- إنضم
- 24 يونيو 2015
- المشاركات
- 28,528
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
قصة - أغوار النفس -----------------------كانت هناك قرية صغيرة لم يعرف أهلها التمدن بعدوكانوا يسمعون الأعاجيب عن المدينة وعاداتها المختلفةوكانوا يريدون أن يعرفوا حقيقة ما يسمعون عنه طوال الوقتوفي أحد الأيام سافر منهم رجلان إلى المدينةغابا لفترة ثم عاد واحد منهمالتفوا حوله و سألوه : كيف وجدت المدينة ؟كيف هم أهلها ؟ما حقيقة ما كنا نسمع عنه ؟أجابهم الرجل بثقة : لقد ذهبت بنفسي و عرفت الحقيقةالحقيقة هي أن :المدينة هي مرتع الفسادوكل أهلها سكيرون لا يدينون بشيءلقد كرهت المدينةعرف الناس الإجابة التي انتظروها طويلافانفضوا و عاد كل منهم لعملهوبعدها بأيام عاد الرجل الثانيلم يهتموا بسؤاله عن رأيهإلا أنهم التفوا حوله حين وجدوا له رأيا لميتوقعوه:لقد ذهبت بنفسي وعرفت الحقيقةوالحقيقة هي أن :المدينة مليئة بدور العبادةوكل أهلها متدينون طيبونلقد أحببت المدينة*أصيب الناس بالارتباك ، هل المدينة سيئة أم جيدة ؟هل أهلها طيبون أم أشرار؟لم يجدوا مجيبا على هذا الأسئلة إلا حكيم القريةكان شيخا كبيرا خبر الحياة وعرف الكثير ويثق الجميع في رأيهكان هو ملاذهم الوحيدذهبوا إليه بالقصة وسألوه :أحدهم قال أن المدينة فاسدة مليئة بالأشراروالآخر قال أنها مدينة فاضلة مليئة بالأطهارأي منهم نصدق ؟أجاب الحكيم : كلاهما صادقوحين رأى نظرات الحيرة على وجوههماستطرد : الأول ، لا أخلاق لهلذا ذهب إلى أقرب حانة حين وصل للمدينةفوجدها ممتلئة بالناسبينما الثاني ، متدين صالحلذا ذهب إلى المسجد حين وصل للمدينةفوجده ممتلئا بالناسوأضاف : من يرى الخير فهو لا يرى إلا مافي داخل نفسهومن يرى الشر فهو لا يرى إلا مافي داخل نفسه*هل عرفت ما أقصد ؟فكر في شخص رائع تحبه ، فليكن نبيا أو ملكا أو قائدالو دققت النظر ستجد أن من المستحيلأن يجمع الناس على تقبل شخص ما ، أيا كانلأن الناس لا يرون إلا مافي داخل نفوسهملذلك لا تكترث كثيرا برأي من يحاول إحباطكأنت جيد في جوانب كثيرة في حياتكو لست في انتظار شخص مثله ليخبرك كم أنت رائعلسبب بسيطهو أنك تدرك هذا جيدا و لست محتاجا لسماعه من أحدنظرتك لنفسك هي ما تحدد ما أنت عليهلا نظرة الناس لك