jasmine_flower
New member
- إنضم
- 4 سبتمبر 2006
- المشاركات
- 2,053
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
قصه من عده اجزاء اختصارا يتكلم فيها النوخذه عن ماضى وحاضر ومتسقبل الكويت موضوع اتمنى كل مواطنه تقراه بتمعن وتستفيد منه والقصه منقوله من مدونه كله مطقوق
في يوم حار من أيام صيف عام 2009 اشتدت الزوابع البحرية على مجموعة
صغيرة من الشباب الكويتي المشارك في رحلات الغوص التابعة للنادي البحري الكويتي , و قد اشتدت العواصف و الزوابع على مركبهم الذي بدأ يرقص كالريشة بين أمواج البحر مما جعلهم يفضلون الهروب و القفز من على ظهره الى البحر مباشرة عل و عسى يستطيعون النجاة بأرواحهم من مخالب هذه الكارثة
و بعد صراع طويل بين السابحين و أمواج البحر العاتية استطاع ثلة قليلة منهم الوصول الى جزيرة قاروه الكويتية , تلك الجزيرة الصغيرة و البعيدة نسبيا عن شواطيء مدينة الكويت , و هناك تغلب الجهد و التعب على أجسامهم النحيلة مما جعلها تتسابق الى الانبطاح على رمال الجزيرة محاولين نسيان ما مروا به من أحداث مرعبة و خلدوا جميعا في نوم عميق
.
.
مع اشراقة اشعة شمس اليوم التالي نهض أحدهم من نومه ليرى بجانبه خمسة من رفاقه , فبدأ بإيقاظهم من النوم ثم نظر حوله للبحث عن ناجين آخرين قد تمكنوا من الوصول الى الجزيرة بعدهم , الا أنهم لم يجدوا احدا
و من هنا بدأ بالتفكير في كيفية العودة الى أراضي المدينة و كيفية الصمود في هذه الجزيرة المهجورة بلا ماء أو طعام , خاصة و أن حرارة الشمس لم تكن أرحم عليهم من عاصفة البارحة , و بينما هم يفكرون فيما سيفعلونه وقف أحدهم أمام الشاطيء مطلقا نظراته في عمق الأفق ليبتسم فمه بدون أن يشعر و يبدأ بالتلويح و القفز و الصراخ , نعم , انه قادم
.
.
كان القارب الخشبي الصغير يقترب الى الشاطيء ببطيء شديد بينما اصطف البحارة على الشاطيء منتظرين وصوله اليهم عله يكون فرصتهم الأولى و الأخيرة للنجاة و العودة الى أراضي المدينة
و عند وصول القارب الصغير نزل منه رجل طاعن في السن ذو جسد نحيل و ملابس رثة حتى أنهم شكوّا في أنه يحتاج الى مساعدتهم أكثر من حاجتهم الى مساعدته , وقف الرجل صامتا يتفرس وجوههم بنظرات تختلط فيها حدة الاتهام باضطراب الاستفسار , فبادر أكبرهم سنا بالترحيب به
هلا هلا عمي , حمدلله أننا وجدناك , لقد غرق مركبنا بالأمس و لم ينجو منه أحد الا نحن السته.
لم يبدي الرجل أي تعاطف معه , فنظارته لا زالت حادة , و لكنه رد عليهم السلام بهدوء و وقار مع مسحة من عدم الاهتمام
و من هنا التف الشباب حوله و بدأ كل منهم يوجه له مجموعة من الأسئلة و الاستفسارات
فسأل الأول , من أنت و مِن أين أتيت ؟
فرد عليه الرجل , ليس مهما من أنا , و ليس مهما من أين أتيت , تستطيع أن تناديني باسم النوخذة
فسأل آخر , حسنا يا نوخذة , يبدو لي أنك قد تجاوزت الثمانين عاما ؟ هل أنت من أهل الكويت ؟
فرد عليه النوخذة , ثمانين عاما هي أكثر من نصف عمري بقليل , و أنا أعيش بين بحار و جزر العالم , لكني أعرف الكويت جيدا و لي فيها الكثير من الذكريات
فسأله ثالث , و ما الذي أتى بك الى هنا , في هذه الأحوال الجوية المضطربة ؟.
عمري تجاوز المئة عام , قضيت آخر سبعين منها في البحث عن كنز مردخاي , و بعد أن اقتصصت أثره في عشرات الجزر حول العالم القديم , اكتشفت أنه شوهد آخر مرة مع الكنز عندما توقف في هذه الجزيرة الصغيرة للراحة , و بعدها لم يعد له ذكر
هنا بدأ الجميع بالتساؤل , من هو مردخاي ؟ و ما قصة هذا الكنز ؟ و ما الذي جعله يمر من هنا ؟
مردخاي هو أغنى أغنياء مملكة اسرائيل القديمة , و قد تمكن من الهرب من جيوش نبوخذنصر الذي حرق اسرائيل عن بكرة أبيها و قام بتهجير أهلها قبل حوالي الفان و خمسمئة سنة , و قد ظل مردخاي يهرب من سلطات نبوخذنصر مع ثروته من مكان الى آخر , و كانت أغلب ملاجئه في الجزر الغير مأهولة , و أنا هنا أتقفى أثرهفسأل أحدهم , و هل انت قادر على تحديد مكان الكنز بالضبط ؟
رد النوخذة عليه بعد أن همهم طويلا , لا استطيع تحديد الموقع بالضبط , الا أنني تمكنت من تحديد ستة مواقع على هذه الجزيرة , و سيكون الكنز تحت أحدها بالتأكيد
بدأت نظرات الريبة تنتقل بين البحارة و قد بدى عليهم الاعياء و الجهد نتيجة عدم الأكل و الشرب بالاضافة الى حرارة الشمس اللاهبة , فبادر أحدهم قائلا
هل نجد عندك شربة ماء؟ أو لقمة نسد بها جوعنا و نصبِّر بها أجسادنا ؟
ابتسم هنا النوخذة و قال , سيكون لكم ذلك و أكثر , لكن عليكم تنفيذ شَرطي أولا
فرد عليه الجميع , و ما هو شرطك؟
كما ترون يا رفاقي , أنا شيخ طاعن في السن , و لم تعد لي قوة على الحفر , خصوصا و أنني بحاجة الى حفر ستة مواقع , لذلك فإنني أطلب من كل واحد منكم أن يقوم بحفر أحد مواقع الكنز , و بعد انتهاءكم من الحفر و الحصول على الكنز , سأقتسم نصفه معكم , و سأعطيكم كل ما معي من شراب و طعام , أيضا سآخذ أحدكم معي الى مدينة الكويت حتى يطلب النجدة لرفاقه , فما هو ردكم ؟
تشاور البحارة لبرهة ثم اتفقوا على ان لا خيار أمامهم غير القبول بهذا العرض , فمن يعلم , قد يكونوا بالأمس ناجين من الموت بإعجوبة , و يصبحوا في الغد من أصحاب الملايين
هكذا تكلم النوخذة , ثم انصرف الى قاربه الخشبي الصغير
صغيرة من الشباب الكويتي المشارك في رحلات الغوص التابعة للنادي البحري الكويتي , و قد اشتدت العواصف و الزوابع على مركبهم الذي بدأ يرقص كالريشة بين أمواج البحر مما جعلهم يفضلون الهروب و القفز من على ظهره الى البحر مباشرة عل و عسى يستطيعون النجاة بأرواحهم من مخالب هذه الكارثة
و بعد صراع طويل بين السابحين و أمواج البحر العاتية استطاع ثلة قليلة منهم الوصول الى جزيرة قاروه الكويتية , تلك الجزيرة الصغيرة و البعيدة نسبيا عن شواطيء مدينة الكويت , و هناك تغلب الجهد و التعب على أجسامهم النحيلة مما جعلها تتسابق الى الانبطاح على رمال الجزيرة محاولين نسيان ما مروا به من أحداث مرعبة و خلدوا جميعا في نوم عميق
.
.
مع اشراقة اشعة شمس اليوم التالي نهض أحدهم من نومه ليرى بجانبه خمسة من رفاقه , فبدأ بإيقاظهم من النوم ثم نظر حوله للبحث عن ناجين آخرين قد تمكنوا من الوصول الى الجزيرة بعدهم , الا أنهم لم يجدوا احدا
و من هنا بدأ بالتفكير في كيفية العودة الى أراضي المدينة و كيفية الصمود في هذه الجزيرة المهجورة بلا ماء أو طعام , خاصة و أن حرارة الشمس لم تكن أرحم عليهم من عاصفة البارحة , و بينما هم يفكرون فيما سيفعلونه وقف أحدهم أمام الشاطيء مطلقا نظراته في عمق الأفق ليبتسم فمه بدون أن يشعر و يبدأ بالتلويح و القفز و الصراخ , نعم , انه قادم
.
.
كان القارب الخشبي الصغير يقترب الى الشاطيء ببطيء شديد بينما اصطف البحارة على الشاطيء منتظرين وصوله اليهم عله يكون فرصتهم الأولى و الأخيرة للنجاة و العودة الى أراضي المدينة
و عند وصول القارب الصغير نزل منه رجل طاعن في السن ذو جسد نحيل و ملابس رثة حتى أنهم شكوّا في أنه يحتاج الى مساعدتهم أكثر من حاجتهم الى مساعدته , وقف الرجل صامتا يتفرس وجوههم بنظرات تختلط فيها حدة الاتهام باضطراب الاستفسار , فبادر أكبرهم سنا بالترحيب به
هلا هلا عمي , حمدلله أننا وجدناك , لقد غرق مركبنا بالأمس و لم ينجو منه أحد الا نحن السته.
لم يبدي الرجل أي تعاطف معه , فنظارته لا زالت حادة , و لكنه رد عليهم السلام بهدوء و وقار مع مسحة من عدم الاهتمام
و من هنا التف الشباب حوله و بدأ كل منهم يوجه له مجموعة من الأسئلة و الاستفسارات
فسأل الأول , من أنت و مِن أين أتيت ؟
فرد عليه الرجل , ليس مهما من أنا , و ليس مهما من أين أتيت , تستطيع أن تناديني باسم النوخذة
فسأل آخر , حسنا يا نوخذة , يبدو لي أنك قد تجاوزت الثمانين عاما ؟ هل أنت من أهل الكويت ؟
فرد عليه النوخذة , ثمانين عاما هي أكثر من نصف عمري بقليل , و أنا أعيش بين بحار و جزر العالم , لكني أعرف الكويت جيدا و لي فيها الكثير من الذكريات
فسأله ثالث , و ما الذي أتى بك الى هنا , في هذه الأحوال الجوية المضطربة ؟.
عمري تجاوز المئة عام , قضيت آخر سبعين منها في البحث عن كنز مردخاي , و بعد أن اقتصصت أثره في عشرات الجزر حول العالم القديم , اكتشفت أنه شوهد آخر مرة مع الكنز عندما توقف في هذه الجزيرة الصغيرة للراحة , و بعدها لم يعد له ذكر
هنا بدأ الجميع بالتساؤل , من هو مردخاي ؟ و ما قصة هذا الكنز ؟ و ما الذي جعله يمر من هنا ؟
مردخاي هو أغنى أغنياء مملكة اسرائيل القديمة , و قد تمكن من الهرب من جيوش نبوخذنصر الذي حرق اسرائيل عن بكرة أبيها و قام بتهجير أهلها قبل حوالي الفان و خمسمئة سنة , و قد ظل مردخاي يهرب من سلطات نبوخذنصر مع ثروته من مكان الى آخر , و كانت أغلب ملاجئه في الجزر الغير مأهولة , و أنا هنا أتقفى أثرهفسأل أحدهم , و هل انت قادر على تحديد مكان الكنز بالضبط ؟
رد النوخذة عليه بعد أن همهم طويلا , لا استطيع تحديد الموقع بالضبط , الا أنني تمكنت من تحديد ستة مواقع على هذه الجزيرة , و سيكون الكنز تحت أحدها بالتأكيد
بدأت نظرات الريبة تنتقل بين البحارة و قد بدى عليهم الاعياء و الجهد نتيجة عدم الأكل و الشرب بالاضافة الى حرارة الشمس اللاهبة , فبادر أحدهم قائلا
هل نجد عندك شربة ماء؟ أو لقمة نسد بها جوعنا و نصبِّر بها أجسادنا ؟
ابتسم هنا النوخذة و قال , سيكون لكم ذلك و أكثر , لكن عليكم تنفيذ شَرطي أولا
فرد عليه الجميع , و ما هو شرطك؟
كما ترون يا رفاقي , أنا شيخ طاعن في السن , و لم تعد لي قوة على الحفر , خصوصا و أنني بحاجة الى حفر ستة مواقع , لذلك فإنني أطلب من كل واحد منكم أن يقوم بحفر أحد مواقع الكنز , و بعد انتهاءكم من الحفر و الحصول على الكنز , سأقتسم نصفه معكم , و سأعطيكم كل ما معي من شراب و طعام , أيضا سآخذ أحدكم معي الى مدينة الكويت حتى يطلب النجدة لرفاقه , فما هو ردكم ؟
تشاور البحارة لبرهة ثم اتفقوا على ان لا خيار أمامهم غير القبول بهذا العرض , فمن يعلم , قد يكونوا بالأمس ناجين من الموت بإعجوبة , و يصبحوا في الغد من أصحاب الملايين
هكذا تكلم النوخذة , ثم انصرف الى قاربه الخشبي الصغير