السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
هذه هي مصافحتي الأولى لقسم نادي الكتاب،
القسم الأكثر إثـراءً ومتعة في المنتدى بالنسبةِ لي ..
وددتُ أن أشارككم كل مرة الحديث عن أحد الكُتُب التي قرأتُها ..
وهذه المرة سأبتدئ برواية قرأتها منذُ مدة طويلة و هي رواية :
( ما تبقى من أوراق محمد الوطبان ) لأحد الكُتاب المُفضَّلين لدي : محمد الرطيان..
أولاً لمن أرادت أن تتعرف أكثر على الكاتب فهو كاتب وشاعر سعودي، ولديه عمود صحفي في جريدة المدينة..
وهذه صفحته في موقع الـ Face Book
وأيضاً تجدونه في موقع Twitter
و لمن أرادت تحميل النسخة الإلكترونية من الرواية : هُنــــا
.
.
يقول الرطيان في مُقدّمة روايته :
" اعتاد الرواة على كتابة مثل هذه الكلمات:
هــذه الرواية عمل من صنع الخيال ، وأي تشابه بين أحداثها
أو أسماء الشخصيات الواردة فيها مع أحداث وشخصيات واقعية
هو مجرد مصادفة .
كم هي ساذجة وكاذبة هذه الكلمات .. ! "
*
و يقول متحدثاً عن مدينته :
" كل مدينة هي أنثى ، لهذا أرى أن العواصم والمدن الكبرى لسن سوى : عاهرات .. والمدن الصغيرة : أمهات .
ورفحاء أحيانا أراها أمي ، وأحيانا حبيبتي الاستثنائية ..
وأحيانا ( عندما أغضب منها) عجوزاً شمطاء تُمارس السحر والشعوذة ، وتروّج الشائعات القذرة عن بعض البيوت البريئة .
رفحا ( بالهمزة أو بدونها ) لم تعــد قريـــــة ..
ولكنها أيضا لم تصبح مدينة حتى الآن.
هي شيء يقف بين الاثنين ، ولـهذا أشعرأنها تشبهني كثيرا ً ،
لم أعد ذلك الولد البدوي الذي يفاخر بحكايا أجداده ولم أستطع أن أصبح ابن المدينة ..
بل إنني أخاف من أخلاق المدن وعلاقاتها المرتبكة والمربكة .
ليست رفحاء وحدها الضائعة بين زمنين وشكلين ، بل إن أكثر المدن في بلادي تعيش هذا المأزق ،
هي لم تحافظ على تاريخها الحقيقي – هذا إن كان لها تاريخ – ولم تستطع أن تكتب أو تنجز كتابة التاريخ الجديد .
كل تاريخ رفحاء مكتوب بالصحراء التي تحاصرها من الجهات الأربع ،
الأراضي التي لم يصلها العمران عامرة بالحكايات التي يرفضها التاريخ الرسمي .
إلى الدرجة التي جعلتني أؤمن أن كل بناء جديد هو هدم لشيء جميل . "
*
رأيي الشخصي وقد كتبته سابقاً لإحدى الزميلات في موقع Formspringme :
عند قرائتي للرواية شعرتُ بأن الكاتب من خلالها يستهدف ذائقة النُخبة من القُرَّاء فقط،
و حاول أن يلف معظم روايته بالرمزية التي لا أكذبكِ القول أنها أرهقتني و دفعتني إلى التأمل في أوراق الوطبان أكثر مما توقعت..
أما رفحاء و حديثُ الذكريات فما زالت مطبوعة في ذهني ،
رغم عدم زيارتي لمُدُن الشمال إلا أني أحببت البيئة التي تحدّث عنها كثيراً
بالنسبة لحواراته مع الذات فهي أكثر ما أعجبني في الرواية من ناحية الصراحة و العُمق..
وكأنها استهلكت منه أعواماً ليكتبها بهذه الطريقة السهلة الممتنعة ,!
قد لا يُعجب البعض رأيي هُنا لكني كرهت بعض التلميحات و التصريحات أيضاً
التي أوردها في الرواية أعتقد أنها فظة أو دخيلة نوعا ً ما على لغة الرواية الخليجية..
نعم نحتاج للقليل من الجرأة، لكنه في هذه الرواية زاد من جرعة الجرأة التي تحتاج لها النصوص الأدبية..
طبعاً أسلوب الكاتب متماسك و غنيّ باللغة بشكل مُدهش..
ومن يكتب رواية بهذا التعقيد و الذكاء يجعلنا موقنين بأنه سيقدّم الأجمل و الأفضل دائماً ..
أخيرا ً :
أعتقد بأن مزيد من الأعمال الروائية التي تنتهج ما انتهجتهُ [ما تبقى من أوراق محمد الوطبان]
ستُحدث نقلة نوعية في الرواية الخليجية أو السعودية على الوجه الأخص..
.
.
.
أتمنى أن يكون هذا الموضوع قد أفادكم و لو بالشئ اليسير، و أتلّهف إلى مصافحة جديدة للقسم بإذن الله عن قريب:eh_s(22): ..