الولايات المتحدة خففت ضغطها على الأسد بعدما أبلغها استعداده لمحادثات سلام مع إسرائيل
[font=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]السلام عليكم[/font]
[font=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][/font]
[font=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]وسط استمرار حملات الاعتقال والدعوات إلى عصيان مدني, عاشت سورية أمس يوم تشييع آخر غداة مقتل 12 مشيعاً في حمص شاركوا في جنازة قتلى تظاهرة احتجاجية جرت الجمعة الفائت, فيما كشفت مصادر اسرائيلية أن الرئيس بشار الأسد بعث رسائل إلى الإدارة الأميركية عبر فيها عن استعداده لاستئناف محادثات السلام مع تل أبيب.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت", الصادرة أمس, عن مصادر أميركية قولها إن الأسد قال في هذه الرسائل, التي بعثها إلى واشنطن خلال الأسابيع القليلة الماضية, أن "98 في المئة" من المواضيع المختلف عليها بين سورية وإسرائيل "تم الاتفاق حولها", مؤكداً أنه سيقترح استئناف المحادثات مع إسرائيل بعد أن تهدأ الأوضاع في سورية.
ووفقاً ل¯"يديعوت أحرونوت" فإن نقاشاً يدور بين المسؤولين في الإدارة الأميركية بشأن صدق رسائل الأسد, وأن توجهاته للأميركيين لينت مواقفهم تجاه الأحداث في سورية والتي سقط فيها مئات القتلى في صفوف المحتجين.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه "في الوقت الذي قررت فيه الولايات المتحدة قصف معاقل (الزعيم الليبي معمر) القذافي في ليبيا إلا أنها فرضت عقوبات رمزية فقط على سورية", مشيرة إلى أن الأميركيين يعرفون أن بحوزة سورية سلاح كيميائي وأن التخوف الكبير بالنسبة لهم هو من أنه في حال سقوط النظام وقيام نظام آخر جديد "أقل مسؤولية" فإنه قد يستخدم السلاح الكيميائي أو يسلمه ل¯"حزب الله" اللبناني أو لجماعات "إرهابية" أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لهذا السبب يتم النظر إلى الأسد على أنه "أفضل الشرور", كاشفة أن سورية كانت أحد المواضيع التي بحثها الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على انفراد يوم الجمعة الماضي, ورفض الجانبان الإفصاح عن مضمون المحادثات بهذا الخصوص.
من جهة أخرى, أفاد أحد الشهود من مدينة سقبا في ريف دمشق, ان اكثر من عشرة آلاف شخص شاركوا, أمس, في تشييع جنازة شخص قتل أول من أمس في المدينة, وهم يهتفون بهتافات تدعو الى اسقاط النظام, ولكن رجال الامن الموجودين لم يتدخلوا.
ووفقاً لناشطين, ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في حمص أول من أمس عندما اطلق رجال الامن النار على مشيعين إلى 12 فضلاً عن عدد من الجرحى, فيما أعلنت منظمة حقوقية ان حصيلة "جمعة الحرية" ارتفعت الى 44 قضوا برصاص قوات الامن.
وأعرب ناشط عن خشيته من تجدد العنف عند خروج الجنازات, وقال "ان القتل يزيد من الاحتقان الداخلي والحقد ويؤدي الى تأجج المشاعر", مضيفاً "ان الحل الامني أثبت عدم جدواه عندما فشلت حملة الاعتقالات والتعذيب التي عادة ما تثني المحتجين عن المشاركة في التظاهر, فشلت في جعلهم يعدلون عن الاستمرار".
وأكد أن "القتل يشحن الناس حقدا ويدفعهم الى المشاركة تعبيراً عن غضبهم".
بدوره, أكد ناشط آخر أنه لا يمكن حل الازمة في غياب "حوار وطني مرتبط بالاطار الوطني السياسي وليس الخدمي", مشيراً إلى أن "الشارع السوري وان كان لا يشارك بالكامل في التظاهر الا انه مستاء من الوضع, وان الناس تتساءل الآن عن وجهة الطريق الذي تأخذه البلاد وعن كيفية الوصول الى بر الامان".
واعتبر ان "ما يتم طرحه حالياً من قبل السلطات السورية حول اجراء حوار وطني في كل المحافظات واللقاءات التي تتم مع الوفود الشعبية مجرد لعبة لا تجدي لانها تركز على المطالب الخدمية للمحافظات ولا تتم مع القوى السياسية".
ولفت الحقوقي "إلى ضرورة اقامة حوار مع المعارضة والقيادات الحزبية في اطار حل وطني داخلي هو الوحيد الذي من شأنه التوصل الى نتائج لحل الازمة".
من جهته, أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حملة اعتقالات بدأت فجر امس في بلدة خربة غزالة بمحافظة درعا ومدن أخرى, مؤكداً أن حصيلة ضحايا التظاهرات وصلت إلى 1003 قتلى منذ اندلاعها في منتصف مارس الماضي.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "تم حظر التجول في بلدة خربة غزالة واعتقال العشرات, وشُيع أمس (السبت) الشهيد أحمد إبراهيم عايش الذي قُتل خلال إطلاق النار على تظاهرة خرجت في بلدة صيدا بمحافظة درعا, وهناك عشرات الجرحى في عدد من مشافي المحافظة".
وأضاف "إن عدد شهداء حمص الذين قُتلوا خلال تشييع شهداء (جمعة الحرية) ارتفع إلى 12 شهيداً, ليصل إلى 1003 عدد ضحايا التظاهرات منذ منتصف مارس الماضي, من بينهم 873 مدنياً والباقي من قوى الجيش والأمن, موثقين بالأسماء لدى المرصد".
وأكد وجود "عشرات المفقودين من المدنيين من محافظة درعا ومحافظات أخرى يُعتقد أنهم فارقوا الحياة, بدليل تسليم جثامين مفقودين في المحافظات السورية بشكل يومي".
واضاف " ان عدد المعتقلين يفوق 10 آلاف شخص في جميع المحافظات السورية,وتعرض الكثير من الفرج عنهم للتعذيب ووثق المرصد حالات كثيرات بالصوت والصورة لممارسات التعذيب الجسدي والنفسي وبصورة مقززة".
ودعا عبدالرحمن السلطان السورية الى "السماح للمنظمات الحقوقية السورية ومن بينها المرصد, العمل بشكل علني وارسال لجان تحقيق الى المناطق التي سقط فيها شهداء للتحقيق بدقة من اعدادهم وكيفية مقتلهم, وتقديم القتلة الى محاكم عادلة وشفافة وعلنية امام اعين الشعب السوري", مجددا التأكيد على "ان الحملة الامنية والعسكرية ضد الاحتجاجات المطالبة بالحرية لم ولن تجدي نفعاً".
يأتي ذلك فيما جدد الاعلام الرسمي حديثه عن "قرب انتهاء الازمة" وتأكيده على وجود "مجموعات ارهابية مسلحة "تقوم "بزعزعة الاستقرار وامن المواطن وتحدث اعمال شغب وتخريب للمتلكات العامة والخاصة".
[/font]