- إنضم
- 28 يناير 2014
- المشاركات
- 2,918
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
صوت المنبه يرن معلناً وقت النهوض....تقلبت بخمول وكسل وجرت نفسها بصعوبة من الفراشوهي تقول لنفسها: لاأدري مابي ، ولم أنا متثاقلة وليس لي مزاج للنهوض ! تحاملت على نفسهاودخلت غرفة المعيشة فوجدت زوجها مستعداً للعمل .../ من فضلك عزيزتي أيقظي الصغار وأعديهم للمدرسة وجهزي الفطور ..قالها الزوج ..لكنها لم ترد بكلمة وعادت لغرفة نومها عابسة الوجه ...وبعد قليل سمعت صوت الاطفال يتساءلون: أين ماما ...دخلت الصغيرة غرفة والدتها وقالت: ماما سرحي لي شعري ...ردت بحزم :أذهبي لأختك واسأليها ..قطبت الصغيرة حاجبيها وخرجت متذمرة وهنا دخل أبنها يطلب منها قميصاً نظيفاً وهو يذكرها أن الوقت ضيقصاحت بوجهه : لاأحد يطلب مني شيئاً !ثم أطلت من باب غرفتها وأكملت : لاأريد أن أقوم بأي عمل..! هل فهمتم جميعاً ...؟!نظر الجميع بذهول ...دخلت وصفقت الباب بقوة ....وبعد فترة قصيرة ساد الصمت ..وعرفت أنهم قد خرجوا...ذهبت لتعد لنفسها فنجان قهوة.. ثم جلست تحتسيه بهدوء ظاهر وقلق باطن أدركت الآن سبب انفجارها هذا الصباح ..إنه روتين العمل الذي يستهلكها كل يوم فلا يترك لها فرصة الاستمتاع أو مزاولة عمل لأجل نفسها ، أو متابعة هواياتها قالت لنفسها : حياتي كلها تدور في حلقة مكررة كل يوم:التنظيف ، الطبخ ، الغسيل ..انتظار عودة الجميع ..تجهيز الغداء .. استراحة قيلولة قصيرة ثم متابعة دروس الأولاد .. ثم الاهتمام بمتطلبات زوجي وإعداد العشاء و... و... أين أنا من كل ذلك ؟!اليوم سأعطي لنفسي إجازة سأخرج وأشتري ماأشتهي وأتسلى ...قامت بنشاط واستعدت للخروج وماهي بضع ساعة ..إذا هي في أحد المولات ومعها صديقة واعدتها قبل قليل على اللقاءطفقت تتجول معها أمام واجهات المحلات الكبرى تنظر بإعجاب شديد للفساتين المعروضة.. وقالت لصديقتها بلا مبالاة : بالتأكيد أسعارها غالية ...ولكن لايهم سأدخل واشتري مايعجبني .....خرجت من المحل وهي تحمل أغلب مصروف البيت الشهري في كيس ..!فقد أشترت الفستان والحذاء والحقيبة ...والآن قالت لصديقتها : دعينا نذهب الى صالون التجميل..فمنذ زمن طويل لم أهتم بشعري وبشرتي وأظافري كما هو لائق ....وافقتها صديقتها فقد كانت من النوع الذي يتردد كثيراً على الصالونات رفعت رأسها لتقرأ صالون الأنيقات .. / نعم وأنا منهن بالتأكيد !!دفعت الباب ودخلت بخفة الى الداخل ...لم تكن تتوقع أن يكون المكان بهذه الصورة من السكون ..! ولاتدري لماذا شعرت بإنقباض رغم جمال ديكوراته .. كانت الإضاءة خافتةوالمكان خالٍ فلايوجد أحد .. كيف ذلك والصالون راقٍ .. ومعروف ؟!شعرت بعدم الارتياح وتلفتت فلم تجد صديقتها .. آه لقد تركتني وحدي هنا ..! وقررت عندها أن تسارع بالخروج ..وقبل أن تفتح الباب أحست بيد على كتفها وصوت غير مريح يقول : تفضلي سيدتي الصالون في خدمتك ..أستدارت لترى سيدة عابسة الوجه في منتصف العمر ..اردت أن أقص شعري وأصبغه و... كان التوتر والخوف واضحاً من نبرتها ..!قالت السيدة وهي تشير الى المقعد المخصص أمام المرآة تفضلي وسأخدمك بنفسي فأنا صاحبة الصالون !لاتدري لماذا كانت خائفة ويداها ترتجفان..وهي تراقب المرأة تضع الفوطة حول رقبتها استعداداً لقص شعرها ارتعبت وهي ترى المقص يقترب من رأسها ببطءقفزت من مكانها قائلة : من فضلك سيدتي لقد غيرت رأيي ...!تذكرت أنه قد حان موعد عودة الصغار من المدرسة ...وأنا لم أعد لهم ولزوجي الطعام..أقسرتها السيدة على الجلوس ونظرت في المرآة فإنها بها تراها وقد انقلبت سحنتهاوجحظت عيناها وصرخت فيها بقسوة وهي تمسك شعرها بيد والمقص بالأخرى :و لماذا لم تعدي الطعام لأولادك وزوجك..! ولم زجرتيهم واستقبلت الصباح ناقمة من كل شيء وبدأت تقص شعرها بعشوائية وقسوة من هنا وهناك والشعر يتساقطصرخت بقوة اتركيني ولكن لم تستطع النهوض من الكرسي وكأنها مسمرت إليه عاجزة عن الحراك ..وصوت المرأة يعلو ومقصها لايرحم ..فصرخت وصرخت مستنجدة .. ولكن صوتها احتبس .. وظلت تقاوم وتصرخ حتى أحست بيد تربت عليها وصوت طفولي يخاطبها :ماما استيقظي مابك تصرخين ! ماما!انتفضت جالسة وتعوذت بالله من الشيطان الرجيم وحمدت الله :يااااه كل ذلك كان حلماً ...!! احتضنت ابنتها بشدة وقالت لاشيء يا حبيبتي.. كنت أحلم فقط لم يوقظني صوت المنبة ...أسرعت فوجدت زوجها في المطبخ يعد الإفطار ...خاطبها باسماً : صباح الخير عزيزتي لم أشأ أن أوقظك فقد كنت متعبة مساء وأعددت الإفطار لصغارنا / شكراً لك عزيزي ولكن في المرة القادمة أيقظني لاأريد أن أبقى نائمةهذا واجبي ..ساعدت اطفالها في الاستعداد للمدرسة ...ثم خرج الجميع وهي تودعهم بعيون ملؤها الحب والامتنان قائلة: الحمد لله حمداً كثيراً أن وهبني هذه الأسرة الرائعة...!!