طوق البنفسج
*عضــوة شرف في منتديات كويتيات*
يتطلب احترام الذات الحقيقي تقييما دقيقا للقدرات الخاصة مقارنة مع قدرات الآخرين. . . إن احترام الذات الُمزيف عرضة للزوال السريع بتأثير تجارب الحياة."
بالرغم من فشل المجلس الوطني لاحترام الذات في إيجاد تعريف مقبول وشامل لاحترام الذات، إلا أننا جميعا نملك مفهوما متواضعا عن ماهية احترام الذات، وكيفية تأثيره علينا وعلى سلوكنا. ولكن هل تملك احتراما لذاتك قبل ذلك؟
في الحقيقة, أن الشعور السيئ حيال احترام الذات، أو عدم القدرة على تحديد وجودها، يسبب مشكلة كبيرة للعديد من الشباب المضطرب، مهما كان تعريف مشاكلهم. على سبيل المثال، لو أخذنا الأطفال الذين يتناولون المخدرات، والمراهقات الحوامل، والمراهقين الفاشلين في دراستهم، والأطفال المصابين بمشاكل مدرسية، أو اضطرابات نفسية مع عائلاتهم، وأخضعتهم لاختبار احترام الذات فستجد أنهم يعانون من مشكلة انعدام أو انخفاض مستوى احترام الذات.
ولكن هل هذا يعني بأن احترام الذات عامل صحي خفي مثل الكولسترول مثلا؟
إذا كنا نستطيع رفع مستوى احترام الذات، فهل من المحتمل أن نمنع العديد من المشاكلِ الاجتماعية، تماما كما في الحملات الصحية لخفض الكولسترول بهدف منع العديد من مشاكل الصحة؟
حسناً، ربما. ولكن ليس من السهل رفع مستوى احترام الذات. يقول بعض الخبراء أن منح الأطفال النجوم الذهبية في الصف، وتشجيع الطلاب، وعدم الصراخ أو عقاب الطفل على السلوك السيئ تساهم جميعها في رفع احترام الذات. ولكن المشكلة في هذا المنطق واضحة.
إن احترام الذات الحقيقي يتطلب تقييم دقيق لقدرات الشخص الخاصة مقارنة مع الآخرين. قد يكون شخص ما جيدا في الرياضيات ولكنه ضعيف في القواعد. إن الإحساس الصحّي بالذات، يمكن أن تساعدك على تقبل ضعفك بدون الإحساس بأنك فاشل. فهناك اختلافات حقيقية في القدرات، التي تكافئ بشكل تفاضلي بالحياة. بينما القبول غير المشروط يهدف إلى إنكار تلك الاختلافات ويبني احترام ذات مزيف، يكون عرضة للدمار خلال تجارب الحياة.
لكن للمفارقة، هناك شيء حقيقي حول احترام الذات. فهناك العديد من الرجال والنساء الذين يحققون نجاحات عظيمة بكل المعايير المعقولة، ولكنهم يبقون غير مرتاحين مع أنفسهم. بينما هناك أناس فقراء، لم يتذوقوا طعم النجاح إلا أنهم يشعرون بالفخر بذاتهم، وقد يشعرون بالسعادة أكثر من الشخص الثري والناجح - إذا لا يمكننا حقا أن نعرف حقيقة احترام الذات فاحترام الذات مبني على مدى تقبلنا لنجاحنا وشعورنا بالراحة مع ما نقوم به. إن احترام الذات هو الزيت الذي يبقي محرك الإنجاز أو النجاح يعمل بفعالية، بينما يعاني البعض من تسرب هذا الزيت أحيانا، الأمر الذي يقودهم إلى الدخول في حالات من الكآبة وسوء استعمال الأدوية، والمخدرات أو الكحول، بهدف الهروب من مواجهة مشكلة احترامهم لذاتهم.
ماذا على الآباء والمعلمين أن يعملوا أذا؟
يلعب الأهل الدور الأول في تأسيس احترام الذات عند الطفل، ومثل تحمل المسئولية، والنظافة الشخصية، والعديد من السلوكيات التي يأخذها الطفل من المنزل، يجب أن يأخذ الطفل احترام الذات من المنزل قبل أن يخرج إلى العالم. لذل يجب أن يقيم الأهل الأداء العام للطفل بالاستناد على قدراته، وليس عن طريق مقارنته مع أشقائه أو مع أي شخص أخر، غالبا ما نسمع من الأهل عبارات مثل، لماذا لا تكون مؤدبا مثل فلان، أو والدك لم يكن سيئ الطباع فلماذا أنت كذلك، كل هذه العبارات تخزن في عقل الطفل الذي يبدأ بتصديقها، والاسوء من ذلك تطبيقها أيضا.
بينما الأجدى هو توفير الدعم للطفل، وقبوله كما هو بقدراته، بل ومساعدته على تنمية المهارات والقدرات الخاصة به، قد يكون جيدا في الرياضة، ولكن ليس في العلوم، وقد يكون قدره أن يكون لاعبا محترفا، وليس أستاذا للأحياء, يجب على الأهل والأستاذة في المدرسة أن يفهموا ويدركوا هذه الاختلافات بين الأشقاء، والأطفال في نفس الصف، فلكل شخص شخصيته المستقلة، التي تساعده على بناء احترامه لذاته. ويجب أن يقترن هذا التفهم بالدعم والحبّ الأبوي غير مشروط والصادق. الطفل ينمو ويتطور بالاستناد إلى مكوناته الشخصية إما توقعاتنا فهي لنا نحن ويجب أن لا نفرضها على أطفالنا لأي سبب كان. وإذا كنت حقا تملك احتراما لذاتك فستدرك أن الطفل بحاجة إلى احترام ذاته أيضا ليكون شخصا ناجحا وسعيدا في الحياة.
م
ن
ق
و
ل
بالرغم من فشل المجلس الوطني لاحترام الذات في إيجاد تعريف مقبول وشامل لاحترام الذات، إلا أننا جميعا نملك مفهوما متواضعا عن ماهية احترام الذات، وكيفية تأثيره علينا وعلى سلوكنا. ولكن هل تملك احتراما لذاتك قبل ذلك؟
في الحقيقة, أن الشعور السيئ حيال احترام الذات، أو عدم القدرة على تحديد وجودها، يسبب مشكلة كبيرة للعديد من الشباب المضطرب، مهما كان تعريف مشاكلهم. على سبيل المثال، لو أخذنا الأطفال الذين يتناولون المخدرات، والمراهقات الحوامل، والمراهقين الفاشلين في دراستهم، والأطفال المصابين بمشاكل مدرسية، أو اضطرابات نفسية مع عائلاتهم، وأخضعتهم لاختبار احترام الذات فستجد أنهم يعانون من مشكلة انعدام أو انخفاض مستوى احترام الذات.
ولكن هل هذا يعني بأن احترام الذات عامل صحي خفي مثل الكولسترول مثلا؟
إذا كنا نستطيع رفع مستوى احترام الذات، فهل من المحتمل أن نمنع العديد من المشاكلِ الاجتماعية، تماما كما في الحملات الصحية لخفض الكولسترول بهدف منع العديد من مشاكل الصحة؟
حسناً، ربما. ولكن ليس من السهل رفع مستوى احترام الذات. يقول بعض الخبراء أن منح الأطفال النجوم الذهبية في الصف، وتشجيع الطلاب، وعدم الصراخ أو عقاب الطفل على السلوك السيئ تساهم جميعها في رفع احترام الذات. ولكن المشكلة في هذا المنطق واضحة.
إن احترام الذات الحقيقي يتطلب تقييم دقيق لقدرات الشخص الخاصة مقارنة مع الآخرين. قد يكون شخص ما جيدا في الرياضيات ولكنه ضعيف في القواعد. إن الإحساس الصحّي بالذات، يمكن أن تساعدك على تقبل ضعفك بدون الإحساس بأنك فاشل. فهناك اختلافات حقيقية في القدرات، التي تكافئ بشكل تفاضلي بالحياة. بينما القبول غير المشروط يهدف إلى إنكار تلك الاختلافات ويبني احترام ذات مزيف، يكون عرضة للدمار خلال تجارب الحياة.
لكن للمفارقة، هناك شيء حقيقي حول احترام الذات. فهناك العديد من الرجال والنساء الذين يحققون نجاحات عظيمة بكل المعايير المعقولة، ولكنهم يبقون غير مرتاحين مع أنفسهم. بينما هناك أناس فقراء، لم يتذوقوا طعم النجاح إلا أنهم يشعرون بالفخر بذاتهم، وقد يشعرون بالسعادة أكثر من الشخص الثري والناجح - إذا لا يمكننا حقا أن نعرف حقيقة احترام الذات فاحترام الذات مبني على مدى تقبلنا لنجاحنا وشعورنا بالراحة مع ما نقوم به. إن احترام الذات هو الزيت الذي يبقي محرك الإنجاز أو النجاح يعمل بفعالية، بينما يعاني البعض من تسرب هذا الزيت أحيانا، الأمر الذي يقودهم إلى الدخول في حالات من الكآبة وسوء استعمال الأدوية، والمخدرات أو الكحول، بهدف الهروب من مواجهة مشكلة احترامهم لذاتهم.
ماذا على الآباء والمعلمين أن يعملوا أذا؟
يلعب الأهل الدور الأول في تأسيس احترام الذات عند الطفل، ومثل تحمل المسئولية، والنظافة الشخصية، والعديد من السلوكيات التي يأخذها الطفل من المنزل، يجب أن يأخذ الطفل احترام الذات من المنزل قبل أن يخرج إلى العالم. لذل يجب أن يقيم الأهل الأداء العام للطفل بالاستناد على قدراته، وليس عن طريق مقارنته مع أشقائه أو مع أي شخص أخر، غالبا ما نسمع من الأهل عبارات مثل، لماذا لا تكون مؤدبا مثل فلان، أو والدك لم يكن سيئ الطباع فلماذا أنت كذلك، كل هذه العبارات تخزن في عقل الطفل الذي يبدأ بتصديقها، والاسوء من ذلك تطبيقها أيضا.
بينما الأجدى هو توفير الدعم للطفل، وقبوله كما هو بقدراته، بل ومساعدته على تنمية المهارات والقدرات الخاصة به، قد يكون جيدا في الرياضة، ولكن ليس في العلوم، وقد يكون قدره أن يكون لاعبا محترفا، وليس أستاذا للأحياء, يجب على الأهل والأستاذة في المدرسة أن يفهموا ويدركوا هذه الاختلافات بين الأشقاء، والأطفال في نفس الصف، فلكل شخص شخصيته المستقلة، التي تساعده على بناء احترامه لذاته. ويجب أن يقترن هذا التفهم بالدعم والحبّ الأبوي غير مشروط والصادق. الطفل ينمو ويتطور بالاستناد إلى مكوناته الشخصية إما توقعاتنا فهي لنا نحن ويجب أن لا نفرضها على أطفالنا لأي سبب كان. وإذا كنت حقا تملك احتراما لذاتك فستدرك أن الطفل بحاجة إلى احترام ذاته أيضا ليكون شخصا ناجحا وسعيدا في الحياة.
م
ن
ق
و
ل