على زاوية شرفتها الناصعة البياض، قرب شجرة اطلت من الخارج تغطي منظر الشارع المتمدن جدا، جلست تتامل طلوع الشمس خلف المباني المقتظة، اخذت فنجان القهوة من المنضة لترتشف منها رشفة عرقلت بدفئها برودة الصباح الندية، شيء ما يشغلها، ارتسم ذلك على قسمات وجهها المرهقة، ورقة عليها اثار الطي، تحملها بيد مرتجفة كأن لم يبقي لها الدهر طاقة، تمرر عليها نظراتها في كل ان كانها تتاكد مما قرأته، وضعت الورقة فوق ظرف على المنضدة واستعادت فنجانها لترتشف منه ثانية وتراقب الشمس بطلتها البهية متفكرة... الشمس يوميا تغيب ويوميا تعود... للعديد من الناس احبة تغيب يوميا وتعود يوميا... لكن البعض تودع احبتها يوما دون علم منها ان هذا هو الوداع الاخير... هل للشمس حبيب يودعها قبل المغيب؟ وهل ستذهب يوما دون عودة كما احبائنا؟ اظن اننا نحن من سيشتاق لها لو غابت للابد، ولكن ما يحصل فعلا هو اننا نحن من سيغيب؟ وهي تنظر الينا من حيث هي تترقب اختفائنا واحد تلو الاخر...
غريبة انت ايتها الحياة، انا اكبره سنا لكنك مللتي منه قبلي، شاب بمقتبل العمر، عجوز ميؤس من امرها، كيف فضلتني عليه وتخليتي عنه، ما هي معايرك وكيف تحكمين، لقد عشت طويلا لقد اكتفيت، اساسا بدونه حياتي ليست حياة، ما الذي قصدته بفعلتك؟... هل هكذا انت دائما؟ هل هكذا انت مع الجميع؟... ما لك وما للدنيا الدنيئة، ان اتفقتما انزلتم علينا اشد انواع البلاء، اصلا وجودك فيها هي اصل البلاء، للحظة كدت انسى ما جئنا لاجله اليك، حاجتنا لك لا تزيد عن حاجتك لنا، ساعة منك تكفي للعبادة باخلاص ثم نذهب لنلقى الله بوجه سليم، لكن الحسرة ان طال فيك المقام، ما نشتهيه فيك يقودنا الى عذاب لا نهائي، زلة قدم فيك ... لولا رحمة الله الواسعة ومغفرته... اللهم اشمل عطفك ورحمتك جميع عبادك واوسع عليهم بركاتك واهدهم صراطك المستقيم، احفظهم من الزلل وثبت اقدامهم واصحهم من غفوتهم ان الدنيا تزينت لهم كالحلم الجميل الذي لا يدرك، وعاشوا في احلامهم حتى انتهت حياتهم بملاحقة اطماع لا تقدم ولا تؤخر... بل في بعض الاحيان تؤخر وكثيرا ولكن قد لا يصحو المرء من غفوته الا بعد فوات الاوان ليدرك ان فرصته في النجاة ضاعت ولا يمكنه الرجوع، فبما اننا يا رب لا زلنا موجودون، اشملنا عطفك واعنا على طاعتك وجنبنا معصيتك، وارحم من فات عليه ما فات بعدما ترك الحياة...
غريبة انت ايتها الحياة، انا اكبره سنا لكنك مللتي منه قبلي، شاب بمقتبل العمر، عجوز ميؤس من امرها، كيف فضلتني عليه وتخليتي عنه، ما هي معايرك وكيف تحكمين، لقد عشت طويلا لقد اكتفيت، اساسا بدونه حياتي ليست حياة، ما الذي قصدته بفعلتك؟... هل هكذا انت دائما؟ هل هكذا انت مع الجميع؟... ما لك وما للدنيا الدنيئة، ان اتفقتما انزلتم علينا اشد انواع البلاء، اصلا وجودك فيها هي اصل البلاء، للحظة كدت انسى ما جئنا لاجله اليك، حاجتنا لك لا تزيد عن حاجتك لنا، ساعة منك تكفي للعبادة باخلاص ثم نذهب لنلقى الله بوجه سليم، لكن الحسرة ان طال فيك المقام، ما نشتهيه فيك يقودنا الى عذاب لا نهائي، زلة قدم فيك ... لولا رحمة الله الواسعة ومغفرته... اللهم اشمل عطفك ورحمتك جميع عبادك واوسع عليهم بركاتك واهدهم صراطك المستقيم، احفظهم من الزلل وثبت اقدامهم واصحهم من غفوتهم ان الدنيا تزينت لهم كالحلم الجميل الذي لا يدرك، وعاشوا في احلامهم حتى انتهت حياتهم بملاحقة اطماع لا تقدم ولا تؤخر... بل في بعض الاحيان تؤخر وكثيرا ولكن قد لا يصحو المرء من غفوته الا بعد فوات الاوان ليدرك ان فرصته في النجاة ضاعت ولا يمكنه الرجوع، فبما اننا يا رب لا زلنا موجودون، اشملنا عطفك واعنا على طاعتك وجنبنا معصيتك، وارحم من فات عليه ما فات بعدما ترك الحياة...
