- إنضم
- 24 مارس 2023
- المشاركات
- 697
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
الصحاح والخواطى فى قصائد لعطيه الدماطى
سؤال واجب الاستفهام عنه وهو :
هل يمكن أن يكون الناقد للشاعر هو الشاعر نفسه ؟
وبألفاظ أخرى :
هل يمكن للقاضى أن يحكم على نفسه أو على أقاربه ؟
بالطبع الاجابة فى القوانين البشرية :
لا ولذا يوجبون على القاضى التنحى عن أى قضية يكون هو المتهم فيها أو أحد أقاربه لأنه حبه لنفسه أو حبه لآقاربه كأولاده يغير الحكم
وأما فى شرع الله فلا يجوز للقاضى أن يتنحى عن قضية سواء كان هو المتهم فيها أو أحد أقاربه فلابد أن يقوم والمقصود يحكم بالقسط وهو العدل ويشهد هو بالحق على نفسه أو على أقاربه كما قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين وإن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وأن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا"
ومما لا شك فيه أن الهوى قد يجعل الإنسان يميل ولكن لأن كل المسلمين مؤتمنين على أنفسهم و على غيرهم فقد أوجب الله أن يحكموا على أنفسهم وعلى غيرهم بالحق كما قال سبحانه :
"والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"
والمثال على وجود هذا فى كتاب الله هو :
أن يوسف(ص) حكم على أخاه وهو قريبه ولكن بعد أن طلب الحكم من اخوته حيث قال :
"قالوا تا الله لقد علمتم ما جئنا لنفسد فى الأرض وما كنا سارقين قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد فى رحله فهو جزاؤه كذلك نجزى الظالمين"
فهنا الاخوة جميعا حكموا على أخيهم القاضى وهو الحاكم وهو يوسف(ص) حكم كما حكم اخوته بنفس الحكم لأن دليل الادانة أمام الجميع كان واحدا
وما فعله يوسف(ص) فى أخيه كان بمشيئة والمقصود أمر الله وليس حكم على هوى نفسه كما قال سبحانه:
" كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه فى دين الملك إلا أن يشاء الله"
ورغم أن القوانين البشرية ترفض أن يكون الفرد هو الخصم والحكم إلا أن فرعون وهو الخصم لموسى(ص) جعل نفسه الحكم وهو الحاكم عليه فقضى عليه بالسجن إن لم يحضر البرهان على صدق أن الله إلهه وليس فرعون حيث قال :
"قال لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين"
وبناء على ما سبق يمكن أن يكون الناقد حكما عادلا على شعره كما يمكن أن يكون حكما ظالما
بالطبع من مارس كتابة الشعر أو المقالات أو الكتب يعرف أن أول ناقد لكتابته هو :
الشاعر أو الكاتب نفسه
نجد الشاعر عندما يعمل مسودات للقصيدة فيشطب كلمة ويضع أخرى فهو بذلك يكون قد حكم أن ما قاله أولا ليس حسنا أو أنه ما قاله كان باطلا ولذا هو يغيره
كذلك كاتب المقال أو الكتاب يقوم بنفس الأمر فهو يغير فيما يكتبه فكلما ظهرت معلومة جديدة يضمها لكتابته وكلما غير رأيه فى جزئية محى ما كتبه من قبل وبدله
ومن ثم أول ناقد ينقد الشعر أو المقال هو الشاعر أو الكاتب نفسه وليس غيره وهى حقيقة تغيب عن بال الكثير من النقاد
عندما كتبت أول قصيدة لى كنت فى المرحلة الاعدادية التعليمية وكانت فيما أتذكر قصيدة فى حب مصر بالطبع لا أتذكر منها سوى بعض المعانى مثل :
أكلنا من خيرها وتظللنا بسماها وشربنا من نيلها
وكنت أحتفظ بها فى تلك الفترة بمحفظة صغيرة من اللدائن وفيما بعد صحا الناقد وقرر أن المكتوب لا يتلائم مع ما نتعلمه من الدين فليس للمكان أيا كان اسمه مصر لبنان السودان ......فضل على الإنسان وإنما الفضل لخالق المكان وخالق الإنسان كما قال سبحانه :
" والله ذو الفضل العظيم "
والمكان الذى نولد فيه هو مكان عشوائى فالإنسان قد يولد فى أىبلد من العالم دون إرادته ولو كان لمكان ما فضل عند الله لأمرنا جميعا بالاقامة فيه ولكن لما كان الأمر هو باستعمار الأرض كلها فلا يكون لأى منها مكانة أفضل من غيرها
ومن ثم تخلصت من القصيدة فى بداية عهدى بدار المعلمين تماما ومن قصائد تلك الفترة قصيدة عن رياح الخماسين وهى رياح تحمل حرارة عالية تأتى فى فصل الربيع من الصحراء محملة بالغبار والرمال تقول القصيدة ولابد أننى غيرت فى كلماتها مرات عدة :
صفرت الرياح وتغيرت الحياه
تلفح الحر بهواها المغبر الجباه
وتضرب الرمال كل السيماه
وتنقل الغبار فى كل اتجاه
وتشوه الحائط تغير محياه
ويصفر الجو وتغبر الوجاه
وتقتلع وتكسر الأشجار العتاه
وتؤلم العيون بدخول الغبراه
وتوجع صدور بلهيب الحراه
وترج الباب بالغلق والفتحاه
وتقلب القدر وتذرو الحطباه
ومن قصائد تلك الفترة ايضا قصيدة تقول فى بدايتها :
يا رسول الله إسلامك لنا شرع عال
وذنب العاصى من فضلك هداك زال
بالطبع أول القصيدة كفر كما يقال فأنا أخاطب ميت بينما الخطاب للأحياء وأنسب للنبى(ص) الذى لم يفعله وهو إزالة ذنب العاصى فكيف يقدر الميت على محو ذنوب غيره ؟
إن الله هو من يزيل الذنوب عندما يتوب العاصى ويفعل الحسنات كما قال سبحانه :
" إن الحسنات يذهبن السيئات "
وفى قصيدة من قصائد تلك الفترة عن الحياء الزائد والمعانى فيها لا تبدو متماسكة جدا قلت :
ألومك حتى إذا ما صبت ألوم خجلى منك وتحرس
فإن فرغ ما بى من الخجل فتأمل وإن زاد هذا الحياء فتناس
وأمعنت فيما كان خجلى وحيائى أسوة عنهم كى أفكر فأقبس
وقد قالت لى نفسى أشجب حياءك فكل شجيب خلا أثلم وأسلس
بالطبع هناك عدة دواوين شعرية لى لم أنشرها لأنها تتعلق بأشخاص لا يفيد نشرها وإنما يؤدى نشرها فى حياتى أو حياتهم إلى ضرر أراه سيتحقق
وربما يحلم كل شاعر أن تكون لديه معلقة كالمعلقات السبع أو العشر والمعلقات على الكعبة هى احدى الخرافات والمعلقة تطلق على قصيدة طويلة وقد حاولت صناعة واحدة ولكنها لأنها تتعلق باحدى الشخصيات أنشر جزء منها لا ذكر فيها للأسماء أو للأحداث
يقول هذا الجزء من قصيدة البيان :
البيان
يا .. هلا قرأت هذا البيـان الـــصادر من قلب هذا الإنسان
بسم الله ننهى هذا الصمتـان بـاسمه وحده وليس باسم الشيطان
على خطى محمد رسول الرحمن نسير لوقف دوران عجلة العصيان
ونفسى تقول أعلن عن نفسك يا فـــتى ليعرف من فى المكان
من أنت فأقول أنا أنـــا من لا يحق لنفسه الفخر بالإعلان
لست فتى من صلب سلطان ولا مـن سلالة الأمراء الحسان
ولست من نسل الزهـراء ولا من ولد مروان أو أبى سفيان
أعرف أنى نســل أبى آدم الـــذى من نسله كل إنسان
فلا يفخرن أحد أنه نسل سلطان أو أنه نسل الأخين شهداء الكفران"
بالطبع تدخل القصيدة تحت بند الوقوع فى أفخاخ التاريخ الكاذب فالنسل لا ينسب للزهراء وإنما ينسب لزوج الزهراء كما قال سبحانه :
" ادعوهم لآباءهم "
ومروان وأبو سفيان والأخان شهداء الكفران الحسن والحسين طبقا لكتاب الله لا يمكن وقوع الحكايات التى تسمى بأحداث الفتن فيما بعد النبى(ص) كما تحكى الروايات وكتب التاريخ تلك الأحداث التى لم تحدث لأن الدولة العادلة لا تتحول لدول ظلم وطغيان وتتحول من الشورى للملك العضوض فى عهد الصحابة أنفسهم لأنه طبقا لقوله سبحانه :
"أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
اضاعة الدين فى الآيات وتحول الدولة من العدل للظلم يكون فى عهد الخلف وهم من أتوا بعد الصحابة بفترة قد تطول وقد تقصر ولكنها لا يمكن أن تكون فى تلك السنوات ولو قلنا بمتوسط الأعمار لكان أقل تاريخ يبدأ بعده الفساد سنة سبعين وليس من سنة 35 حيث تولى على الخلافة ومن الصحابة حسب الروايات من عاش بعدها حتى المائة من السنة الهجرية
بالطبع فى بدايات قول الشعر كانت معظم قصائدى مبنية على قصائد لشعراء أخرين بعضهم معروف للناس من خلال الكتب الدراسية كأبى القاسم الشابى وابن الرومى وبعضهم معروف لقلة نادرة من الناس
ولم يكن التقليد تقليدا فى المعانى وإنما تقليد لتركيبة القصيدة اللفظية وفيما بعد تخليت عن هذا الأمر وصرت أكتب المعنى الصحيح حتى ولو كان مخالفا لأوزان الشعر التى حقيقة عجزت عن ايجاد قانون فعلى لها لأن هناك قصائد كثيرة فى الشعر الذى يسمونه الجاهلى خارجة عن بحور الشعر
والغريب أن من اخترع بحور الشعر وهو الخليل بن أحمد الفراهيدى كما يزعمون اخترعها بعد ظهور الشعر بألوف مؤلفة من القرون وليس قبلها وهو كلام ينطبق على اختراع النحو العربى بعد ظهور اللغة العربية بألوف مؤلفة من القرون
لا يمكن لأى اختراع ان يظهر قانونه بعده وإنما قوانين الشىء تكون قبل وجوده أو مع وجوده لكى يسير عليها وليس العكس
فى الفترة المتوسطة من حياتى نتيجة انخراطى فى القراءة والتأليف توقفت عن قول الشعر إلا نادرا وعاهدت نفسى على تلافى كتابة أى معانى تخالف كتاب الله
ونتيجة قراءاتى فى شعر مدح الرسول(ص) توصلت إلى نتيجة مفادها ان نادرا جدا من كتب شعرا مادحا موافقا لكتاب الله ومن ثم كتبت قصيدتين التزمت فيها معانى كتاب الله وهما :
قصيدة من أحلى الكلام فى مدح رسول الأنام
أأتعدى فى مدحه قول ربى وقول ربى أصدق الحكم ؟
ما محمد إلا رسول أمى ختمت رسالته أصدق الكلم
ما هو إلا بشر اصطفاه الله لإبلاغ الوحى منذ القدم
ما كان إلا أخر النبيين من العرب ومن العجم
لا نفرق بينه وبين الرسل لا فى العلم ولا فى الكرم
لا نفاضل بينهم فى دنيانا فهذا ما ذكره هدى القلم
والله فضل بينهم فى وحيه فيما أعطاهم من النعم
ولم يذكر اسما فى كتابه نقول عنه أن خير النسم
زعموا أنه سيد ولد آدم فى القيامة من بين الأمم
وما فيها إلا كل آت عبدا لصاحب النعم والنقم
ذكر هذا بسورة مريم والذكر هو أحسن الكلم
وما فى جنة ربى من سيد بل إخوان فى النعم
زال من صدورهم الغل وزال عنهم كل الألم
زعموا أنه يفتح باب الجنة دون رسل الكلم
وللجنة أبواب بالوحى تفتحها ملائكة الرحم
محمد يتيم فى مكة آواه الرحمن ذو الكرم
محمد عائل فى قريش منحه الوهاب ذو النعم
محمد ضال فى مكة هداه الله الذى علم بالقلم
محمد بشيرا ونذيرا لكل الناس فى سائر الأمم
محمد داع لله على بصيرة بإذنه بأحسن الحكم
محمد سراج منير نور يرشد من فى الظلم
لا فظ ولا غليظ القلب يعامل الناس بالرحم
يشاور من آمنوا برسالته لين فى الفعل والكلم
رءوف رحيم يبين طريق الفرح وطريق الندم
فتح الله له الفتح المبين ونصره على كل الأمم
دخل الناس فى عهده أفواجا من العرب والعجم
فى دين الله برضا من الشباب ومن الهرم
صلى المؤمنون عليه بأمر الله صادق الكلم
وصل محمد عليهم بأمر الله منزل النعم
غفر الله له اللاحق من الذنب وكل القدم
سؤال واجب الاستفهام عنه وهو :
هل يمكن أن يكون الناقد للشاعر هو الشاعر نفسه ؟
وبألفاظ أخرى :
هل يمكن للقاضى أن يحكم على نفسه أو على أقاربه ؟
بالطبع الاجابة فى القوانين البشرية :
لا ولذا يوجبون على القاضى التنحى عن أى قضية يكون هو المتهم فيها أو أحد أقاربه لأنه حبه لنفسه أو حبه لآقاربه كأولاده يغير الحكم
وأما فى شرع الله فلا يجوز للقاضى أن يتنحى عن قضية سواء كان هو المتهم فيها أو أحد أقاربه فلابد أن يقوم والمقصود يحكم بالقسط وهو العدل ويشهد هو بالحق على نفسه أو على أقاربه كما قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين وإن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وأن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا"
ومما لا شك فيه أن الهوى قد يجعل الإنسان يميل ولكن لأن كل المسلمين مؤتمنين على أنفسهم و على غيرهم فقد أوجب الله أن يحكموا على أنفسهم وعلى غيرهم بالحق كما قال سبحانه :
"والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون"
والمثال على وجود هذا فى كتاب الله هو :
أن يوسف(ص) حكم على أخاه وهو قريبه ولكن بعد أن طلب الحكم من اخوته حيث قال :
"قالوا تا الله لقد علمتم ما جئنا لنفسد فى الأرض وما كنا سارقين قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد فى رحله فهو جزاؤه كذلك نجزى الظالمين"
فهنا الاخوة جميعا حكموا على أخيهم القاضى وهو الحاكم وهو يوسف(ص) حكم كما حكم اخوته بنفس الحكم لأن دليل الادانة أمام الجميع كان واحدا
وما فعله يوسف(ص) فى أخيه كان بمشيئة والمقصود أمر الله وليس حكم على هوى نفسه كما قال سبحانه:
" كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه فى دين الملك إلا أن يشاء الله"
ورغم أن القوانين البشرية ترفض أن يكون الفرد هو الخصم والحكم إلا أن فرعون وهو الخصم لموسى(ص) جعل نفسه الحكم وهو الحاكم عليه فقضى عليه بالسجن إن لم يحضر البرهان على صدق أن الله إلهه وليس فرعون حيث قال :
"قال لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين"
وبناء على ما سبق يمكن أن يكون الناقد حكما عادلا على شعره كما يمكن أن يكون حكما ظالما
بالطبع من مارس كتابة الشعر أو المقالات أو الكتب يعرف أن أول ناقد لكتابته هو :
الشاعر أو الكاتب نفسه
نجد الشاعر عندما يعمل مسودات للقصيدة فيشطب كلمة ويضع أخرى فهو بذلك يكون قد حكم أن ما قاله أولا ليس حسنا أو أنه ما قاله كان باطلا ولذا هو يغيره
كذلك كاتب المقال أو الكتاب يقوم بنفس الأمر فهو يغير فيما يكتبه فكلما ظهرت معلومة جديدة يضمها لكتابته وكلما غير رأيه فى جزئية محى ما كتبه من قبل وبدله
ومن ثم أول ناقد ينقد الشعر أو المقال هو الشاعر أو الكاتب نفسه وليس غيره وهى حقيقة تغيب عن بال الكثير من النقاد
عندما كتبت أول قصيدة لى كنت فى المرحلة الاعدادية التعليمية وكانت فيما أتذكر قصيدة فى حب مصر بالطبع لا أتذكر منها سوى بعض المعانى مثل :
أكلنا من خيرها وتظللنا بسماها وشربنا من نيلها
وكنت أحتفظ بها فى تلك الفترة بمحفظة صغيرة من اللدائن وفيما بعد صحا الناقد وقرر أن المكتوب لا يتلائم مع ما نتعلمه من الدين فليس للمكان أيا كان اسمه مصر لبنان السودان ......فضل على الإنسان وإنما الفضل لخالق المكان وخالق الإنسان كما قال سبحانه :
" والله ذو الفضل العظيم "
والمكان الذى نولد فيه هو مكان عشوائى فالإنسان قد يولد فى أىبلد من العالم دون إرادته ولو كان لمكان ما فضل عند الله لأمرنا جميعا بالاقامة فيه ولكن لما كان الأمر هو باستعمار الأرض كلها فلا يكون لأى منها مكانة أفضل من غيرها
ومن ثم تخلصت من القصيدة فى بداية عهدى بدار المعلمين تماما ومن قصائد تلك الفترة قصيدة عن رياح الخماسين وهى رياح تحمل حرارة عالية تأتى فى فصل الربيع من الصحراء محملة بالغبار والرمال تقول القصيدة ولابد أننى غيرت فى كلماتها مرات عدة :
صفرت الرياح وتغيرت الحياه
تلفح الحر بهواها المغبر الجباه
وتضرب الرمال كل السيماه
وتنقل الغبار فى كل اتجاه
وتشوه الحائط تغير محياه
ويصفر الجو وتغبر الوجاه
وتقتلع وتكسر الأشجار العتاه
وتؤلم العيون بدخول الغبراه
وتوجع صدور بلهيب الحراه
وترج الباب بالغلق والفتحاه
وتقلب القدر وتذرو الحطباه
ومن قصائد تلك الفترة ايضا قصيدة تقول فى بدايتها :
يا رسول الله إسلامك لنا شرع عال
وذنب العاصى من فضلك هداك زال
بالطبع أول القصيدة كفر كما يقال فأنا أخاطب ميت بينما الخطاب للأحياء وأنسب للنبى(ص) الذى لم يفعله وهو إزالة ذنب العاصى فكيف يقدر الميت على محو ذنوب غيره ؟
إن الله هو من يزيل الذنوب عندما يتوب العاصى ويفعل الحسنات كما قال سبحانه :
" إن الحسنات يذهبن السيئات "
وفى قصيدة من قصائد تلك الفترة عن الحياء الزائد والمعانى فيها لا تبدو متماسكة جدا قلت :
ألومك حتى إذا ما صبت ألوم خجلى منك وتحرس
فإن فرغ ما بى من الخجل فتأمل وإن زاد هذا الحياء فتناس
وأمعنت فيما كان خجلى وحيائى أسوة عنهم كى أفكر فأقبس
وقد قالت لى نفسى أشجب حياءك فكل شجيب خلا أثلم وأسلس
بالطبع هناك عدة دواوين شعرية لى لم أنشرها لأنها تتعلق بأشخاص لا يفيد نشرها وإنما يؤدى نشرها فى حياتى أو حياتهم إلى ضرر أراه سيتحقق
وربما يحلم كل شاعر أن تكون لديه معلقة كالمعلقات السبع أو العشر والمعلقات على الكعبة هى احدى الخرافات والمعلقة تطلق على قصيدة طويلة وقد حاولت صناعة واحدة ولكنها لأنها تتعلق باحدى الشخصيات أنشر جزء منها لا ذكر فيها للأسماء أو للأحداث
يقول هذا الجزء من قصيدة البيان :
البيان
يا .. هلا قرأت هذا البيـان الـــصادر من قلب هذا الإنسان
بسم الله ننهى هذا الصمتـان بـاسمه وحده وليس باسم الشيطان
على خطى محمد رسول الرحمن نسير لوقف دوران عجلة العصيان
ونفسى تقول أعلن عن نفسك يا فـــتى ليعرف من فى المكان
من أنت فأقول أنا أنـــا من لا يحق لنفسه الفخر بالإعلان
لست فتى من صلب سلطان ولا مـن سلالة الأمراء الحسان
ولست من نسل الزهـراء ولا من ولد مروان أو أبى سفيان
أعرف أنى نســل أبى آدم الـــذى من نسله كل إنسان
فلا يفخرن أحد أنه نسل سلطان أو أنه نسل الأخين شهداء الكفران"
بالطبع تدخل القصيدة تحت بند الوقوع فى أفخاخ التاريخ الكاذب فالنسل لا ينسب للزهراء وإنما ينسب لزوج الزهراء كما قال سبحانه :
" ادعوهم لآباءهم "
ومروان وأبو سفيان والأخان شهداء الكفران الحسن والحسين طبقا لكتاب الله لا يمكن وقوع الحكايات التى تسمى بأحداث الفتن فيما بعد النبى(ص) كما تحكى الروايات وكتب التاريخ تلك الأحداث التى لم تحدث لأن الدولة العادلة لا تتحول لدول ظلم وطغيان وتتحول من الشورى للملك العضوض فى عهد الصحابة أنفسهم لأنه طبقا لقوله سبحانه :
"أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
اضاعة الدين فى الآيات وتحول الدولة من العدل للظلم يكون فى عهد الخلف وهم من أتوا بعد الصحابة بفترة قد تطول وقد تقصر ولكنها لا يمكن أن تكون فى تلك السنوات ولو قلنا بمتوسط الأعمار لكان أقل تاريخ يبدأ بعده الفساد سنة سبعين وليس من سنة 35 حيث تولى على الخلافة ومن الصحابة حسب الروايات من عاش بعدها حتى المائة من السنة الهجرية
بالطبع فى بدايات قول الشعر كانت معظم قصائدى مبنية على قصائد لشعراء أخرين بعضهم معروف للناس من خلال الكتب الدراسية كأبى القاسم الشابى وابن الرومى وبعضهم معروف لقلة نادرة من الناس
ولم يكن التقليد تقليدا فى المعانى وإنما تقليد لتركيبة القصيدة اللفظية وفيما بعد تخليت عن هذا الأمر وصرت أكتب المعنى الصحيح حتى ولو كان مخالفا لأوزان الشعر التى حقيقة عجزت عن ايجاد قانون فعلى لها لأن هناك قصائد كثيرة فى الشعر الذى يسمونه الجاهلى خارجة عن بحور الشعر
والغريب أن من اخترع بحور الشعر وهو الخليل بن أحمد الفراهيدى كما يزعمون اخترعها بعد ظهور الشعر بألوف مؤلفة من القرون وليس قبلها وهو كلام ينطبق على اختراع النحو العربى بعد ظهور اللغة العربية بألوف مؤلفة من القرون
لا يمكن لأى اختراع ان يظهر قانونه بعده وإنما قوانين الشىء تكون قبل وجوده أو مع وجوده لكى يسير عليها وليس العكس
فى الفترة المتوسطة من حياتى نتيجة انخراطى فى القراءة والتأليف توقفت عن قول الشعر إلا نادرا وعاهدت نفسى على تلافى كتابة أى معانى تخالف كتاب الله
ونتيجة قراءاتى فى شعر مدح الرسول(ص) توصلت إلى نتيجة مفادها ان نادرا جدا من كتب شعرا مادحا موافقا لكتاب الله ومن ثم كتبت قصيدتين التزمت فيها معانى كتاب الله وهما :
قصيدة من أحلى الكلام فى مدح رسول الأنام
أأتعدى فى مدحه قول ربى وقول ربى أصدق الحكم ؟
ما محمد إلا رسول أمى ختمت رسالته أصدق الكلم
ما هو إلا بشر اصطفاه الله لإبلاغ الوحى منذ القدم
ما كان إلا أخر النبيين من العرب ومن العجم
لا نفرق بينه وبين الرسل لا فى العلم ولا فى الكرم
لا نفاضل بينهم فى دنيانا فهذا ما ذكره هدى القلم
والله فضل بينهم فى وحيه فيما أعطاهم من النعم
ولم يذكر اسما فى كتابه نقول عنه أن خير النسم
زعموا أنه سيد ولد آدم فى القيامة من بين الأمم
وما فيها إلا كل آت عبدا لصاحب النعم والنقم
ذكر هذا بسورة مريم والذكر هو أحسن الكلم
وما فى جنة ربى من سيد بل إخوان فى النعم
زال من صدورهم الغل وزال عنهم كل الألم
زعموا أنه يفتح باب الجنة دون رسل الكلم
وللجنة أبواب بالوحى تفتحها ملائكة الرحم
محمد يتيم فى مكة آواه الرحمن ذو الكرم
محمد عائل فى قريش منحه الوهاب ذو النعم
محمد ضال فى مكة هداه الله الذى علم بالقلم
محمد بشيرا ونذيرا لكل الناس فى سائر الأمم
محمد داع لله على بصيرة بإذنه بأحسن الحكم
محمد سراج منير نور يرشد من فى الظلم
لا فظ ولا غليظ القلب يعامل الناس بالرحم
يشاور من آمنوا برسالته لين فى الفعل والكلم
رءوف رحيم يبين طريق الفرح وطريق الندم
فتح الله له الفتح المبين ونصره على كل الأمم
دخل الناس فى عهده أفواجا من العرب والعجم
فى دين الله برضا من الشباب ومن الهرم
صلى المؤمنون عليه بأمر الله صادق الكلم
وصل محمد عليهم بأمر الله منزل النعم
غفر الله له اللاحق من الذنب وكل القدم