لا أؤمن بحبّ مبرّر , أؤمن بفراق مبرّر .
,
إن قال لك من تحب يوماً أنه يحبّك لسببٍ ما , فثق أنّه سيتركك لزواله .
ومن يعدّد أسبابه في حبّ الآخر , فمن وجهة نظري أنّه سيعدّ أسباب الفُراق على أصابع يديهِ أمامهُ في أقرب فرصة .
هذا الجهل بالسبب , هو الدّاعم لمشوار الحبّ .
وإن عُرف السّبب , بطُل الحبّ كلّه .
يجب أن ندعوا ربّنا ألا يأتي إلينا الحبيب يوماً ما بسببٍ واحدٍ يفسّر لنا " لماذا يحبّنا " .؟! .
لأنّ هذا السّبب سيكون المسمار الأول الذي سيُدقّ في نعشِ العلاقة .
وهذا يؤكّد أنّ الحبّ ; يحدث لسبب لا نفهمه , ولن نفهمه .
يحدث لشيء غير ملموس , شيء لا نراه بالعين المجرّدة , ولا نشعر :
متى , وكيف , وأين , ولماذا يحدث .
شيء خارق , وغير طبيعي , وغير آدمي .
يحدث دون منطق , دون معادلات , دون مقياس , دون حسابات , ودون تخطيط .
قد يحدث لنا مع أناسٍ دميمي الخِلقة , قد يحدث مع أناسٍ سيئي الطباع , قد يحدث مع أناسٍ ثقيلي الدّم , مع تقليديين , عاديين ... إلى آخره .
حتى وإن كان الحبيب جميلاً , طيباً , مثقفاً , وخفيفَ دم .
وهذه لو حصلت فـ " حظّنا من السّما " , أن نقع في غرام من يحمل تلك الصفات الجميلة ..
إلا _ ويجب أن تصدقوا هنا _ أن تلك ليست أسباب عشقنا للآخر .
الحبّ قدر , ومكتوب , ونبوءة قديمة يجب أن تتحقّق ..
قدرك أن تحبّ شخصاً دميم الخلقة , قدرك أن تحبّه جميلاً .
أن تحبّ شخصاً سيء الطباع , أن تحبّه ملاكاً .
أن تحبّ شخصاً مرحاً , أن تحبّه ثقيلَ دمّ .
ولكن , ولكن كلّ هذا لا يفسّر لنا لماذا نحبّه .! , ..
لماذا نحبّ .؟!
لماذا نحبّ .؟!
لماذا نحبّ .؟!
إن عرفت سبباً واحداً يبرر حبّك للشريك , تأكّد أن العلاقة انتهت .
الحب مرض
له سبب , له أعراض , له تأثيرات جانبية , له أطباء , و ... مُعدي .
لكنه المرض الوحيد الذي ندعو الله أن نصاب به ,
ثم نحتار بعدها , نحتار جداً ..
هل ندعو الله ليشفينا منه أم لا يشفينا؟!
,
مازن