الدرس الثاني : شروط إتقان الاستخارة ( أهم الدروس )

[الاستخارة غيرت حياتي]

الدرس الثاني: شروط إتقان الاستخارة .
( أهم الدروس )
​

​

​

​

​

المقدمة :
تقدم معنا أكثر من مرة أن الاستخارة ليست مجرد ركعتين ودعاء مخصوص كما قد يظن كثير من العوام ، بل كغيرها من العبادات لها شروط خاصة بها لإتقانها ، فهي عبادة اشتملت على كل معاني ومقتضيات العبودية، وقد تقدم بيان ذلك في الدرس الأول (( أهمية الاستخارة )) وغيرها من المقالات ، فالعبادة التي تشتمل على كل ذلك بحاجة إلى إتقان حتى ينال العبد ثمارها .

***************​

وسوف يتم شرح كل شرط على حدة بموضوع مستقل .

***************​

أولا : أهداف الدرس
1) بيان أهمية شروط إتقان الاستخارة .
2) التهيئة النفسية والروحية والذهنية والسلوكية للراغبين في إتقان الاستخارة .
3) التمهيد للدروس القادمة - بعون الله – وغيرهما .

ثانيا : تعريف الشرط لغة واصطلاحا
1) لغــــة ً:
إلزام شيء والتزامه( 1) ، وقيل : هو العلامة اللازمة( 2) وجمعه شروط وشرائط ، والحقيقة أن هذا نزاع لفظي أكثر منه نزاعا جوهريا ، وليس هنا مجال البسط .

2) اصطلاحا :
تعليق شيء بشيء بحيث إذا وجد الأول وجد الثاني ، ويكون خارجا عن ماهيته ، ويتوقف ثبوت الحكم عليه .
مثال :
الأصل أن الوضوء شرط للصلاة : أي أن الثاني ( الصلاة ) تعلق وثبت حكما بوجود الأول _ الوضـوء .
ويكون خارجا عن ماهيته مثل : الوضوء عمل خارج عن الصلاة ، وهذا هو جوهر الفرق بين الشرط والركن ، فالركن يكون داخل ماهية الشيء مثل الركوع في الصلاة .

وقد يطلق العلماء على الشرط ركن والعكس ،إطلاقاً مجازيا وذلك لعلاقته المشابهة لتوقف وجود الماهية على كل منهما .

ثالثا : تعريف الإتقان لغة واصطلاحا
1) لغة :
أَتْقَن الشيءَ: أَحْكَمَهُ، وإتْقانُه إحْكَامُهُ. والإِتْقان : الإِحكام للأشياء .
اصطلاحا :
معرفة الأدلة بعللها وضبط القواعد الكلية بجزئياتها ، وقيل معرفة الشيء بيقين (3 )،

رابعا : شروط إتقان الاستخارة
الشرط الأول : اعتقاد إيماني
(( أن يعتقد المستخير اعتقاد جازما بأن الله سوف ييسر له خير الأمرين )).

الشرط الثاني : صدق النية في طلب الخيرة .​

بمقدار هذه النية تكون الثمار سلبا وإيجابا مع مراعاة الشروط الأخرى ، ولعل الله ييسر ذكر قصة مؤلمة جدا حصلت لرجل استخار بنية التجربة بعد أن وصلت له الحجة ، فذاق وبال أمره ، ولازال إلى اليوم يذوق وبال أمره ، مع أن لها أكثر من خمسة عشر عاما .

الشرط الثالث : التوكل

الشرط الرابع : الطمأنية

الشرط الخامس : السكينة

• 
  [*]الشرط السادس : الرضا
  

​

الشرط السابع : صلاح البال .

الشرط الثامن : العلم
وبمناسبة ذكر شرط العلم يبرز سؤال مهم :​

إذا كان اليوم تعلم القرآن فتحت له مدارس وجامعات وعلماء وتحفيظ القرآن في كل مسجد ، فأين حظ الاستخارة اليوم من هذا القياس ؟ - أي قول جابر رضي الله عنه : (( كان رسول - ﷺ - يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ... )) أخرجه البخاري _ ولو بمقدار عشر العشر –1%-! ، فنحن أمام خيارين :
إمَّــــــــا أن هذا القياس غير صحيح لأن الاستخارة لا تحتاج إلى كل ذلك .
وإمـــــــا أن نجتهد لسد هذا النقص حتى نوفي هذه العبادة حقها ونتقنها وننال ثمرتها .فهل من مشمر ليسن سنة حسنة ؟.

الشرط التاسع : العمل والاجتهاد

- - - - الهوامش -------
1 ) إتحاف ذوي البصائر «م2 / ص 220 ».
2) الوجيز في أصول الفقه «ص 59» د/ عبد الكريم زيدان.
3) التعاريف (1/32) المناوي ، التعريفات (1/23) الجرجاني .
4) تفسير القرطبي : ((16/278)).
5) التعريفات ((1/159)) علي بن محمد الجرجاني.

منقول بتصرف .. ويسر الله أمور المسلمين .
​

 

[حديث الروح]

أسعد الله أيامكم :
أختي حياتي :
جزاك الله الخير على جهودك الطيبة المثمرة إن شاء الله
فهمت مما جاء لزوم إتقان التلاوة كما يتقن المرء سائر العبادات
و لكن الاستخارة لاتعد ركناً من أركان العبادات إنما هي سنة واجبة
وفهمت أن الشرط في الاستخارة هو إتقانها ..
كما أن الشرط في صحة الصلاة الوضوء
فهل فهمي صحيح ؟
ومن المؤكد أن من يلجأ للاستخارة يجب أن يكون مؤمناً بأن الله تعالى سييسر له أحد الأمرين
ومن صلى للتجربة فقد انتفى عنه الإيمان
وباقي الشروط واضحة وهي لازمة في التوجه للاستخارة
وكذلك شرط العلم وإن كنت في مسألة تعلم الاستخارة كتعلم القرآن في موقف المتسائل ..؟؟
واخيراً العمل والاجتهاد .. يأتي مع التعلم
والله يهدي من يشاء إلى الخير
بورك الفكر وزادك الله علماً
الموضوع عميق ولذا التجاوب يندر
ولكن من المؤكد أن هناك من يقرأ ويتابع ويخرج بفائدة قدر مايستوعب

 

[الاستخارة غيرت حياتي]

وأيضا أسعد الله أيامك أختي حديث الروح ومشرفتنا الفاضلة :
1) حول لزوم إتقان الاستخارة كلزوم إتقان التلاوة . فالمقصود أنها تحتاج إلى إتقان كما يحتاج تعلم القرآن إلى إتقان ، وهناك فرق بين (( يلزم )) (( تحتاج )) ، فلو قال أحد (( يلزم الوضوء للصلاة )) ، فكلامه صحيح ، فاللازم كالشرط ، فكل عمل يحتاج إلى إتقان حتى الأعمال الدنيوية . والله يحب إتقان العمل ، وقد قال ﷺ : ((إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )) .صححه الألباني .

2) الاستخارة ليست ركنا من أركان العبادات . وكذا تلاوة القرآن ، وهناك فرق بين ((الركن )) وبين كلمة (( يجب )) وقد تقدم تعريف الركن . أما تعريف الواجب : (( كل عمل يؤثم تاركه )) مثل ترك الصيام ، والحج ، وغيرهما كثير .

3) ليس شرط الاستخارة هو إتقانها. بل لإتقان الاستخارة شروط ، مثل قولنا : للصلاة أو الصيام أو الزكاة أو الحج .شروط ، فكل عبادة لها شروطها الخاصة بها .

4) الاستخارة سنة مستحبة بالإجماع وليست سنة واجبة . وسوف يأتي معنا بإذن الله في درس (( أحكام عامة وهامة لإتقان الاستخارة )) .

5) من استخار للتجربة يؤثم إثما عظيما .. ولكن لا ينتفي عنه الإيمان .

6) وبخصوص : ((وإن كنت في مسألة تعلم الاستخارة كتعلم القرآن في موقف المتسائل ..؟؟ )) فليتك توضحي لماذا في موقف المتسائل لتعم الفائدة للجميع ؟

وقد دل الحديث على ذلك ، وهو قول جابر رضي الله عنه كان يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن .وأيضا حديث (( إنما العلم بالتعلم )) فمثلا لو أسلم إنسان نصراني أو غيره فلا يمكن أن يتقن الصلاة أو غيرها إلا بعلم .

7) نعم العمل والاجتهاد يأتي مع التعلم ، ولكن في أحيان كثيرة يقع العلم ولا يحصل العمل والاجتهاد ، بسبب هوى النفس أو غيرها . فاليوم الأمة لا تشكو من قلة العلم ، ولكنها تشكو من عدم العمل بالعلم .

وفي الحديث: (( الحلال بيّن والحرام بيّن )) . أي أن الناس بالفطرة التي فطرهم الله عليها ، يعلمون الحلال والحرام ، فمثلا السرقة والكذب . فمن لا يعلم أنها لا تجوز ؟ فما بالك بالمسلمين . فمثلا : هل يوجد مسلم لا يعلم أن ترك أو الصيام أو الحج حرام ؟

بارك الله فيك وزادك من علمه وفضله .

​

 

[المحاميه ن]

شكراً لك لتوضيح الشروط...التي تعتبر جانباً مهماً
لمن يريد إتقان الإستخارة ...
درس واضح وشامل وفيه الشئ الكثير للتعلم...
تقبلي تحياتي لقيمة ما تكتبين هنا ...
وان شاء الله تعم الفائدة
بارك الله فيك

 

[حديث الروح]

غيرت الغالية :
علامات الاستفهام تدل على إشكال في فهمي في تعليم الرسول الكريم الاستخارة
كتعليم القرآن ..
يعني هل تعليمها يجب أن يجري كما نتعلم القرآن سواء ؟!
فقط أحب الفهم أكثر
وجزاك الله خيرا على جهودك المخلصة

 

[رونق ضحى]

انا متابعة للموضوع وفهمته بصورة عامة والاسلوب عالي
ونحتاج لبعض التبسيط
جزاك الله خييير

 

[الاستخارة غيرت حياتي]

انا متابعة للموضوع وفهمته بصورة عامة والاسلوب عالي
ونحتاج لبعض التبسيط
جزاك الله خييير

نفع الله بمتابعك أختي رونق ضحى .
وليتك عندما ترين شيئا يحتاج لتوضيح وتبسيط ، تذكريه.
كما تفعل مشرفتا الفاضلة حديث الروح ، حتى تعم الفائدة للجميع .
جزاك الله خيرا ونفع بك .
​

 

[الاستخارة غيرت حياتي]

شكرا الغالية حديث الروح

نعم يجب تعليم إتقان الاستخارة مثل تعليم القرآن ، لأن أكثر الناس لا يتقنونها ولا يعرفون شروطها ولا يعرفون كيف يميزون التيسير من الصرف ، فيقعون في الحيرة بدلا من الخيرة وغيرها من الأمور التي تم ذكرها .

وهنا مسألة مهمة وأن التعليم يدخل ضمن فرض العين وفرض الكافية : قال سبحانه :
( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) .سورة التوبة .

فرض العين :
هو ما يطالب به كل إنسان بعينه ، ولا يجوز أن يؤديه بدلا منه أحد، ولا يسقط عن المكلف إلا بأداء ما فرض عليه كالصلاة والصيام والزكاة والحج . وفرض العين لا يمكن أن يتحول إلى فرض كفاية، لأنه متعلق بعين الإنسان ذاته. أما فرض الكفاية فإنه يتحول من كفاية إلى فرض عين ، وذلك إذا تعين ، مثال ذلك: صلاة الجنازة فهي فرض كفاية، ولكن إذا لم يوجد غير مسلم واحد في المكان الذي مات فيه مسلم تحول فرض الكفاية إلى فرض العين ، لعدم وجود من يقوم بالفعل سواه .

فرض الكفاية :
فهو ما يطلب حصوله دون النظر إلى فاعله ، لكنه يسقط بفعل البعض، ويأثم الكل إن تركوه جميعا، أما إذا قام به البعض ولم يقم به الآخر، فإن من فعله يثاب ، وأما تاركه فإنه لا يعاقب لسقوطه بفعل الغير، وذلك كصلاة الجنائز، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الثابت، بقوله تعالى :
(( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر))آل عمران:104 .
وكذلك تعليم الحرف وتعلمها فإنها من فروض الكفاية ،لأنه ليس مطلوبا من الناس جميعا تعلم حرفة واحدة.
للمزيد من الفائدة حول فرض العين وفرض الكفاية ينظر :
ط§ظ„ظپط±ط¶ ..ظ„ط؛ط© ظˆط§طµط·ظ„ط§ط*ط§ظ‹ - ط§ظ„ط*ظƒظ… ط§ظ„ط´ط±ط¹ظٹ - ط§ظ„ط§ط³طھط´ط§ط±ط§طھ - ط£ظˆظ† ط¥ط³ظ„ط§ظ….ظ†طھ
ولك جزيل الشكر والتقدير ،

ولا تبخلوا في السؤال عند أي غموض أو إشكال لتعم الفائدة للجميع .
زادك الله من فضله .​

 

[اسامي]

ذكرت انه من استخار للتجربه يأثم اثما عظيما ،، ؟؟

كيف ذلك ومتى يحصل ذلك ..؟؟
وماذا يجب علينا حتى لانقع بهذا الاثم العظيم

 

[الاستخارة غيرت حياتي]

اقتباس:
ذكرت انه من استخار للتجربه يأثم اثما عظيما ،، ؟؟
كيف ذلك ومتى يحصل ذلك ..؟؟
وماذا يجب علينا حتى لانقع بهذا الاثم العظيم

المقصود بالاستخارة بنية التجربة
إن حصل التيسير فهذا ما كان يرجوه ، وإن حصل الصرف فلم يخسر شيئاً
الاستخارة بهذه النية لا تجوز البتة ، وقد يقع في ذلك بعض الناس دون أن يعلموا ، لأنهم لا يفرقون بين فعل الشيء للتجربة أو للبركة، فتراه يفعل الشيء للتجربة ويظن بأنه يفعله للبركة - أي زيادة الخير-، ومثاله كالذي يرقى مصاباً برقية شرعية ونيته إن نفعت فهذا ما يرجوه وإن لم تنفع لم يخسر شيئاً.
وهناك دروس بأنواع نية الاستخارة لم أذكرها ، تجنبا للإطالة . وللتكلف .
جزيل الشكر .