من مذكرات الراجحي

ماكنتوش 1988

مراقبه عامه
إنضم
26 يونيو 2011
المشاركات
31,855
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
يقول الراجحي الملياردير السعودي في مذكراته



كنت فقيراً لدرجة أنني عجزت عن الاشتراك في رحلة للمدرسة قيمة المشاركة فيها ريال سعودي واحد رغم بكائي الشديد لأسرتي التي لم
تكن تملك هذا الريال، •


وقبل يوم واحد من الرحلة أجبت إجابة صحيحة فما كان من معلم الفصل إلا أن أعطاني ريالاً مكافأة مع تصفيق الطلبة •

حينها لم أفكر وذهبت مسرعاً واشتركت في الرحلة وتحول بكائي الشديد إلى سعادة غامرة استمرت أشهراً. وكبرت وذهبت الأيام وغادرت المدرسة إلى الحياة •

وفي الحياة وبعد سنوات من العمل وفضل الله عرفت العمل الخيري هنا بدأت أتذكر ذلك المدرس الفلسطيني الذي أعطاني الريال •

وبدأت اسأل نفسي هل أعطاني الريال صدقة أم مكافأة فعلاً لكني لم أصل إلى إجابة، وقلت إنه أياً كانت النية فقد حلّ لي مشكلة كبيرة وقتها ودون أن أشعر أنا أو غيري بشيء • •

هذا جعلني أعود إلى المدرسة وإلى جهات التعليم بحثاً عن هذا المدرس الفلسطيني حتى عرفت طريقه •
• فخطّطت للقائه والتعرف على أحواله، والتقيت هذا المدرس الفاضل ووجدته بحالة صعبة بلا عمل ويستعد للرحيل، فلم يكن إلا أن قلت له بعد التعارف: \"يا أستاذي الفاضل لك في ذمتي دين كبير جداً منذ سنوات\"، قال وبشدة: \"ليس لي ديون على أحد\" وهنا سألته: \"هل تذكر طالباً أعطيته ريالاً لأنه أجاب كذا وكذا\". بعد تذكر وتأمل قال المدرس ضاحكاً: \"نعم، نعم. وهل أنت تبحث عني لترد لي ريالاً؟\" •


قلت له: \"نعم\" وبعد نقاش أركبته السيارة معي وذهبنا ووقفنا أمام فيلا جميلة، ونزلنا ودخلنا فقلت له: \"يا أستاذي الفاضل هذا هو سداد دينك مع تلك السيارة وراتب تطلبه مدى الحياة وتوظيف ابنك في مؤسسة\". ذهل المدرس قائلاً: \"لكن هذا كثير جداً!\" قلت له • • \"صدقني إن فرحتي بريالك وقتها أكبر بكثير من حصولي الآن على عشر فلل كهذه، ومازلت لا أنسى تلك الفرحة.\" ❤ •



وما جزاء الإحسان إلا الإحسان