إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرى ما نوى"
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الأعمال بالنيات
اختلف العلماء في معنى: ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرى ما نوى ). هل هما جملتان بمعنى واحد أو مختلفتان ؟
*والراجــح أن الأولى غير الثانية:
-الأولى: ( إنما الأعمال بالنيات ) سبب ، بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فيها أن كل عمل لا بد فيه من نية ، كل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار لا بد فيه
من نية ، ولا يمكن لأي عاقل مختار أن يعمل عملاً بغير نية.
-الثانية: ( وإنما لكل امرىء ما نوى ) نتيجـة هذا العمل:
إذا نويت هذا العمل لله والدار الآخرة حصل لك ذلك ، وإذا نويت الدنيا فليس لك إلا ما نويت الأعمال جمع عمل، ويشمل أعمال القلوب وأعمال النطق، وأعمال الجوارح، فتشمل هذه الجملة الأعمال بأنواعها.
فالأعمال القلبية: مافي القلب من الأعمال: كالتوكل على الله، والإنابة إليه، والخشية منه وما أشبه ذلك.
والأعمال النطقية: ماينطق به اللسان، وما أكثر أقوال اللسان، ولاأعلم شيئاً من الجوارح أكثر عملاً من اللسان، اللهم إلا أن تكون العين أو الأذن.
والأعمال الجوارحية: أعمال اليدين والرجلين وما أشبه ذلك فمن نوى بكسبه وعمله الدنيوي الإستعانة بذلك على القيام بحق الله وحقوق الخلق واستصحب هذه النية الصالحة في أكله وشربه ونومه وجماعه انقلبت العادات في حقه إلى عبادات وبارك الله في عمله وفتح له من أبواب الخير والرزق أمورا لا يحتسبها ولا تخطر له على بال ،ومن فاتته هذه النية لجهله أو تهاونه فقد حرم خيرا عظيما ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لسعد بن أبي وقاص "إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك------واخيرا يعرف العمل على انه كل نشاط يمارسه الفرد له هدف وغاية ووسيلة، وتختلف اهميته حسب درجته، ويقترن هذا النشاط بدوافع الفرد ( نيته اتجاه العمل الذي قام به) .
دوافع الفرد قد تكون ايجابية تدل على الخير، وقد تكون سلبية تدل على الشر، كما قد تكون خالصة لله وقد تكون لامور شخصية ....(( ولكل امرئ ما نوى)) والرسول صلى الله عليه وسلم يوضح لنا أن العمل تسبقه النية وأن النية درجات ولكل فرد سيحاسب بمقدار تلك الدرجة ، وهذا ما نفهمه من الآية الكريمة في سورة الاحقاف " ولكل در جات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون "