أوركيد
**عضـــوة شـــرف منتديات كويتيات**
- إنضم
- 2 أكتوبر 2004
- المشاركات
- 6,187
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
نشرت اليوم مقالة في جريدة الوطن للشيخة شيخة جابر الأحمد....
أقل ما يقال عنها أنها مقالة رائعة... تحمل دقة وصف مشاعر أبناء جابر...
وترسم ما تكنه القلوب لأمير القلوب .....
مقالة تتحدى قارئها أن يكبت مشاعره...
تتحدى قارئها أن يمسك دموعه من السيلان عن حروفها...
أترككم مع المقالة ...
وأترك لكم التعليق...
سوف ينتهي الحداد عليك رسميا يوم 23 فبراير، ولكن لن ينتهي عندنا وعند شعبك الوفي، ومازلت ولا
تزال في قلوبنا كفيت ووفيت وأعطيت كل ذي حق حقه، وأوصلت الكويت الى بر الأمان وعندها سلمت
نفسك الى بارئك وانت مطمئن على الكويت حبيبتك وعشيقتك وجعلتنا من بعدك نذوق مرارة فراقك..
يبه.. كم اشتقت إليك والى تقبيل يدك وجبينك والجلوس تحت قدميك لكي اتحدث لك عن آخر الاخبار.. أين
اذهب الآن يا والدي وأشكي همومي ومعاناتي وانت الوحيد الذي اشكو له، كنت دائماً القلب الحنون
الذي احتضنني ويحل جميع مشاكلي وكان دائماً لديك الرأي السديد.. لقد فقدتك كثيراً ولا اكاد اصدق
رحيلك يا حبيبي، حتى في موتك لم تزعج احداً فقد مت على فراشك وفي منزلك فجرا، وكنت قد رأيتك
قبل وفاتك بأيام قليلة، وأنت دائما رافع السبابه وتستشهد ولسانك رطبا بكلمات الله وهي «الحمد لله
الحمد لله ولا إلا إلا الله» اكنت تعلم يا يبه انك راحل عنا! لماذا يا والدي لم تأخذني معك وارتاح من
معاناة فراقك الأبدي، وعندما اتيت لأراك فجرا وانت على فراشك مبتسم الوجه وكله نور وإيمان وكأنك
نائم فقبلت جبينك وطلبت لك الرحمة والغفران وعند غسيلك وتكفينك الشيخ الذي غسلك قال «غسلت
الكثير من الموتى ولكن لم ار رجلاً في نظافته سبحان الله كم كان ربي راضياً عنه رحمه الله وأسكنه
فسيح جناته» وعندما وضعوك مكفناً كاشف الوجه، جلست بجانبك انظر الى وجهك الكريم واقبل جبينك
وأقرأ سورة يس وبجانبي ودار مادارك اخواتي ومعهم القرآن الكريم يقرأون الآيات، وندعو لك وبعد
قليل اتى الشيخ الذي غسلك طالبا تغطية وجهك بالكفن كاملاً فقلت «لحظة اريد ان اقبله» وقبلتك وطلبت
من الله ان تكون راضيا عني يا والدي الحبيب، وجلست بجانبك اقرأ القرآن.
وعندما قالوا ان الدفن بعد صلاة العصر، كانت عيني دائما على الساعة وأدعو لك بالعفو والمغفرة،
وكنت لا اريد ان اتحرك من مكاني لانه اللقاء الاخير بيني وبينك، وعندما دخل عمي صُباح لرؤيتك كان
مفزوعا وبكى وأبكاني معه وكيف لا يبكي وأنت الأخ الكبير الذي احتضنه ورعاه وكان لاخوانه بمثابة
الاب لهم رحمه الله وعفى عنه، وعند خروجه نظرت الى الساعة واذا بها تمشي سريعا وجلست بجانبه
اقرأ القرآن وأدعو له، وكلما يقترب الوقت يقترب قلبي من التوقف، ووضعنا عليك بشتك المعطر بالعود
والورد، واذا باحدى اخواتي تأتي بالعلم وتقول: «قد حان الوقت لنضع العلم على جثمانه الطاهر»
ووضعناه وأخذت أقبل جبينك وقدميك لآخر مرة وأقول لك الى جنات الخلد يا والدي، واذا بي اسمع
اصوات الموكب وطائرات الهليكوبتر تحوم حول دسمان، ودخل أعمامي مع اخواني لحملك وتسارعت
دقات قلبي وبدأنا بالدعاء اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم ثبته عند السؤال، وبدأت أمشي خلفهم، وعند
وضع جثمانك داخل سيارة الاسعاف ودخول اخواني معه واقفال باب السيارة، بدأت أبكي بحرقة: لا تروح
عني يا الغالي اخذني معاك، ليتني لم اصبح صباح هذا اليوم، ليتني لم أسمع خبر موتك، وعندما غادرت
السيارة بعيدا عن العين لم تعد الأرجل تقوى على الوقوف وبدأت الجلوس على الارض أدعو لك: «يا
رب باسمك الأعظم الذي اذا دعيت به اجبت اغفر له واسكنه جنات الخلد» ودخلت الى غرفته التي كان
بها، وصليت العصر وأخذت الوسادة التي كان نائما عليها، واحتضنتها وقبلتها، ثم ذهبت من الجوهرة
الى دسمان لتلقي العزاء.. يارب يارب صبرني وثبتني لتقبل العزاء بوالدي الغالي ولله الحمد خلال عزائه
لم يكن شخص على وجه الكويت الا وأتى لتقديم العزاء، كانوا من جميع الاعمار، حتى اللواتي
أعمارهن من 6 سنوات كم كنت محبوبا وغاليا على الجميع يا حبيبي.
نشكر جميع من قدم لنا العزاء سواء مواطنون او مقيمون ووافدون جزاكم الله الف خير، والآن وبعد
مرور 40 يوما على وفاتك ما زالت الناس تتوافد على قبرك لقراءة الفاتحة، وكلما أذهب يوم الجمعة
لاقرأ وأدعو لك بالعفو والمغفرة ارى الكثير يأتون ويقرأون ويذهبون، فلم أكن يوما لوحدي معك، لكي
أكلمك وأشكو لك كما كنت من قبل.. يبه والله فقدتك كل ما صار شي حلو او طق مطر اقول بروح اقول
حق ابوي وبعدين اتذكر انك تحت الثرى طيب الله ثراك يا والدي الغالي.
وفي الختام هناك أبيات للشاعر/حامد زيد أشكره عليها كثيرا، لأنها فعلا كلمات كبيرة وهو أول شعر
صدر بعد وفاته، واختمها بشعر خالد الشيباني:
لعل عين ما بكت جابر الخير
تدمى محاجرها وتفقد بصرها
الموت واحد بس موت البعض غير
يهتز له رمل البلاد وحجرها
ونحن أبناء وبنات الأمير الراحل جابر الأحمد على خطى والدنا بأعمال الخير سائرون وعلى عهد الوفاء للكويت مقيمون!
شيخة جابر الأحمد
أقل ما يقال عنها أنها مقالة رائعة... تحمل دقة وصف مشاعر أبناء جابر...
وترسم ما تكنه القلوب لأمير القلوب .....
مقالة تتحدى قارئها أن يكبت مشاعره...
تتحدى قارئها أن يمسك دموعه من السيلان عن حروفها...
أترككم مع المقالة ...
وأترك لكم التعليق...
سوف ينتهي الحداد عليك رسميا يوم 23 فبراير، ولكن لن ينتهي عندنا وعند شعبك الوفي، ومازلت ولا
تزال في قلوبنا كفيت ووفيت وأعطيت كل ذي حق حقه، وأوصلت الكويت الى بر الأمان وعندها سلمت
نفسك الى بارئك وانت مطمئن على الكويت حبيبتك وعشيقتك وجعلتنا من بعدك نذوق مرارة فراقك..
يبه.. كم اشتقت إليك والى تقبيل يدك وجبينك والجلوس تحت قدميك لكي اتحدث لك عن آخر الاخبار.. أين
اذهب الآن يا والدي وأشكي همومي ومعاناتي وانت الوحيد الذي اشكو له، كنت دائماً القلب الحنون
الذي احتضنني ويحل جميع مشاكلي وكان دائماً لديك الرأي السديد.. لقد فقدتك كثيراً ولا اكاد اصدق
رحيلك يا حبيبي، حتى في موتك لم تزعج احداً فقد مت على فراشك وفي منزلك فجرا، وكنت قد رأيتك
قبل وفاتك بأيام قليلة، وأنت دائما رافع السبابه وتستشهد ولسانك رطبا بكلمات الله وهي «الحمد لله
الحمد لله ولا إلا إلا الله» اكنت تعلم يا يبه انك راحل عنا! لماذا يا والدي لم تأخذني معك وارتاح من
معاناة فراقك الأبدي، وعندما اتيت لأراك فجرا وانت على فراشك مبتسم الوجه وكله نور وإيمان وكأنك
نائم فقبلت جبينك وطلبت لك الرحمة والغفران وعند غسيلك وتكفينك الشيخ الذي غسلك قال «غسلت
الكثير من الموتى ولكن لم ار رجلاً في نظافته سبحان الله كم كان ربي راضياً عنه رحمه الله وأسكنه
فسيح جناته» وعندما وضعوك مكفناً كاشف الوجه، جلست بجانبك انظر الى وجهك الكريم واقبل جبينك
وأقرأ سورة يس وبجانبي ودار مادارك اخواتي ومعهم القرآن الكريم يقرأون الآيات، وندعو لك وبعد
قليل اتى الشيخ الذي غسلك طالبا تغطية وجهك بالكفن كاملاً فقلت «لحظة اريد ان اقبله» وقبلتك وطلبت
من الله ان تكون راضيا عني يا والدي الحبيب، وجلست بجانبك اقرأ القرآن.
وعندما قالوا ان الدفن بعد صلاة العصر، كانت عيني دائما على الساعة وأدعو لك بالعفو والمغفرة،
وكنت لا اريد ان اتحرك من مكاني لانه اللقاء الاخير بيني وبينك، وعندما دخل عمي صُباح لرؤيتك كان
مفزوعا وبكى وأبكاني معه وكيف لا يبكي وأنت الأخ الكبير الذي احتضنه ورعاه وكان لاخوانه بمثابة
الاب لهم رحمه الله وعفى عنه، وعند خروجه نظرت الى الساعة واذا بها تمشي سريعا وجلست بجانبه
اقرأ القرآن وأدعو له، وكلما يقترب الوقت يقترب قلبي من التوقف، ووضعنا عليك بشتك المعطر بالعود
والورد، واذا باحدى اخواتي تأتي بالعلم وتقول: «قد حان الوقت لنضع العلم على جثمانه الطاهر»
ووضعناه وأخذت أقبل جبينك وقدميك لآخر مرة وأقول لك الى جنات الخلد يا والدي، واذا بي اسمع
اصوات الموكب وطائرات الهليكوبتر تحوم حول دسمان، ودخل أعمامي مع اخواني لحملك وتسارعت
دقات قلبي وبدأنا بالدعاء اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم ثبته عند السؤال، وبدأت أمشي خلفهم، وعند
وضع جثمانك داخل سيارة الاسعاف ودخول اخواني معه واقفال باب السيارة، بدأت أبكي بحرقة: لا تروح
عني يا الغالي اخذني معاك، ليتني لم اصبح صباح هذا اليوم، ليتني لم أسمع خبر موتك، وعندما غادرت
السيارة بعيدا عن العين لم تعد الأرجل تقوى على الوقوف وبدأت الجلوس على الارض أدعو لك: «يا
رب باسمك الأعظم الذي اذا دعيت به اجبت اغفر له واسكنه جنات الخلد» ودخلت الى غرفته التي كان
بها، وصليت العصر وأخذت الوسادة التي كان نائما عليها، واحتضنتها وقبلتها، ثم ذهبت من الجوهرة
الى دسمان لتلقي العزاء.. يارب يارب صبرني وثبتني لتقبل العزاء بوالدي الغالي ولله الحمد خلال عزائه
لم يكن شخص على وجه الكويت الا وأتى لتقديم العزاء، كانوا من جميع الاعمار، حتى اللواتي
أعمارهن من 6 سنوات كم كنت محبوبا وغاليا على الجميع يا حبيبي.
نشكر جميع من قدم لنا العزاء سواء مواطنون او مقيمون ووافدون جزاكم الله الف خير، والآن وبعد
مرور 40 يوما على وفاتك ما زالت الناس تتوافد على قبرك لقراءة الفاتحة، وكلما أذهب يوم الجمعة
لاقرأ وأدعو لك بالعفو والمغفرة ارى الكثير يأتون ويقرأون ويذهبون، فلم أكن يوما لوحدي معك، لكي
أكلمك وأشكو لك كما كنت من قبل.. يبه والله فقدتك كل ما صار شي حلو او طق مطر اقول بروح اقول
حق ابوي وبعدين اتذكر انك تحت الثرى طيب الله ثراك يا والدي الغالي.
وفي الختام هناك أبيات للشاعر/حامد زيد أشكره عليها كثيرا، لأنها فعلا كلمات كبيرة وهو أول شعر
صدر بعد وفاته، واختمها بشعر خالد الشيباني:
لعل عين ما بكت جابر الخير
تدمى محاجرها وتفقد بصرها
الموت واحد بس موت البعض غير
يهتز له رمل البلاد وحجرها
ونحن أبناء وبنات الأمير الراحل جابر الأحمد على خطى والدنا بأعمال الخير سائرون وعلى عهد الوفاء للكويت مقيمون!
شيخة جابر الأحمد