:eh_s(17):
السلآم عليكم
:eh_s(17):
أعدت دراسة تحليلية تفصيلية حول هذا الموضوع بدءاً بالصف الرابع
ضرورة تدريس مادة تاريخ دولة الكويت في المناهج الدراسية الجديدة
تعزيز قيم المواطنة والوحدة والانتماء مطلب مُلح
لا مجاملة في التاريخ ويجب تسمية الأشياء بمسمياتها
الغزو جريمة وتداعياته ما زالت قائمة لليوم
دعت عضو مجلس الامة د. سلوى الجسار تدريس مادة تاريخ دولة الكويت عموما وموضوع الغزو العراقي الغاشم خصوصا في المراحل الدراسية المختلفة تدريجيا.
وطالبت الجسار في دراسة تفصيلية قامت باعدادها حملت عنوان «الغزو العراقي في المناهج الدراسية لدولة الكويت لمناهج الاجتماعيات» بضرورة تعزيز قيم المواطنة والوحدة الوطنية والانتماء وقيم الفخر بتاريخ الوطن في المناهج الدراسية الجديدة.
وأكدت اهمية ان تسمى الاشياء بمسمياتها الصحيحة دون مجاملة على حساب التاريخ، منوهة بأن الغزو العراقي حقبة تاريخية مهمة في تاريخ دولة الكويت وجريمة العصر التي لا تزال تداعياتها قائمة حتى الآن.
واوضحت الجسار ضرورة تناول موضوع الغزو من الصف الرابع الابتدائي وتخصيص وحدة دراسية او فصل في كل مرحلة، مشيرة الى اهمية وضع منهج كامل في المرحلة الثانوية تحت مسمى «تاريخ دولة الكويت» يدرس فيه التاريخ الحافل والمشرف للكويت من مختلف الجوانب، فضلا عن تناوله التحديات المحلية والاقليمية والحقب التاريخية التي مرت بها الكويت منذ نشأتها.
كما دعت الجسار الى عمل دراسة اخرى تناقش مدى تناول كارثة الغزو العراقي لدولة الكويت في بقية المناهج مثل العلوم والرياضيات والدراسات الاسلامية واللغات وغيرها.
وجاء في الدراسة ما يلي:
تقديم:
تعتبر التربية البيئة الملائمة لتنمية المواطنة وتعزيز مفاهيم وقيم الوحدة الوطنية، فالأنظمة التعليمية يجب ان تطور برامج ومحتوى التعليم واساليب التعلم بهدف تحقيق الكفايات الاساسية في تنمية المواطنة الفعالة.
ولعل المناهج الدراسية احد اهم محاور تحقيق المواطنة، والمتتبع لتقارير اللجان المحلية والتقارير الدولية يستدعي الوقوف على الرغبة في احداث ثورة حقيقية شاملة في النظام التعليمي تعمل على اعادة صياغة الاهداف والمحتوى وطرق التعليم والتقويم لتحقيق اهداف المواطنة.
حيث تأتي المواد الاجتماعية بصفة خاصة والمواد الدراسية الاخرى كالعلوم والرياضيات واللغات والدراسات الاسلامية من اهم الاوعية لتعليم المواطنة.فاختيار مفردات ومحتوى ومهارات وقيم مناهج الاجتماعيات من اهم الاساليب لتوصيل المعرفة بالمواطنة الى المتعلمين لكن الواقع الميداني لا يعكس الكفاية العلمية والمهنية للطالب بالقدر المطلوب من قيم المواطنة.
ان محتوى مناهج الاجتماعيات في مختلف المراحل الدراسية في الكويت لا يعمل على اظهار الحقائق كما هي حتى ولو كانت مرة وسيئة ومن هنا نتحدث عن موضوع الغزو العراقي الغاشم كمحتوى وقيم، وللأسف يرى البعض ان دراسة التاريخ والجغرافيا كأحد اهم مواد الاجتماعيات قد ترسخ العنصرية والحقد والعلاقات الدفينة بين الدول لان لها القدرة على اظهار الحقائق، لكن المشكلة التي نواجهها هنا في الكويت هي كيفية صياغة مناهج التاريخ والجغرافيا والعلوم الاجتماعية من حيث المحتوى العلمي «كالمفردات والمصطلحات» ومن حيث طرق التدريس كدورها في توصيل المعلومة وتعليم القيم والمهارات بهدف تنمية المعارف والاتجاهات الايجابية.
ولعل اهم المحاذير التي تواجه صناع القرار في المؤسسات التعليمية عندما يقومون بصناعة محتوى المناهج الدراسية هو كيف نبتعد عن استخدام اساليب التلقين في تدريس مواد التاريخ والجغرافيا لذلك نؤكد هنا اننا يجب ان نتجنب كأنظمة سياسية تجيير هذه المناهج لاغراضها واختبار المجالات التاريخية التي لا تحقق المواطنة ولا تحفظ رمز التاريخ.
ان التاريخ مادة لا تختص بالماضي فقط بل انه مجال متحرك ومتغير بحيث ان ننظر اليه قديما وحاليا ومستقبلا ولا يمكن ان نقوم بالغاء او تغيير او اختزال الحقب الزمنية والظرفية وكذلك الغزو العراقي الغاشم على الكويت وهذا هو المفهوم الذي يجب ان يعبر عن حقبة زمنية مرت وعانتها الكويت والكويتيون ولا نقبل استبداله او تغييره.
نعم انها من صنع «انسان» لكن تعتبر حقبة زمنية وتاريخية مهمة يجب ان تتعلم منها الاجيال كل العبر والدروس والتضحيات التي قام بها الكويتيون تجاه وطنهم.
كذلك يجب ان نهدف من تعليم موضوع الغزو العراقي الغاشم على الكويت الكثير من القيم الخاصة والعامة وغرسها في نفوس اجيال المتعلمين ومن تلك القيم قيم المواطنة، الولاء، الانتماء، التعاون، الطاعة، التماسك والاتحاد، الاحترام، الحرية، العدالة، وغيرها وهذا يكون من خلال دور المعلمين الى جانب واضعي المناهج الدراسية في العمل على تدريس موضوع الغزو وترسيخ المواطنة في شخصية الطالب الكويتي.
والآن نرى ان هناك من يريد ان يمحو الغزو العراقي الغاشم من خارطة التاريخ الكويتي في المناهج الدراسية وغيرها.
ومن هذا المنطلق نضع هذه الدراسة المسحية للوحدات الدراسية والفصول ومواضيع مناهج الاجتماعيات في الكويت من الصف الاول الابتدائي الى الصف الثاني عشر الثانوي بين ايديكم وذلك لمعرفة مدى تناولها لموضوع الغزو العراقي الغاشم على الكويت.
ملاحظات الباحث لمناهج الاجتماعيات للمرحلة الثانوية:
-1 تم تناول كارثة الغزو العراقي الغاشم بشكل نادر في مناهج المرحلة الثانوية لا تتعدى اسطراً وبمواضيع فرعية كالتلوث.
-2 في القسم الادبي في المرحلة الثانوية اي في الصفين الحادي عشر والثاني عشر الادبي تدرس مادة التاريخ فمن الملاحظ لم يتم ادراج تاريخ الكويت فيهما ابدا بصورة عامة ولم تتضمن اي موضوع او اشارة على كارثة الغزو العراقي الغاشم فمناهج التاريخ في جميع الدول تعطي أولوية لتاريخها وبالتفصيل.
-3 القسم العلمي في المرحلة الثانوية من المتعارف عليه انه لا يتم تدريس التاريخ فيه او المواد الاجتماعيات بشكل عام وبالتالي لا يتم التطرق لكارثة الغزو العراقي الغاشم فيه ابدا وهذا مخالف للمنظومة العلمية في بناء مناهج الاجتماعيات في المرحلة الثانوية وذلك بان التاريخ مادة اساسية لجميع الطلبة في المسارين العلمي والادبي.
-4 المرحلة الثانوية من اهم مراحل التعليم فالمتعلم فيها يبدأ ينضج فكره سياسيا واجتماعيا ويكون مقبلاً على سوق العمل او الدراسة الاكاديمية الجامعية بتوجهاته نحو وطنه فمن المهم ان يكون متشبعاً بفهمه لتاريخ وطننا الحبيب الكويت بشكل عام وبكارثة الغزو العراقي الغاشم بشكل خاص حتى تكون قيم الانتماء والمواطنة وحب الكويت وقيادتها متأصلة في نفسه وفي كل عمل او انجاز يضع مصلحة الكويت فوق مصلحته.
دواعي تدريس الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في المناهج الدراسية:
-1 ابراز الدور السياسي للكويت عندما قام العراقيون بالغائها من الخارطة العالمية.
-2 ادعاءات النظام العراقي السابق بجعل الكويت المحافظة التاسعة عشرة للعراق وما زالت المناهج العراقية تشير الى ذلك الامر الذي يجب ان يواجه بالأدلة التاريخية.
-3 الغاء التوجهات التي تريد الغاء موضوع الغزو العراقي من محتوى المناهج واختزاله وتغيير المسمى واعطاء مسمى مثل (الحالة - النظام العراقي البائد - الغزو الصدامي..).
-4 الرد على رغبة البعض في اسقاط موضوع الغزو العراقي الغاشم في الوقت الذي تتحدث عنه العديد من المناهج الدراسية والكتب في انظمة تعليمية لدول اخرى.
-5 التعامل مع الاحداث التاريخية يجب ان يكون من المنطلق العقلي وليس العاطفي.
-6 ابراز دور الكويتيين وتضحياتهم في مواجهة الغزو العراقي الغاشم والتي تجسدت في المقاومة المدنية والعسكرية وكذلك دور المرأة الكويتية وبطولات الشهداء والأسرى وصمود الشعب الكويتي بكل أطيافه والتفافه حول قيادته، هذه الأدوار يجب ان تضمن في المناهج الدراسية لتكون عبرا ودروسا للأجيال الحالية والقادمة.
المقترحات والتوصيات:
المناهج الدراسية من اخطر المواضيع التي ينبغي ان تعطى اولوية في كل دولة، فمن خلالها يكتسب المتعلمون قيمهم واتجاهاتهم وميولهم وسلوكهم للحاضر والمستقبل، فأي ظاهرة او مشكلة تحدث على مستوى الدولة كالحديث عن المواطنة والوحدة الوطنية يتم تعزيزها من خلال المناهج.
فالبناء الجيد للمناهج وتضمينها قضايا الدولة وتاريخها والتحديات التي تواجهها وطرق علاجها يضمن ذلك ظهور اجيال كاملة في المستقبل متمسكة بحب الوطن والولاء للأرض والقيادة.
ومن منطلق ذلك يضع الباحث بعض التوصيات ومنها:
-1 ان يتم تدريس تاريخ دولة الكويت بشكل عام وموضوع الغزو العراقي الغاشم بشكل خاص بالتدريج وبتوسع من مرحلة الى مرحلة ومن صف الى صف بحيث يراعي واضع المنهج تحقيق التكامل الرأسي لهذا الموضوع عبر المراحل والصفوف الدراسية.
-2 ان تسمى الاشياء بمسمياتها الصحيحة دون مجاملة على حساب التاريخ. فالغزو الغاشم على دولة الكويت حقبة تاريخية مهمة في تاريخ الكويت وجريمة العصر التي لا تزال تداعياتها الى الآن، فالتاريخ لا يمحى ولا ينقص ولا يبدل بمسميات أخرى كالغزو الصدامي وغزو النظام العراقي البائد لدولة الكويت، الأجيال تتغير ولكن التاريخ باق.
-3 ضرورة تناول موضوع الغزو العراقي الغاشم من الصف الرابع الابتدائي وتخصيص وحدة دراسية او فصل خاص في كل مرحلة وبتدرج لهذا الموضوع.
-4 ضرورة تعزيز قيم المواطنة والوحدة الوطنية والانتماء وقيم الفخر بتاريخ الوطن في المناهج الجديدة واعطائها الجزء الأكبر من التناول، فنلاحظ اليوم خللا في مظاهر التعبير عن حب الكويت في نفوس الطلاب والشباب ومثال ذلك طريقتهم بالاحتفال في العيد الوطني وعيد التحرير حيث ارى كباحث ان ذلك الخلل ناتج عن خلل أكبر في وضع المناهج وافتقارها لمنظومة القيم وخصوصا قيم المواطنة.
-5 ضرورة وضع منهج كامل في المرحلة الثانوية تحت مسمى (تاريخ دولة الكويت) يدرس فيه التاريخ الحافل والمشرف لدولة الكويت من جميع الجوانب ويتناول اهم التحديات المحلية والاقليمية والدولية والحقب التاريخية التي مرت بها الكويت منذ نشأتها، أسوة بجميع الدول.
-6 ضرورة عمل دراسة أخرى تناقش مدى تناول كارثة الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت في بقية المناهج كمناهج العلوم والرياضيات والدراسات الاسلامية واللغات وغيرها. :eh_s(17):
المصدر
:eh_s(17):
السلآم عليكم
:eh_s(17):
أعدت دراسة تحليلية تفصيلية حول هذا الموضوع بدءاً بالصف الرابع
ضرورة تدريس مادة تاريخ دولة الكويت في المناهج الدراسية الجديدة
تعزيز قيم المواطنة والوحدة والانتماء مطلب مُلح
لا مجاملة في التاريخ ويجب تسمية الأشياء بمسمياتها
الغزو جريمة وتداعياته ما زالت قائمة لليوم
دعت عضو مجلس الامة د. سلوى الجسار تدريس مادة تاريخ دولة الكويت عموما وموضوع الغزو العراقي الغاشم خصوصا في المراحل الدراسية المختلفة تدريجيا.
وطالبت الجسار في دراسة تفصيلية قامت باعدادها حملت عنوان «الغزو العراقي في المناهج الدراسية لدولة الكويت لمناهج الاجتماعيات» بضرورة تعزيز قيم المواطنة والوحدة الوطنية والانتماء وقيم الفخر بتاريخ الوطن في المناهج الدراسية الجديدة.
وأكدت اهمية ان تسمى الاشياء بمسمياتها الصحيحة دون مجاملة على حساب التاريخ، منوهة بأن الغزو العراقي حقبة تاريخية مهمة في تاريخ دولة الكويت وجريمة العصر التي لا تزال تداعياتها قائمة حتى الآن.
واوضحت الجسار ضرورة تناول موضوع الغزو من الصف الرابع الابتدائي وتخصيص وحدة دراسية او فصل في كل مرحلة، مشيرة الى اهمية وضع منهج كامل في المرحلة الثانوية تحت مسمى «تاريخ دولة الكويت» يدرس فيه التاريخ الحافل والمشرف للكويت من مختلف الجوانب، فضلا عن تناوله التحديات المحلية والاقليمية والحقب التاريخية التي مرت بها الكويت منذ نشأتها.
كما دعت الجسار الى عمل دراسة اخرى تناقش مدى تناول كارثة الغزو العراقي لدولة الكويت في بقية المناهج مثل العلوم والرياضيات والدراسات الاسلامية واللغات وغيرها.
وجاء في الدراسة ما يلي:
تقديم:
تعتبر التربية البيئة الملائمة لتنمية المواطنة وتعزيز مفاهيم وقيم الوحدة الوطنية، فالأنظمة التعليمية يجب ان تطور برامج ومحتوى التعليم واساليب التعلم بهدف تحقيق الكفايات الاساسية في تنمية المواطنة الفعالة.
ولعل المناهج الدراسية احد اهم محاور تحقيق المواطنة، والمتتبع لتقارير اللجان المحلية والتقارير الدولية يستدعي الوقوف على الرغبة في احداث ثورة حقيقية شاملة في النظام التعليمي تعمل على اعادة صياغة الاهداف والمحتوى وطرق التعليم والتقويم لتحقيق اهداف المواطنة.
حيث تأتي المواد الاجتماعية بصفة خاصة والمواد الدراسية الاخرى كالعلوم والرياضيات واللغات والدراسات الاسلامية من اهم الاوعية لتعليم المواطنة.فاختيار مفردات ومحتوى ومهارات وقيم مناهج الاجتماعيات من اهم الاساليب لتوصيل المعرفة بالمواطنة الى المتعلمين لكن الواقع الميداني لا يعكس الكفاية العلمية والمهنية للطالب بالقدر المطلوب من قيم المواطنة.
ان محتوى مناهج الاجتماعيات في مختلف المراحل الدراسية في الكويت لا يعمل على اظهار الحقائق كما هي حتى ولو كانت مرة وسيئة ومن هنا نتحدث عن موضوع الغزو العراقي الغاشم كمحتوى وقيم، وللأسف يرى البعض ان دراسة التاريخ والجغرافيا كأحد اهم مواد الاجتماعيات قد ترسخ العنصرية والحقد والعلاقات الدفينة بين الدول لان لها القدرة على اظهار الحقائق، لكن المشكلة التي نواجهها هنا في الكويت هي كيفية صياغة مناهج التاريخ والجغرافيا والعلوم الاجتماعية من حيث المحتوى العلمي «كالمفردات والمصطلحات» ومن حيث طرق التدريس كدورها في توصيل المعلومة وتعليم القيم والمهارات بهدف تنمية المعارف والاتجاهات الايجابية.
ولعل اهم المحاذير التي تواجه صناع القرار في المؤسسات التعليمية عندما يقومون بصناعة محتوى المناهج الدراسية هو كيف نبتعد عن استخدام اساليب التلقين في تدريس مواد التاريخ والجغرافيا لذلك نؤكد هنا اننا يجب ان نتجنب كأنظمة سياسية تجيير هذه المناهج لاغراضها واختبار المجالات التاريخية التي لا تحقق المواطنة ولا تحفظ رمز التاريخ.
ان التاريخ مادة لا تختص بالماضي فقط بل انه مجال متحرك ومتغير بحيث ان ننظر اليه قديما وحاليا ومستقبلا ولا يمكن ان نقوم بالغاء او تغيير او اختزال الحقب الزمنية والظرفية وكذلك الغزو العراقي الغاشم على الكويت وهذا هو المفهوم الذي يجب ان يعبر عن حقبة زمنية مرت وعانتها الكويت والكويتيون ولا نقبل استبداله او تغييره.
نعم انها من صنع «انسان» لكن تعتبر حقبة زمنية وتاريخية مهمة يجب ان تتعلم منها الاجيال كل العبر والدروس والتضحيات التي قام بها الكويتيون تجاه وطنهم.
كذلك يجب ان نهدف من تعليم موضوع الغزو العراقي الغاشم على الكويت الكثير من القيم الخاصة والعامة وغرسها في نفوس اجيال المتعلمين ومن تلك القيم قيم المواطنة، الولاء، الانتماء، التعاون، الطاعة، التماسك والاتحاد، الاحترام، الحرية، العدالة، وغيرها وهذا يكون من خلال دور المعلمين الى جانب واضعي المناهج الدراسية في العمل على تدريس موضوع الغزو وترسيخ المواطنة في شخصية الطالب الكويتي.
والآن نرى ان هناك من يريد ان يمحو الغزو العراقي الغاشم من خارطة التاريخ الكويتي في المناهج الدراسية وغيرها.
ومن هذا المنطلق نضع هذه الدراسة المسحية للوحدات الدراسية والفصول ومواضيع مناهج الاجتماعيات في الكويت من الصف الاول الابتدائي الى الصف الثاني عشر الثانوي بين ايديكم وذلك لمعرفة مدى تناولها لموضوع الغزو العراقي الغاشم على الكويت.
ملاحظات الباحث لمناهج الاجتماعيات للمرحلة الثانوية:
-1 تم تناول كارثة الغزو العراقي الغاشم بشكل نادر في مناهج المرحلة الثانوية لا تتعدى اسطراً وبمواضيع فرعية كالتلوث.
-2 في القسم الادبي في المرحلة الثانوية اي في الصفين الحادي عشر والثاني عشر الادبي تدرس مادة التاريخ فمن الملاحظ لم يتم ادراج تاريخ الكويت فيهما ابدا بصورة عامة ولم تتضمن اي موضوع او اشارة على كارثة الغزو العراقي الغاشم فمناهج التاريخ في جميع الدول تعطي أولوية لتاريخها وبالتفصيل.
-3 القسم العلمي في المرحلة الثانوية من المتعارف عليه انه لا يتم تدريس التاريخ فيه او المواد الاجتماعيات بشكل عام وبالتالي لا يتم التطرق لكارثة الغزو العراقي الغاشم فيه ابدا وهذا مخالف للمنظومة العلمية في بناء مناهج الاجتماعيات في المرحلة الثانوية وذلك بان التاريخ مادة اساسية لجميع الطلبة في المسارين العلمي والادبي.
-4 المرحلة الثانوية من اهم مراحل التعليم فالمتعلم فيها يبدأ ينضج فكره سياسيا واجتماعيا ويكون مقبلاً على سوق العمل او الدراسة الاكاديمية الجامعية بتوجهاته نحو وطنه فمن المهم ان يكون متشبعاً بفهمه لتاريخ وطننا الحبيب الكويت بشكل عام وبكارثة الغزو العراقي الغاشم بشكل خاص حتى تكون قيم الانتماء والمواطنة وحب الكويت وقيادتها متأصلة في نفسه وفي كل عمل او انجاز يضع مصلحة الكويت فوق مصلحته.
دواعي تدريس الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في المناهج الدراسية:
-1 ابراز الدور السياسي للكويت عندما قام العراقيون بالغائها من الخارطة العالمية.
-2 ادعاءات النظام العراقي السابق بجعل الكويت المحافظة التاسعة عشرة للعراق وما زالت المناهج العراقية تشير الى ذلك الامر الذي يجب ان يواجه بالأدلة التاريخية.
-3 الغاء التوجهات التي تريد الغاء موضوع الغزو العراقي من محتوى المناهج واختزاله وتغيير المسمى واعطاء مسمى مثل (الحالة - النظام العراقي البائد - الغزو الصدامي..).
-4 الرد على رغبة البعض في اسقاط موضوع الغزو العراقي الغاشم في الوقت الذي تتحدث عنه العديد من المناهج الدراسية والكتب في انظمة تعليمية لدول اخرى.
-5 التعامل مع الاحداث التاريخية يجب ان يكون من المنطلق العقلي وليس العاطفي.
-6 ابراز دور الكويتيين وتضحياتهم في مواجهة الغزو العراقي الغاشم والتي تجسدت في المقاومة المدنية والعسكرية وكذلك دور المرأة الكويتية وبطولات الشهداء والأسرى وصمود الشعب الكويتي بكل أطيافه والتفافه حول قيادته، هذه الأدوار يجب ان تضمن في المناهج الدراسية لتكون عبرا ودروسا للأجيال الحالية والقادمة.
المقترحات والتوصيات:
المناهج الدراسية من اخطر المواضيع التي ينبغي ان تعطى اولوية في كل دولة، فمن خلالها يكتسب المتعلمون قيمهم واتجاهاتهم وميولهم وسلوكهم للحاضر والمستقبل، فأي ظاهرة او مشكلة تحدث على مستوى الدولة كالحديث عن المواطنة والوحدة الوطنية يتم تعزيزها من خلال المناهج.
فالبناء الجيد للمناهج وتضمينها قضايا الدولة وتاريخها والتحديات التي تواجهها وطرق علاجها يضمن ذلك ظهور اجيال كاملة في المستقبل متمسكة بحب الوطن والولاء للأرض والقيادة.
ومن منطلق ذلك يضع الباحث بعض التوصيات ومنها:
-1 ان يتم تدريس تاريخ دولة الكويت بشكل عام وموضوع الغزو العراقي الغاشم بشكل خاص بالتدريج وبتوسع من مرحلة الى مرحلة ومن صف الى صف بحيث يراعي واضع المنهج تحقيق التكامل الرأسي لهذا الموضوع عبر المراحل والصفوف الدراسية.
-2 ان تسمى الاشياء بمسمياتها الصحيحة دون مجاملة على حساب التاريخ. فالغزو الغاشم على دولة الكويت حقبة تاريخية مهمة في تاريخ الكويت وجريمة العصر التي لا تزال تداعياتها الى الآن، فالتاريخ لا يمحى ولا ينقص ولا يبدل بمسميات أخرى كالغزو الصدامي وغزو النظام العراقي البائد لدولة الكويت، الأجيال تتغير ولكن التاريخ باق.
-3 ضرورة تناول موضوع الغزو العراقي الغاشم من الصف الرابع الابتدائي وتخصيص وحدة دراسية او فصل خاص في كل مرحلة وبتدرج لهذا الموضوع.
-4 ضرورة تعزيز قيم المواطنة والوحدة الوطنية والانتماء وقيم الفخر بتاريخ الوطن في المناهج الجديدة واعطائها الجزء الأكبر من التناول، فنلاحظ اليوم خللا في مظاهر التعبير عن حب الكويت في نفوس الطلاب والشباب ومثال ذلك طريقتهم بالاحتفال في العيد الوطني وعيد التحرير حيث ارى كباحث ان ذلك الخلل ناتج عن خلل أكبر في وضع المناهج وافتقارها لمنظومة القيم وخصوصا قيم المواطنة.
-5 ضرورة وضع منهج كامل في المرحلة الثانوية تحت مسمى (تاريخ دولة الكويت) يدرس فيه التاريخ الحافل والمشرف لدولة الكويت من جميع الجوانب ويتناول اهم التحديات المحلية والاقليمية والدولية والحقب التاريخية التي مرت بها الكويت منذ نشأتها، أسوة بجميع الدول.
-6 ضرورة عمل دراسة أخرى تناقش مدى تناول كارثة الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت في بقية المناهج كمناهج العلوم والرياضيات والدراسات الاسلامية واللغات وغيرها. :eh_s(17):
المصدر
:eh_s(17):
