![](http://www.captionfish.com/images/posters/large/the-kite-runner.jpg)
بأي كلمات أصف رواية الدكتور الأفغاني الأصل الأمريكي الجنسية "خالد حسيني" The Kite Runner
أي كلمات أصف عذوبة اللحظات اللي قضيتها في قراءة "بداية" الرواية .. وبأي كلمات أصف حجم الحزن الذي أصابني بعد "منتصفها" .. وحتى الآن لا تزال عيني منتفخة من البكاء
أفغانستان .. كابول .. هما مكان الرواية وروحها .. وهما مسقط رأس المؤلف الذي أعطى للعالم أجمع رواية فائقة الروعة غزيرة المعاني متقنة الوصف عن مدينته كابول أثناء الملكية في السبعينات مروراً بالغزو السوفييتي وحتى حكم طالبان، فكانت الكلمة تغني عن ألف صورة، متقناً بها اللغة الإنجليزية أيما إتقان حتى قال أحد النقاد: (يكاد يكون خالد حسيني الأفغاني الوحيد الذي يكتب الرواية بالإنجليزية)
أشخاص الرواية: أمير ووالده، من أثرياء كابول، ومن فصيلة الباشتون الذين يعتبرون أنفسهم أصل الأفغان
وحسن ووالده، خادما أمير ووالده، من قبائل الهزارا، أقلية شيعية فقيرة تسكن أفغانستان وتتحدث الفارسية
لكن هؤلاء تربوا كإخوة .. رغم أن أحدهما خادماً للآخر
يدخل بنا المؤلف إلى حياة أمير الصغير ذي الأحد عشر عاماً وعلاقته الجافة بوالده، تقابلها صداقته لحسن خادمه المخلص الأمي ذي الخلق والرضا، حتى قال عنه مرة (فكرت كيف يعيش في هذا الكوخ الطيني الصغير، فرد علي حسن وكأنه سمع ما كنت أفكر به: "أنا راضٍ بحياتي، هذا بيتي وأحبه". كيف لهذا الأمي أن يقرأ أفكاري).
وهكذا أمعن المؤلف في تجميل صورة حسن في أذهاننا، حتى نحبه، لتفاجئنا الأحداث بعد ذلك بالمأساة التي حلت بحسن الصغير وكيف كانت هذه المأساة البداية التي قلبت حياة أمير رأساً على عقب وغيرتها جذرياً وخلقت منه إنساناً آخر.
يصور خالد حسيني عادات وتقاليد أفغانستان الزاهرة أيام الملكية، ويزين روايته بكلمات أفغانية تذكر بين الحين والآخر أن الجو أفغاني واللسان أفغاني وإن صيغت الأحداث بلغة أخرى، يصف شوارع أفغانستان ووديانها وشجرة الرمان وموقد الفحم وغيرها من الصور التفصيلية التي تنقلنا إلى هناك، إلى كابول حيث ولد أمير وحسن، وحيث شهدت طرقها إخلاص حسن، وخيانة أمير. يصور الثمن الذي دفعه أمير ليكسب قلب والده، وكل ذلك في قالب جميل بطله الجوهري لعبة أفغانية تقوم على أساس الطائرات الورقية، حيث يتبارى الفتية في أفغانستان كل بطائرته والفائز هو الذي يسقط جميع الطائرات الورقية ويبقى محلقاً لا يشاركه أحد سماء الفوز، فيجري الفتية بعد ذلك في الأزقة والشوارع لأخذ الطائرة التي سقطت من الخصم، وهذه اللحظة هي التي غيرت حياة حسن وأمير.
خالد حسيني أبدع في السرد .. ينتقل من مشهد لآخر مختلف عنه .. فيأتي في آخره ليربط المشهدين بشكل درامي .. كالمشهد التالي:
ما زلت أنظر إليهم وهم يقيدون حسن .. أحسست أن نظرته مألوفة لدي .. كأني رأيتها من قبل .. إنها نظرة الحمل.
غداً هو العاشر من ذي الحجة أول أيام عيد الأضحى، حيث اعتاد والدي على ذبح خروف العيد لتوزيع لحمه على الفقراء، وفي كل عام أنظر لعيني الخروف ولا أدري لماذا، فإذا بي أجد فيهما نظرة استسلامية في سبيل مستقبل مشرق، تلك هي النظرة التي رأيتها بعيني حسن وهو مقيد لأجلي
مثلت الرواية في فيلم يحمل نفس الاسم The Kite Runner ، حقيقة لم أشاهده ولكن شاهدته شقيقتي، التي قالت أن الإخراج عادي لكن القصة غير عادية ومشوقة، وهو ما شدها لمتابعته حتى النهاية.
وأخيراً فإني أرى أن هذه الرواية اختزال لمعاناة الإنسان وآلامه، وصحوة ضميره، حينما تختزل المأساة في بضع كلمات نقرأها في ثواني هي اختصار لسنوات بل وحقب من الألم وحين تطرق الآذان كلمات كالتي قالها صديق والد أمير: (هناك سبيل لأن تصبح جيداً مرة أخرى) "There is a way to be good again"
وما زالت عيناي تغرورق بالدموع كلما تذكرت "حسن"
صور من الفيلم
![](http://www.hayatannas.com/vb/uploaded/14_01255328887.jpg)
أمير يقرأ لحسن الأمي.. تحت شجرة الرمان
![](http://i.telegraph.co.uk/multimedia/archive/01182/arts-graphics-2007_1182751a.jpg)
حسن بيده قاذفة الحصى (النباطة بالكويتي
![](https://3.bp.blogspot.com/_21oie1jf2I0/TLf34G4p7jI/AAAAAAAAACQ/rKyUBpDfzNk/s1600/kite-runner.jpg)
أمير مع والده .. والطائرة الورقية الزرقاء التي أسقطها في المسابقة الكبرى ..
![](http://vvoice.vo.llnwd.net/e14//grounded-the-kite-runner-just-won-t-fly.1943702.40.jpg)
أمير بعد فوزه في المسابقة الكبرى .. في حين كان حسن يطارد الفتية للحصول على الطائرة الورقية الزرقاء
![](http://www.glogster.com/media/3/7/46/28/7462810.jpg)
أفغانستان .. في العهد الزاهر .. عهد الملكية في السبعينات
غدير