دِفءُ جَوَارِحِي فِي الشّتَاء
احْسَاسِي بِالوَنَسِ فِي الخَلاءْ
دُونَهَا لَمْ اتَذَوقْ مَاءْ او اشُم هَوَاء
كَتَبَ الكَثِيرُ فِي حُبّهَا
كُتّابٌ و جَاهِلِينْ وَ شُعَرَاءْ
هُنَا سَأصِفُ قُربَ أمِي
واخَافُ انْ لاَ تَكْفِي حُروفِ الهِجَاءْ
كَيفَ وهِيَ مَنْ وضَعَتْنِي بَينَ احْشَائِهَا
دُونَ كَلَلٍ او تَعَبٍ او اعْيَاءْ
هِي مَنْ دَعَتْ رَبّي فِي وِلادَتِي
دَعَتْهُ ان اولَدْ بِصِحّةٍ و شِفَاءْ
اخَذْتْنِي بَينَ احْضَانِهَا تِلكَ أمِي
غَمَرَتْنِي وانَا عَاجِزه عَن النطْقِ و الإصْغَاءْ
سُبْحَانَكَ يَا الله فِي حنَانٍ يَسْكُنُهَا
حَنَانٌ تَخضرّ بِها الأرضُ الجَردَاءْ
سُبْحَانَكَ يَا الله فِي نَظْرةِ اعْيُنِهَا
تَرَي إنْ كَان فِي القَلب هَمٌ او هَنَاءْ
جَمَعَ اللهْ فِي حُرُوفِهَا أُمّي
اولَ و أخِرْ حُرُوفِ الهِجَاءْ
لِوِسْعِ قَلْبِهَا وكبْرِ حَنَانِهَا
بَدَء اسمُهَا بالألِف وخَتَمَهُ بِاليَاءْ
سَاُذِيبُ كُل الأقْلامِ فِي وَصْفِ أمّي
وإن خَذَلَنِي الحبرُ لَنْ اعْطِيهِ اعفَاء
سَأكْتُبُ عَنهَا بِحِبرِ قَلْبِي
مِن الوَرِيدِ بِقَلَمٍ ومِنَ العُروقِ بِمَاءْ
هَذا قَلِيلٌ مِنّي لَكِي يَا سِر وُجُودِي
يَامَنْ فُقْتِي الروعَةَ دُونَ اطْرَاءْ
دُونَ أمِي لَمَا كُنتُ الأنَ اكتُبْ
ولا كُنتُ رَأيتُ شَمساً او سَمَاءْ
هِيَ مَنْ رَضتْ الأذي لِنَفْسِهَا
لِتَحمِينِي لِتُبعِدَ عَنّي الشّقَاءْ
عَلّمَتْنِي ان اعْطِي الكَثِير واكْثَرْ
لِغَيرِي حُبٌ ولِنَفْسِي كِبرِيَاءْ
عَلّمَتْنِي كَيفَ بِالحُبّ اعِيشْ
كَيفَ اعطُفْ عَلَي المَسَاكِينِ والفُقَرَاءْ
مَلأتْ قَلْبِي بِرَحْمَةٍ مِن نَبعِهَا
وانْ ادعُوا اللهَ انْ احسَسْتُ بِشَقَاءْ
عَلّمَتْنِي كَيفَ بالصّلاةِ يَطْمَئِنّ القَلْبْ
وقَرَأتْ لِي قِصَصْ الرُسِلِ والأنْبِيَاءْ
عَلّمَتْنِي أمِي خَطَواتِ سَيرِي
وإن دَاهَمَنِي خَطأ يَغمُرُنِي حَيَاءْ
وضَعَ اللهُ الجَنّةَ تَحتَ اقْدَامِهَا
والجَنّة لِصَاحِبِ المُلكِ والجَلاءْ
فَيَاربْ امْنَحنِي رِضَاهَا
فَرِضا الله ورِضَا الوَالِدَينِ سَوَاءْ
ارضِي عَليّا يَا سَبَبَ وُجُودِي
رِضَاكِ مِن رِضَا اللهِ فِي السّمَاءْ