستان ..
وانحدرت دموع ( بوتمان ) وامتلأ قلبه في لحظة واحدة بالحزن على المتوفى والعزاء لنفسه: يالك من مسكين يا هر كانيفرستان ...
ما الفائدة لك الآن من كل قصورك وسفنك وكنوزك إنك لا تحمل الآن من كل ما تملكه أكثر مما سأحمله معي أنا أيضا عند موتي..
لا شيء على الإطلاق ..
تنبه ( بوتمان ) عندئذ أن الظلام بدأ ينسدل فتوجه يبحث عن فندق صغير يبيت فيه ، فدخل من باب الفندق وقصد ذلك الرجل العجوز الجالس في صدر البهو الصغير ، حيث كان بعض الرجال يجلسون في سكون وهم يحتسون القهوة أو يقرأون الصحف..
سأل ( بوتمان ) الرجل العجوز :
هل أجد عندكم غرفة صغيرة ذات سرير واحد؟!!
اتسعت عينا الرجل العجوز دهشة، وهز رأسه الذي ملأه المشيب
ورد على ( بوتمان ) قائلا : كانيفرستان
تجمد ( بوتمان ) في مكانه وصرخ مستنكرا :
ما لنا والهر كانيفرستان الآن ؟!
لقد شاهدت جنازته المهيبة منذ قليل ...
وأسألك عن غرفة خاليه فتقول لي كانيفرستان...
لقد مات ، فكيف أذهب إليه الآن ؟!
وفي ثورته هذه لم يلحظ علامات التعجب والاستنكار التي ارتسمت على وجوه الحاضرين لكنه صمت تماما
عندما أحس بيد قوية تربن كتفه ، والتفت فرأى رجلا نحيفا يبتسم
وهو يقول له:
هدئ من روعك يا عزيزي ..
فأنك تتكلم الألمانية مع رجل هولندي ، وهو لا يعرف من لغتك كلها حرفا واحدا ولحسن حظك أنني ألماني مثلك ..
وماذا يعني ب ( كانيفرستان ) هذا ؟!
ضحك الرجل الألماني النحيل وقال لـــ( بوتمان ) :
أنه يعني( لا أعرف )؟!!
ووقف (بوتمان ) في مكانه يسترجع كل ما مر به من أحداث
انتهت القصة
ترى كم واحد بيننا مثل السيد ( بوتمان )