زمنٌ لم أولد به ..

ماقبل الثمانينات*
أسأل كثيراً عن أيام زمان ، السبعينات ، الستينات ، حتى ما فاتني من الثمانينات وقتها عندما لم أفتح عيناي بأكملها على الدنيا لأحفظ المواقف و الذكريات و الأمور الجميلة .
تعتبر أمي دائماً أول نافذة أفتح عليها أسئلتي . كيف كانت حياتهم ؟ ، كيف كانت غرفتها ؟ ، ماهي القوانين التي كانت تفرضها عليهم جدتي ؟ . أين تحب أن تذهب حين تغادر المنزل ؟ .. وهكذا من أمور ..
أحياناً تجيب على أسئلتي ، و بعضها تذكرها عندما يصادف موقف مشابه لنا و أخرى للأسف لا تذكرها لأنها تكون عادية بالنسبة لهم ..
كانت تقول بأنها كانت تنام عند عمها حيث أن بيت عمها أقرب للمعهد ، بينما تزور أمها ( جدتي ) و جدي رحمه الله و تنام في غرفتها في أيام الويكند فقط .. ( والدتي ابنة جزيرة لذا يصعب عليها أن تدرس في المعهد ما لم تنام عند بيت عمها القريب منه ) ..
ولأنها كانت في بيت عمها كانت تحدث لها مغامرات ممتعة و جميلة مع ابنة عمها المقربة لها ..
أيام زمان كانت أكثر براءة ..
والدتي كانت دائماً تقول :
" أننا أفضل حالاً منكم .. حياتنا كانت بسيطة ، ربما تتخللها بعض الصعوبات لكننا كُنا راضين و أقوياء ليس كأنتم .. ما أن يشكّكم دبوساً صغيراً حتى صرختم و كأنكم قُتلتم .! "
وحين أسألها عن حاجاتهم و أحلامهم تقول :
" أحلامنا كانت بسيطة ، و كنا نتسم ببعض الشغب لكن شغبنا ليس كشغبكم هذا أبداً ..
فجميعاً أصدقاء و أحباء و جيران .. كانت هناك مغامرات عاطفية لكن لم يكن هناك تحرشات
و اغتصاب و خبث .. كان هناك عصيان للأب لكن لم يكن صراخ عليه و رميه خارج بيته حين يستحيل عجوزاً .. كان لرجل البيت هيبته التي لا تنطفئ حتى في غيابه .. "
عن المراهقة كانت تقول :
" كُنا نتبادل المجلات ( نسيت أساميها لكنها عددت 3 أو 4 أسامي تقريباً ) و نقرأها في الليل خاصة عندما ننام في سطح المنزل ، و في الصباح كنت أذاكر دروسي على صوت أم كلثوم ... "
عن عشقها الأول .. قالت :
" عبدالحليم حافظ .. "