هوى السلاطين......وادرك شهرزاد الصباح!!

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
إنها قصة الأزل ... قصة الحب التي تتكرر على مر العصور وتختلف صورها وأشكالها ولكن المعنى يبقى واحداً...
وهي كلها معلقة بحبل النهاية لافكاك لها منه ...
قد تنتهي نهاية سعيدة .. وهذه سمعناها في القصص وكانت قلوبنا لاتطمئن حتى تقرأ: وعاشا في سعادة!
وهنا نتركهم ونغلق الكتاب.. أو يعلن السارد للقصة الفصل الأخير ... انتصار الحب على العقبات وهنا نتنهد راحة!.
أو قد يفشل رسول المحبة في وسط الطريق فتضيع حلقة الوصل وتنقطع خيوط قصة لم يكمل نسجها.....
أو ربما هي تتأرجح بين الصعود والهبوط والوصل والنأى...... أمر تتدخل فيه قوى أخرى تضع العراقيل بين الطرفين
المتفانيين في محبتهما فهما يختلسان اللقاء على غفلة من الزمن ! حتى إذا أدركهما رمى كلاً منهما لطريق مغاير!!
كحكاية قيس ولبنى...... وعنتر وعبلة.... وكثير وعزة .. وروميو وجوليت !!! وقائمة مآسي الحب طويلة لها في متون
التاريخ .... صفحات .
وهي تتكرر كل يوم . تحمل أسماءً أخرى . وتظهر على صفحات وجوه أخرى... ويظل المضمون واحد!!!
ولكن هل نسينا أسوأوجه للحب ؟! وكيف ننسى قاتل الحب الذي يرتكب الجريمة عياناً ثم لايحاسب عليها!!
والأسوا في هذه الجريمة أن ينكرها مقترفها!....
والأشد سوءاً ان يتباهى بها.....
والأشد مراً أن يعترف .. ثم يندم... ثم يقول لا هي الأولى والأخيرة ... وهو حقاً يقصد الأولى ..و باطلا يقصد الأخيرة..

هل عرفتموه؟؟ لا شك عندي!!! وأؤكد .. إنها الخيانة .. القاتل الكبير ...!!!
ولنعد!! ولكن الى نوع آخر من الحب وهو في حقيقته هوى ورغبة ينقضي مسماه بحصول مبتغاه ...حرام أن يوضع
تحت مسمى الحب .. ذلك الطائر الذي يرفرف في الخافق فينبت له جناحان يحلقان في أفق وردي حريري الملمس والحلم!

ومن بطون تاريخ الف ليلة ... حيث المسكينة شهرزاد .. تطوي الليالي.. لتشنف سمع السلطان.. وحياتها في كفة الميزان
قالت: يحكى يامولاي أنه كان لأحد السلاطين مئات من الجواري، ولكنه كان يفضل كل ليلة أن يستقدم جارية تسمى
الولادة . جمعت سحر البيان وحسن المنطق وملاحة الوجه وعذوبة الصوت ومهارة العزف قال لها:
اريدك ياولادة أن تطربيني بما يبعث الراحة في قلبي .. فإن عيني تطلب النوم وفؤادي يأباه!!

/ سلم فؤاد مولاي ولكن هل لي أن أسأل عن سبب أرقكم .. حتى أجمع بياني وأشحذ جناني وأطربكم بما تحبون سماعه؟
/ أجل ! أجل صدقت .. إنه ياولادة طيف جميل سلب لبي وأطار نومي طيف لاأعرف صاحبته فغني للطيف عساه يذهب
واذوق المنام.

( كأن كل هؤلاء الجاريات لايكفين فينزع الى الأطياف...)
تمسك الولادة بعودها وقد حصرت فكرها واختمرت كلماتها فانطلق صوتها الشجي....
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الرقاد
كي استريح وتنطفي نار تأجج في الفؤاد
مضنىً تقلبه الأكفّ على فراشٍ من سهاد
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من سداد؟؟

وهتف السلطان طرباً... الله... الله .. هلاّ أعدت الأبيات وغيرتي القافية؟؟
أومأت مبتسمة بالسمع والطاعة... ثم انثنت تنشد
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت المنام
كي أستريح وتنطفي نارتأجج في العظام
مضنىً تقلبه الأكف على فراش من ضرام
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من دوام؟؟
وزاد الطرب وحلا السمر ........ ياولادة !! هلا بدلت القافيه؟؟............. كما يشاء مولاي.. ثم انثنت منشدة وصوتها يزداد
حنوا وجمالاً.. وسلطانها يزداد طرباً..
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الهجوع
كي أستريح وتنطفي نار تأجج في الضلوع
مضنىً تقلبه الأكفّ على فراش من دموع
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من رجوع

لقد أوشك الطيف على الغياب ياولادة فألحقينا بقافية أخيرة ............... سمعا وطاعة وزاد الصوت جمالاً وعذوبةً
فانبعث شجياً متنهداً يرسل سحره مع نفثات بيانه

قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الوسن
كي استريح وتنطفي نار تأجج في البدن
مضنى تقلبه الأكف على فراش من شجن
أما أنا فكما علمت فهل لوصلك من ثمن؟؟

هنا هتف السلطان... هي أنت ياولادة ! .... أنت الطيف.. فكيف لم أدرك ذلك!!!
سبحان الله!!!....... إنه هوى السلاطين!!!!.
وأدرك المسكينة شهرزاد الصباح ......... فسكتت عن الكلام المباح!!
وكيف لاتسكت وهي تهذر طول الليل !!!!!
 

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
توت عزيزتي...
شكراً...
لاعدمت وجودك !!