موضوع عن الخواطر

شاذيه بيضه

New member
إنضم
29 يوليو 2008
المشاركات
246
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
26
يقولون بأن النشر الالكتروني قد ساعدنا كثيرًا نحن معشر قراء الأدب والثقافة -كما ندعي- حيث فتح علينا “أبوابًا” من المتعة الفنية والثقافية والمعرفية إن استخدمنا هذا النوع من المصطلحات..

فمنذ أعوام فقط وعلى حديث شبه يومي مع أحد الأساتذة الكرام وهو الخطاط “زوزو السايح” - وماحدش سمع عنو طبعًا - يحدثني عن العراق وعن فنانيها باعتبارهم طفرة في عالم الخط العربي خصوصًا وفي عالم الفن عمومًا وهو من حدثني عن الخطاط حسن المسعود حتى اطلعت على أعماله من خلال مدونة جيلال..

وقبل تلك المعرفة بأهل العراق ظننت الأمر تهويلاً ليس إلا حتى جاءتني الصدمة تلو الصدمة واكتشفت الكثير والكثير.. ليس فقط من ناحية مشاهدة الأعمال فمعارضنا سامطة ومملة وكتبنا غالية الثمن ونادرة غالبًا في مجال النقد والقراءة الفنية التي هي شبه معدومة هنا.. وقد استمتعت بالعديد منها.. والحق أني ولجهلي في تلك السن ظننت القراءة النقدية شيء يخص أهل الأدب فقط.. الآن ومع متابعتي البدائية المتقطعة لهذا الميدان تطورت قدرتي على قراءة الأعمال الفنية وإن كانت قراءة ينقصها جهد من الناحية النظرية والدراسة الذاتية لقواعد القراءات التي لم تعط لنا في مراحل دراستنا للفنون الجميلة.. بل كان جهدنا فيها جهد ذاتي بحت متعثر ومبعثر كنوع من زيادة المعرفة والتحصين أمام لجان التحكيم في الاختبارات ليس إلا.. تصور!

كانوا حين يحدثونا عن أعمال أحد الفنانين على أنها عبقرية نقف أمامها حيارى.. نهرش أعلى الرأس ونسأل كالحمقى ما العبقري فيها؟.. هل هو المنظور أم التشريح أم مزج الألوان أم فكرة اللوحة نفسها؟ أم الحالة النفسية للفنان؟.. أو كما يقال “تفكيك رموز اللوحة” ومحاولة قراءة ما يريد صاحبها قوله من خلالها؟.. ومثال صغير على هذا هو لوحة الغارنيكا لبيكاسو.. ألوانها الكئيبة ورسومها المشمئزة.. لقد ضحكت حتى سقطت على ركبتي من تعليقات أحدنا عنها.. لقد حدثونا عنها على أساسا أننا نقاد في الفن ومؤرخون من الطراز الرفيع في حين لم نكن نعلم بانها رسمت كتخليد لتلك المدينة الاسبانية التي تعرضت.. ونسوا أننا مجرد طلبة مازلنا نجهل أسس قواعد تركيب اللوحة وطرق مزج الألوان.

في مجال الهندسة المعمارية.. وللأسف إن كانت دراستنا للمنظور وغيرها من مواد هذا الفرع سيئة لأسباب إدارية تتعلق بعدم وجود مدرس في المستوى فإنني اكتشفت الكثير ليقال حول متعة “القسوة الجافة” التي تتصف بها العمارة الأوروبية نظرًا لمركزها ومكانها على الأرض وروعة “الحنان والاحساس” العربي الاسلامي.. صرت أستمتع أكثر بالتعرف على الشعوب من خلال عمارتها التي تستند في الأساس على فلسفة خاصة سواء كانت دينية أو إنسانية.. على جهلي بأسس الهندسة المعمارية إلا أن روعة الاكتشاف لا ترغمك على اعطاء تلك الجوانب أهميةً تذكر.

كما وأني كنت أبتعد قد الإمكان عن القراءات التي تبدأ باستعمال مصطلحات ومفاهيم غريبة جدًا مخصصة لفئة محددة هي فئة “ألأكاديميين” وتفهم من وراءها ما معناه “إمشي إلعب بعيد.. لما الكبير يتكلم إنت تخرس خالص.. فاهم“.


وهناك أيضًا فئة أخرى تحب التحدث عما نسيمه “فلسفة الهواء“.. أحاديث غريبة تجعلك متخلف عقليًا وفي حاجة إلى حمام ماء بارد يجعلك تفيق مما انت فيه من خزعبلات.. صراحة لا أعلم لماذا يعتبرون مثل هؤلاء الناس فنانين ومبدعين وعباقرة مع أني لا أجد أية عبقرية سواء من ناحية التقنية أو من ناحية الأفكار أو حتى من ناحية الشخصية التي يمتلكها من يسمى فنانًا كبيرًا.

هي تدوينة سريعة كتبتها مبعثرة وكنوع من فش الغل.. لقد مرت ثلاثة أشهر لم تصلنا مجلة العربي ولم تطأ قدمها الجزائر فبدأت اكتب حول ما أفادتني به هذه المجلة ووجدتني أقوم بالتحوير في صيغة التدوينة في كل مرة حتى وصلت إلى ما وصلت.. السبب الثاني أني اكتشفت مدونة رائعة جدًا في هذا المجال.. بل أكثر من رائعة واستغربت كيف لم أكتشفها من قبل.. أعتقد بأنها تستحق المتابعة والتقدير على الجهد الذي يبذله صاحبها.. أنصحكم بزيارتها: لوحات عالمية
:hearting: