இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

إنضم
10 فبراير 2009
المشاركات
13,126
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
【♥】ابتسم فأنت مفارق【♥】
الموقع الالكتروني
www.binbaz.org.sa
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ


وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ


بسم الله الرحمن الرحيم​

حين يطلق الإنسانُ آهاتِه وزفراتِه؛ فإنك تدرك من عباراته عظيمَ مصيبتِه، وشدةَ فجيعته، وكلما كان القائل أصدق، والمعبِّر عن هذه المصيبة أقدر على البيان؛ كانت القدرة على الإفصاح عن حجم المشكلة وعميق المأساة أكثر، ووقعُ خبرها على النفس أعظم، فما ظنك - أيها المسلم - إذا كان الذي بث الشكوى هو أفصح من نطق بالضاد: محمدٌ بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ؟! وما ظنك إذا كان الذي نقل هذه الشكوى وبثها: كتابٌ حوى أفصح الكلام، وأبينه وأصدقه: إنه القرآن؟! حينها ستكون الألفاظ غايةً في التعبير عن الشكوى، وعميقةً في الدلالة على عظم المصيبة!

تلك - أخي القارئ - هي شكاية محمدٍ صلى الله عليه وسلم مِن هجر قومه للقرآن، والتي سجلها القرآن، وأين؟ في سورة الفرقان بالذات؛ لأن الفرقان هو القرآن، سجلها في قوله تعالى: ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) متروكاً مُقاطَعاً مرغوباً عنه، وإن ربه ليعلم بشكواه وحال قومه مع هذا القرآن؛ ولكنه دعاء البث والإنابة، يُشهِد به ربه على أنه لم يأل جهداً، ولكن قومه لم يستمعوا لهذا القرآن ولم يتدبروه.





 
إنضم
10 فبراير 2009
المشاركات
13,126
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
【♥】ابتسم فأنت مفارق【♥】
الموقع الالكتروني
www.binbaz.org.sa
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

وتأملوا يا أمة القرآن: [ في قوله: (اتخذوا) فهي تدل على أنهم جعلوا الهجر ملازماً له ووصفاً من أوصافه عندهم، وهذا أعظم وأبلغ من أن يقال: إنهم هجروه؛ لأن هذا اللفظ يفيد وقوع الهجران منهم، دون دلالة على الثبوت والملازمة(1 )].

لقد هجروا القرآن الذي نزّله الله على عبده لينذرهم، ويبصرهم...، هجروه فلم يفتحوا له أسماعهم، وهجروه فلم يتدبروه ليدركوا الحق من خلاله، ويجدوا الهدى على نوره، وهجروه فلم يجعلوه دستور حياتهم، وقد جاء ليكون منهاج حياة يقودها إلى أقوم طريق.( 2)

فهل ندرك - معشر قراء كتاب الله - ونحن نقرأ هذه الآية أن شكوى النبي صلى الله عليه وسلم مَن هجر القرآن، فيها دلالةٌ على أن ذلك من أصعب الأمور عليه، وأبغضها لديه؟ وأن في حكاية القرآن لهذه الشكوى وَعِيدٌ كبير للهاجرين بإنزال العقاب بهم إجابةً لشكوى نبيه صلى الله عليه وسلم؟

أيُلامُ نبينا صلى الله عليه وسلم على شكواه وتفجعه ! والمهجور هو كلام ربه عز وجل، الذي فتح الله به آذاناً صماً، وعيوناً عمياً، وقلوباً غلفاً؟ أليس هو عمدةَ الملة، وينبوعَ الحكمة، وآيةَ الرسالة، ونورَ الأبصار والبصائر؟ إنه الصراط المستقيم، والدستور القويم.

وإذا كانت هذه شكواه صلى الله عليه وسلم من هجر قومه الكفار، فماذا لو أحياه الله اليوم ! لينظر في أنواع الهجر التي تلبّس بها أكثر المسلمين اليوم؟! لوَجد فيهم الهاجرَ للعمل به - وإن قرأه وآمن به -، ولوَجد الهاجرَ لتحكيمه والتحاكمَ إليه في أصول الدين وفروعه، ولرأى من هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فطَلبَ شفاء دائه من غيره ! ولأبصر مَن هجر تدبرَه، وأعرض عن تفهمه ومعرفةِ مراد المتكلم به منه؛ فكان حظه منه كحظ اليهود من التوراة الذين قال الله عنهم: ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ) أي: أنهم لا يعلمون من كتابهم إلا تلاوة ألفاظه فحسب، أما العمل والتدبر فهم عنه بمعزل.
 
إنضم
10 فبراير 2009
المشاركات
13,126
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
【♥】ابتسم فأنت مفارق【♥】
الموقع الالكتروني
www.binbaz.org.sa
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

قال ابن القيم ـ بعد أن ذكر هذه الأنواع الخمسة من الهجر ـ : "وكل هذا داخل في قوله: ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً )"( 3).

ماذا لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً؟ أما والله لتزيدن شكواه إلى ربه، وهو يرى قوماً من المنتسبين للإسلام لا يعرفون القرآن إلا في الموالد والمآتم والاحتفالات ! وحظهم من تدبره - في تلك الأحوال - هزُّ الرؤوس، وتمايلُ الأعناق!

أما حضوره في الحكم والتحاكم؛ فهذا ممنوع في أكثر بلاد الإسلام اليوم - ولا حول ولا قوة إلا بالله -! اللهم إلا في زاوية ضيقة فيما يسمى بالأحوال الشخصية ! ولو طلب المسلمُ أن يُحْكم له بهذا القرآن لسُخِر به، بل ولأجبر على التحاكم إلى القانون الفرنسي أو الانجليزي ! ولا تَستغرب - إذا دخلت إحدى هذه المحاكم الوضعية - أن ترى فوق رأس القاضي - الذي يحكم بالقانون - الآية الكريمة التالية: ( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ )!

بل كم رأينا من يضع يده على المصحف مقسماً به ليُعلن اليمين الدستورية ! أتدرون ما معنى هذا؟ إنه يقسم بالمصحف على تحكيم القوانين الوضعية ! فرحماك يا رب بأمة الإسلام، وعياذاً بالله من هذا التناقض الشنيع !

والمسلم يرى هذا الإقبال الكبير على قراءة كتاب الله عز وجل ـ وخصوصاً في هذا الشهر الكريم ـ ينتابه شعوران: شعور بالفرح والسرور لمثل هذا المنظر، وشعورٌ بالحزن للبون الشاسع بين ما يقرؤه القارئ وبين حاله التي هو عليها منذ سنوات طويلة! والمصيبة تعظم حينما يرى القارئُ لألفاظه، والهاجرُ لبعض أحكامه أو أكثرها أنه قد أتى بالمطلوب، وبما يحبه الله ورسوله بمجرد قراءته!

ولم يعلم أن له نصيباً مِن هجر القرآن بقدر تقصيره في تطبيق ما يقرأ، ونصيباً من شكوى محمدٍ صلى الله عليه وسلم لربه! أتريدون البرهان:

كم هم رواد المحاكم الذين يقرءون أو يسمعون قوله تعالى: ( وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ ) أي: إلى القضاة ( لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )؟

وهنا نسأل: ما الذي جعل الدعاوى الكاذبة - من أحد الخصمين - في المحاكم بالمئات؟ وما الذي أشغل القضاة بمثل تلك الدعاوى التي أحد الطرفين فيها - غالباً - يعلم أنه كاذب؟ أين تحكيم هذه الآية في واقعهم؟

وخذوا هذا النموذج الآخر: كم تمر هذه الآية الجامعة العظيمة على مسامعنا - لا أقول في الشهر أو في السنة، بل - كل أسبوع حينما يصدع بها خطباء الجمعة: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )؟ وهنا نقف فقط مع جملة واحدة من هذه الآية:

ألا وهي قوله: ( بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ ) قلِّب بصرك؛ فإنك لن تتعب في رؤية صور الظلم والجور التي تُمارَس داخل البيوت وخارجها، فكم هم الأولاد الذين يشكون من عدم العدل بينهم؟ وكم هن الزوجات اللاتي ينشدن عدل أزواجهن بينهن؟ وكم هم العمال المساكين الذين يجأرون إلى الله من ظلم مكفوليهم؟!

وأيضاً: كم هم الذين يقرءون قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )؟ ومع ذلك لا يزال مُصِراً على أكل الربا، إما صراحةً أو تحايلاً ! إلى غير ذلك من صور التناقض البغيض، والظلم الشنيع، والتي هي كفيلة بنزع البركة، وحبس القطر من السماء.






 
إنضم
10 فبراير 2009
المشاركات
13,126
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
【♥】ابتسم فأنت مفارق【♥】
الموقع الالكتروني
www.binbaz.org.sa
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ


يا قراء كتاب الله: أليس فينا من إذا ذكر هجر تحكيم القرآن لم ينصرف ذهنه إلا إلى الحكام والحكومات، والأنظمة التي تحكم الدول؟!

وهذا - لعمر الله - من تضييق دلالة معنى التحكيم؛ ألم يقل الله تعالى: ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )؟!

إن القرآن إنما نزل ليُتدبر وليُعمل به ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) فمتى غاب التدبر والعمل، وصار الكلام عن القرآن كلامَ تعالمٍ، أو بحوث تُملأ بها الأدراج، وتؤخذ عليها الشهادات؛ فسيصبح الناس في وادٍ والقرآن في وادٍ آخر، ولله در الحسن البصري يوم قال: "والله ما تدبُّره بحفظ حروفه وإضاعة حدوده! حتى إن أحدهم ليقول: قرأت القرآن كله، ما يُرى له القرآنُ في خُلُق ولا عمل!"( 4).

أمة القرآن:


إن القرآن في ذاته بلاغ، وهو وحده كافٍ في إصلاح أوضاع الأمة المأساوية اليوم؛ لو سمحنا له أن يطرق القلوب، وأن يؤدي رسالته فينا، ولا يكون نصيبه منا هو نصيبَ أهل الكتاب (التلاوةَ فقط)، وإذا صُرِفَ القرآن عن غايته فهل تجدي تلاوته؟ فالمشكلة والأزمة في الهجر؛ هجرِ الاتباع، وهجر العمل به.

متى يأتِ اليومُ الذي نصل فيه - معشر المسلمين - إلى مرحلةٍ تُدرك فيها أمةُ الإسلام كلُها - سواء على مستوى الحكومات أو الأفراد - أن القرآن - فعلاً - يهدي للتي هي أقوم كما قال ربنا ذلك في كتابه؟!

نعم يهدي للتي هي أقوم بإطلاق!

"فيشمل الهدى أقواماً وأجيالاً بلا حدود من زمان أو مكان.

فهو يهدي للتي هي أقوم بالعقيدة الواضحة التي لا تعقيد فيها ولا غموض.

ويهدي للتي هي أقوم في الربط بين ظاهر الإنسان وباطنه ربطاً حقيقياً، وفي الربط بين مشاعره وسلوكه، وبين عقيدته وعمله؛ فإذا هي كلها مشدودةٌ إلى العروة الوثقى التي لا تنفصم، متطلعة إلى أعلى، وهي مستقرة على الأرض.

ويهدي للتي هي أقوم في علاقات الناس بعضهم ببعض: أفراداً وأزواجاً، وحكومات وشعوباً، ودولاً وأجناساً، ويقيم هذه العلاقات على الأسس الوطيدة الثابتة التي لا تتأثر بالرأي والهوى، ولا تميل مع المودة والشنآن، ولا تصرفها المصالح والأغراض، الأسس التي أقامها العليم الخبير لخلقه، وهو أعلم بمن خلق، وأعرف بما يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل، فيهديهم للتي هي أقوم في نظام الحكم، ونظام المال، ونظام الاجتماع"( 5).

أما والله لو أخذناه بهذا الشمول، وبهذا الفهم - كما أخذه الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان - لصرنا كما صاروا؛ قادة للأمم، ولفتحنا به القلوب والآذان قبل فتح البلدان، ولَملكنا به الأرواح قبل الأبدان والأشباح:

الله أكبر إن دين محمد --- وكتابَه أقوى وأقومُ قيلا
طلعت به شمس الهداية للورى --- وأبى لها وصف الكمال أفولا
والحق أبلج في شريعته التي --- جمعتْ فروعاً للهدى وأصولا
لا تذكر الكُتْبَ السوالف عنده --- طلع الصباحُ فأطفئ القنديلا

ولئن تحدثنا عن الفِصام النَّكِد بين المطلوب والواقع مع هذا الكتاب الكريم؛ فإننا - ومن باب التحدث بنعمة الله - نرى في الساحة من وفقهم الله للبعد عن مشابهة أهل الكتاب، الذين لا يعرفون من كتابهم إلا التلاوة، ووُفِّقوا للسلامة من شكوى نبيهم صلى الله عليه وسلم لربه في هجر هذا الكتاب العظيم، نرى ذلك في فئام من الناس، أكثرهم من الشباب والفتيات الذين تربوا بالقرآن وعاشوا معه وبه؛ فصاروا - ولا زالوا - أمل الأمة المشرق، في المساهمة في إعادة مجدها السليب وعزها المفقود، وهم - بتخرجهم من بيوت الله تعالى - أنوارٌ تسطع للأمة وتشع بالخير والإحسان؛ يحيون الثقة بتلك الطريقة الصحيحة في تربية أبناء المسلمين، التي تنطلق من المساجد، إذ:

لا يُصنع الأبطال إلا --- في مساجدنا الفِساح
في روضة القرآن في --- ظل الأحاديث الصحاح
شعبٌ بغير عقيدة --- ورق تذرِّيه الرياح


ومن المعلوم أن مثل الجمعيات الخيرية - التي تقوم بدعم مثل تلك المشاريع - لا يمكن أن تقوم بدَورها المنوط بها إلا إذا دعمها المسلمون مادياً ومعنوياً، ومن عجز منا أن يمارس تعليم القرآن بنفسه؛ فلا يعجزنّ أن يعلمه بماله، فالكل موعود بالخيرية من محمد ح في قوله: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»(6 )، وحذارِ حذار أن نهجر هذا الباب من أبواب البر؛ فنضيف بذلك تقصيراً إلى تقصيرنا !




د. عمر المقبل




 
إنضم
10 فبراير 2009
المشاركات
13,126
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
【♥】ابتسم فأنت مفارق【♥】
الموقع الالكتروني
www.binbaz.org.sa
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ



الحظ الوافر في إدراك مفاخر العشر الأواخر




بسم الله الرحمن الرحيم


لقد قارب الضيف الكريم أن يغادرنا ، بعد أن جعل أرواح المؤمنين تخفق إيمانا وخشية وتوبة وخشوعا ، وأكسبها شفافية ورقة وذلة وخضوعا ، لرب كريم رحيم غفور تعاظمت فيه مننه وعطاياه ، وتكاثرت في أيامه منحه وهداياه ، فالموفق من نال من خيراتها النصيب الأزكى ، وكال من بركاتها الكيل الأوفى ، وعبّ من فيوضاتها كؤوسا ملأى ، وحصّل من فتوحاتها المقام الأسمى ، وتقلّد في ظلالها الوسام الأعلى ، وحجز في قطار التوفيق والقبول الدرجات الأرقى ، وانخرط في قوافل المحظوظين المشمرين منذ اللحظات الأولى ، حتى أصبح بصدق إقباله وخالص أعماله من الفوز والوصول قاب قوسين أو أدنى ، ليكتب في سجل أهل الفلاح والتقوى ، ولينال شرف التيسير لليسرى ، ليقرّبه كل ذلك إلى الله زلفى ، فيكون من ذوي القربى ، اللذين غشيتهم رحمته وشملته مغفرته ، ودخلوا سباق التتويج ليعتق سبحانه رقابهم من النار.
فلا زالت الفرص قائمة والأبواب مشرعة ، ليستدرك المتخلف ويلتحق المحروم ويستيقظ الغافل، وقد دخلت العشر الأواخر بما تحمله من مفاخر ، لا يذق طعمها إلا صاحب الحظ الوافر ، فهل من مشمّر على ساعد الجد والاجتهاد ؟ ، لاستثمار ما بقي من موسم التحصيل والإمداد ، ليملأ خزائنه بكل ما لذ وطاب ، من موجبات الأجر والثواب ، ليختم له بالعزة والكرامة وينجو من الحسرة والندامة .
فأعط هذه العشر حصتها من التكريم ، لتقابلك تكريما بتكريم ، وأجعلها خير محصّلة لما سبق وأحسن خاتمة لما أينع وأورق ، وأحرص على مراعاة خصوصيتها ، فخصّها بنصيب من الجد والاجتهاد وإدراك ما فيها من بركات وكرامات ، لتتوالى عليك منها الهدايا والأمداد ، فليكن لك حظ وافر منها ، مقتديا بخير الخلق صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا دخل العشر الأواخر شدّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله(البخاري).
فكن على خطاه ، لتنل أجر المتابعة وتشملك نفحات الليالي المباركات ، فالمحبون كانوا ينتظرونها ليعبروا عن صدق ولائهم :


قد مزق الحب قميص الصبر وقد غدوت حائرا في أمري
آه على تلك الليالي الغــــــــرّ ما كنّ إلا كليالي القــــــــدر
إن عدن لي من بعد هذا الهجر وفيّت لله بـــكل نـــــــــــــذر
وقام بالحمد خطيب شكــــــــري







 
إنضم
10 فبراير 2009
المشاركات
13,126
مستوى التفاعل
18
النقاط
38
الإقامة
【♥】ابتسم فأنت مفارق【♥】
الموقع الالكتروني
www.binbaz.org.sa
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ


فليقم خطيب شكرك في هذه الليالي والأيام فيلهج بالحمد قولا وفعلا بأنواع القربات وجلائل الطاعات والتي في مقدمتها:

1) ــ الاستجابة لنداء العشر الأواخر ومقابلته بالتشمير:

فهي تناديك بلسان الحال لتنبهك إلى عظيم الأفضال وكرم الإفضال من الكبير المتعال فتقول لك:(يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشّعي ، يا شموس التقوى والإيمان أطلعي ، يا صحائف أعمال الصالحين ارتفعي ، يا قلوب الصائمين اخشعي ، يا أقدام المجتهدين اسجدي لربك وأركعي ، يا عيون المتهجدين لا تهجعي ، يا ذنوب التائبين لا ترجعي ، يا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس أقلعي ، يا بروق الأشواق للعشاق المعي ، يا خواطر العارفين ارتعي ، يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي ، ويا همم المؤمنين أسرعي ، فطوبى لمن أجاب فأصاب وويل لمن طرد عن الباب وما دعي).

2) ــ ضبط الصوم على بوصلة القبول وتوفير شروطه:


قال ابن الجوزي رحمه الله:(ليس الصوم صوم جماعة الطعام عن الطعام ، وإنما الصوم صوم الجوارح عن الآثام ، وصمت اللسان عن فضول الكلام ، وغض العين عن النظر إلى الحرام ، وكفّ الكفّ عن أخذ الحطام ، ومنع الأقدام عن قبيح الإقدام ).
فأضبط بوصلة صومك بهذه المواصفات ، ليكون غيثا نافعا على صحراء قلبك الجرداء القاحلة ، فيردّها جنة فيحاء ناظرة ، تتوالى عليها موارد التوفيق ، فتكن وسيلة للقبول وسببا للوصول .

3) ــ تحرّي الليلة المباركة والحرص على قيامها:


ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه).
وعنه أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال في شهر رمضان:(فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم)(أحمد والنسائي).
وبما أن التماسها في العشر الأواخر وفي الليالي الوتر منها ، فليكن قيامها جميعها هو عربون تحرّيها ، ففي أيّ ليلة جاءت وجدت المحلّ مهيّأ ، لتحطّ فيه أنوارها وتملأه بأفضالها وتشمله بألطافها ، فتفكّ عنه قيود الأوزار وتسلمه صك العتق من النار ، فينجو بذلك من غضب الجبار.
فما عليه إلا أن يكتب اسمه في قوائم المقنطرين أو القانتين ، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين)(أبو داود).

4) ــ مضاعفة خدمة المولى عز وجل ليرحل الضيف بالمدح والشفاعة:


فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب ، منعته الطعام والشهوات فشفّعني فيه، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفّعني فيه، فيشفّعان)(أحمد والطبراني).

ترحّل الشهر وا لهفاه وانصرمــا واختص بالفوز في الجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكــــسرا مثلي فيا ويحه يا عظم ما حـــــــرما
من فاته الزرع في وقت البذار فما تراه يحصد إلا الهمّ والنــــــــــــــدما

وأحذر أن تجعل الصيام والقرآن خصماءك باستهتارك وغفلتك وهجرك ، بدل أن يكونا شفعاءك بإقبالك ويقظتك وملازمتك :
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه والصور في يوم القيامة ينفخ

5) ــ ختمة خاصة بالعشر أو أكثر لمضاعفة الفرصة:


قال ابن رجب رحمه الله:(فأمّا الأوقات المفضلة كشهر رمضان ، خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر ، أو في الأماكن المفضلة كمكة شرّفها الله لمن دخلها من غير أهلها ، فيستحب الإكثار من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان).

6) ــ إحياء سنة الاعتكاف فهي من خصوصيات العشر:


فلتحيي هذه السنة وليكن لك نصيب منها وإن قلّ ، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها :(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى).
قال بن رجب:(وإنما كان يعتكف صلى الله عليه وسلم في هذه العشر التي يطلب فيها ليلة القدر ، قطعا لأشغاله وتفريغا لباله وتخلّيا لمناجاة ربه وذكره ودعائه ، وكان يحتجر حصيرا يتخلى فيها عن الناس ، فلا يخالطهم ولا يشتغل بهم..
فمعنى الاعتكاف وحقيقته : قطع العلائق عن الخلائق ، للاتصال بخدمة الخالق).

7) ــ زيادة الصدقات وإطعام الطعام لضمان الغرف وإجبار النقص:


فثمن غرف الجنة وأنت طالبها ورمضان ميدانها والعشر الأواخر فرصتها المواتية ، ما جاء عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إن في الجنة غرفا يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها .
قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ ، قال : لمن طيّب الكلام وأطعم الطعام و أدام الصيام وصلّى بالليل والناس نيام)(الترمذي وأحمد والحاكم).
فضاعف الصدقات وأطعم الطعام لتنل الغرف وتحقق الهدف وتنجو من التلف وتتأسى بخير من سلف الذي كان في رمضان كالريح المرسلة.
وفي العشر كذلك زكاة الفطر التي هي طهرة للصائم وطعمة للمساكين ، كما أن لها وظيفة أخرى ذكرها بعض العلماء المتقدمين فقالوا : صدقة الفطر كسجدتي السهو للصلاة ، فهي تجبر الصيام وتكمل النقص فيه ، تماما كما تفعل سجدتا السهو بالنسبة للصلاة.

8) ــ ألزم الدعاء والتضرع والمناجاة بالأسحار:


قال سفيان الثوري رحمه الله:(الدعاء في تلك الليلة(ليلة القدر) أحبّ إليّ من الصلاة ، فإن جمع بين الصلاة والتلاوة والدعاء كان أفضل.
فلو استنشقت ريح الأسحار ــ في هذه الليالي ــ لأفاق قلبك المخمور ، فرياح هذه الأسحار تحمل أنين المذنبين وأنفاس المحبين وقصص التائبين ، ثم تعود برد الجواب بلا كتاب .
فإذا ورد بريد برد السحر يحمل ملطّفات الألطاف ، لم يفهمها غير من كتبت له ، يا يعقوب الهجر قد هبّت ريح يوسف الوصل ، فلو استنشقت لعدت بعد العمى بصيرا ولوجدت ما كنت لفقده فقيرا.
لو قام المذنبون في هذه الأسحار على أقدام الانكسار ورفعوا قصص الاعتذار مضمونها :( يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا)(يوسف88) ، لبرز لهم التوقيع عليها :( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(يوسف92).
وزاحم ابن القيم رحمه الله على الباب الذي اختار الدخول منه على مولاه ، لما قال عن نفسه:(دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها ، فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام فلم أتمكن من الدخول ، حتى جئت باب الذل والافتقار ، فإذا هو أقرب باب إليه وأوسعه ، ولا مزاحم فيه ولا معوق ، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته ، فإذا هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني عليه).

9) ــ التماس العفو من العفوّ الكريم:


قالت عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ، ما أقول؟
قال : قولي : اللهم إنك عفوّ تحب العفو فأعف عنّي)(الترمذي).
والعفو من أسماء الله تعالى وهو : المتجاوز عن سيئات عباده الماحي لآثارها عنهم ، وهو يحب العفو ، فيحب أن يعفو عن عباده ، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم على بعض ، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه وعفوه أحب إليه من عقوبته.
قال يحي بن معاذ : لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه ، لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه.
يا رب عبدك قد أتـــــــــــا ك وقد أساء وقد هفا
يكفيه منك حيــــــــــــــاؤه من سوء ما قد أسلفا
حمل الذنوب على الذنـــــو ب الموبقات وأسرفـا
وقد استجار بذيل عفـــــــو ك من عقابك ملحــفا
يا رب فأعف وعافــــــــه فلأنت أولى من عفا


10) ــ الطمع في الجائزة وهي القبول والغفران والعتق من النار:​


فيا أرباب الذنوب العظيمة ، الغنيمة الغنيمة ، في هذه الأيام الكريمة ، فما منها عوض ولا لها قيمة ، فكم يعتق فيها من النار ذي جريرة وجريمة ، فمن أعتق فيها من النار فقد فاز بالجائزة العميمة والمنحة الجسيمة ، يا من أعتقه مولاه من النار ، إياك أن تعود بعد أن صرت حرّا إلى رق الأوزار ، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تتقرب منها ؟ ، وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها.

ومسك الختام نردد مع قوافل المحبين ونحدو مع العاشقين ونناجي مع العارفين ونلتمس مع التائبين ونرجو مع المستغفرين ، فنقول معهم :(يا شهر رمضان ترفق ، دموع المحبين تدفق ، قلوبهم من ألم الفراق تشقق ، عسى وقفة للوداع تطفئ من نار الشوق ما احرق ، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق ، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق ، عسى أسير الأوزار يطلق ، عسى من استوجب النار يعتق ، عسى رحمة المولى لها العاصي يوفق).






>>جمال زواري أحمد<<




 
إنضم
15 مارس 2011
المشاركات
2,127
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
سَقفُ الرَاحِليَن !
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

كل شيءٍ يُمكن أن تنظر إليه بنظرٍ إيجابي وسلبي
فصديقك إذا فكرت في محاسنه وطول صحبته وكرمه أحببته وأُعجبت به ، وإذا فكرت في مساوئه وحدته وعجلته كرهته ولم ترضَ صحبته ، والسفرُ مثلاً إذا حدثت نفسك أنه متعة وتغيير وتجديد وفسحة رأيته جميلاً وحسن في عينك وقلبك ، وإذا حدثت نفسك أنه مشقة وإرهاق ومخالفة للمألوف وفراق للوطن ، وهجر للأحباب ثقل عليك وصار مُملاً مكروها ً.
فكرك هو البوصلة ، فوجهه إلى ديار الأفراح ومطالع السرور ومرابع البهجة تجد الحياة أجمل وأبهج مما تظن .

د. عائض القرني
 

نهى الأحمد

*مساعدة مشرفات قسم المناقشات الجادة*
إنضم
6 يونيو 2009
المشاركات
21,541
مستوى التفاعل
28
النقاط
0
الإقامة
في قسم المناقشات الجاده وذوي الاحتياجات الخاصة
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

السلام عليكم



شلووونكم يا خواتي


عساكم طيبين



صبحكم الله بالخير والنوير

من امس حاشني عوار بايدي

نمت وانا متضايقة مع انه الطبيب نصحني من هالشي لانه مو زين حق الاعصاب
لانه عمليتي كانت بالاعصاب

الحمدالله على كل حال


دقايق وانزل لكم السؤال الثالث
 
إنضم
15 مارس 2011
المشاركات
2,127
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
سَقفُ الرَاحِليَن !
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

لو كَشف الله الغطَاء لِعبده و أظهر له كيف...
يُدبّر له أموره و كيف أن الله أكثر حرصا على مصلحة العبد من نفسه و أنه أرحم به من أمّه
لَذاب قلب العبد محبة لله و لتقطّع قلبه شُكرا لله :”

لإبِن القَيّم...


 
إنضم
15 مارس 2011
المشاركات
2,127
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
سَقفُ الرَاحِليَن !
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

السلام عليكم



شلووونكم يا خواتي


عساكم طيبين



صبحكم الله بالخير والنوير

من امس حاشني عوار بايدي

نمت وانا متضايقة مع انه الطبيب نصحني من هالشي لانه مو زين حق الاعصاب
لانه عمليتي كانت بالاعصاب

الحمدالله على كل حال


دقايق وانزل لكم السؤال الثالث


وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
صبحج الله بالنوووور
تمام ياقليبي وانتي اخبااارج
وماتشوووفين شر حبيبتي
لاتنامييين وانتي متضايقةةة ذكري الله وصلي لج ركعتين واضمن لج هالضيقةةة تروووح
ورااجعي الطبيب لاتهملين نفسج واجر وعاافيةةة كله بأجره يابعدي
وطمنيني عليج اول باول
ولاتهملييين عمرج ترااج غاليه علي :eh_s(22):
وبانتظااار السؤاااال
 

نهى الأحمد

*مساعدة مشرفات قسم المناقشات الجادة*
إنضم
6 يونيو 2009
المشاركات
21,541
مستوى التفاعل
28
النقاط
0
الإقامة
في قسم المناقشات الجاده وذوي الاحتياجات الخاصة
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

السلام عليكم



شخباركم



السؤال الثالث





بالتوفيق لكم حبيباتي
 
إنضم
15 مارس 2011
المشاركات
2,127
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
سَقفُ الرَاحِليَن !
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

" للعبد بين يدي الله موقفين :
موقف بين يديه في الصلاة و موقف بين يديه يوم لقائه ,
فمن قام بحق الموقف الأول هوّن عليه الموقف الآخر,
ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفِّه حقه شدد عليه ذلك الموقف "

* ابن قيم الجوزية

 
إنضم
15 مارس 2011
المشاركات
2,127
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
سَقفُ الرَاحِليَن !
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

" المخلوق إذا خفته ،استوحشت منه وهربت منه ،
والرب تعالى إذا خفته ، أنست به وقربت إليه "

* إبن القيّم الجوزيّة
 
إنضم
15 مارس 2011
المشاركات
2,127
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
سَقفُ الرَاحِليَن !
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

من كثر ضحكه قلت هيبته , ومن مزح استخف به ,
ومن اكثر من شيء عرف به , ومن كثر كلامه كثر سقطه ,
وم كثر سقطه قل حياؤه , ومن قل حياؤه قل ورعه ,
ومن قل ورعه مات قلبه . .

* عمر بن الخطآب - رضي الله عنه ,
 
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
1,370
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
ديرة العز
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

السلام عليكم



شلووونكم يا خواتي


عساكم طيبين



صبحكم الله بالخير والنوير

من امس حاشني عوار بايدي

نمت وانا متضايقة مع انه الطبيب نصحني من هالشي لانه مو زين حق الاعصاب
لانه عمليتي كانت بالاعصاب

الحمدالله على كل حال


دقايق وانزل لكم السؤال الثالث


وعليكم السلام ورحمة الله وبركآته ....هلا وغلا فيج الغالية ...~
سلامآت نهوووووي يآ قلبي ما تشوفين شر ... وانتبهي لنفسج اهم شي صحتج كم نهووووي عندناااااا :eh_s(15): ...
ربي يتمّ عليج الصحة والعافية دوووووم ....وربي يسعدج يالغلا....:eh_s(7)::eh_s(7)::eh_s(7):ْ
 
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
1,370
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
ديرة العز
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

نحن نتحكم في حياتنا ، ونستطيع تحويل حياتنا إلى تجربة من السعادة والصحة والنجاح بلا حدود

وتذكروا دائماً


((عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك))


عش بالإيمان ، عش بالأمل


عش بالحب ، عش بالكفاح


وقدر قيمة الحياة
 
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
1,370
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
ديرة العز
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

| | الحـيـــــاة | |

قواعدهــا أقوال الحكمــاء ..

وتجـــارب الأذكيــاء ..
والعمــل جــاهداً ليكــون من الســعــداء !!

ففي ظل كتــاب الله وسنة نبيه !!
يبــصر معنــى هذه الحـيـــاة ^_^

 
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
1,370
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
ديرة العز
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

الإصرار: هو الإستقرار على المخالفة والعزم على المعاودة وذلك ذنب آخر لعله أعظم من الذنب الأول بكثير وهذا من عقوبة الذنب: أنه يوجب ذنبا أكبر منه ثم الثاني كذلك ثم الثالث كذلك حتى يستحكم الهلاك. فالإصرار على المعصية معصية أخرى والقعود عن تدراك الفارط من المعصية إصرار ورضا بها وطمأنينة إليها وذلك علامة الهلاك وأشد من هذا كله: المجاهرة بالذنب مع تيقن نظر الرب جل جلاله من فوق عرشه إليه فإن آمن بنظره إليه وأقدم على المجاهرة فعظيم وإن لم يؤمن بنظره إليه واطلاعه عليه فكفر وانسلاخ من الإسلام بالكلية فهو دائر بين الأمرين: بين قلة الحياء ومجاهرة نظر الله إليه وبين الكفر والإنسلاخ من الدين فلذلك يشترط في صحة التوبة تيقنه أن الله كان ناظرا ولا يزال إليه مطلعا عليه يراه جهرة عند مواقعة الذنب لأن التوبة لا تصح إلا من سلم إلا أن يكون كافرا بنظر الله إليه جاحدا له فتوبته دخوله في الإسلام وإقراره بصفات الرب جل جلاله.
مدارج السالكين ج1 ص 181
 
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
1,370
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
ديرة العز
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فيا أيها الأخوة الأحباب يا من منَّ الله عليهم بحضور ومشاهدة مدرسة الصيام التي تعلمنا فيها الكثير والكثير ، ذقنا فيها حلاوة الطاعة ، تعرفنا فيها على قبح المعصية والذنب في حق الله وحق الناس ، صمنا فيها رغم أن حرارة الجو كانت شديدة ، قمنا لله طالبين رحمته وراجين هداه ، تصدقنا من أموالنا ، وعلمنا أن عبادتنا لا تكتمل إلا إذا أدخلنا السرور والبهجة على نفوس إخواننا من الفقراء والمساكين ، عرفنا فضل القرآن وتذوقنا حلاوة تلاوته والوقوف مع آياته ، أحسسنا بتغير حقيقي في نفوسنا ، وتيقنا من شفائه لصدورنا ورحمته لنا وخسارته على أعداءنا ولكي تؤتي هذه المدرسة ثمارها فلابد لنا أن نعرف الآتي :

• الصيام كشف لنا عن قدراتنا الحقيقية .
نعم هذا أول ما تعلمناه من مدرسة الصيام أننا نمتلك قدرة هائلة . فبعضنا تحمل مشاقة الصيام ، وبعضنا ختم عشرات الختمات ، وبعضنا لم ينم إلا ساعات بسيطة من أجل ألا تفوته لذة التهجد والقيام ، بل فينا من لم تفته تكبيرة الإحرام .

همة عالية وطاقة هائلة
.
ألا يدل ذلك كله على أن المسلم لديه قدرات هائلة ؟، وهمة عالية ، وعزيمة راسخة أصلب من الجبال الرواسي وأعلى من القمم الشاهقة !. ولذلك باهى الله به ملائكته " وينظر إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم الملائكة " .

هل تعود من جديد ؟
ولكن السؤال بعدما تعرف المسلم على قدراته هل يعود المسلم من جديد إلى ماكان عليه قبل رمضان ؟ هل يستفرغ المسلم هذه القدرات في عمل لا ينفع ؟ ويضيع أوقاته في أعمال فارغة لا تغني ولا تسمن من جوع .

ما هو الحل إذن ؟
الحل أن يستثمر المسلم هذه القدرات والطاقات في العمل النافع ، والتجارة الرابحة بينه وبين الله وإليك بعض الوسائل :
1- حدد هدفك في هذه الحياة .
2- استثمر كل دقيقة من وقتك وليكن شعارك دائماً ( الوقت هو الحياة).
3- حدِّد بدقة ما استفدته من رمضان .
4- لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد .
5- ابدأ بخطوة فستجد أن الله أيدك بخطوات .
6- لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي .
7- كل مشكلة صغيرة مادامت أنها ليست في جنب الله .
8- اشحن طاقتك بالدعاء والاستغفار ومباركة الصالحين .

• تعلمنا في مدرسة الصيام أن نعيش بروح العبادة
وهذا ما تعلمناه من نهج نبينا صلى الله عليه وسلم فقد حكت أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – عن حاله في عبادته لربه فقالت كان يلاعبنا ونلاعبه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه . وتحكي – رضي الله عنها - في موضع آخر عن حاله لربه في قيام الليل أنه كان ساكناً خاشعاً لربه ومولاه حتى كانت تظن أن الله – تعالى – قد قبض روحه الكريمة ، وها هو – صلى الله عليه وسلم – يقوم ليلة كاملة بآية واحدة من القرآن مستشعراً معناها خائفاً وجلاً أن يصيبه وأمته مضمونها " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " [ المائدة : 118 ] ويحكي ا بن عباس- رضي الله عنهما – عن حاله صلى الله عليه وسلم بعدما نزل قول الله – تبارك وتعالى – " فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير " [ هود:112 ] ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن آية أشد ولا أشق عليه من هذه الآية ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : شيبتني هود وأخواتها " . ونحن بفضل الله عزوجل كنّا نقف الركعات الطويلة فمنا من يقرأ بجزء ، ومنَّا من يقرأ بجزأين فلم يزدنا ذلك إلا حباً في طاعة الله عزوجل ، وكنَّا بفضل الله نصوم اليوم الطويل الحار فلم يزدنا ذلك إلا إيماناً واحتساباً لأجرنا عند الله عزوجل وإذا كان هذا حالنا في رمضان فليكن هذا حالنا بعد رمضان . وإليك أخي بعض الوسائل المعينة على العيش بروح العبادة :
1- حدِّد لنفسك هدفاً في عبادتك .
2- اربط هذا الهدف بطاقتك الحقيقية .
3- اجعل لك في كل يوم أوراد ثابتة .
4- كن متجاوباً مع آيات القرآن ( ادع عند الدعاء – استغفر عند الاستغفار – اسأل الله الجنة عند ذكرها وهكذا ).
5- جاهد نفسك في الصلاة ولا تجعل الشيطان يهزمك .
6- الاستعداد للعبادة جزء منها فلا تضيعه .
7- لمن تصلي ؟ ولماذا تتصدق ؟ هذا شعارك قبل كل عبادة .
8- اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك دعائك دائماً .

• تعلمنا أن الإيمان والخلق قرناء .
لا إيمان لمن لا خلق له
هل تنفع الصلاة والصيام ، وقراءة القرآن ؟ إلا إذا تبعها عمل وإصلاح للمجتمع من حولنا .

امرأة عجيبة
هل تعرف من هي ؟ إنها امرأة تكثر من الصلاة والصيام والصدقة ولكن . . تؤذي جيرانها فهل تصح لها عبادة ؟ قال – صلى الله عليه وسلم – : هي في النار ، وها هي امرأة أخرى عرفت بقلة الصلاة والصوم ولكنها تتصدق على جيرانها فأخبرها صلى – صلى الله عليه وسلم – : بأنها من أهل الجنة .

نداء إلى المصلين
كثير من الناس يفضل التعامل مع من هو أقل منك في الالتزام زعما منه بأنه يراعي عمله ، ويؤديه على الوجه الأكمل .
هل هذا صحيح ؟ لو كان صحيحا فهذه كارثة لأن الإيمان والخلق قرناء .

وصايا عملية
1- الله الله قبل كل شيء .
2- القدوة لا تعني الرياء .
3- أفضل الأعمال سرور تدخله على مسلم .
4- خير الأعمال أدومها وإن قل .
5- هل تصلي ؟ ما هو دليلك على ذلك ؟ .
6- سبق أهل الدثور بالأجور .
7- اعلم جيداً (أن صاحب المعروف لا يقع وإذا وقع لا ينكسر أو وجد متكئاً).

أخي هذه بعض الاستفادات التي تربينا وتدربنا عليها في مدرسة الصيام السنوية فهل نكون من الفائزين ؟ أم أننا نضيِّع ما تدربنا عليه . الله نسأل أن ينفعنا بما علمنا ، وأن يتقبل منَّا الصيام والقيام وصالح الأعمال .
إعداد /
حسام العيسوي إبراهيم
إمام وخطيب ومدرس
دراسات عليا علم النفس التربوي

 
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
1,370
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
ديرة العز
رد: இணஇ حملة تعالي معنا و اسعدي♥للمتفائلات♥ج 2 இணஇ

ثلاث رسائل ما بعد رمضان




الرسالة الأولى : \" إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ \"
أيها الأحبة الأفاضل الأكارم ها هو شهر رمضان قد ودعنا وصعد إلى الله تعالى بأعمالنا , وقد سبق فيه من سبق , وفاز فيه من فاز , وخسر فيه من خسر , فمن المقبول فنهنيه ومن الخاسر فنعزيه ؟ , فالله تبارك وتعالى لا يتقبل إلا من المتقين المخلصين, قال تعالى: \" { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (27) سورة المائدة.
وعَنْ شَدَّادٍ أَبِى عَمَّارٍ عَنْ أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلاً غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ شَىْءَ لَهُ فَأَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ شَىْءَ لَهُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِىَ بِهِ وَجْهُهُ. أخرجه النسائي 6/25 وفي \"الكبرى\" 4333 .
وعَنْ ثَوْبَانَ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ: \" لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي ، يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا ، فَيَجْعَلُهَا اللهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، صِفْهُمْ لَنَا ، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ. قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا\". أخرجه ابن ماجة (4245) الألباني في \"السلسلة الصحيحة\" 2 / 18, وانظر حديث رقم : 5028 في صحيح الجامع .
وأثر عن علي رضي الله عنه:\"كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز وجل يقول \"إنما يتقبل الله من المتقين\" (المائدة /27).
خرج عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- في يوم عيد الفطر فقال في خطبته: أيُّها الناس صُمتمْ للهِ ثلاثينَ يوماً ، وقُمتمْ ثلاثينَ ليلةً ، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أنْ يَتَقبَّلَ منكم ما كان ! .
وكان بعضُ السلفِ يَظْهَرُ عليه الحزنُ يومَ عيدِ الفطرِ ، فيُقَالَ له : إنَّه يومُ فرحٍ وسرور ، فيقول : صَدَقْتُمْ ؛ ولكني عبدٌ أمرني مولاي أنْ أعملَ لَهُ عملاً ، فلا أَدْرِي أَيْقبَلُهُ مِنِّي أَمْ لا ؟.


غدا توفى النفوس ما كسبت * * * و يحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم * * * و إن أساءوا فبئس ما صنعوا

قال ابنُ رجب رحمه الله : لقد كان السلفُ رحمهم الله يَدْعُون الله ستةَ أشهرٍ أنْ يُبلّغهم شهرَ رمضان ، ثم يَدْعُون الله ستةَ أشهرٍ أنْ يَتقبَّله منهم .

( 2 ) الرسالة الثانية : \" وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ\":
إن من أعظم الجرم , وإن من أكبر الخسران أن يعود المرء بعد الغنيمة خاسراً وأن يبدد المكاسب التي يسرها الله عز وجل في هذا الشهر الكريم ، وأن يرتد بعد الإقبال مدبراً وبعد المسارعة إلى الخيرات مهاجراً وبعد عمران المساجد بالتلاوات والطاعات معرضاً ؛ فإن هذه الأمور لتدل على أن القلوب لم تحيا حياة كاملة بالإيمان ولم تستنر نورها التام بالقرآن , وأن النفوس لم تذق حلاوة الطاعة ولا المناجاة , وأن الإيمان ما يزال في النفوس ضعيفاً وأن التعلق بالله عز وجل لا يزال واهناً لأننا أيها الإخوة على مدى شهر كامل دورة تدريبية على الطاعة والمسارعة إلى الخيرات والحرص على الطاعات ودوام الذكر والتلاوة, ومواصلة الدعاء والتضرع والابتهال والمسابقة في الإنفاق والبذل والإحسان ثم ينكس المرء بعد ذلك على عقبه .
فاحذر أيها – الحبيب - من العودة إلى المعاصي وإلى الغفلة والانتكاسة بعد الهداية , والاعوجاج بعد الاستقامة, يقول تعالى : \" وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) سورة المائدة .

يا شهر مفترض الصوم الذي خلصت* * *فيه الضمائر والإخلاص للعمل
أرمضت يا رمضان السيئات لنا* * *بشر بنا للتقى علا على نهل

ولقد قال الله تعالى واصفاً حال بعض الناس في العبادة : \" ومِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) سورة الحج .
قال السعدي رحمه الله في تفسيره : أي: ومن الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه، إما خوفا، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن، { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ } أي: إن استمر رزقه رغدا، ولم يحصل له من المكاره شيء، اطمأن بذلك الخير، لا بإيمانه. فهذا، ربما أن الله يعافيه، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه، { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } من حصول مكروه، أو زوال محبوب { انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ } أي: ارتد عن دينه، { خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ } أما في الدنيا، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأسا لماله، وعوضا عما يظن إدراكه، فخاب سعيه، ولم يحصل له إلا ما قسم له، وأما الآخرة، فظاهر، حرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض، واستحق النار، { ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } أي: الواضح البين. فهذا حال المنافق، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت انقلب، ولا يقيم على العبادة إلا لما صَلَح من دنياه. وإذا أصابته شدّة أو فتنة أو اختبار أو ضيق، ترك دينه ورجع إلى الكفر. تفسير السعدي 534 .
فلا تكن كعبد السوء إن أعطي رضي وإن منع قنط وسخط , بل وطن نفسك مع الصادقين المخلصين .
ولا تجعل نفسك في زمرة هؤلاء المنتكسين , الذين بدلوا نعمة الله كفرا , وأحلوا النقم مكان النعم .

( 3 ) الرسالة الثالثة : \" أحب الأعمال إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ\":
الله تعالى بحكته ورحمته لم يكلف الناس من العبادات والطاعات والتشريعات ما لا يطيقون , بل كلفهم بما يستطيعونه ويقدرون عليه , قال تعالى : \" لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (286) عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ؛ أنَهَا قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحَبُّ إلى اللَّهِ ؟ قَالَ : أدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ . وَقَالَ : اكْلُفُوا مِنَ الأعمال مَا تُطِيقُونَ. أخرجه أحمد 6/176 والبخاري 8/122 و\"مسلم\" 2/189.
إن الكثير منا ليشعر بالتقصير ويؤنبه ضميره دائما لتقصيره في العبادات والتقرب من الله الطاعات فتأتيه مشاعر صادقة بعد موجة الندم تلك فنجده قد التزم بالأعمال الصالحة الكثيرة , فهو قد ألزم نفسه بالصوم المتواصل والقيام الدائم والذكر الكثير , حتى إنه يملاْ أيامه الأولى كلها بتلك الأعمال الصالحة ،،ولكنه وللأسف ما إن يمضي بعض الوقت إلا ونجده قد خفت همته وبدأ حماسه يقل ,وهذه آفة قد تعتري البعض منا ,, فما يأتي فجأة يذهب فجأة كما قيل،وهنا يقال لا ينبغي لمن كان يعمل صالحاً أن يتركه؛وليحرص على مداومته لتلك الأعمال الصالحة ولو كانت تلك الأعمال قليلة , فقليل دائم خير من كثير منقطع .
عن عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ:قَالَ لِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَا عَبْدَ اللهِ ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ ، كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ. ( متفق عليه ) .
إن المسلم الحق هو الذي يستغل مواسم الطاعات , وفترات إقبال العبادات , قال تعالى : \" وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) سورة إبراهيم .
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : الْتَمِسُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ كُلَّهُ ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ ، فَإِنَّ لِلَّهِ نفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ وَيُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ. قال الألباني في \" السلسلة الصحيحة \" 4 / 511 :رواه الطبراني في \" الكبير \" ( رقم - 720 ) .
فالإيمان يزيد وينقص , يزيد بالطاعات وينتقص بالمعاصي والسيئات , فلا يمكن لٌيمان أن يسير على وتيرة واحدة بل لا بد من الزيادة والنقصان , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو . قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رِجَالٌ ، يَجْتَهِدُونَ فِي الْعِبَادَةِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا . فَقَالَ : تِلْكَ ضَرَاوَةُ الإِسْلاَمِ وَشِرَّتُهُ ، وَلكُلِّ ضَرَاوَةٍ شِرَّةٌ ، وَلكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى اقْتِصَادٍ وَسُنَّةٍ ، فَلأُمٍّ مَا هُوَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْمَعَاصِي ، فَذَلِكَ الْهَالِكُ.أخرجه أحمد2/165(6539).
والعاقل هو من يستغل فترة زيادة الإيمان , كان علي رضي الله عنه يقول : \" إن للقلوب إقبالا وإدبارا ، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل ، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض .

والمداومة على الخير وإن كان قليلاً أفضل عند الله تعالى من تركه بالكلية , فلرب شق تمرة تنقذ صاحبها من غضب الجبار , ومن دخول النار , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، قَالَ:مَا مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ ، فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ مِنْ عَمَلِهِ ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ ، فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ ، فَاتَّقُوا النَّارَ ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.أخرجه \"البُخَارِي\"8/14(6023) و\"مسلم\" 3/86(2312) .
أيها الحبيب , لربما يوفق الله تعالى عبداً من خلقه إلى عمل من أعمال الخير يداوم عليه , ثم يقبضه وهو مقيم على هذا العمل الصالح فيدخل به الجنة , عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ ، قِيلَ : وَمَا اسْتَعْمَلُهُ ؟ قَالَ : يُفْتَحُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ ، حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ. أخرجه أحمد 5/224(22295) . وعَبْد بن حُمَيْد (481).


لا تقل من أين ابدأ؟ * * * طاعة الله البداية
لا تقل أين طريقي؟ * * * شرعة الله الهداية
لا تقل أين نعيمي؟ * * * جنة الله الكفاية
لا تقل في الغد ابدأ * * * ربما تأتي النهاية