مشاركة: أنـــت لـــــي
لم أدرك أنني نمت حيث كنت ، على ذلك المقعد الكبير الثقيل ، ( الكنبة ) إلا بعد أن استفقت فجأة فرأيت عيني وليد تحدقان بي !
فزعت ، و نظرت من حولي و اكتشفت أنني كنت هنا !
كان جسمي حارا و العرق يتصبب منه ، و جلست مذعورة أتلفت باحثة عن شيء أختفي خلفه ... و لم أجد غير وسادة المقعد التي كنت ألتحفها
غطيت بها وجهي و قمت مسرعة أريد الهروب !
لا أصدق أنني وصلت غرفتي أخيرا بسلام ! يا إلهي ما الذي يحدث معي !؟
كيف نمت بهذا الشكل ؟؟ و كيف لم يوقظني الحر ؟؟
و ما الذي كان يفعله وليد هناك ؟؟؟
كنت لا أزال أحتضن الوسادة و أسند ظهري إلى الباب الموصد ، و ألتقط أنفاسي بقوة !
كانت غرفتي باردة و لكن ليس هذا هو سبب ارتعاش أطرافي !
كم أنا محرجة من وليد !
أمس يراني بقطعة عجين تغطي أنفي و اليوم بهذا الشكل !
ماذا سيظنني ؟؟
كما تقول دانة .. علي ّ ألا أغادر غرفتي بعد الآن !
كنت أشعر بعينيه تراقباني ! أحس بهما معي في غرفتي الآن !
ببلاهة نظرت إلى السقف ، في الموضع الذي توهمت رؤيتهما فيه البارحة و تورد خداي خجلا !
لماذا أشعر بالحرارة كلما عبر وليد على مخيلتي ؟؟؟
و لماذا تتسارع دقات قلبي بهذا الشكل ؟؟
بعد أن تجمعت الأشياء التي تبعثرت من ذاتي أثر الفزع نعمت بحمام منعش و بارد و ارتديت ملابسي و حجابي و ذهبت بحذر إلى المطبخ ...
كانت أمي تنظف السمك عند المغسل ، قلت باستياء :
" صباح الخير أمي ! لا تقولي أن غذاءنا اليوم هو السمك ! "
ابتسمت والدتي و قالت :
" صباح الخير ! إنه السمك ! "
أطلقت تنهيدة اعتراض ، فأنا لست من عشّاق السمك كما و أنني لا أريد حصة طبخ جديدة هذا اليوم !
" ألم تنهض دانة بعد ؟؟ "
سألتني ، قلت :
" ليس بعد ... "
ثم غيرت نبرة صوتي و قلت :
" أ لدينا ضيوف اليوم ؟؟ "
" إنه صديق وليد ... سيف ... ، لسوف نستضيفه و نكرمه حتى يسافر غدا ، فهو الذي ساعد ابني على ... "
و توقفت أمي عن الكلام ...
" على ماذا ؟ "
قالت بشيء من الاضطراب :
" على ... على الحضور إلى هنا ... فلم يكن يعرف أين نحن ! "
أنا تركت رسالة أخبر فيها وليد بأننا رحلنا إلى هذه المدينة ! لا أدري إن كان قد وجدها ! بالطبع لا ... كيف كان سيدخل إلى منزل موصد الأبواب !؟
كم أنا متلهفة لمعرفة تفاصيل غيابه ... دراسته ... عمله ... كل شيء !
سكبت لي بعض الشاي ، و توجهت نحو الطاولة الصغيرة الموجودة على أحد جوانب المطبخ قاصدة الجلوس و احتسائه على مهل
فيما أنا في طريقي نحو الطاولة ، و إذا بوليد و سامر مقبلين ... يدخلان المطبخ !
ما أن وقع بصري على وليد حتى اضطربت خطاي و اهتزت يدي ، و اندلق بعض الشاي الحار على أصابعي فانتفضت أصابعي فجأة تاركة قدح الشاي ينزلق من بينها و يهوي ... و يرتطم بالأرضية الملساء ساكبا محتواه على قدمي و ما حولها !
" آي "
شعرت بلسعة الشاي الحار و ابتعدت للوراء و أنا أهف على يدي لتبريدها ...
سامر أقبل مسرعا يقول :
" أوه عزيزتي ... هل تأذيت ؟ ! "
قلت :
" أنا بخير "
و أنا أتألم ...
سامر أسرع نحو الثلاجة و أخرج قطعة جليد ، و أتى بها إلي ، أمسك بيدي و أخذ يمررها على أصابعي ...
لملامسة الجليد لأصابعي شعرت بالراحة ...
قلت :
" شكرا "
و ابتسم سامر برضا .
تركته مشغولا بتبريد أصابعي و سمحت لأنظاري بالتسلل من فوق كتفه ، إلى ما ورائه ...
كان يقف عند الباب ، سادا بطوله و عرضه معظم الفتحة ، يحدق بنا أنا و سامر بنظرات مخيفة !
لا أعرف لماذا دائما تشعرني نظراته بالخوف ... و الحرارة !
الجليد أخذ ينصهر بسرعة ....
رفعت أنظاري عنه و بعثرتها على أشياء أخرى ، أقل إشعاعا و حرارة ... كالثلاجة كإبريق الشاي ، أو حتى ... لهيب نار الموقد !
لكني كنت أشعر بها تحرقني عن بعد !
أ أنتم واثقون من أنكم لا تشمون شيئا ؟؟
وليد الآن تحرك ، متقدما للداخل ... و مبتعدا عنا ، و متوجها نحو أمي ...
قال :
" ماذا تصنعين أماه ؟ "
" سأحضر لكم السمك المشوي هذا اليوم ... ألم يكن صديقك يحبه في الماضي حسب ما أذكر ؟؟ "
سكت وليد برهة ثم قال :
" لا داعي ... يا أمي .. "
و سكت برهة أخرى ثم واصل :
" سوف يسافر سيف الآن ... "
جميعنا ، أنا و سامر و أمي ، نظرنا إلى وليد باهتمام ...
قالت أمي :
" يسافر ؟ ألم تقل أنه سيبقى حتى الغد ؟ "
" بلى ... لكن خطته تغيرت و سيخرج ... فورا "
قال ( فورا ) هذه بحدة و هو ينظر باتجاهنا أنا و سامر
أمي قالت :
" اقنعه يا وليد بالبقاء حتى وقت الغذاء على الأقل ... اقنعه بني ! "
وليد كان لا يزال ينظر باتجاهنا ، و رأيت يده تنقبض بشدة و وجهه يتوهج احمرارا و على جبينه العريض تتلألأ قطيرات العرق ...
لم يكن الجو حارا و لكن ...
هذا الرجل ... ناري ... ملتهب ... حار ... يقدح شررا !
نظر إلى أمي نطرة مطولة ثم قال :
" أنا ... ذاهب معه "
سامر ، ترك قطعة الجليد فوق أصابعي و استدار بكامل جسده نحو وليد ، كما فعلت أمي ...
قال سامر :
" عفوا ؟؟ ماذا ؟؟ "
وليد لم ينظر إلى سامر بل ظل يراقب تعابير وجه أمي ، المندهشة الواجمة ، و قال :
" نعم أمي ... سأسافر معه ... حالا "
لم أدرك أنني نمت حيث كنت ، على ذلك المقعد الكبير الثقيل ، ( الكنبة ) إلا بعد أن استفقت فجأة فرأيت عيني وليد تحدقان بي !
فزعت ، و نظرت من حولي و اكتشفت أنني كنت هنا !
كان جسمي حارا و العرق يتصبب منه ، و جلست مذعورة أتلفت باحثة عن شيء أختفي خلفه ... و لم أجد غير وسادة المقعد التي كنت ألتحفها
غطيت بها وجهي و قمت مسرعة أريد الهروب !
لا أصدق أنني وصلت غرفتي أخيرا بسلام ! يا إلهي ما الذي يحدث معي !؟
كيف نمت بهذا الشكل ؟؟ و كيف لم يوقظني الحر ؟؟
و ما الذي كان يفعله وليد هناك ؟؟؟
كنت لا أزال أحتضن الوسادة و أسند ظهري إلى الباب الموصد ، و ألتقط أنفاسي بقوة !
كانت غرفتي باردة و لكن ليس هذا هو سبب ارتعاش أطرافي !
كم أنا محرجة من وليد !
أمس يراني بقطعة عجين تغطي أنفي و اليوم بهذا الشكل !
ماذا سيظنني ؟؟
كما تقول دانة .. علي ّ ألا أغادر غرفتي بعد الآن !
كنت أشعر بعينيه تراقباني ! أحس بهما معي في غرفتي الآن !
ببلاهة نظرت إلى السقف ، في الموضع الذي توهمت رؤيتهما فيه البارحة و تورد خداي خجلا !
لماذا أشعر بالحرارة كلما عبر وليد على مخيلتي ؟؟؟
و لماذا تتسارع دقات قلبي بهذا الشكل ؟؟
بعد أن تجمعت الأشياء التي تبعثرت من ذاتي أثر الفزع نعمت بحمام منعش و بارد و ارتديت ملابسي و حجابي و ذهبت بحذر إلى المطبخ ...
كانت أمي تنظف السمك عند المغسل ، قلت باستياء :
" صباح الخير أمي ! لا تقولي أن غذاءنا اليوم هو السمك ! "
ابتسمت والدتي و قالت :
" صباح الخير ! إنه السمك ! "
أطلقت تنهيدة اعتراض ، فأنا لست من عشّاق السمك كما و أنني لا أريد حصة طبخ جديدة هذا اليوم !
" ألم تنهض دانة بعد ؟؟ "
سألتني ، قلت :
" ليس بعد ... "
ثم غيرت نبرة صوتي و قلت :
" أ لدينا ضيوف اليوم ؟؟ "
" إنه صديق وليد ... سيف ... ، لسوف نستضيفه و نكرمه حتى يسافر غدا ، فهو الذي ساعد ابني على ... "
و توقفت أمي عن الكلام ...
" على ماذا ؟ "
قالت بشيء من الاضطراب :
" على ... على الحضور إلى هنا ... فلم يكن يعرف أين نحن ! "
أنا تركت رسالة أخبر فيها وليد بأننا رحلنا إلى هذه المدينة ! لا أدري إن كان قد وجدها ! بالطبع لا ... كيف كان سيدخل إلى منزل موصد الأبواب !؟
كم أنا متلهفة لمعرفة تفاصيل غيابه ... دراسته ... عمله ... كل شيء !
سكبت لي بعض الشاي ، و توجهت نحو الطاولة الصغيرة الموجودة على أحد جوانب المطبخ قاصدة الجلوس و احتسائه على مهل
فيما أنا في طريقي نحو الطاولة ، و إذا بوليد و سامر مقبلين ... يدخلان المطبخ !
ما أن وقع بصري على وليد حتى اضطربت خطاي و اهتزت يدي ، و اندلق بعض الشاي الحار على أصابعي فانتفضت أصابعي فجأة تاركة قدح الشاي ينزلق من بينها و يهوي ... و يرتطم بالأرضية الملساء ساكبا محتواه على قدمي و ما حولها !
" آي "
شعرت بلسعة الشاي الحار و ابتعدت للوراء و أنا أهف على يدي لتبريدها ...
سامر أقبل مسرعا يقول :
" أوه عزيزتي ... هل تأذيت ؟ ! "
قلت :
" أنا بخير "
و أنا أتألم ...
سامر أسرع نحو الثلاجة و أخرج قطعة جليد ، و أتى بها إلي ، أمسك بيدي و أخذ يمررها على أصابعي ...
لملامسة الجليد لأصابعي شعرت بالراحة ...
قلت :
" شكرا "
و ابتسم سامر برضا .
تركته مشغولا بتبريد أصابعي و سمحت لأنظاري بالتسلل من فوق كتفه ، إلى ما ورائه ...
كان يقف عند الباب ، سادا بطوله و عرضه معظم الفتحة ، يحدق بنا أنا و سامر بنظرات مخيفة !
لا أعرف لماذا دائما تشعرني نظراته بالخوف ... و الحرارة !
الجليد أخذ ينصهر بسرعة ....
رفعت أنظاري عنه و بعثرتها على أشياء أخرى ، أقل إشعاعا و حرارة ... كالثلاجة كإبريق الشاي ، أو حتى ... لهيب نار الموقد !
لكني كنت أشعر بها تحرقني عن بعد !
أ أنتم واثقون من أنكم لا تشمون شيئا ؟؟
وليد الآن تحرك ، متقدما للداخل ... و مبتعدا عنا ، و متوجها نحو أمي ...
قال :
" ماذا تصنعين أماه ؟ "
" سأحضر لكم السمك المشوي هذا اليوم ... ألم يكن صديقك يحبه في الماضي حسب ما أذكر ؟؟ "
سكت وليد برهة ثم قال :
" لا داعي ... يا أمي .. "
و سكت برهة أخرى ثم واصل :
" سوف يسافر سيف الآن ... "
جميعنا ، أنا و سامر و أمي ، نظرنا إلى وليد باهتمام ...
قالت أمي :
" يسافر ؟ ألم تقل أنه سيبقى حتى الغد ؟ "
" بلى ... لكن خطته تغيرت و سيخرج ... فورا "
قال ( فورا ) هذه بحدة و هو ينظر باتجاهنا أنا و سامر
أمي قالت :
" اقنعه يا وليد بالبقاء حتى وقت الغذاء على الأقل ... اقنعه بني ! "
وليد كان لا يزال ينظر باتجاهنا ، و رأيت يده تنقبض بشدة و وجهه يتوهج احمرارا و على جبينه العريض تتلألأ قطيرات العرق ...
لم يكن الجو حارا و لكن ...
هذا الرجل ... ناري ... ملتهب ... حار ... يقدح شررا !
نظر إلى أمي نطرة مطولة ثم قال :
" أنا ... ذاهب معه "
سامر ، ترك قطعة الجليد فوق أصابعي و استدار بكامل جسده نحو وليد ، كما فعلت أمي ...
قال سامر :
" عفوا ؟؟ ماذا ؟؟ "
وليد لم ينظر إلى سامر بل ظل يراقب تعابير وجه أمي ، المندهشة الواجمة ، و قال :
" نعم أمي ... سأسافر معه ... حالا "