- إنضم
- 24 مارس 2023
- المشاركات
- 843
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
الاستفزاز فى دين الله
فز من الجذور نادرة الذكر فيما بين أيدينا من كتاب الله وهذا الجذر يقتصر استعماله على بعض من مشتقاته فى حياتنا فالكلمات الشائعة منه فى حياتنا
استفزاز ومستفز واستفزه واستفز
الاستفزاز فى حياتنا يطلق على معنيين :
الأول إثارة غضب البعض من خلال قول أقوال أو فعل أفعال معينة ويسمونه :
الاستفزاز السلبى ومن أمثلته:
قول الكفار سخرية واستهزاء بالنبى(ص):
"وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذوك إلا هزوا أهذا الذى يذكر آلهتكم"
وأيضا :
"وإذا رأوك إن يتخذوك إلا هزوا أهذا الذى بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها"
ومنه اعتراض بنى إسرائيل على ملك طالوت(ص)بسبب فقره المالى حيث قالوا :
"وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال"
الثانى الاستفزاز بمعنى حض الفرد على إتيان شىء حسن بالقول أو بالفعل وهو ما يسمونه :
الاستفزاز الإيجابى
ومن أمثلته إثارة الطلاب لكى يجيبوا على الأسئلة أو يحصلوا المزيد من العلم وهو يستعمل أحيانا فى التعليم بشكل صحيح أو خاطىء ومن أمثلته الخاطئة المقارنة بين الذكور والإناث أو بين التلميذ المتفوق والتلميذ الضعيف ومن أمثلته المفيدة :
تشجيع الضعيف من خلال تكرار سؤال واجابته عدة مرات من التلاميذ المتفوقين ثم سؤاله للضعيف لكى يكرر الاجابة التى سمعها عدة مرات ثم يشجعه بكلمة أنت عارف فلم لا تعمل معنا
وهذا الاستفزاز يستعمله الرأسماليون فى العمل الوظيفى من خلال منح الموظفين ما يسمونه حوافز أو عطايا أو منح لكى يأتوا بأفكار أو مزيد من الإنتاج وهو استعمال خاطىء لأن الرواتب تعطى لكى يقضى الإنسان حاجاته وكل البشر لديهم نفس الحاجات
ويستعمل الاستفزاز كمصطلح فى القوانين الوضعية ويترتب عليه فى أحكام القضاء تخفيف العقاب أحيانا لأن المجنى عليه كما يقال هو المتسبب فى الجريمة باستفزازه الفرد الجانى من خلال أقواله أو أفعاله والحق أن الاستفزاز لا يقدم ولا يؤخر لأن الله أعطى الفرد الحق فى شكوى المستفز قبل أن يقدم على جريمته من ضربه أو جرحه لكى يحكم القضاء فى الاستفزاز ومن أمثلة هذا ما يقدم عليه الطائشون من أقوال هى عيب فى خلق الله أولا وجريمة فى حق الفرد ثانيا كأقوال :
قصير قزعة وطويل وهايف أو اختصارا قزعة أو قلة وما شابه من الأقوال
وقد أعطى الله الفرد الحق فى أن يرد على تلك الأقوال بسب من قالها كما قال سبحانه :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ولم يعط حق المؤذيات الجسدية للمستفز
كما أعطاه الحق فى الصبر عليها كما قال :
" وإن تصبروا خيرا لكم"
وتطلق كلمة مستفز على القائم بالاستفزاز وهو أمر يحدث من كل منا وهو يدرى وأحيانا من كثرة الاستفزاز يصبح هذا عادة سوء لدى الإنسان ومن ثم يبدو وكأنه لا يدرى ولكنه فى نفسه حللها لنفسه ومن ثم أصبحت أمرا معتادا لا يشعر أنه ذنب
بالطبع فى حياتنا أصبح هناك أناس متخصصة فى الاستفزاز بقول أقوال أو فعل أفعال لكى يخطىء الإنسان الذى استفزه فى حق المستفز ومن ثم يقعده فى جلسة عرفية ويتم تغريمه مالا لصالح المستفز مع أنه المخطىء أولا
وأما فى كتاب الله فنجد المشتقات تستعمل بمعانى بعيدة عما نستعمله فى حياتنا وهى :
الطرد من المكان أو الابعاد عن الحق
وما ورد هو :
استفزاز فرعون بنى إسرائيل من الأرض :
أخبرنا الله أن فرعون أراد أن يستفزهم من الأرض والمقصود أنه قرر أن يطرد هو وقومه بنى إسرائيل من مصر بعد هزيمته في موضوع السحر فكان العقاب أن أغرقناه والمقصود قضى الله على حياته فى الماء هو ومن معه جميعا وهم من ناصروه وقال الله لبنى إسرائيل بعد هلاك فرعون وقومه :
اسكنوا الأرض والمقصود ادخلوا الأرض المقدسة فإذا جاء وعد الآخرة والمقصود فإذا حضر ميقات القيامة جئنا بكم لفيفا والمقصود بعثناكم جميعا للحساب
وفى المعنى قال سبحانه:
"فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبنى إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا "
استفزاز الشيطان للناس :
أخبرنا الله أنه قال للشيطان وهو هوى النفس :
واستفزز من استطعت منهم بصوتك والمقصود وأبعد من قدرت منهم بباطلك وهو ما شرحه بالقول:
واجلب عليهم بخيلك ورجلك والمقصود واهجم عليهم بحججك وهى قواتك الباطلة وهو ما شرحه الله بالقول:
وشاركهم فى الأموال والأولاد والمقصود وزين لهم بباطلك الأموال والأولاد وهو ما شرحه بالقول :
عدهم والمقصود أخبرهم بالحديث الباطل بما ينتظرهم من متاع في الدنيا إن أطاعوك
وكل ما سبق من كلام هو شرح لنفس الجملة الأولى فكل قدرة الشيطان هى الدعوة للباطل كما قال سبحانه على لسانه:
"وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم"
وأخبرنا الله أن الشيطان وهو هوى النفس الضال يعدهم غرورا والمقصود يخبرهم فقرا وهو الخسران كما قال سبحانه:
"الشيطان يعدكم الفقر"
وفى المعنى قال سبحانه:
"واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا"
استفزاز قريش للنبى الخاتم(ص):
أخبر الله رسوله(ص)أن الكفار كادوا أن يستفزوه من الأرض والمقصود رغبوا أن يكرهونه فى السكن بمكة بالأفعال والأقوال الضارة له وللمسلمين وهذه الرغبة من أجل أن يخرجوه منها والمقصود أن يبعدوه عن مكة لبلد أخر
وأخبره الله أن الكفار لا يلبثون خلافه إلا قليلا والمقصود لا يظلون أحياء بعد ابعادهم له من مكة سوى وقت قليل يصيبهم بعده العذاب المهلك وأخبره أن هذه سنة من قد أرسل الله من قبله من رسله والمقصود أن انزال العقاب المهلك يكون بعد ابعاد الرسول من القرية الكافرة هى عادة من قد بعث الله من قبل محمد(ص) من الرسل(ص) ولن يجد لسنة الله تحويلا والمقصود لن يلق لحديث الله تبديلا
وفى المعنى قال سبحانه:
"وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا سنة من قد أرسلنا من قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا "
ونجد أن استعمال مشتقات جذر فز في الروايات نادر ومن الروايات التى وردت فيها كلمة منه رواية تصف جسم النبى(ص) وصفاته وهو :
" 414 - حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، ثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي قال: حدثني رجل، بمكة، عن ابن لأبي هالة التميمي، عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي وكان وصافا، عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي، أن يصف لي منها شيئا أتعلق به، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، إذا هو وفرة أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره غضب، ....وإن دقت لا يذم منها شيئا لا يذم ذواقا، ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا، ولا ما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فيضرب بباطن راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، ...قال الحسين: سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك ... فسألته عن مجلسه فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله لا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها ...قال قلت كيف كانت سيرته في جلسائه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا غياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي ...قال: قلت: كيف كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع: على الحلم والحذر والتقدير، والتفكر فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس، وأما تذكره، أو قال تفكره ففيما يبقى ويفتي، وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يوصبه يبغضه شيء ولا يستفزه، ..المعجم الكبير للطبراني (22/ 155)
والرواية طويلة ثلاث صفحات وهى رواية باطلة لأنها تصف النبى (ص)بالشىء وعكسه فالكلمة التى تهمنا تقول " فكان لا يوصبه يبغضه شيء ولا يستفزه"
فهنا الموصوف لا يستفزه والمقصود لا يغضبه شىء ومع هذا وصفه بالغضب في عدة مواضع من الرواية وهى :
"ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له"
" أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره غضب"
فز من الجذور نادرة الذكر فيما بين أيدينا من كتاب الله وهذا الجذر يقتصر استعماله على بعض من مشتقاته فى حياتنا فالكلمات الشائعة منه فى حياتنا
استفزاز ومستفز واستفزه واستفز
الاستفزاز فى حياتنا يطلق على معنيين :
الأول إثارة غضب البعض من خلال قول أقوال أو فعل أفعال معينة ويسمونه :
الاستفزاز السلبى ومن أمثلته:
قول الكفار سخرية واستهزاء بالنبى(ص):
"وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذوك إلا هزوا أهذا الذى يذكر آلهتكم"
وأيضا :
"وإذا رأوك إن يتخذوك إلا هزوا أهذا الذى بعث الله رسولا إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها"
ومنه اعتراض بنى إسرائيل على ملك طالوت(ص)بسبب فقره المالى حيث قالوا :
"وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال"
الثانى الاستفزاز بمعنى حض الفرد على إتيان شىء حسن بالقول أو بالفعل وهو ما يسمونه :
الاستفزاز الإيجابى
ومن أمثلته إثارة الطلاب لكى يجيبوا على الأسئلة أو يحصلوا المزيد من العلم وهو يستعمل أحيانا فى التعليم بشكل صحيح أو خاطىء ومن أمثلته الخاطئة المقارنة بين الذكور والإناث أو بين التلميذ المتفوق والتلميذ الضعيف ومن أمثلته المفيدة :
تشجيع الضعيف من خلال تكرار سؤال واجابته عدة مرات من التلاميذ المتفوقين ثم سؤاله للضعيف لكى يكرر الاجابة التى سمعها عدة مرات ثم يشجعه بكلمة أنت عارف فلم لا تعمل معنا
وهذا الاستفزاز يستعمله الرأسماليون فى العمل الوظيفى من خلال منح الموظفين ما يسمونه حوافز أو عطايا أو منح لكى يأتوا بأفكار أو مزيد من الإنتاج وهو استعمال خاطىء لأن الرواتب تعطى لكى يقضى الإنسان حاجاته وكل البشر لديهم نفس الحاجات
ويستعمل الاستفزاز كمصطلح فى القوانين الوضعية ويترتب عليه فى أحكام القضاء تخفيف العقاب أحيانا لأن المجنى عليه كما يقال هو المتسبب فى الجريمة باستفزازه الفرد الجانى من خلال أقواله أو أفعاله والحق أن الاستفزاز لا يقدم ولا يؤخر لأن الله أعطى الفرد الحق فى شكوى المستفز قبل أن يقدم على جريمته من ضربه أو جرحه لكى يحكم القضاء فى الاستفزاز ومن أمثلة هذا ما يقدم عليه الطائشون من أقوال هى عيب فى خلق الله أولا وجريمة فى حق الفرد ثانيا كأقوال :
قصير قزعة وطويل وهايف أو اختصارا قزعة أو قلة وما شابه من الأقوال
وقد أعطى الله الفرد الحق فى أن يرد على تلك الأقوال بسب من قالها كما قال سبحانه :
"لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ولم يعط حق المؤذيات الجسدية للمستفز
كما أعطاه الحق فى الصبر عليها كما قال :
" وإن تصبروا خيرا لكم"
وتطلق كلمة مستفز على القائم بالاستفزاز وهو أمر يحدث من كل منا وهو يدرى وأحيانا من كثرة الاستفزاز يصبح هذا عادة سوء لدى الإنسان ومن ثم يبدو وكأنه لا يدرى ولكنه فى نفسه حللها لنفسه ومن ثم أصبحت أمرا معتادا لا يشعر أنه ذنب
بالطبع فى حياتنا أصبح هناك أناس متخصصة فى الاستفزاز بقول أقوال أو فعل أفعال لكى يخطىء الإنسان الذى استفزه فى حق المستفز ومن ثم يقعده فى جلسة عرفية ويتم تغريمه مالا لصالح المستفز مع أنه المخطىء أولا
وأما فى كتاب الله فنجد المشتقات تستعمل بمعانى بعيدة عما نستعمله فى حياتنا وهى :
الطرد من المكان أو الابعاد عن الحق
وما ورد هو :
استفزاز فرعون بنى إسرائيل من الأرض :
أخبرنا الله أن فرعون أراد أن يستفزهم من الأرض والمقصود أنه قرر أن يطرد هو وقومه بنى إسرائيل من مصر بعد هزيمته في موضوع السحر فكان العقاب أن أغرقناه والمقصود قضى الله على حياته فى الماء هو ومن معه جميعا وهم من ناصروه وقال الله لبنى إسرائيل بعد هلاك فرعون وقومه :
اسكنوا الأرض والمقصود ادخلوا الأرض المقدسة فإذا جاء وعد الآخرة والمقصود فإذا حضر ميقات القيامة جئنا بكم لفيفا والمقصود بعثناكم جميعا للحساب
وفى المعنى قال سبحانه:
"فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبنى إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا "
استفزاز الشيطان للناس :
أخبرنا الله أنه قال للشيطان وهو هوى النفس :
واستفزز من استطعت منهم بصوتك والمقصود وأبعد من قدرت منهم بباطلك وهو ما شرحه بالقول:
واجلب عليهم بخيلك ورجلك والمقصود واهجم عليهم بحججك وهى قواتك الباطلة وهو ما شرحه الله بالقول:
وشاركهم فى الأموال والأولاد والمقصود وزين لهم بباطلك الأموال والأولاد وهو ما شرحه بالقول :
عدهم والمقصود أخبرهم بالحديث الباطل بما ينتظرهم من متاع في الدنيا إن أطاعوك
وكل ما سبق من كلام هو شرح لنفس الجملة الأولى فكل قدرة الشيطان هى الدعوة للباطل كما قال سبحانه على لسانه:
"وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم"
وأخبرنا الله أن الشيطان وهو هوى النفس الضال يعدهم غرورا والمقصود يخبرهم فقرا وهو الخسران كما قال سبحانه:
"الشيطان يعدكم الفقر"
وفى المعنى قال سبحانه:
"واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم فى الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا"
استفزاز قريش للنبى الخاتم(ص):
أخبر الله رسوله(ص)أن الكفار كادوا أن يستفزوه من الأرض والمقصود رغبوا أن يكرهونه فى السكن بمكة بالأفعال والأقوال الضارة له وللمسلمين وهذه الرغبة من أجل أن يخرجوه منها والمقصود أن يبعدوه عن مكة لبلد أخر
وأخبره الله أن الكفار لا يلبثون خلافه إلا قليلا والمقصود لا يظلون أحياء بعد ابعادهم له من مكة سوى وقت قليل يصيبهم بعده العذاب المهلك وأخبره أن هذه سنة من قد أرسل الله من قبله من رسله والمقصود أن انزال العقاب المهلك يكون بعد ابعاد الرسول من القرية الكافرة هى عادة من قد بعث الله من قبل محمد(ص) من الرسل(ص) ولن يجد لسنة الله تحويلا والمقصود لن يلق لحديث الله تبديلا
وفى المعنى قال سبحانه:
"وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا سنة من قد أرسلنا من قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا "
ونجد أن استعمال مشتقات جذر فز في الروايات نادر ومن الروايات التى وردت فيها كلمة منه رواية تصف جسم النبى(ص) وصفاته وهو :
" 414 - حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، ثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي قال: حدثني رجل، بمكة، عن ابن لأبي هالة التميمي، عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي وكان وصافا، عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي، أن يصف لي منها شيئا أتعلق به، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، إذا هو وفرة أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره غضب، ....وإن دقت لا يذم منها شيئا لا يذم ذواقا، ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا، ولا ما كان لها فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فيضرب بباطن راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، ...قال الحسين: سألت أبي عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك ... فسألته عن مجلسه فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله لا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها ...قال قلت كيف كانت سيرته في جلسائه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر سهل الخلق لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا غياب ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي ...قال: قلت: كيف كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع: على الحلم والحذر والتقدير، والتفكر فأما تقديره ففي تسويته النظر والاستماع بين الناس، وأما تذكره، أو قال تفكره ففيما يبقى ويفتي، وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يوصبه يبغضه شيء ولا يستفزه، ..المعجم الكبير للطبراني (22/ 155)
والرواية طويلة ثلاث صفحات وهى رواية باطلة لأنها تصف النبى (ص)بالشىء وعكسه فالكلمة التى تهمنا تقول " فكان لا يوصبه يبغضه شيء ولا يستفزه"
فهنا الموصوف لا يستفزه والمقصود لا يغضبه شىء ومع هذا وصفه بالغضب في عدة مواضع من الرواية وهى :
"ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له"
" أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره غضب"
