رسالة النفس .. لأبن رُشْـــدْ
’
قراءة في كتاب رسالة النفس لأبن رشد
النفسُ الانسانية معجزة الخلق وسِرّ الفلق فالحقّ العلق
الغرض هنا أن نثبت من أقاويل المفسرين في علم النفس، ما نرى أنه أشد مطابقة لما في العلم الطبيعي
وقبل ذلك فلنقدم مما في هذا العلم ما يجري مجرى الأصل الموضوع لنفهم جوهر النفس
فنقول إنه قد تبين في الأولى من السماع. أن جميع الأجسام الكائنة الفاسدة مركبة من هيولى وصورة، وأنه ليس ولا واحد منهما جسماً، وأن كان بمجموعهما يتكون الجسم، وتبين هنالك أن الهيولى الأولى لهذه الأجسام ليست مصورة بالذات ولا موجودة بالفعل، وأن الوجود الذي يخصها إنما هو لها من جهة قوية على قبول الصور، لا على أن القوة جوهرها بل على أن ذلك تابع لجوهرها وظل مصاحب لها، وأن سائر ما يقال عليه من الأجسام الموجودة بالفعل أنها قوية على شيء، فإنما يقال فيها ذلك من جهة المادة. إذ كان ليس يمكن أن يوجد لها القوة من جهة ما هي موجودة بالفعل بالذات وأولاً، فإن الفعل والقوة متناقضان.
وتبين أيضاً هنالك أن هذه المادة الأولى ليس يمكن فيها أن تتعرى عن الصورة فلو عريت منها لكان ما لا يوجد بالفعل موجوداً بالفعل. وتبين مع هذا في السماء والعالم أن الأجسام التي توجد صورها في المادة الأولى وجوداً أولاً، ولا يمكن أن تتعرى منها المادة هي الأجسام البسيطة الأربعة - النار - والهواء - والماء – والأرض ’ المكونات الاساسية والرئيسية
وتبين أيضًا في كتاب الكون والفساد من أمر هذه البسائط أسطقسات سائر الأجسام المتشابهة الأجزاء، وأن تولدها عنها إنما يكون على جهة الاختلاط والمزاج.
وأن الفاعل الأقصى لهذا الاختلاط والمزاج على نظام ودور محدود هي الأجرام السماوية.
وتبين أيضاً في الرابعة من الآثار العلوية أن الاختلاط الحقيقي والمزاج في جميع الأجسام المتشابهة الأجزاء التي توجد في الماء والأرض إنما يكون بالطبخ، والطبخ يكون بالحرارة الملائمة لذلك الشيء المنطبخ، وهي الحرارة الغريزية التي تخص موجودًا موجود بالفعل، وأن فصول هذه الأجسام المتشابهة الأجزاء إنما تنسب إلى المزاج فقط.
وأن فاعلها الأقرب هو الحار المازج لها، والأقصى الأجرام السماوية. وبالجملة فتبين هناك أن في الأسطقسات والأجرام السماوية كفاية في وجود هذه الأجسام المتشابهة وإعطاء ما به يتقوم، وذلك أن جميع فصولها منسوبة إلى الكيفيات الأربع.
وتبن ذاك كله في كتاب الحيوان أن أنواع التركيبات ثلاثة: "فأولها" التركيب الذي يكون من وجود الأجسام البسائط في المادة الأولى التي هي غير مصورة بالذات"
و الثاني" التركيب الذي يكون عن هذه البسائط وهي الأجسام المتشابهة الأجزاء "،و الثالث" تركيب الأعضاء الآلية وهي أتم ما يكون وجوداً في الحيوان الكامل كالقلب والكبد
وقد توجد على جهة المقايسة والتشبيه في الحيوان الذي ليس بكامل وفي النبات أيضاً كالأصول والأغصان
شرح بعض المفردات :-
الهيولي معناها المادة الاولى ، تنفعل وتحمل الصورة فتتولد الموجودات.
الأسطقس معناها الاصل والعنصر وهو أصغر الاشياء من جملة الجسم وإليه يرجع الشيء منحلـًا -الذرات
للتحميل
’
قراءة في كتاب رسالة النفس لأبن رشد
النفسُ الانسانية معجزة الخلق وسِرّ الفلق فالحقّ العلق
الغرض هنا أن نثبت من أقاويل المفسرين في علم النفس، ما نرى أنه أشد مطابقة لما في العلم الطبيعي
وقبل ذلك فلنقدم مما في هذا العلم ما يجري مجرى الأصل الموضوع لنفهم جوهر النفس
فنقول إنه قد تبين في الأولى من السماع. أن جميع الأجسام الكائنة الفاسدة مركبة من هيولى وصورة، وأنه ليس ولا واحد منهما جسماً، وأن كان بمجموعهما يتكون الجسم، وتبين هنالك أن الهيولى الأولى لهذه الأجسام ليست مصورة بالذات ولا موجودة بالفعل، وأن الوجود الذي يخصها إنما هو لها من جهة قوية على قبول الصور، لا على أن القوة جوهرها بل على أن ذلك تابع لجوهرها وظل مصاحب لها، وأن سائر ما يقال عليه من الأجسام الموجودة بالفعل أنها قوية على شيء، فإنما يقال فيها ذلك من جهة المادة. إذ كان ليس يمكن أن يوجد لها القوة من جهة ما هي موجودة بالفعل بالذات وأولاً، فإن الفعل والقوة متناقضان.
وتبين أيضاً هنالك أن هذه المادة الأولى ليس يمكن فيها أن تتعرى عن الصورة فلو عريت منها لكان ما لا يوجد بالفعل موجوداً بالفعل. وتبين مع هذا في السماء والعالم أن الأجسام التي توجد صورها في المادة الأولى وجوداً أولاً، ولا يمكن أن تتعرى منها المادة هي الأجسام البسيطة الأربعة - النار - والهواء - والماء – والأرض ’ المكونات الاساسية والرئيسية
وتبين أيضًا في كتاب الكون والفساد من أمر هذه البسائط أسطقسات سائر الأجسام المتشابهة الأجزاء، وأن تولدها عنها إنما يكون على جهة الاختلاط والمزاج.
وأن الفاعل الأقصى لهذا الاختلاط والمزاج على نظام ودور محدود هي الأجرام السماوية.
وتبين أيضاً في الرابعة من الآثار العلوية أن الاختلاط الحقيقي والمزاج في جميع الأجسام المتشابهة الأجزاء التي توجد في الماء والأرض إنما يكون بالطبخ، والطبخ يكون بالحرارة الملائمة لذلك الشيء المنطبخ، وهي الحرارة الغريزية التي تخص موجودًا موجود بالفعل، وأن فصول هذه الأجسام المتشابهة الأجزاء إنما تنسب إلى المزاج فقط.
وأن فاعلها الأقرب هو الحار المازج لها، والأقصى الأجرام السماوية. وبالجملة فتبين هناك أن في الأسطقسات والأجرام السماوية كفاية في وجود هذه الأجسام المتشابهة وإعطاء ما به يتقوم، وذلك أن جميع فصولها منسوبة إلى الكيفيات الأربع.
وتبن ذاك كله في كتاب الحيوان أن أنواع التركيبات ثلاثة: "فأولها" التركيب الذي يكون من وجود الأجسام البسائط في المادة الأولى التي هي غير مصورة بالذات"
و الثاني" التركيب الذي يكون عن هذه البسائط وهي الأجسام المتشابهة الأجزاء "،و الثالث" تركيب الأعضاء الآلية وهي أتم ما يكون وجوداً في الحيوان الكامل كالقلب والكبد
وقد توجد على جهة المقايسة والتشبيه في الحيوان الذي ليس بكامل وفي النبات أيضاً كالأصول والأغصان
شرح بعض المفردات :-
الهيولي معناها المادة الاولى ، تنفعل وتحمل الصورة فتتولد الموجودات.
الأسطقس معناها الاصل والعنصر وهو أصغر الاشياء من جملة الجسم وإليه يرجع الشيء منحلـًا -الذرات
للتحميل