وعجلت إليك ربي لترضى

إنضم
4 أبريل 2011
المشاركات
2,437
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
نجد 00 الرياض




يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: " الدنيا مضمار سباق, وقد انعقد الغبار وخفي السابق, والناس في المضمار بين فارس وراجل وأصحاب حمر معقرة.

سوف ترى إذا انجلى الغبار *** أفرس تحتك أو حمار "
نعم.. إن الدعاة إلى الله عز وجل هم من أشد الناس حاجة في أن يركبوا الجياد المضمرة في انطلاقتهم إلى الله عز وجل، رافعين شعار { وعجلت إليك ربي لترضى }، لا يرضون الدون من أحوال الناس، همهم إرضاء الله عز وجل وبلوغ جناته.
وإن من أعظم النوافل التي على الداعية أن لا يغفل عنها هي تلك النوافل التي ينساها كثير من الناس من قيام لليل، أو رباط بين صلاتين، أو جلسة إلى إشراق، تشف بها الأرواح وتصفو النفوس، أو تلك النوافل ذات النفع المتعدي من كفالة ليتيم، أو مساعدة لأرملة، أو عطاء لمسكين أو فقير، أو إعانة لعاجز أو كبير، أو...، أو... ، ولا أريد أن أحجر واسعاً فميدان القُرَب والنوافل ميدان عظيم مفتوح المصراعين، ولكن أين من يسابق، ويسارع ويتقن فن الاحتساب.. ذاكم الفن الذي يحول العادات إلى قرب ونوافل وطاعات؟!
ثم إن علينا ألا نغفل جانباً آخر مهماً في تحقيق التقوى وزيادة الإيمان في القلب، وهو البعد عن المكروهات امتثالاً، فمن أراد أن يرقيَ نفسه ويصفيَ روحه حقاً فإن عليه أن تكون عنده حساسية من المكروهات والوقوع فيها فهي بداية طريق الحرام، وفي الإتيان بها استسهال لا يرتضيه الدعاة الصادقون في سيرهم إلى الله عز وجل.​