رد : الحملة الأولى @@ حملة أطفالي .. يقرأون لي @@
في زمن التلفزيون والإنترنت والآي فون كيف تجعلين منه قارئا جيدا؟
محمد حنفي
في عصر الإنترنت لم يعد الكتاب التقليدي أداة القراءة الوحيدة المتاحة أمام طفلك، ساعديه على أن يدرك أن وسائل القراءة كثيرة ومتعددة منها التقليدية كالكتب والمجلات والجرائد ومنها الإلكترونية.
إن فتشنا في سير العباقرة والأدباء والعظماء نجد أن القاسم المشترك بينهم هو حب القراءة منذ الصغر، هؤلاء لم يولدوا من بطون أمهاتهم قراء جيدين، ولكن منهم من ولد في بيت به مكتبة عامرة بالكتب، ومنهم من كانت أمه تقرأ له حكايات ما قبل النوم، لا شيء يمكن أن يفيد طفلك في مستقبله مثل القراءة، في زمن التلفزيون والإنترنت والآي فون قد يبدو الأمر صعبا لكنه ليس مستحيلا.
النصائح التالية تساعدك في هذه المهمة الصعبة.
ابدئي مبكرا
تخطئ بعض الأمهات عندما يعتقدن أن تدريب الطفل على القراءة لا يبدأ إلا بدخوله مرحلة المدرسة وهذا خطأ شائع، إن كنت تريدين غرس بذرة القراءة بداخل طفلك فينبغي أن تبدئي مبكرا جدا، اشتري مجموعة من القصص المخصصة للأطفال من عمر 3 سنوات واقرئي لطفلك كل ليلة قبل النوم قصة وستطلقين في ذهنه عصافير الدهشة.
كونوا قدوة
يولد الأطفال ويتحولون مع مرور الوقت إلى ما يشبه المرآة لتصرفات آبائهم، عندما يكبر الطفل وهو يشاهد القراءة كطقس يومي للأم والأب والأشقاء الكبار لابد أن يقوم بتقليدهم بمجرد تعلمه للقراءة والكتابة، أن تكوني قدوة لطفلك منذ نعومة أظفاره فهذا يعني انك قطعت نصف الطريق لتجعلي منه قارئا جيدا.
اجعلي الوصول للكتب سهلا
في بعض البيوت تتحول المكتبة المنزلية إلى منطقة عسكرية يمنع الاقتراب منها وخاصة للأطفال صغار السن وفي أحيان أخرى يقوم الأب بإغلاقها بإحكام بحيث لا يمكن للأطفال الوصول إلى كتبها، هذه النظرة الضيقة لا تساعد على صناعة قارئ جيد، ينبغي أن يحدث العكس تماما، فعندما يشاهد الطفل الكتب وقد وضعت في العديد من الأماكن في البيت فإن ذلك سيثير فضوله وسيجعله يقوم بفتح صفحات الكتاب بدلا من فتح التلفزيون.
نوعي وسائل القراءة
في عصر الإنترنت لم يعد الكتاب التقليدي أداة القراءة الوحيدة المتاحة أمام طفلك، ساعديه على أن يدرك أن وسائل القراءة كثيرة ومتعددة منها التقليدية كالكتب والمجلات والجرائد ومنها الإلكترونية مثل مواقع الإنترنت المفيدة، الأجيال الجديدة أكثر انحيازا للإنترنت من غيره.
إلى جانب القراءة في الأشكال التقليدية درّبي طفلك على كيفية استخدم مواقع الإنترنت كوسيلة للقراءة وعلميه آليات البحث عن المعلومات وكيفية تجميع خلاصات للكتب أو المعلومات التي قرأها على الإنترنت.
القراءة بصوت عال
أثبتت العديد من الدراسات أن القراءة بصوت عال لها العديد من الفوائد على تنمية القدرات الذهنية والإدراكية للطفل، فإن كان طفلك في مرحلة ما قبل المدرسة فإن قراءتك له بصوت عال تعلمه كيفية نطق الحروف ومخارج الألفاظ بطريقة سليمة.
ابدئي بنصوص مشوقة يسهل عليه فهمها ونوّعي في نغمات الصوت أثناء القراءة، عندما يدخل المدرسة ويبدأ في إتقان القراءة اسمحي له بقراءة مقاطع سبق لك قراءتها على مسامعه من تلقاء نفسه حتى يصبح قادرا على القراءة دون مساعدة منك.
خصصي وقتا للقراءة
من المفيد تحويل عملية القراءة إلى روتين يومي في حياة طفلك لكي تبقي عادة القراءة ملازمة له طوال فترات حياته، هذا يتم من خلال تخصيص فترة زمنية يومية تتراوح مدتها من 15 إلى 30 دقيقة من أجل القراءة ولا شيء سوى القراءة، ويفضل اشتراك جميع أفراد الأسرة في هذا الطقس اليومي، مع ملاحظة ألا تطلبي من طفلك قراءة عدد معين من الصفحات فالأطفال لا يقرأون بوتيرة واحدة كما أنه كلما مر الوقت ستزيد سرعته في القراءة، كما ينبغي أن تعقد مناقشات عما تمت قراءته وما استفاد منه طفلك.
الكتب أفضل هدية
يحب الأطفال الهدايا مثل الكبار تماما، وكما تقدمين لطفلك الألعاب في المناسبات المهمة والأعياد ضعي الكتاب من ضمن الأولويات كهدية قيمة، ذلك سيغرس فيه منذ الصغر قيمة الكتب والقراءة، من المهم انتقاء هدايا الكتب بعناية ودقة كأن يكون الكتاب في موضوع يحب القراءة فيه أو عن شخصية مفضلة لديه.
كما أن إضافة لمسة شخصية منك تبدو فكرة رائعة مثل تغليف الكتاب بورق ملون وجذاب أو كتابة عبارة على الغلاف أو إهداء باسمه، كما يجب أن تشجعي طفلك على جمع هدايا الكتب في مكتبة صغيرة خاصة به.
العودة إلى المكتبة
يؤكد الكثير من العاملين في المكتبات ندرة عدد القراء والزائرين هذه الأيام، من المهم غرس قيمة تعلق الطفل بالمكتبة منذ نعومة أظفاره، اصطحبي طفلك إلى المكتبة العامة القريبة من البيت ودعيه يسجل اسمه من بين أصدقاء المكتبة واطلبي من العاملين فيها مساعدته على كيفية البحث عن الكتب في الفهارس وعلى الرفوف، واحرصي على أن يزورها ولو مرة أسبوعيا على أن تزيد مرات الزيارة في أيام الإجازات والصيف، كلما كانت زيارته للمكتبة مبكرة كان الأمر يشكل له مغامرة لن تنسى وسيظل متعلقا بها إلى الأبد.
الوحش تحت السرير
من القصص الشائعة التي كانت تحكى للأطفال قديما من أجل دفعهم إلى النوم قصة الوحش المختبئ تحت السرير، بدلا من ذلك تلجأ الأمهات الأكثر ذكاء إلى القراءة كعلاج سحري حيث لا يوجد أفضل من قصة ما قبل النوم ، وضع الكتب بجانب سرير طفلك والقراءة له قبل النوم لمدة دقائق أو تشجيعه على القراءة بنفسه سيظل نمطا ملازما له مدى الحياة.
القراءة في السيارة
في مرحلة السنوات الأولى بالروضة أو المدرسة يعتبر الوقت الذي يقضيه طفلك في السيارة أثناء الذهاب إلى المدرسة أو العودة الى البيت أو أثناء اصطحابه إلى الأماكن العامة فرصة جيدة لاستثمارها في تطوير مهارات القراءة لدى طفلك.
ضعي دائما مجموعة منتقاة بعناية من القصص المثيرة التي تناسب عمر طفلك في السيارة وشجعيه على قراءة واحدة منها أثناء وجوده بالسيارة، كما قومي دائما بتشجيعه على قراءة الكلمات على السيارات والمباني وعلامات المرور والشوارع لأنها ستساعده على المزج بين الأصوات والحروف والقراءة.