استمر في دعوة الناس في المواسم وغيرها .
عن ربيعة بن عباد الدؤلي قال ( رأيت رسول الله بمنى في منازلهم قبل أن يهاجر إلى المدينة يقول : يا أيها الناس إن الله أمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، قال : ووراءه رجل يقول : يا أيها الناس ! إن هذا يأمركم أن تتركوا دين آبائكم ، فسألت عن هذا الرجل ، قيل : أبو لهب ) رواه الحاكم .
وعند أبي داود كان يقول ( هل من رجل يحملني إلى قومه ، فإن قريشاً منعوني أن أبلغ كلام ربي .
112 } ماذا نستفيــد من هـــــذا الحديث ؟
_ حرص النبي على الدعوة إلى الله دون تعب ولا كلل ، وهكذا أنبيا ء الله من قبله قاموا بالدعوة إلى الله دون تعب أو توان مستخدمين جميع الأساليب والوجوه الممكنة .
كما قال تعالى عن نوح ( قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً . فلم يزدهم دعائي إلا فراراً . وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم …. ) .
( ليلاً ونهاراً ) أي دائباً من غير فتور مستغرقاً به الأوقات كلهــا .
ويقول تعالى عن إبراهيم عند احتضاره ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .
_ على الدعاة أن يطرقوا جميع الأبواب التي يمكن أن تقود إلى التمكين للدين في الأرض وعدم اليأس منها .
113 } من الذي استجاب لرسول ؟
بينما رسول الله يعرض نفسه على القبائل الوافدة إلى الحج طالباً النصرة ، إذ برهط من الخزرج عند العقبة ، فدعاهم وعرض عليهم الإسلام ، وذلك في السنة الحادية عشرة من البعثة .
114 } ما الذي جعلهم يستجيبون لدعوة الرسول ؟
من ذلك أن اليهود كانوا معهم في بلادهم ، ومعلوم أنهم أهل كتاب وعلم ، فكان إذا وقع بينهم وبين اليهود نفرة أو قتال قال لهم اليهود : إن نبياً مبعوثاً الآن قد أطل زمانه ، سنتبعه ونقتلكم معه قتل عاد .
115 } قدم مكة من العام التالي عدد من الأنصار ، كم عددهم ، وماذا حدث ؟
في الموسم التالي من العام الثاني عشر للبعثة ، جاء إلى أداء مناسـك الحج اثنا عشـر رجلاً من المسلمين من المدينة .
فلقوا رسول الله مع جماعة من أصحابه حتى بايعوه بيعة النساء .
عن عبادة . أن رسول الله قال لهم ( تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوني في معروف ، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئاً فستره الله فأمره إلى الله ، إن شاء عاقبه وإن شاء الله عفا عنه ) .
وفي رواية ابن إسحاق قال عبادة ( كنت فيمن حضر العقبة الأولى ، وكنا اثني عشر رجلاً ، فبايعنا رسول الله على بيعة النساء ، وذلك قبل أن تفرض الحرب ) .
( بيعة النساء ) المقصـود أنهم بايعوا بيعة النساء التي نزلت فيها الآية : يا أيها النبي إذا جاءك النساء يبايعنك … بعد صلح الحديبية ، حيث لم يرد في بيعة العقبة الأولى ذكر القتال ، ومعنى ذلك أن عبادة حدث بهذا النص بعد نزول الآية فشبه بيعة العقبة الأولى ببيعة النساء .
116 } من أرسل معهم رسول الله عندما أرادوا العودة إلى المدينة ؟
أرسل معهم مصعب بن عمير .
117} عند من كان منزله ؟
على أسعد بن زرارة .
118 } هل أسلم أحد على يد مصعب بن عمير بمساعدة أسعد بن زرارة ؟
أسلم خلق كثير من الأنصار ، وممن أسلم من أشرافهم : أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، وأسلم بإسلامهما يومئذ جميع بني عبد الأشهل الرجال والنساء ، إلا اصيرم عمرو بن ثابت فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحد .
119 } متى عاد مصعب بن عمير من المدينة ؟
قبل حلول موسم الحج التالي _ أي حج السنة الثالثة عشرة من البعثـة _ عاد إلى مكة ليبشر الرسول بنجاح مهمته .
لما فشا الإسلام في المدينة بين الأنصار ، اجتمع جماعة من أهل المدينة وقرروا أن يأتوا إلى النبي في الحج ويجتمعوا معه سراً ويدرسوا معه عن كثب موضوع هجرته إليهم .
122 } كم كان عددهم ؟
كانوا سبعين ( 70 ) رجلاً ومعهم امرأتان ، وهما : نسَيْبة بنت كعب ، وأسماء بنت عمرو .
123 } من الذي حضر مع رسول الله هذه البيعة ؟ ولماذا حضر ؟
كان معه عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه .
إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويستوثق له .
124 } ما هي بنود هذه البيعة ؟
قال جابر : قلنا يا رسول الله ! علام نبايعك ؟ قال ( على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقوموا في الله ولا تأخذكم في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة ) رواه أحمد
ثم : سمعت قريش بهذه البيعة المباركة فلاحقت أهلهـا فلم تظفر إلا بسعد بن عبادة فعذبته ، ثم نجاه الله تعالى فلحق بالمدينة ، واشتد لذلك غضب قريش وعظم أذاها للمؤمنين ، فأمر النبي المؤمنين بالهجرة إلى المدينة .
125 } عرف الهجرة ؟
هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .
126 } اذكر أول من هاجر إلى المدينة ؟
أبو سلمة بن عبد الأسد .
ثم مصعب بن عمير .
وقد تتابع المهاجرون فقد هاجر بلال وسعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر .
ثم قدم عمر في عشرين من أصحاب النبي .
127 } اذكر بعض النصوص التي تدل على أن الهجرة للمدينة كان بوحي إلهي ؟
جاء في الحديث ( رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل ، فذهب وهَلي إلى أنها اليمامة أو هجر ، فإذا هي يثرب ) رواه البخاري .
وقال ( إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لا بتين ) .
( وهلي ) ظني
128 } اذكر بعض الأمور التي حدثت عند الهجرة ؟
( عندما أراد صهيب الهجرة ، قال له المشركون : أتيتنا صعلوكاً حقيراً ، فكثر مالك عندنا ، وبلغت الذي بلغت ، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك ، والله لا يكون ذلك ، فقال لهم صهيب : أرأيتم إن جعلت لكم مالي ، أتخلون سبيلي ؟ قالوا : نعم ، قال : فإني قد جعلت لكم مالي ، فبلغ ذلك رسول الله فقال : ربح صهيب ) رواه الحاكم .
( عن أم سلمة أن زوجها أبا سلمة عندما أراد الهجرة حملها مع ابنه سلمة ، فرآه أهلها فلحقوا به ، وقالوا له : هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتك هذه ، علام نتركك تسير بها في البلاد ؟ وانتزعوها منه وغضب عند ذلك رهط أبي سلمة فقالوا : لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا ، فتجاذبوا الطفل بينهم حتى خلعوا يده وذهبوا به ، وانطلق أبو سلمة وحده إلى المدينة ، فكانت أم سلمة بعد هجرة زوجها وانتزاع ابنها منها تخرج كل غداة بالأبطح تبكي حتى تمسي نحو سنة ، فررقّ لها أحد ذويها فقال لرهطه : إن شئت الحقي بزوجك ، فاسترجعت ابنها من آل سلمة وهاجرت إلى المدينة بصحبة عثمان بن أبي طلحة ) .
قال ابن القيم : ” ثم خـرجوا أرسالاً يتبع بعضهم بعضاً ، ولم يبق بمكة من المسلمين إلا رسول الله وأبو بكر وعلي ، أقاما بأمره لهما ، وإلا من احتبسه المشركون كرهاً “ .
3. ماذا قال النبي لأبي بكر عند ما تجهز للهجرة للمدينة ؟
قال له : ( على رسلك ، فإني أرجو أن يؤذن لي . فقال أبو بكر : وهل ترجو ذلك بأبي أنت ؟ قال : نعم ، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله ) . رواه البخاري ( 3905 )
وعند ابن حبان : ( استأذن أبو بكر النبي بالخروج من مكة ، فقال : اصبر ) .
( على رسلك ) أي على مهلك . ( فحبس نفسه ) المراد منعها من الهجرة .
4. ماذا فعلت قريش بعد ذلك للقضاء على النبي ودعوته ؟
اجتمعوا لبحثوا عن أنجع الوسائل للقضاء على محمد .
5. أين اجتمعوا للتشاور ؟
في دار الندوة .
قال ابن القيم : ” فاجتمعوا في دار الندوة ولم يتخلف أحد من أهل الرأي والحجا منهم ليتشاوروا في أمره “ .
6. من حضر هذا الاجتماع ؟
حضره إبليس في صورة رجل شيخ من أهل نجد .
7. ما هي الآراء التي طرحت في هذا الاجتماع ؟
ذكر القرآن الكريم مضمون هذه الآراء التي طرحت في ذلك الاجتماع .
فقال تعالى : ﴿ وإذ يمكروا بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجـوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ﴾ .
( ليثبتوك ) ليسجنونك .
وجاءت هذه الآراء مفصلة في بعض الروايات :
فقال أحدهم : أن نحبسه .
فرفضه الشيخ النجدي .
وقال آخر : أن ننفيه .
فرفضه أيضاً الشيخ النجدي .
ثم اقترح أبو جهل فقال : قد فُرق لي فيه رأي ما أرى قد وقعتم عليه . قالوا : ما هو ؟ قال : أرى أن نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاماً نهداً جلداً ، ثم نعطيه سيفاً صارماً ، فيضربونه ضربة رجل واحد ، فيتفرق دمه في القبائل ، فلا تدري عبد مناف بعد ذلك كيف تصنع ، ولا يمكنها معاداة القبائل كلها ، ونسوق إليهم ديته .
فقال الشيخ النجدي : لله در الفتى ، هذا والله الرأي ، فتفرقوا على ذلك .
8. ما الذي حدث بعد هذا القرار ؟
أتى جبريل رسول الله وأخبره به ، وأمره بعدم المبيت على فراشه هذه الليلة ، وأمره بالهجرة .
9. ماذا فعل الرسول بعد ذلك ؟
ذهب إلى أبي بكر ليبرم معه مراحل الهجرة .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( بينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة ، قال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله متقنعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها . . . قالت : فجاء رسول الله فاستأذن فأذن له ، فدخل ، فقال النبي لأبي بكر : أخرج من عندك ، فقال أبو بكر : إنهم هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله ، قال : فإني قد أذن لي في الخروج ، فقال أبو بكر : الصحبة بأبي أنت يا رسول الله ؟ قال رسول الله : نعم ) . رواه البخاري
10. من هو الصحابي الذي أمره رسول الله أن ينام في فراشه ؟
خرج هو وأبو بكر إلى غار ثور .
ففي حديث الهجرة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( ... ثم لحق رسول الله وأبو بكر بغار في جبل ثور فَكَمُنا فيه ثلاث ليال ) . رواه البخاري ( 3905 )
12. ماذا فعلوا بعد ذلك ؟
اجتمعوا على باب الرسول يرصدونه ويترقبون نومه ليثبوا عليه .
13. ماذا فعل الرسول بعد ذلك ؟
خرج عليهم فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رؤوسهم وهم لا يرونه ، وهو يتلو : ﴿ وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون ﴾ .
14. ماذا فعلت قريش بعد ذلك ؟
جعلت قريش دية كل واحد منهما ، فجدّ الناس في الطلب .
15. من الذي كان يستمع لهم الأخبار ويأتيهم بها ؟
عبد الله بن أبي بكر .
ففي حديث الهجرة السابق : ( فيبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر وهو غلام شاب فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائتٍ ، فلا يسمع أمراً يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام . صحيح البخاري ( 3905 )
16. من الذي كان يرعى لهم الغنم ويريحها عليهم في الغار ؟
مولى أبي بكر عامر بن فَهيْرة .
ففي حديث الهجرة السابق : ( . . . ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من الغنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء ) . صحيح البخاري ( 3905 )
17. من هو الدليل الذي استأجره رسول الله وأبو بكر ليدلهما على طريق المدينة ؟
هو عبد الله بن أريقط .
ففي حديث الهجرة السابق : ( . . . واستأجر رسول الله وأبو بكر رجلاً من بني الذيل هادياً خريتاً وهو على دين كفار قريش ، فأمناه فدفعا إليه راحلتهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث ) . صحيح البخاري ( 3905 )
( خريتاً ) الخريت الماهر بالهداية ، وسمي خريتاً لأنه يهدي بمثل خرت الإبرة ، أي ثقبها ، وقيل له ذلك لأنه يهدي لأخرات المغازة ، وهي طرقها الخفية .
18. من هي ذات النطاقين ؟
هي أسماء بنت أبي بكر .
19. لماذا سميت بذلك ؟
لأنها وضعت للنبي وأبي بكر زاداً ووضعته في جراب وقطعت من نطاقها فربطت به على فم الجراب ، فبذلك سميت ذات النطاقين . رواه البخاري
20. ماذا فعل الرسول عندما خرج من مكة ؟
نظر إليها وقال : ( والله إنك لخير أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ) . رواه الترمذي
21. متى أنزلت على رسول الله قوله تعالى : ﴿ وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ﴾ ؟
عندما أمره الله بالهجرة .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( كان النبي بمكة ثم أمر بالهجرة ، فأنزل الله : ﴿ وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً ﴾ ) . رواه الترمذي
قال قتادة : ” ﴿ وقل ربّ أدخلني مدخل صدق ﴾ يعني المدينة ﴿ وأخرني مخرج صدق ﴾ يعني مكة “ .
قال ابن كثير : ” . . . وهذا القول هو أشهر الأقوال وهو اختيار ابن جرير “
22. ماذا كان يصنع أبو بكر وهما في طريقهما إلى الغار ؟
يمشي ساعة بين يدي الرسول وساعة خلفه .
23. ماذا قال للرسول عند ما سأله عن السبب ؟
قال : ( أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك ) .
24. ماذا قال أبو بكر للرسول لما رأى المشركين فوق الغار ؟
قال : ( لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ) .
25. ماذا قال له النبي ؟
قال له : ( يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) .
26. اذكر بعض فوائد الحديث السابق ؟
كمال توكل النبي على ربه .
وجوب الثقة بالله عز وجل والاطمئنان إلى رعايته .
منقبة عظيمة لأبي بكر .
عناية الله تعالى بأنبيائه وأوليائه ورعايته لهم بالنصرة ، كما قال تعالى : ﴿ إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ﴾
وقد نصر الله نبيه في ثلاث مواقع :
1ـ حين الإخراج . قال تعالى : ﴿ إذ أخرجك الذين كفروا ﴾ .
2ـ عند المكث في الغار . قال تعالى : ﴿ إذ هما في الغار ﴾ .
3ـ حينما وقف المشركون على فم الغار . قال تعالى : ﴿ إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ﴾ .
هذا الحديث يدل على بطلان قصة العنكبوت ، وأنها نسجت على باب الغار .
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله : ” وفيه دليل على أن قصة العنكبوت غير صحيحة فما يوجد في بعض التواريخ أن العنكبوت نسجت على باب الغار ، وأنه نبت فيه شجرة ، وأنه كان على عضما حمامة ، وأن المشركين لما جاءوا إلى الغار قالوا : هذا ليس فيه أحد . . . كل هذا لا صحة له ، لأن الذي منع المشركين من رؤية النبي وصاحبه أبي بكر ليست أموراً حسية تكون لهما ولغيرهما ، بل هي أمور معنوية ، وآية من آيات الله عز وجل حجب الله أبصار المشركين عن رؤية الرسول وصاحبه أبي بكر “ .
27. ماذا فعل أبو بكر عندما وصلا إلى الغار ؟
قال للرسول : ( مكانك حتى أستبرئ لك الغار ) فدخل فاستبرأه .
28. كم مكثا في الغار ؟
ثلاثة أيام ، وبعدها جاءهما الدليل وخرجا .
29. من الفارس الذي لحقهم ؟
سراقة بن مالك .
30. ماذا قال أبو بكر للرسول عندما رأى سراقة ؟
قال : ( يا رسول الله ، هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله ؟ فقال : لا تحزن إن الله معنا ) . صحيح البخاري ( 3652 )
قال : قد علمت أن الذي أصـابني بدعائكما ، فادعـوا الله لي ، ولكما عليَّ أن أردَّ الناس عنكما ، فدعا له رسول الله فأطلقه .
( فكان أول النهار جاهداً على نبي الله ، وكان آخر النهار حارساً لهما ) .
33. من هي المرأة التي مرّ النبي بخيمتها في طريقه إلى المدينة ؟
أم معبد .
( فسألوها إن كان عندها طعام ، فاعتذرت بالجدب ، فنظر رسول الله إلى شاة فقال : ما هذه ؟ فقالت : هذه شاة خلفها الجهد ، فقال : هل فيها لبن ؟ قالت : هي أجهد من ذلك . فقال : أتأذنين أن أحلبها ؟ فقالت : إن رأيت بها حلباً فاحلبها .
فمسح رسول الله بيده ضرعها ، وسمى الله ودعا ، فدرت ، فدعا بإناء لها ، فحلب فيه فسقاها حتى رويت ، وسقى أصحابه حتى رووا ، ثم شرب وحلب فيه ثانياً حتى ملأ الإناء وتركه لها ثم ارتحلوا ) .
34. ماذا فعلت عندما قدم زوجها ؟
أخبرته بالذي حدث من محمد فقال : والله إني لأراه صاحب قريش الذي تطلبه .
35. ماذا كان يقول أبو بكر إذا سأله أحد عن النبي محمد ؟
يقول : ( هذا الرجل يهديني السبيل ، قال : فيحسب الحاسب أنه يعني الطريق ، وإنما يعني سبيل الخير ) .
رواه البخاري ( 3911 )
36. اذكر بعض الفوائد المستنبطة من هجرة الرسول ؟
مشروعية الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام .
وتكون واجبة : لمن يقدر عليها ولا يمكنه إظهار دينه .
قال تعالى : ﴿ إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً ﴾ وهذا وعيد شديد .
وتستحب : لمن يقدر عليها لكنه متمكن من إظهار دينه .
والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ، وهي باقية إلى أن تقوم الساعة .
قال : ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ) . رواه أبو داود
وقال : ( الهجرة باقية ما قوتلوا العرب ) .
أن يكون اتكالنا على الله تعالى دون اعتمادنا على الأسباب .
الجنود التي يخذل بها الباطل ، وينصر بها الحق ، ليست مقصورة على نوع معين من السلاح ، ولا صورة خاصة من الخوارق .
قال تعالى : ﴿ وما يعلم جنود ربك إلا هو ﴾ ومن نصر الله لنبه أن تعي عنه عيون أعدائه وهو قريب منهم .
أن الجندي الصادق المخلص يفدي قائدته بحياته ، ففي سـلامة القائد سـلامة للدعوة ، وفي هلاكه خذلانها ووهنها .
فما فعله علي ليلة الهجرة من نومه في فراش الرسول
تضحية بحياته في سبيل الإبقاء على حياة الرسول .
فضل الصديق ، وقد جاءت الأحاديث في فضله :
قال : ( لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ) .رواه مسلم
علينا أن نبذل الجهد وكل الطاقات في التخطيط البشري .
إثبات معية الله الخاصة التي مقتضاها النصر والتأييد .
أن الدور الذي قام به الشباب في تنفيذ خطة الرسول للهجرة ، مثل دور علي وأبناء أبي بكر ، يعد دوراً نموذجياً رائداً لشباب الإسلام .
37. ماذا كان يفعل أهل المدينة حين بلغهم مخرج رسول الله من مكة مهاجراً إلى المدينة ؟
كانوا يخرجون كل يوم إلى الحرة ينتظرونه أول النهار ، فإذا اشتد الحر رجعوا إلى منازلهم .صحيح البخاري ( 3906 )
38. من الذي أخبرهم بقدومه ؟
صعد رجل من اليهود على أطم من آطام المدينة لبعض شأنه ، فبصر برسول الله
وأصحابه ، فنادى بأعلى صوته : يا معشر العرب ، هذا جدكم الذي تنتظرون ، فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله.
صحيح البخاري ( 3906 )
39. في أي يوم دخل رسول الله المدينة ؟
يوم الاثنين من شهر ربيع الأول .
قال الحافظ : ” هذا هو المعتمد “ .
40. أين نزل رسول الله أول ما وصل المدينة ؟
نزل في قباء في أول المدينة على بني عمرو بن عوف . صحيح البخاري ( 3906 )
عن أنس قال : ( لما قدم رسول الله المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال له بنو عمرو بن عوف .
صحيح البخاري ( 2144 ) ومسلم ( 524 )
قال الحافظ ابن حجر : ” وأخذ من نزول النبي التفاؤل له ولدينه بالعلو “ .
42. كم أقام عند بني عمرو بن عوف ؟
أربع عشرة ليلة . عن أنس قال : ( ... فأقام فيهم أربع عشرة ليلة ... ) . صحيح مسلم ( 3906 )
43. ماذا فعل رسول الله في هذه الفترة ؟
أسس مسجد قباء ، وهو أول مسجد أسس بعد النبوة .
44. عند من نزل رسول الله ؟
عند كلثوم بن الهدم .
45. من هو الصحابي الذي جاء إلى الرسول أول ما وصل إلى قباء ؟
سلمان الفارسي .
46. لماذا جاء إليه ؟
جاء لينظر هل هو النبي الحق أم لا .
47. ماذا فعل سلمان ليتحقق من نبوة محمد ؟
جاء بتمر وقال : هذه صدقة تصدقت بها عليكم .
فقال الرسول : ( إنا لا نأكل الصدقة ) .
48. ما سبب عمل سلمان هذا ؟
أنه عنده علم من الكتب السابقة أن النبي محمداً من نعوته وصفاته أنه يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة .
49. من هو أول مولود للمسلمين بعد الهجرة ؟
عبد الله بن الزبير ولد بقباء .
عن أسماء : ( أنها حملت بعبد الله بن الزبير ، قالت : فخرجت وأنا متم ، فأتيت المدينة ، فنزلت بقباء فولدته بقباء ثم أتيت به النبي فوضعته في حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ، ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله ، ثم حنكه ، ثم دعا له وبرك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام ) . صحيح البخاري ( 3909 )
50. لما سار النبي من ديار بني عمرو بن عوف إلى المدينة أدركته الجمعة في الطريق ، فأين صلاها ؟
50. لما سار النبي من ديار بني عمرو بن عوف إلى المدينة أدركته الجمعة في الطريق ، فأين صلاها ؟
صلاها في ديار بني سالم بن عوف ، وكانت أول جمعة في الإسلام .
51. ماذا فعل رسول الله لما عزم أن يدخل المدينة ؟
أرسل إلى زعماء بني النجار ، فجاءوا متقلدين سيوفهم .
عن أنس قال : ( لما قدم رسول الله المدينة . . . ثم أرسل إلى ملأ بني النجار ، قال : فجاءوا متقلدين سيوفهم ، قال : كأني أنظر إلى رسول الله على راحلته وأبو بكر رديفه وملأ بني النجار حوله . . . ) صحيح البخاري ( 3932 )
52. ماذا كان يفعل أهل المدينة فرحاً بقدوم الرسول ؟
صـعد الرجال والنسـاء فوق البيوت ، وتفرق الغلمان والخدم في الطـرق ينـادون : يا محمد ! يا رسـول الله ! يا محمد ! يا رسول الله ! ) .
53. ماذا كان يقول زعماء الأنصار إذا مرّ بهم رسول الله براحلته ؟
هلمّ إلى العدد والعدة والسلام والحنفة .
54. ماذا كان يرد عليهم رسول الله ؟
خلّوا سبيلها فإنها مأمورة .
55. أين بركت ناقة النبي ؟
بركت في موضع مسجده اليوم ، وذلك في بني النجار أخواله .
56. عند من نزل النبي ؟
عند أبي أيوب الأنصاري ، لأنه أحد أخوال أبيه من بني النجار .
ففي حديث أنس السابق : ( . . . كأني أنظر إلى رسول الله على راحلته وأبو بكر ردفه . . . حتى ألقى بفناء أبي أيوب ) . صحيح البخاري ( 3932 )
57. أي نزل النبي في دار أبي أيوب أول مرة ؟
نزل في الأسفل .
عن أبي أيوب : ( أن النبي نزل عليه ، فنزل النبي في السفل ، وأبو أيوب في العلو...) . صحيح مسلم ( 2053 )
58. ماذا فعل أبو أيوب بعد ذلك ؟
طلب من النبي أن يكون في العلو .
في حديث أبي أيوب السابق قال : ( . . . نمشى فوق رأس رسول الله فتنحوا ، ثم قال للنبي : لا أعلو سقيفة أنت تحتها ، فتحول النبي في العلو . . ) . صحيح مسلم ( 2053 )
59. من هو اليهودي الذي أسلم أول ما قدم النبي المدينة ؟
عبد الله بن سلام .
60. ما أول شيء سمعه من النبي ؟
قال : ( لما قدم رسول الله المدينة انجفل الناس إليه ، فجئت في الناس لأنظر إليه ، فلما استبنت وجهه عرفت أن وجهه ليس وجه كذاب ، وكان أول شيء تكلم به أن قال : يا أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ) . سنن الترمذي ( 2485 )
61. اذكر بعض ما ورد في فرح أهل المدينة بقدوم النبي إليهم ؟
قال البراء : ( ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله ) . صحيح البخاري ( 3925 )
وقال أنس : ( ما رأيت يوماً قط أنور ولا أحسن من يوم دخل رسول الله وأبو بكر المدينة ) . مسند أحمد ( 3/122 )
62. ما اسم المكان الذي بركت فيه الناقة ؟
كان مربداً .
( والمربد ) : بكسر الميم ، وسكون الراء ، هو الموضع الذي يجفف فيه التمر .
63. لمن كان هذا المربد ؟
لغلامين يتيمين من بني النجار [ سهل وسهيل ] وكانا في حجر سعد بن زرارة .
فاشتراه رسول الله منهما ، وبنى مسجده الموجود الآن .
64. ماذا كان في مكان المسجد ، وماذا فعل الرسول به ؟
كان فيه قبور المشركين ، وكانت فيه خرب ، وكان فيه نخل .
فأمر النبي فنبشت ، وبالنخل فقطعت .
( وبالنخل ) محمول على أنه لم يكن يثمر ، ويحتمل أن يكون مثمراً لكن دعت الحاجة لذلك .
65. ماذا كان يقول الصحابة والرسول أثناء بناء المسجد ؟
كانوا يرتجزون :
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
66. من الصحابي الذي كان يحمل لبنتين لبنتين وبقية الصحابة لبنة لبنة ؟
عمار بن ياسر .
67. ماذا قال الرسول لعمار عند ما رأى نشاطه وقوته ؟
قال : ( ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ) .
68. ماذا فعل رسول الله بعد ذلك ؟
آخى بين المهاجرين والأنصار .
قال ابن القيم : ” ثم آخى رسول الله بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك ، وكانوا تسعين رجلاً نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار “ .
69. متى كانت هذه المؤاخاة ؟
في السنة الأولى من الهجرة .
70. ما الحكمة من هذه المؤاخاة ؟
ليذهب عن أصحابه وحشة الغربة ، ويستأنسوا من مفارقة الأهل والعشيرة ، ويشد بعضهم أزر بعض .
71. اذكر بعض الأمثلة في أثر هذه الأخوة في المواساة ؟
عن أنس قال : ( قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي بينه وبين الربيع الأنصاري ، فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله ... ) . صحيح البخاري ( 3781 )
وعن جرير قال : ( قالت الأنصار للنبي : اقسم بيننا وبينهم النخيل ، قال : لا ، قال : يكفوننا المؤنة ويشركوننا في الثمر ، قالوا : سمعنا وأطعنا ) . صحيح البخاري ( 3782 )
72. إلى متى استمر هذا التوارث بالأخوة ؟
حينما أنزل الله : ﴿ وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ﴾ وذلك بعد وقعة بدر .
73. اذكر أسباب الهجرة إلى المدينة ؟
1ـ الابتلاء والاضطهاد .
ويدل لذلك قول بلال : ( ... اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف ، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ... ) . صحيح البخاري
وقالت عائشة في سبب هجرة أبيها إلى المدينة : ( استأذن النبي أبو بكر في الخروج حين اشتد عليه الأذى .. ) صحيح البخاري ( 3900 )
2ـ مخافة الفتنة في الدين .
قالت عائشة عند ما سئلت عن الهجرة : ( كان المؤمنون يفر أحدهم ) .صحيح البخاري ( 3900 )
3ـ وجود حماية للدعوة تمكنها من السير في طريقها .
74. اذكر بعض فضائل المدينة النبوية ؟
أولاً : الإيمان يرجع إليها .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ) . رواه مسلم ( 1471 )
ثانياً : لا يدخلها الدجال .
عن أنس قال : قال رسول الله : ( ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ) . صحيح البخاري ( 1881)
( نقابها ) جمع نقب ، قيل المداخل ، وقيل الأبواب . فتح الباري ( 4/96 )
ثالثاً : يشفع النبي لمن يموت فيها .
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله : ( من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أكون له شاهداً وشفيعاً يوم القيامة ) . رواه الترمذي ( 3917 )
ولذلك كان عمر يقول : ( اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك وموتاً في بلد رسولك ) . رواه مالك
رابعاً : أنها تنفي الخبث .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : ( أمرت بقرية تأكل القرى ، يقولون : يثرب ، وهي المدينة تنقي الناس كما تنقي الكير خبث الحديد ) . صحيح البخاري ( 1871 )
( أمرت بقرية ) المعنى : أمرني ربي بالهجرة إليها أو سكناه .
( تأكل القرى ) المعنى أنها تغلبهم .
( تنقي الناس ) هذا في زمانه ، لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه إلا من ثبت إيمانه ، ويكون أيضاً في آخر الزمان عند خروج الدجال ، فترجف بأهلها فلا يبقى منافق ولا كافر إلا خرج البلد .
خامساً : حث النبي على سكناها وذم الرغبة عنها .
عن أبي هريرة قال : سمعت رسـول الله يقول : ( تفتح اليمن فيأتي قوم يُبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، وتفتح الشام ... ) . صحيح البخاري ( 1875 )
( يبسون ) يسوقون دوابهم ، وقيل : يزينون لأهلهم البلاد التي تفتح ، ويدعونهم إلى سكنها فيتحملون بسبب ذلك من المدينة راحلين إليها .
( المراد به الخارجون من المدينة رغبة عنها كارهين لها ،وأما من خرج لحاجة أو تجارة أو جهاد أو نحو ذلك ، فليس بداخل في معنى ذلك ) .
75. اذكر بعض الأحاديث في فضل الأنصار ؟
أثنى الله عليهم بقوله : ﴿ والذي تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ﴾ .
وقال : ( آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار ) . رواه البخاري ( 17 ) رواه مسلم ( 74 )
وقال : ( الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق ) . رواه البخاري ( 3782 ) رواه مسلم ( 75 )
وقال : ( لولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار ) .
76. متى فرض الأذان ؟
قال ابن حجر : ” الراجح أن ذلك كان في السنة الأولى “ .
77. كم شهراً صلى النبي في المدينة إلى بيت المقدس ؟
ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً .
عن البراء قال : ( أن النبي أول ما قدم المدينة نزل على أجداده ، أو قال أخواله من الأنصار ، وأنه صلى قِبل بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ... ) . صحيح البخاري ( 40 )
78. متى حولت القبلة إلى الكعبة ؟
في السنة الثانية من الهجرة في شعبان .
79. اذكر ما هو موقف المسلمين والمشركين واليهود من تحويل القبلة ؟
فأما المسلمون فقالوا : سمعنا وأطعنا وقالوا : ﴿ آمنا به كل من عند ربنا ﴾ وهم الذين هدى الله ولم تكن كبيرة عليهم .
وأما المشركون فقالوا : كما رجع إلى قبلتنا يوشك أن يرجع إلى ديننا ، وما رجع إليها إلا أنه الحق .
وأما اليهود فقالوا : خالف قبلة الأنبياء قبله ، ولو كان نبياً لكان يصلي إلى قبلة الأنبياء .
وأما المنافقون فقالوا : ما يدري محمد أين يتوجه إن كانت الأولى حقاً فقد تركها ، وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل ، وكثرت أقاويل السفهاء من الناس ، وكانت كما قال الله تعالى : ﴿ وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله ﴾ وكانت محنة من الله امتحن بها عباده ليرى من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ﴾ .
80. اذكر بعض المصاعب الصحية التي واجهت المهاجرين عند مقدمهم المدينة ؟
واجهوا حمى يثرب ، وممن أصابه ذلك :
أبو بكر ، وكان يقول إذا أخذته الحمى :
كل امرئ مصبح في أهله والموت أقرب من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلعت عنه الحمى عقرته ويقول :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة بواد وحولي أذخر وحليل
81. كيف صرف الله عنهم الحمى ؟
بدعاء الرسول فقال : ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، وصححها ، وانقل حماها في الجحفة ) . صحيح البخاري ( 1889 )
وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله قال : ( رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة ، حتى قامت بهيعة وهي الجحفة ، فأولت أن وباء المدينة نقل إليها ) . صحيح البخاري ( 7038 )
81. ما هي القبائل اليهودية التي كانت موجودة في المدينة ؟
بنو قينقاع ، وبنو النضير ، وبنو قريظة .
82. متى نزل الأذن بالقتال ؟
بالمدينة بعد الهجرة .
وأول آية نزلت قوله تعالى : ﴿ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ﴾ .
83. ما رأيك في قول من يقول أن الأذن بالقتال كان في مكة ؟
قال ابن القيم : ” هذا غلط لوجوه :
أحدها : أن الله لم يأذن بمكة لهم بالقتال ولا كان لهم شوكة يتمكنون بها من القتال بمكة .
الثاني : أن سياق الآية يدل على أن الإذن بعد الهجرة وإخراجهم من ديارهم ، فإنه قال : ﴿ الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ﴾ .
وهؤلاء هم المهاجرون “ .
ثم ذكر بقية الوجوه .
84. اذكر بعض السرايا التي كانت قبل غزوة بدر ؟
سرية سيف البحر ( 1ﻫ ) .
بقيادة حمزة بن عبد المطلب في ثلاثين رجلاً من المهاجرين ليعترضوا عيراً لقريش قادمة من الشام .
سرية الخرار ( في ذي القعدة 1ﻫ ) .
بقيادة سعد بن أبي وقاص في عشرين راكباً يعترضون عيراً لقريش وعهد إليه ألا يجاوز الخرّار .
( الخرّار : هو موضع بالقرب من الجحفة )
سرية نخلة .
بقيادة عبد الله بن جحش ، في رجب على رأس ( 17 ) شهراً من الهجرة ، ومعه ثمانية رهط من المهاجرين .
( نخلة : بين مكة والطائف ) .
85. ما أول غزوة غزاها رسول الله ؟
غزوة الأبواء ( ودان ) في صفر سنة 2 ﻫ .
خرج في سبعين رجلاً من المهاجرين خاصة يعترض عيراً لقريش حتى بلغ ودان فلم يلق كيداً .
( ودان وبوان : مكان متقاربان بينهما ستة أميال أو ثمانية ) .
86. متى كانت غزوة بدر الكبرى ؟
قال النووي : ” كانت غزوة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة من شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة “ .
87. أين توجد بدر ؟ ولماذا سميت بهذا الاسم ؟
بدر : موضع بين مكة والمدينة .
وقد سميت بدر :
قيل : نسبة إلى بئر فيها يقال لها بدر ، وعليه الأكثر .
وقيل : لأن صاحب البئر رجل يقال له بدر .
88. ما سبب هذه الغزوة ؟
أن النبي ندب الناس إلى تلقي أبي سفيان لأخذ ما معه من أموال قريش .
سنن أبي داود ( 2681 )
لأنهم لم يتوقعوا أن يقع قتال ، وأنهم كانوا يحسبون أن لن يعدو ما لقوه في السرايا الماضية .
92. كم عدد الجيش الإسلامي ؟
خرج في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً . صحيح البخاري ( 3956 )
93. كم فرساً كان معهم ؟
قال ابن القيم : ” ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان : فرس للزبير بن العوام ، وفرس للمقداد بن الأسود ، وكان معهم سبعون بعيراً يعتقب الرجلان والثلاثة على البعير الواحد “ .
94. ماذا فعل أبو سفيان لما علم بخروج النبي ؟
أرسل إلى مكة يستنجد بقريش .
95. ماذا فعلت قريش ؟
خرجت مسرعة لإنقاذ عيرها ورجالها .
96. كم عدد جيش المشركين ؟
بلغ عددهم في بداية سيرهم ( 1300 ) رجلاً .
97. كيف نجا أبو سفيان ومن معه ؟
اتجه إلى طريق الساحل غرباً ونجا من الخطر ، وأرسل رسالة إلى جيش مكة وهم بالجحفة يخبرهم بنجاته .
98. ماذا فعل جيش مكة بعد علمهم بنجاة القافلة ؟
همّ الجيش بالرجوع ، لكن طاغية قريش أبو جهل رفض وقال : والله لا نرجع حتى نرد بدراً ، فنقيم بها ثلاثاً ، فننحر الجزور ، ونطعم الطعام ، ونسقي الخمر ... وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبداً .
99. هل هناك أحد تخلف من أشراف قريش ؟
لم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبو لهب ، فإنه عوض عنه رجلاً كان له عليه دين .
100. هل رجع أحد من جيش مكة بعد علمهم بنجاة القافلة ؟
نعم .
الأخنس بن شَريق ، حيث رجع بقومه بني زهرة وكانوا ( 300 ) رجلاً ، وكان مطاعاً .
قال ابن القيم : ” فاعتبطت بنو زهرة برأي الأخنس ، فلم يزل فيهم مطاعاً معظماً “ .
استشار أصحابه .
فتكلم قادة المهاجرين [ كأبي بكر وعمر والمقداد ] وقالوا خيراً ، ومما قاله المقداد : ( يا رسول الله ، امض بنا لما أراك الله فنحن معك ... ) .
ثم تكلم قادة الأنصار [ وكان يريد أن يسمع كلامهم ] فقام سعد بن معاذ فقال : ( والله لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال : أجل ، قال : فقد آمنا بك ، وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ... فامض يا رسول الله لما أردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجلاً واحداً ...) . صحيح مسلم ( 1779 )
102. ماذا فعل رسول الله بعد استشارة أصحابه ؟
سرّ بذلك وقال : ( سـيروا وأبشـروا ، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم ) .
103. إلى أين سار رسول الله بجيشه ؟
سار إلى ماء بدر ليسبق المشركين إليه ، ليحول بينهم وبين الماء .
104. ما هو الصحابي الذي أشار إليه بتغيير هذا المكان ؟
الحباب بن المنذر ، قال :
( يا رسول الله ، أرأيت هذا المنزل أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ قال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فقال : يا رسول الله ، فإن هذا ليس بمنزل ، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم ـ قريش ـ فننزله ونغور ـ نخرب ـ ما وراءه من القُلَب ـ الآبار ـ ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون ) .
105. ماذا قال الرسول عن هذا الرأي ؟
قال : ( لقد أشرت بالرأي ) وفعل ما أشار به الحباب .
106. أين كان رسول الله يجلس في هذه الغزوة ؟
في عريش .
( العريش : شبه خيمة يكون مقراً للقيادة وظلاً للقائد ) .
107. هل كان الرسول كل زمنه في العريش أم شارك في القتال ؟
شارك في القتال .
ففي مسند الإمام أحمد عن علي قال : ( لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله وهو أقربنا من العدو ، وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً ) . مسند أحمد ( 2/64 )
وروى مسلم أن رسول الله قال : ( لا يتقدمنّ أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه ) . صحيح مسلم ( 1901)
قال ابن كثير : ” وقد قاتل بنفسه الكريمة قتالاً شديداً ببدنه ، وكذلك أبو بكر الصديق ، كما كانا في العريش يجاهدان بالدعاء والتضرع ، ثم نزلا فحرضا وحثا على القتال ، وقاتلا بالأبدان جمعاً بين المقامين الشريفين “ .
108. ماذا قال رسول الله لما رأى جيش المشركين ؟
قال : ( اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ) .
109. ما كان رسول الله يقول عندما كان يمشي في أرض المعركة ؟
جعل يشير بيده : هذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان ، وهذا مصرع فلان إن شاء الله ) . مسند أحمد ( 1/117 )
وقال عمر : ( فوالذي بعثه بالحق ! ما أخطؤوا الحدود التي حد رسول الله ) . صحيح مسلم ( 2873 )
110. بما أمر رسول الله الجيش في بداية المعركة ؟
قال لهم : ( إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم ) . صحيح البخاري ( 2948 )
وعند أبي داود: ( وإذا أكثبوكم فارموهم بالنبل ، ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم ) .
( أكثبوكم : أي اقتربوا منكم ) .
111. ماذا كان يقول الرسول للصحابة عند ما دنا المشركون ؟
كان يقول : ( قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض ) . صحيح مسلم ( 1901 )
112. من الصحابي الذي عند ما سمع النبي يقول ذلك قال : بخ بخ وألقى تمرات كنا بيده ثم قاتل حتى قتل ؟
عمير بن الحمام .
113. خرج ثلاثة من المشركين وثلاثة من المسلمين للمبارزة ، فمن هم ؟
من المشركين : عتيبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة .
من المسلمين : حمزة ، وعلي بن أبي طالب ، وعبيدة بن الحارث .
ففي سنن أبي داود عن علي : ( قام ، يعني عتبة بن ربيعة وابنه وأخوه ، فنادى : من يبارز ؟ فانتدب له شباب من الأنصار ، فقال : لا حاجة لنا فيكم ، إنما أردنا ابني عمنا ، فقال رسول الله : قم يا حمزة ، قم يا علي ، قم يا عبيدة بن الحارث ) . سنن أبي داود ( 2665 )
حمزة قتل شيبة ، وعلي قتل الوليد ، واختلف عبيدة وعتبة كلاهما أثبت صاحبه ، فكر حمزة وعلي فقتلا عتبة وحملا عبيدة .
114. هل شاركت الملائكة في القتال يوم بدر ؟
نعم .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي قال يوم بدر : ( هذا جبريل آخذٌ برأس فرسه عليه أداة الحرب ) . صحيح البخاري ( 3995 )
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( بينما رجل من المسلمين يومئذٍ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه ، وصوت الفارس ... الحديث وفيه : قال النبي : ذلك مدد من السماء الثالثة ) . صحيح مسلم ( 1763 )
115. بماذا كان يدعو رسول الله يوم بدر ؟
كان يقول : ( اللهم أت ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ) .
فما زال يهتف بربه ماداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه . صحيح مسلم ( 1763 )
وفي رواية : ( اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تعبد ) .
فخرج وهو يقول : سيهزم الجمع ويولون الدبر ) . صحيح البخاري ( 3953 )
( اللهم إنهم جياع فأشبعهم ، اللهم إنهم حفاة فاحملهم ، اللهم إنهم عراة فاكسهم ) . سنن أبي داود ( 2747 )
116. من انتصر بالمعركة ؟
جيش المسلمين .
117. كم قتل من المشركين وكم أسر منهم ؟
قتل منهم سبعين ، وأسر سبعين .
118. كم استشهد من المسلمين في غزوة بدر ؟
استشهد أربعة عشر رجلاً .
119. ماذا فعل رسول الله بقتلى المشركين ؟
أمر بسحبهم إلى قليب من قلب بدر فطرحوا فيه .
120. ماذا قال لهم الرسول مخاطباً إياهم وهم في القليب ؟
عن أبي طلحة : ( أن النبي أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش فقذفوا في طوى من أطواء بدر حيث ... حتى قام على شفا الركية فجعل يناديهم بأسـمائهم وأسـماء آبائهم : يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟
فقال عمر : يا رسول الله ، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ؟ فقال : والذي نفس محمد بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يجيبون ) . صحيح البخاري ( 3976 )
( على شفا الركي ) : طرف البئر .
أمية بن خلف .
لأنه كان ضخماً فانتفخ ، فألقوا عليه الحجارة والتراب ما غيّبه .
122. اذكر بعض من قتل من زعماء قريش في هذه المعركة ؟
أبو جهل عمرو بن هشام ( فرعون هذه الأمة ) : قتله معاذ بن عمرو ومعوذ بن عفراء واحتزَّ رأسه ابن مسعود .
أمية بن خلف : قتله بلال مع بعض الأنصار .
123. اذكر حديث يدل على حرص النبي على رد المعروف ؟
عن جبير بن مطعم أن النبي قال في أسارى بدر : ( لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له ) . صحيح البخاري ( 4024 )
وعند أبي داود : ( لأطلقتهم له ) .
( النتنى ) أي أسارى بدر من المشركين .
( لتركتهم له ) أي بغير فداء .
124. ما السبب في ذلك ؟
لما قام به من حماية للرسول عند ما عاد من هجرته إلى الطائف .
ولما قام به من دور فعال في نقض الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم ومن معهم من المسلمين حين حصروهم في الشعب .
125. من الذين قتلهم رسول الله وهو في رجوعه إلى المدينة ؟
النضر بن الحارث . ( قتله علي )
وعقبة بن معيط . ( قتله عاصم بن ثابت )
قال ابن كثير : ” كان هذان الرجلان من شر عباد الله وأكثرهم كفراً وعناداً وبغياً وحسداً وهجاءً للإسلام وأهله لعنهما الله وقد فعل “ .
126. اذكر بعض فضائل من حضر بدراً من الصحابة ؟
عن رفاعة بن رافع قال : ( جاء جبريل إلى النبي فقال : ما تعدون أهل بدر فيكم ؟ قال : من أفضل المسلمين ، قال : وكذلك من شهد بدراً من الملائكة ) . صحيح البخاري ( 3992 )
وعن علي ـ في قصة حاطب بن بلتعة ـ قال فيه رسول الله : ( لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) . صحيح البخاري ( 2983 )
وعن جابر قال : قال رسول الله : ( لن يدخل النار رجلاً شهد بدراً أو الحديبية ) . صحيح مسلم ( 2496 )
127. ما المراد بقول النبي في أهل بدر : ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ؟
قال ابن القيم : ” أن هذا خطاب لقوم علم الله سبحانه أنهم لا يفارقون دينهم ، بل يموتون على الإسلام وأنهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب ، ولكن لا يتركهم سبحانه مصرين عليها ، بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحوا أثر ذلك “ .
128. ما المراد بالذلة في قوله تعالى : ﴿ ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ﴾ ؟
قال ابن كثير : ” ﴿ وأنتم أذلة ﴾ أي قليلٌ عددكم لتعلموا أن النصر إنما هو من عند الله لا يكثره العَدد والعُدد “ .
129. ماذا سمى القرآن موقعة بدر ؟
سماها يوم الفرقان ، قال تعالى : ﴿ يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ﴾ .
قال ابن كثير : ” وهو يوم الفرقان الذي أعز الله به الإسلام وأهله ، ودمغ فيه الشرك “ . )