الحصاد في دين الله

إنضم
24 مارس 2023
المشاركات
697
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحصاد في دين الله
الحصاد هو :
القيام بجمع محصول الأرض سواء كان زرعا أو شجرا والمحصول يختلف الجزء المباع منه على حسب كل محصول ففى الأشجار تكون الثمار هى المباعة ونادرا الورق كورق العنب والفراولة أو الغصون بينما أصل المحصول وهو الشجرة لا تباع وأما في المحاصيل الأرضية فالمباع قد يكون الثمرة والأصل كما في الغلال بمعنى أن السنابل تباع بتحول لدقيق والسيقان تباع كقش وفى محصول أخر كالكرات والبرسيم يتم حش المحصول من فوق الأرض كله ويباع ثم ينبت مرة أخرى
ومن ثم تنقسم المحاصيل إلى نوعين :
الأول المحاصيل التى يتم حصادها مرة واحدة كالغلال والفول وهذه المحاصيل لها يوم واحد تحصد فيه
الثانى المحاصيل التى يتم حصادها على كرات متعددة هى طول الموسم الإنتاجى مثل التفاح والبرتقال والبرسيم
ويطلق على الحصاد عند أهل الفقه واهل الفلاحة أسماء متعددة مثل :
الدراس للثمار كالغلال والدياس للسيقان التى يتم تكسيرها لتتحول إلى تبن
والجذاذ وهو قطع الثمار وهو خاص بالفواكه في الغالب حيث أن خاص بثمار الشجر خاصة الشجر العالى كالنخل
كما يطلق عليخ الجزاز وهو وهو وقت قطع المحصول سواء من على ألأرض أو يجمع ثماره
كما يطلق على الحصاد أيضا :
الحش وذلك في المحاصيل التى تحش بالمناجل وأشباهها مثل محصول البرسيم والكرات وأشباههم
والحكم الوارد في الحصاد هو :
اخراج الزكاة يوم الحصاد
وفى المعنى قال سبحانه :
" وآتوا حقه يوم حصاده "
وقبل جمع أى محصول لابد من إخبار مؤسسة الزكاة وهى مؤسسة الحق المعلوم وهى مؤسسة الصدقات بأن المحصول سيتم جمعه يوم كذا حتى تقوم المؤسسة بإرسال أحد العمال وهو الموظفين لحضور وزن أو كيل المحصول لاخراج الزكاة منه إن بلغ المحصول النصاب بعد خصم تكاليف الزرع وخصم نفقة أسرة الفلاح من ثمن المحصول فإن تبقى بعد حساب التكاليف والنفقة شىء يقوم الموظف بقسمته على طرفين الأول الفلاح والثانى أهل المصارف الثمانية بالعدل
وجمع الزكاة يكون فى يوم الحصاد وكما بينا من قبل فهناك محاصيل لها يوم واحد عند جمعها مثل :
القمح والشعير والبطاطس
ومن ثم يحضر عامل جمع الزكاة يوم واحد هو يوم جمع المحصول ودرسه
وأما المحاصيل الأخرى التى لها موسم حصاد ذو أيام متعددة فالعامل يقوم يوميا بالجلوس عند جمع المحصول ويسجل الأوزان أو الكيل أو الربط والحزم .. يوميا وفى أخر يوم من جمع المحصول يقوم بحساب ما تم بيعه مع حساب تكاليف المحصول وغالبا ما تكون مصاريف رعاية في حالة الشجر ونفقة الفلاح طول الموسم وبعد ذلك إن تبقى شىء من المحصول يقوم بقسمته بين الفلاح وبين أصحاب المصارف الثمانية بالعدل
بالطبع ورد في جمع المحاصيل روايات متعددة تقوم على وجود شخص يقدر الثمار على الأشجار أو الثمار على السيقان وهى رواية كاذبة وهذه العملية تسمى الخرص
والخرص عملية عشوائية جزافية فيها ظلم إما للفلاح وإما أصحاب الزكاة
ومن رواياتها:
رَوَى التِّرْمِذِيُّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَمَرَ أَنْ يُخْرَصَ الْعِنَبُ كَمَا يُخْرَصُ النَّخْل، وَتُؤْخَذُ زَكَاتُهُ زَبِيبًا كَمَا تُؤْخَذُ صَدَقَةُ النَّخْل تَمْرًا.
وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
إِنَّ الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبْعَثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ إِلَى يَهُودِ خَيْبَرَ فَيَخْرُصُ عَلَيْهِمُ النَّخْل حِينَ يَطِيبُ قَبْل أَنْ يُؤْكَل مِنْهُ.
والخرص هو ظن وقد حرم الله ما أقيم على الظن حيث قال :
" إن الظن لا يعنى من الحق شيئا"
وعدل الله هو وجود عامل الزكاة في الحقل يوميا في موسم الحصاد ويوم جمع المحصول لمعرفة الوزن أو الكيل أو الربط أو الحزم أو غير هذا من وحدات البيع وحساب الزكاة من أرض الواقع
وقد أورد الله حكاية أصحاب الحديقة الذين أرادوا أن يأكلوا حق أصحاب مصارف الزكاة فذهبوا إلى الحديقة ليلا لجمع المحصول ولما كانت نيتهم هى نية سيئة فكان عقاب الله لهم هو :
احراق الحديقة
فكما كانوا يريد حرمان الآخرين حقوقهم حرمهم الله من حقهم أيضا عقابا لهم على منع زكاة المحصول
وفى الحكاية قال سبحانه :
" إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34)"
وفى الفقه نجد أن أهل الفقه اخترعوا أمورا متعددة لا أساس لها في كتاب الله وهى :
الأول :
الخرص وهو تقدير كمية المحصول جزافا بدون حساب وزن أو كيل أو ربط أو حزم أو حمل
وقد سبق أن بين أن الله حرم أى أمر يقوم على الظن
الثانى :
اباحة بيع المحصول قبل جمعه وهو حصاده في أجل معلوم وهو بيع يقوم على نفس الظن وهو تقدير المحصول دون جمعه وهو ما يقوم به حاليا بعض تجار الجملة حيث يقومون بالتقدير الجزافى لمحصول الحديقة وينقدون صاحبها المال قبل الجمع ثم يتولون هم الجمع والبيع وهذه العملية محرمة سواء كان البيع أو التقدير كما أنه يؤدى لتضييع الزكاة فهل هى على صاحب الحديقة أم على من اشترى المحصول قبل جمعه
ومن ثم يحرم بيع المحصول في الأرض كما يحرم بيعه قبل جمعه ومعرفة مقداره بالضبط بواسطة عامل الزكاة بالاشتراك مع الفلاح لأن هذا متعلق بحقوق الفلاحين ومتعلق بحقوق أصحاب الزكاة
وأهل الفقه يبدون في الموضوع وكأنهم يريدون اقامة مجتمعات الفوضى المنظمة التى تضيع فيها حقوق البعض