هبة رجل الغراب وترسيخ ثقافة (البوي فرند)

ماكنتوش 1988

مراقبه عامه
إنضم
26 يونيو 2011
المشاركات
31,855
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
المتابع للمسلسلات الرمضانية هذا العام سوف يتوصل إلى نتيجة مهمة للغاية وهي أن القائمون على هذه الأعمال قرروا “خلع برقع الحياء” فهناك العديد من المشاهد اليومية التي تستفز الجمهور ومتابعي هذه المسلسلات إضافة إلى الألفاظ التي لا تراعي حرمة هذا الشهر الكريم.

أما الكارثة الكبرى فهي الثقافة الجديدة والغريبة التي تحاول هذه المسلسلات بثها في المجتمع المصري. ولنأخذ مسلسل ” هبة رجل الغراب” كمثال على هذا العك الفني. فمنذ دخول الفن في الحياة ونحن نعرف تأثيره الذي يدخل العقول والبيوت.

في هذا المسلسل نرى أن الجميع يتحدث عن العلاقة بين الفتاة والرجل الغريب بنوع يخلو من النخوة والحياء. يبدو ذلك جليا من خلال الحوار اليومي لجميع الفتايات في شركة الموضة بالمسلسل ” إيكو موضه”.

الجميع يتحدث عن مصاحبة الفتاة للرجل وكأنه أمر من بديهيات الحياة والأدهى من ذلك عدم استغراب أي شخص بالمسلسل من هذه العلاقة. الجميع يتحدث بالشركة أن ” تيمور هو صاحب هبة” وكأن هذه العلاقة عادية تقرها العادات والتقاليد.



ليس هذا فحسب بل يقبل الجميع وبصدر رحب أن يشتري لها سيارة وأن ينفق عليها في المطاعم وغيرها من المصاريف اليومية.

الكارثة أن زميلة هبة بالشركة تحاول خطف تيمور ليكون لها صاحبا. جميع طاقم المسلسل يتحدثون عن موضوع الصاحب دون أي غرابة.

وفي أحد الحوارات القصيرة بالمسلسل يسأل صاحب الشركة عن الموظفات فترد عليه إحداهن بأن “هبة قد قامت باصطحابهم الى المطعم الشهير لتعزمهم على الغداء” يتعجب الرجل لأنه يعرف الإمكانات المادية لهبة كموظفة بالشركة لكن هذا التعجب ينجلي عندما تخبره الموظفة بأن العزومة على حساب تيمور صاحب هبة. المتوقع أن يتعجب الرجل ولكنها يسدي النصح للموظفة أن تبحث هي الأخرى عن ” صاحب” لكي يعزمها كما يفعل تيمور مع هبة.

من المعروف أن المسلسل هو النسخة العربية من المسلسل الأمريكي الشهير” ”Ugly Betty لكن ذلك لا يعد مبررا للنقل الحرفي بكل ما يحمله من سلبيات وإيجابيات.

على أية حال فهذا هو الحال الذي وصلنا إليه. حيث تتسلل الثقافة الغربية إلى بيوتنا ويشاهدها الأبناء والبنات دون مراعاة لقدسية شهر رمضان ودون مراعاة للتقاليد التي تربينا عليها.



فهل نحن على مشارف إقرار ثقافة البوي فريند؟ فهل نقبل بعد سنوات قليلة من الآن أن تنتقل البنت لتعيش مع صاحبها ويستقل المراهق لكي يعيش مع صديقته؟ يبدو أن الأمور تسير في هذا الطريق المرسوم لها.