طلاق نادر وبيمين .. يحصل على الأوسكار
منو نادر .. ومنو بيمين ؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت ولازلت من محبي الفن السابع ,, أشاهدانتاجات عدة ولكنني انتقي الجيد منه لأضعه في قائمة الأفلام التي تستحق المشاهدة فمنوجه نظري ارى إن بعض الأفلام ككتاب يتضمن مايمتع فكري ولكن الفيلم يمتع الفكروالبصر معاً .. واكرر مرة أخرى الجيد منه
استوقفني المديح الجزيل للفيلم الإيراني(طلاق نادر وبيمين) او كما يترجم للإنجليزية (Separation) والذي حصد العديد من الجوائزالعالمية في المهرجانات المختلفة من ضمنها الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي وآخرهاجائزة الأوسكار التي تعد أهم جائزة في العالم , وكان تأكيد النقاد والاعلاميينوالمتابعين للسينما على فوزه بالاوسكار قبل ليلة الاوسكار سبباً لإصراري علىمشاهدته
واستطعت أن اشاهد هذا الفيلم .. وخرجت مذهولةبهذا الفيلم الذي سبب لي صاعقة جعلتني اقيم سينما الدول العربية من المشرق الىالمغرب حيث اني اميل لقوميتي العربية لكني وجدت من المهم أن اطرح رايي بالفيلم وأنننتبه لمهزلة الأفلام العربية ومسخرة المشاهدة الى هذه الافلام التي تعرض علىفضائياتنا يومياً .. وأطفالنا يشاهدون !
بادئ ذي بدء .. توقعت ان ارى فيلماً ينتقد اويهاجم الإسلام والمسلمين وأننا ذوو عقلية متخلفة متحجرة او ان يحابي الفيلم الغربويتغزل بهم
لكن ما رايته كان مذهلاً حقاً ..! ذهول ممزوجبالاعجاب جعلني أرغب وبشدة إثارة عدة نقاط حول السينما العربية التي تعد أقدم منالسينما الإيرانية ومع الأسف الشديد نشهد كل عام مجموعة من الأفلام مابين مستوىمتدني او خلاعي او تقليد لفيلم امريكي
بالطبع ما يتضمنه الفيلم من حبكة دراميةرائعة كتبها مخرج الفيلم أصغر فرهادي بنفسه استحق ترشيحاً آخراً لأفضل سيناريو عننص أصلي
يبدأ الفيلم بمشهد بين الزوجين نادر وبيمينامام القاضي كي يفصل في امر طلاقهما حيث ان الزوجة تريد السفر والإقامة خارج ايرانلإسباب لم يبينها النص والزوج يرفض لأن والده مصاب بمرض الزهايمر ولا احد سيعتنيبه في حال تركه له وتتوالى احداث الفيلم بشكل درامي مذهل حتى يصل الى العقدة التيتجعل المشاهد يظن للدقائق ان مشكلة الفيلم لن تحل ولكنها تحل في الأخير حلاً يليقبروعة الفيلم
ماخرجت به كان التالي :
الفيلم لم يتطرق لأي شأنٍ سياسي او ديني قطرغم أن المخرج ذو توجه ليبرالي إلاّ إنه طرح قضية اجتماعية صرفة
تمسك الممثلات في الفيلم بحجابهن – كلنا نعلمان الحجاب مفروض على النساء فرضاً في ايران– لكن هذا الأمر لم يمنع الإبداع بلباسٍمحتشم لا يظهر اي جزء من المرأة ماعدا وجهها وكفيها .. ربما قليلاً من مقدمة شعرهاللأمانة
خلو الفيلم من المشاهد الساخنة والقُبل بينالممثلات والممثلين تماماً بينما افلامنا نحن العرب –للأسف الشديد- مليئةبهذه المشاهد المقززة وعلى عينك يا تاجر
ربما مشهد القبلة الوحيد هو تقبيل الطفلة ذاتالإثنى عشرة عاماً على رأس جدها وهو مختبئ خلف الباب مما يعني انه قد لا يكونالممثل الطاعن بالسن فقد تكون دمية او المخرج نفسه حيث انه والد الممثلة الطفلة فيالواقع
لم يتضمن الفيلم أي كلمة تخدش الحياء اوالكلمات المبتذلة
ملابس محتشمة تماماً ولم يظهر اي من مفاتنالممثلات او اجسامهن
هليامخرجونا العرب شاهدتم الفيلم الايراني (طلاق نادر وبيمين) الخالي من مشاهدالاباحية والتعري والتقبيل التي بالطبع غير مبررة وليس كما توهموننا بأنها من حبكةالفيلم وشيء أساسي ؟!
لقد أصبنا بالقرف ونحن نرى افلام غادةعبدالرازق وماريا ونيكول سابا وعلا غانم وغيرهن ممن هن خاليات من أي موهبة سوىموهبة التعري امام المشاهد
العجيب في الامر حين يتحدثن هن ومخرجيافلامهن بإن هذه المشاهد هي ضرورة لقصة الفيلم .. لا بل هي ضرورة لذوي العقولالمريضة
اعتقدَ خطأ مخرجونا الأفاضل بأن العري والتجردمن الملابس والمشاهد الجنسية والالفاظ المخلة هي عامل نجاح للفيلم وبعقل يسودهالوهم المريض انهم سينالون عنه الاوسكار .. فكانت اللطمة القوية هي بفوز فيلم لايحتوي من مشاهدهم الفجة بشيء
ايها المخرجون .. شاهدوا فيلم (طلاق نادروبيمين) ومن ثم عودوا وشاهدوا افلامكم المبتذلة حينها ستشعرون بذات القرف الذيسببتموه لنا حين شاهدنا افلامكم
هذا لايعني بأن هناك افلامً عربية خلت منمشاهد التعري وبذات الوقت قدمت مضموناً جيداً .. لكنها ليست كثيرة ، فإن افلامناالعربية اما عُري او تهريج او .. جيدة وهي قليلة جداً للأسف الشديد
هل من المستحيل انتاج واخراج فيلم عربي نستمتعبمشاهدته فكرياً وبصرياً كفيلم (طلاق نادر وبيمين) او الفيلم الامريكي (the help) ام انهم افلسوا فكرياً
بعد كل ما أسلفت لا يحق لأي مخرج بربع موهبةيدعي الإبداع أن يقول الجملة البشعة (الجمهور عايز كده)
لا .. الجمهور عايز إبداع .. ودورنا هو رفضافلامهم الرخيصة
ملاحظتين صغار :
الاولى لمحبات الفن السابع انصحكن بمشاهدة الفيلمين الذين تمذكرهما اعلاه (طلاق نادر وبيمين) الايراني وفيلم ( (The Help) الامريكي
الثانية أرجوا أن يبتعدن مريدات الفتنوالتشكيك بالأصول عن مقالي حيث انه نقد فني لا غير
بالغ احترامي