- إنضم
- 16 أبريل 2010
- المشاركات
- 1,244
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
شخباركم بنات
طبعا بمناسبه ذكرى 2-8-1990 حبيت انزل هل الموضوع الي يتكلم عن ابطال الكويت ايام الغزو وشجاعتهم في سبيل صد العدوان العراقي الغاشم على ديرتنا الغاليه الكويت
وقبل كل شي بقول الحمد الله الي عطانا هل الارض الطيبه واوجدنا عليها وسخرلها ابنائها المخلصين الي ادفعو الغالي والنفيس في سبيل عوده الكويت من ايدي المغتصبين
نبتدي ببنت الكويت هيفاء النكاس
بطلة اظهرت شجاعة نادرة ايام الغزو العراقي وبداية بطولتها كانت منذ اول يوم 8/2 الى اخر يوم بل وبعد التحرير ايضا.. إنها «هيفاء النكاس» قامت بواجبها تجاه ربها ووطنها ولم تقل انها امرأة وهناك رجال يقومون بالواجب، بل كانت غايتها القيام بواجبها ولان دار الرعاية تحتاج الى امرأة مثل ما تحتاج الى الرجل، وهذا لأن هناك أحداثا ومعاقين ومسنين، لذا يتطلب الامر وجود نساء فكانت هيفاء موجودة مع زميلاتها بخدمة المرضى والمعاقين والايتام.. لا نستطيع ان نوفي هيفاء وزملاءها من رجال ونساء حقهم وليس لدينا الا الدعاء لهم وان يتقبل الله عملهم ويجزيهم عنا وعن نزلاء الدار كل الجزاء .فهم ابطال وقفوا بوجه الظلم والعنجهية والطغاة، وحموا الايتام وخدموا المسنين، واخذوا بيد المعاق.. كم نفخر بوجود هيفاء بالكويت وكم نتمنى ان تكون هناك اكثر من هيفاء في كل مكان بالوطن وتكون قدوه لبنات هذا الجيل فهي تستحق ان يقتدى بها وتكون مثلا أعلى.. «الرؤية» زارت هيفاء النكاس في الوزارة وحين سؤالها عن الغزو وما حصل به سكتت قليلا وكأنها تعيد ذكريات الحزن ذكريات الخوف ذكريات لمعت منها عيون بنت النكاس بالدموع وتحاول ان تمنعها.. نعم اكثر من ثمانية عشر عاما على الغزو، لكن ما حصل بحاجة لقرن لتمسح تلك الدموع.. تذكرت هيفاء احدى بناتها (وهي لا تقول عن الايتام الا أبنائي) تذكرت يتيمة ماتت بسبب مرض بقلبها وكان من المقرر ان تجرى لها عملية في نصف شهر اغسطس لكن الغزو العراقي منع هذا.
تقول هيفاء.. اصعب لحظة كانت تلك التي كنت أغسّل الطفلة لدفنها.. تخيل ان تغسّل أم ابنتها لدفنها، كانت اصعب الاوقات كانت بالامس تلعب معي وتمزح وتجري هنا وهناك واليوم هي جثة هامدة ينتظرها القبر.. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته. تلك احدى القصص الواقعية للغزو العراقي وهناك صور أخرى تنقلها النكاس لنا وللجيل القادم وليعلم الجميع أي غزاة كانوا، وأي ظلم كانوا يفعلونه واليكم الحوار: في بداية الحديث قالت السيدة هيفاء النكاس: ان يوم الغزو كنت متوجهة الى عملي في دار الرعاية وحين اقترابي من دوار العظام رأيت الدبابات والمدافع وجنود لا حصر لهم وكل هذا لم يمنعني من الاستمرار والتوجه الى عملي، وحين دخول الدار وعلمنا انهم عراقيون واحتلوا البلاد بدأ الجميع بالصراخ وحالات الاغماء خاصة ان موقعنا بجانب منطقة «الجيوان» وقد حصلت مقاومة من قوات الحرس الوطني والجيش وكان هناك رمي واصوات مدافع وتدمير وبعض الطلقات كانت تضرب مباننا ما زاد الرعب لدى الجميع.
و قد حاول جنود عراقيون الدخول على البنات فخرجت لهم وصددتهم ومنعتهم من الدخول، ولا أعلم كيف فعلت هذا وما تلك الجرأة التي جاءتني، لكن الله سخرني لهذا ولصدهم ومنعهم من دخول الدار وانا اصرخ في وجههم ان هذا المبنى فيه ايتام وبنات صغار وغير مسموح بدخولكم هنا.. ورغم حملهم للاسلحة إلا أن الرعب ملأ قلوبهم ورغم انني لا احمل اي سلاح لكن الله كان معي فخافوا وخرجوا من المبنى.
ومنها تم نقل البنات الكبار الى مبنى آخر آمن خوفا عليهن من جنود الاحتلال وقد جمعنا الايتام والاحداث والمسنين من الاناث وعلى اختلافهم الا اننا وجدنا التعاون بينهم والمحبة، فالمحنة تخرج المعدن الأصيل وهذا ما هون علينا، فقد كنا على قلب واحد مترابطين كجسد واحد.
توفير الدواء والأكل
ومع بداية النقص في الأكل قمنا باستخراج كتب وتوجهت بنفسي للجمعيات والمخابز لأخذ كميات كبيرة للدار وكنت مراقبة وتم إيقافي في احدى المرات واتهموني بأنني ادعم المعارضة وهذا الاكل لهم وانا احلف انه للدار وللايتام، لكن لم يصدقوني وتم ايقافي ساعات الى ان فرجها الله وتركوني، وفي احدى المرات في منطقة صبحان وانا ذاهبة لاخذ اكل للدار من هناك دخلت في شارع فيه اشتباك بين المقاومة والعراقيين وكانت الطلقات تحت قدمي لكن الله وهبني الشجاعة ان اجتاح ذلك المكان.. ونجاني الله منهم.. غير التعرضات والمضايقات الاخرى لكن لم تهمني، المهم ان يكون الاكل متوافرا وابنائي بامان.. توفير الاكل والدواء وحمايتهم هي الغاية وما تبقى يهون.. والله كان ييسر امورنا من اجل هؤلاء الايتام.. ومن يتوكل على الله يجعل له مخرجا.
وتقول النكاس: لم نعرف النوم ولا الراحة ولم تكن اعيننا لتغفل فحين تكون مسؤولا عن عدد كبير وبهذا الوضع لا تعرف الراحة، ممكن ننام ساعات قليلة جدا ومن التعب والارهاق تنام غصب لكن بشكل عام نومنا وراحتنا كانت اوقات قليلة جدا فتوفير الاكل.. والدواء واخذ الدواء في أوقات معينة للبعض.. وغسيل الملابس وتنظيف الاماكن والغرف.. وهناك منهم من يحتاج إلى الرعاية ابتداء من استيقاظه الى نومه تخيل أنت متى نرتاح؟ ومتى.... لكن الله كان بجانبنا صحيح ننام ساعات قليلة لكن فيها البركة وبعدها يلهمنا الله بتلك الساعات القليلة الراحة للعطاء من جديد والله ثم الله انها بركة من الله لنا من اجل هؤلاء الايتام والمعاقين والمرضى.
قمت بدفن ابنتي
وتكمل النكاس: وبمساعدة السيدة ضياء الغانم وعدنان الجيعان تم توزيع الايتام والنزلاء على عدد من المنازل التي بها سراديب فقد كنت أنا بمنزل بضاحية عبد الله السالم ومعي بما يقارب 26 من الايتام من سن 4 سنوات وما فوق والباقي بما يقارب 100 تم توزيعهم على الاهالي وهذا بفضل مساعدة ضياء الغانم وعدنان الجيعان، وفي تلك الفترة صدر قرار بالقبض علي بتهمة تهريب الاكل لان صدام أصدر قرارا بإعدام كل من يتاجر بالمواد الغذائية وتم وضع اسمي لاني تاجرة خبز كما يُطلَق علي ومراقبة الاستخبارات لي بأني اتاجر بالخبز بكميات كبيرة.. لكن الله ستر وهربت منهم.
وعن اكثر المواقف صعوبة مرت علىها تقول: اصعب موقف عندما قمت بدفن بنت من بناتي كانت تعاني تشوها في القلب وكان من المفروض ان تجري لها عملية لكن بسبب الغزو لم يحصل هذا وتعبت البنت كثيرا خاصة في فترة البرد في فصل الشتاء التي اثرت عليها ونقلنها الى مستشفى الصباح وتوفيت هناك .
استلمت الجثة وذهبنا الى المقبرة وكان برفقتي السيد عدنان الجيعان كمتطوع ليحفر لها قبر ويصلي عليها ولم اكن اعرف كيف اغسّل الموتى لكن هناك من المتطوعين في المقبرة من علمني وبالفعل غسّلتها وألم الفراق يعصر قلبي وانا ارتجف، فكيف بأم تغسّل ابنتها؟ وتلك الليلة لم أنم فيها وحين تغفو عيني تعبا احلم بها وأقوم مفزوعه ابحث عنها وأتذكر أنها فارقت الحياة.. فراق احدى بناتي كان صعبا علي للغاية.
قذفوا صورته بالنعال
وتذكرت هيفاء النكاس موقف نصفه مضحك ونصفه مخيف فتقول: حين اجبرونا على وضع صورة المقبور صدام حسين في دار الايتام لم يتحمل الاطفال صورته ووجهه القبيح فقد خرجوا على الدنيا وصورة سمو الامير الراحل جابر رحمة الله عليه امام أعينهم فكيف يوضع بدلا منها صورة الطاغية؟ كلنا لم يتحمل هذا، لكن نحن نمسك اعصابنا لانهم هدودنا بل اجبرونا على وضع الصورة أما الاطفال فلم يسكتوا وأخذا يرمون صورته بالنعال ويبصقون عليها وأخذوا في سبه ولعنه، وكان هناك ضابط استخبارات عراقي جالس بجانب الصورة ومن رمي الاطفال الصورة بالنعال اصابته النعال على رأسه، فصرخ بهم (ما هذا؟ هؤلاء اطفال لم يتربوا أبدا) فعالجت الموضوع وادخلت الاطفال.. لكن الضابط العراقي كان منفعلا وانا اقول له «انت تشره على اطفال هؤلاء شنو فهم بالدنيا» لا تنزل عقلك عقلهم فاستحي وانصرف فلتر الاطفال وافعالهم البريئة كادت انت تتسبب بقتلنا جميعا لكن الله ستر كنت سعيدة لفعلهم هذا «زين سوى اعيالي».وعن اسرتها وهل كانت تزورهم قالت هيفاء: لا ما فيه أهل؟! لم اخرج من دار الرعاية ابدا من تاريخ 8/2 حتى التحرير وقد جاء ابي بنفسه الى الدار وامي معه واخواتي يبكون ويترجوني ان ارافقهم وقد قرروا السفر بشهر عشرة لكني رفضت رغم ضغطهم على وترجيهم لكني قلت لهم: هؤلاء الايتام لمن اتركهم هؤلاء امانة في عنقي فاحترم اهلي رغبتي، خاصة امي وابي فهما من ربياني على تلك القيم وتلك الاخلاق.. ثم سافرا ومن بعدها انقطعت الاخبار عنهم فلا أعلم عنهما شيئا ولا يعلمان عني شيئا، وتلك هي من اصعب الاشياء التي واجهتني فلا العراقيون ولا اسحلتهم ولا ظلمهم كان أصعب من فراق اهلي وانقطاع الاخبار عنهم وهذا ما اتعبني كثيرا.
قالت لنا هيفاء النكاس:
ـ علمت ان هناك اوامر لجمع جميع الاطفال الرضع بالمستشفيات بالكويت وترحيلهم الى العراق ليكونوا من فدائيي صدام.. فذهبت الى جميع المستشفيات وأخذتهم في الخفاء ووزعتهم على عوائل كويتية.
ـ كان هناك 47 طفلا رضيعا تم توزيعهم على عوائل كويتية خلال فترة الغزو وبعد التحرير لم يرض احد بارجاع الاطفال واحتضنتهم تلك العوائل بشكل رسمي وتلك من فؤائد الغزو.
ـ من بين المتطوعين زينب امان وكان لها دور رئيسي وفاطمة العيسى ووضحة المطيري ومنى سمير وسهام عبدالمجيد.
ـ حينما كان الأيتام وهيفاء النكاس بسرداب بضاحية عبدالله السالم كانت هي من يأتي بالأكل والغاز.. وحتى تنكر الماء كانت تذهب وتأتي به رغم القصف الجوي وحظر التجوال.
----------------
كل الشكر لبنت الكويت :hjy5jewf:
بنات الي عندها قصه خل تضيفها ياليت تتفاعلون معاي
لي عوده
طبعا بمناسبه ذكرى 2-8-1990 حبيت انزل هل الموضوع الي يتكلم عن ابطال الكويت ايام الغزو وشجاعتهم في سبيل صد العدوان العراقي الغاشم على ديرتنا الغاليه الكويت

وقبل كل شي بقول الحمد الله الي عطانا هل الارض الطيبه واوجدنا عليها وسخرلها ابنائها المخلصين الي ادفعو الغالي والنفيس في سبيل عوده الكويت من ايدي المغتصبين
نبتدي ببنت الكويت هيفاء النكاس
بطلة اظهرت شجاعة نادرة ايام الغزو العراقي وبداية بطولتها كانت منذ اول يوم 8/2 الى اخر يوم بل وبعد التحرير ايضا.. إنها «هيفاء النكاس» قامت بواجبها تجاه ربها ووطنها ولم تقل انها امرأة وهناك رجال يقومون بالواجب، بل كانت غايتها القيام بواجبها ولان دار الرعاية تحتاج الى امرأة مثل ما تحتاج الى الرجل، وهذا لأن هناك أحداثا ومعاقين ومسنين، لذا يتطلب الامر وجود نساء فكانت هيفاء موجودة مع زميلاتها بخدمة المرضى والمعاقين والايتام.. لا نستطيع ان نوفي هيفاء وزملاءها من رجال ونساء حقهم وليس لدينا الا الدعاء لهم وان يتقبل الله عملهم ويجزيهم عنا وعن نزلاء الدار كل الجزاء .فهم ابطال وقفوا بوجه الظلم والعنجهية والطغاة، وحموا الايتام وخدموا المسنين، واخذوا بيد المعاق.. كم نفخر بوجود هيفاء بالكويت وكم نتمنى ان تكون هناك اكثر من هيفاء في كل مكان بالوطن وتكون قدوه لبنات هذا الجيل فهي تستحق ان يقتدى بها وتكون مثلا أعلى.. «الرؤية» زارت هيفاء النكاس في الوزارة وحين سؤالها عن الغزو وما حصل به سكتت قليلا وكأنها تعيد ذكريات الحزن ذكريات الخوف ذكريات لمعت منها عيون بنت النكاس بالدموع وتحاول ان تمنعها.. نعم اكثر من ثمانية عشر عاما على الغزو، لكن ما حصل بحاجة لقرن لتمسح تلك الدموع.. تذكرت هيفاء احدى بناتها (وهي لا تقول عن الايتام الا أبنائي) تذكرت يتيمة ماتت بسبب مرض بقلبها وكان من المقرر ان تجرى لها عملية في نصف شهر اغسطس لكن الغزو العراقي منع هذا.
تقول هيفاء.. اصعب لحظة كانت تلك التي كنت أغسّل الطفلة لدفنها.. تخيل ان تغسّل أم ابنتها لدفنها، كانت اصعب الاوقات كانت بالامس تلعب معي وتمزح وتجري هنا وهناك واليوم هي جثة هامدة ينتظرها القبر.. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته. تلك احدى القصص الواقعية للغزو العراقي وهناك صور أخرى تنقلها النكاس لنا وللجيل القادم وليعلم الجميع أي غزاة كانوا، وأي ظلم كانوا يفعلونه واليكم الحوار: في بداية الحديث قالت السيدة هيفاء النكاس: ان يوم الغزو كنت متوجهة الى عملي في دار الرعاية وحين اقترابي من دوار العظام رأيت الدبابات والمدافع وجنود لا حصر لهم وكل هذا لم يمنعني من الاستمرار والتوجه الى عملي، وحين دخول الدار وعلمنا انهم عراقيون واحتلوا البلاد بدأ الجميع بالصراخ وحالات الاغماء خاصة ان موقعنا بجانب منطقة «الجيوان» وقد حصلت مقاومة من قوات الحرس الوطني والجيش وكان هناك رمي واصوات مدافع وتدمير وبعض الطلقات كانت تضرب مباننا ما زاد الرعب لدى الجميع.
و قد حاول جنود عراقيون الدخول على البنات فخرجت لهم وصددتهم ومنعتهم من الدخول، ولا أعلم كيف فعلت هذا وما تلك الجرأة التي جاءتني، لكن الله سخرني لهذا ولصدهم ومنعهم من دخول الدار وانا اصرخ في وجههم ان هذا المبنى فيه ايتام وبنات صغار وغير مسموح بدخولكم هنا.. ورغم حملهم للاسلحة إلا أن الرعب ملأ قلوبهم ورغم انني لا احمل اي سلاح لكن الله كان معي فخافوا وخرجوا من المبنى.
ومنها تم نقل البنات الكبار الى مبنى آخر آمن خوفا عليهن من جنود الاحتلال وقد جمعنا الايتام والاحداث والمسنين من الاناث وعلى اختلافهم الا اننا وجدنا التعاون بينهم والمحبة، فالمحنة تخرج المعدن الأصيل وهذا ما هون علينا، فقد كنا على قلب واحد مترابطين كجسد واحد.
توفير الدواء والأكل
ومع بداية النقص في الأكل قمنا باستخراج كتب وتوجهت بنفسي للجمعيات والمخابز لأخذ كميات كبيرة للدار وكنت مراقبة وتم إيقافي في احدى المرات واتهموني بأنني ادعم المعارضة وهذا الاكل لهم وانا احلف انه للدار وللايتام، لكن لم يصدقوني وتم ايقافي ساعات الى ان فرجها الله وتركوني، وفي احدى المرات في منطقة صبحان وانا ذاهبة لاخذ اكل للدار من هناك دخلت في شارع فيه اشتباك بين المقاومة والعراقيين وكانت الطلقات تحت قدمي لكن الله وهبني الشجاعة ان اجتاح ذلك المكان.. ونجاني الله منهم.. غير التعرضات والمضايقات الاخرى لكن لم تهمني، المهم ان يكون الاكل متوافرا وابنائي بامان.. توفير الاكل والدواء وحمايتهم هي الغاية وما تبقى يهون.. والله كان ييسر امورنا من اجل هؤلاء الايتام.. ومن يتوكل على الله يجعل له مخرجا.
وتقول النكاس: لم نعرف النوم ولا الراحة ولم تكن اعيننا لتغفل فحين تكون مسؤولا عن عدد كبير وبهذا الوضع لا تعرف الراحة، ممكن ننام ساعات قليلة جدا ومن التعب والارهاق تنام غصب لكن بشكل عام نومنا وراحتنا كانت اوقات قليلة جدا فتوفير الاكل.. والدواء واخذ الدواء في أوقات معينة للبعض.. وغسيل الملابس وتنظيف الاماكن والغرف.. وهناك منهم من يحتاج إلى الرعاية ابتداء من استيقاظه الى نومه تخيل أنت متى نرتاح؟ ومتى.... لكن الله كان بجانبنا صحيح ننام ساعات قليلة لكن فيها البركة وبعدها يلهمنا الله بتلك الساعات القليلة الراحة للعطاء من جديد والله ثم الله انها بركة من الله لنا من اجل هؤلاء الايتام والمعاقين والمرضى.
قمت بدفن ابنتي
وتكمل النكاس: وبمساعدة السيدة ضياء الغانم وعدنان الجيعان تم توزيع الايتام والنزلاء على عدد من المنازل التي بها سراديب فقد كنت أنا بمنزل بضاحية عبد الله السالم ومعي بما يقارب 26 من الايتام من سن 4 سنوات وما فوق والباقي بما يقارب 100 تم توزيعهم على الاهالي وهذا بفضل مساعدة ضياء الغانم وعدنان الجيعان، وفي تلك الفترة صدر قرار بالقبض علي بتهمة تهريب الاكل لان صدام أصدر قرارا بإعدام كل من يتاجر بالمواد الغذائية وتم وضع اسمي لاني تاجرة خبز كما يُطلَق علي ومراقبة الاستخبارات لي بأني اتاجر بالخبز بكميات كبيرة.. لكن الله ستر وهربت منهم.
وعن اكثر المواقف صعوبة مرت علىها تقول: اصعب موقف عندما قمت بدفن بنت من بناتي كانت تعاني تشوها في القلب وكان من المفروض ان تجري لها عملية لكن بسبب الغزو لم يحصل هذا وتعبت البنت كثيرا خاصة في فترة البرد في فصل الشتاء التي اثرت عليها ونقلنها الى مستشفى الصباح وتوفيت هناك .
استلمت الجثة وذهبنا الى المقبرة وكان برفقتي السيد عدنان الجيعان كمتطوع ليحفر لها قبر ويصلي عليها ولم اكن اعرف كيف اغسّل الموتى لكن هناك من المتطوعين في المقبرة من علمني وبالفعل غسّلتها وألم الفراق يعصر قلبي وانا ارتجف، فكيف بأم تغسّل ابنتها؟ وتلك الليلة لم أنم فيها وحين تغفو عيني تعبا احلم بها وأقوم مفزوعه ابحث عنها وأتذكر أنها فارقت الحياة.. فراق احدى بناتي كان صعبا علي للغاية.
قذفوا صورته بالنعال
وتذكرت هيفاء النكاس موقف نصفه مضحك ونصفه مخيف فتقول: حين اجبرونا على وضع صورة المقبور صدام حسين في دار الايتام لم يتحمل الاطفال صورته ووجهه القبيح فقد خرجوا على الدنيا وصورة سمو الامير الراحل جابر رحمة الله عليه امام أعينهم فكيف يوضع بدلا منها صورة الطاغية؟ كلنا لم يتحمل هذا، لكن نحن نمسك اعصابنا لانهم هدودنا بل اجبرونا على وضع الصورة أما الاطفال فلم يسكتوا وأخذا يرمون صورته بالنعال ويبصقون عليها وأخذوا في سبه ولعنه، وكان هناك ضابط استخبارات عراقي جالس بجانب الصورة ومن رمي الاطفال الصورة بالنعال اصابته النعال على رأسه، فصرخ بهم (ما هذا؟ هؤلاء اطفال لم يتربوا أبدا) فعالجت الموضوع وادخلت الاطفال.. لكن الضابط العراقي كان منفعلا وانا اقول له «انت تشره على اطفال هؤلاء شنو فهم بالدنيا» لا تنزل عقلك عقلهم فاستحي وانصرف فلتر الاطفال وافعالهم البريئة كادت انت تتسبب بقتلنا جميعا لكن الله ستر كنت سعيدة لفعلهم هذا «زين سوى اعيالي».وعن اسرتها وهل كانت تزورهم قالت هيفاء: لا ما فيه أهل؟! لم اخرج من دار الرعاية ابدا من تاريخ 8/2 حتى التحرير وقد جاء ابي بنفسه الى الدار وامي معه واخواتي يبكون ويترجوني ان ارافقهم وقد قرروا السفر بشهر عشرة لكني رفضت رغم ضغطهم على وترجيهم لكني قلت لهم: هؤلاء الايتام لمن اتركهم هؤلاء امانة في عنقي فاحترم اهلي رغبتي، خاصة امي وابي فهما من ربياني على تلك القيم وتلك الاخلاق.. ثم سافرا ومن بعدها انقطعت الاخبار عنهم فلا أعلم عنهما شيئا ولا يعلمان عني شيئا، وتلك هي من اصعب الاشياء التي واجهتني فلا العراقيون ولا اسحلتهم ولا ظلمهم كان أصعب من فراق اهلي وانقطاع الاخبار عنهم وهذا ما اتعبني كثيرا.
قالت لنا هيفاء النكاس:
ـ علمت ان هناك اوامر لجمع جميع الاطفال الرضع بالمستشفيات بالكويت وترحيلهم الى العراق ليكونوا من فدائيي صدام.. فذهبت الى جميع المستشفيات وأخذتهم في الخفاء ووزعتهم على عوائل كويتية.
ـ كان هناك 47 طفلا رضيعا تم توزيعهم على عوائل كويتية خلال فترة الغزو وبعد التحرير لم يرض احد بارجاع الاطفال واحتضنتهم تلك العوائل بشكل رسمي وتلك من فؤائد الغزو.
ـ من بين المتطوعين زينب امان وكان لها دور رئيسي وفاطمة العيسى ووضحة المطيري ومنى سمير وسهام عبدالمجيد.
ـ حينما كان الأيتام وهيفاء النكاس بسرداب بضاحية عبدالله السالم كانت هي من يأتي بالأكل والغاز.. وحتى تنكر الماء كانت تذهب وتأتي به رغم القصف الجوي وحظر التجوال.
----------------
كل الشكر لبنت الكويت :hjy5jewf:
بنات الي عندها قصه خل تضيفها ياليت تتفاعلون معاي
لي عوده