الفن التشكيلي ، قراءة بشكل أخر

إنضم
3 مايو 2008
المشاركات
2,945
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
بقلب زوجي


وصـيفــات الـشّـــرف للفنان الإسباني دييـغـو فـيلاســكيــز



تعتبر هذه اللوحة واحدة من أعظم الأعمال التشكيلية في تاريخ الفنّ الغربيّ كلّه، كما أنها إحدى اكثر اللوحات إثارةً للغموض والنقاش والجدل.
وبعض النقّاد لا يتردّد في وضعها في منزلة متقدّمة حتى على الموناليزا أو الجيوكندا.
ومنذُ أن رسم دييغو فيلاسكيز اللوحة قبل ثلاثة قرون ونصف وهي تتبوّأ موقع الصّدارة في كافة القوائم المخصّصة لافضل الأعمال التشكيلية في العالم.
فيلاسكيز نفسه يعتبر أهمّ رسّام إسباني على الاطلاق وأحد أعظم الرسّامين في التاريخ، بل إن مانيه وبيكاسو مثلا يعدّانه الأعظم. وقد كتب بيكاسو عدّة دراسات عن هذه اللوحة ورسم سلسلة من اللوحات التي تعطي "وصيفات الشرف" تفسيرات متباينة.
ُعرف عن فيلاسكيز مهارته الفائقة في مزج الألوان وتعامله المبهر مع قيم الضوء والكتلة والفراغ.
وقد رسم هذه اللوحة في قصر الكازار في مدريد عام 1656 حيث كان يعمل رسّاماً أوّل في بلاط الملك فيليب السادس ورئيساً لتشريفات القصر.
واللوحة تصوّر "انفانتا مارغاريتا" كبرى بنات الملك وهي محاطة بوصيفاتها وكلبها. لكن فيلاسكيز عمد إلى رسم نفسه ايضا في اللوحة، وهو يظهر هنا منهمكاً في الرّسم ومرتدياً ملابس محاربي القرون الوسطى. بيد أن اللوحة التي يفترض أن الفنّان يرسمها مخفية تماماً عن الأنظار.
ووسط الجدار الخلفي ثمّة مرآة تعكس صورة الملك والملكة. والى يمين اللوحة في الخلفية بدا الحاجب كما لو انه يهمّ باستقبال زوّار ما.
الوصيفتان تظهران في وضع انحناء دليلاً على احترامهما وتقديرهما للأميرة الصغيرة التي ترتدي تنّورة واسعة ومزركشة. ومع ذلك فإن الأميرة ووصيفاتها يبدين كالدّمى أو كالتماثيل الشمعية مقارنةً بالحضور الطاغي والقويّ الذي يفرضه الفنان نفسه على المشهد بأكمله.
ولد دييغو فيلاسكيز "أو فيلاثكيث كما ينطق اسمه بالاسبانية" في اشبيليه عام 1599 وعاش سنوات حياته المبكّرة في أوج عصر النهضة في أوربا. في تلك الفترة بالذات كان سيرفانتيس وشكسبير يعكفان على كتابة أعمالهما الإنسانية العظيمة.
على المستوى الشخصي، ُعرف عن فيلاسكيز تواضعه الجمّ وتعاطفه الكبير مع فئة الفقراء والمهمّشين.
وقد اعتنق منذ بواكير شبابه الأفكار الديمقراطية والإنسانية وتعزّزت تلك الأفكار لديه اكثر عندما دخل دائرة المجتمع الأرستقراطي الذي عرف بتهتّكه وانغماسه في الملذات.
وكان فيلاسكيز يقارن حياة الترف والتخلّع تلك بالمعاناة الشديدة التي كان يكابدها العامّة من أفراد الشعب.
ويبدو أنّ أحد الاسباب المهمّة في شهرة هذه اللوحة يعود إلى غموضها الذي ما يزال يتحدّى إلى اليوم أكثر النقّاد قدرةً على قراءة الأعمال الفنية وتفسيرها.
ترى هل كان فيلاسكيز يبغي من وراء رسم هذه اللوحة جعل الناظر أهمّ من اللوحة وشخوصها، أم أراد أن يقول إن الشخوص ليسوا اكثر من أفراد افتراضيين ولا يوجدون سوى في عقولنا؟
ثمّ ما الذي كان يرسمه الفنّان على وجه التحديد؟ هل كان يرسم نفسه أم الملك والملكة المنعكسة صورتهما في المرآة المعلّقة على الحائط؟
ولماذا رسم الأميرة والوصيفات في محترفه وبين لوحاته الأخرى ولم يرسمهنّ في إحدى قاعات أو أروقة القصر الفخمة على غرار ما كان يفعل الفنّانون في ذلك الزمان؟
وهل أراد فيلاسكيز أن يشير ضمناً إلى حضور ذهني وسيكولوجي للأفراد مقابل حضورهم الفيزيائي أو الجسدي؟
كلّ تلك الأسئلة وغيرها ما تزال ُتثار إلى اليوم حول طبيعة ومضمون هذا الأثر الفنّي العظيم الموجود حالياً في متحف ديل برادو بمدريد.
 
إنضم
14 سبتمبر 2009
المشاركات
3,055
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
حبيبتي الكويت
استوقفتني هذه اللوحة للفنان الألماني August Heyn بعنوان " البكاء على اللبن المسكوب"



أكثر ما أثار استغرابي هو نظرة الولد الغاضبة و تصرفه العنيف مع الطفل ، أسإلة كثيرة تراودني : أهي مجرد شقاوة أم هو عنف أم هي غيرة و رغبة بالانتقام و هل يا ترى للولد خلف النافذة دور في التحريض و ما سبب ابتسامته و سروره ، و من قام بسكب اللبن هل الفتاة هي من قامت بسكبه أم الولد الشقي ،وهل الفتاة تبكي خوفا أم تبكي على اللبن المسكوب؟؟؟؟؟؟؟
و ماذا عن الطفل الذي يرقد بسلام هل سيأتي عليه الدور؟؟؟؟؟
 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص
اليوم نتكلم عن موناليزا من بلد آخر .. أسطورة الجمال والرقه .. " بنت المعيدي "



(صمانجي قيزي) أو (موناليزا العراق)



وتعني
بالتركمانية ابنة التبان.. تلك الصورة الجميلة ونظرة صاحبتها الحائرة
المحيرة بين الالم والمسرة، بين الحزن والفرح.. والتي اكتسبت شهرة واسعة
في العراق بنظرتها كما في نظر وشهرة صورة موناليزا في اوروبا والتي
تشابهها باعتقادنا في النظرة الحائرة المحيرة ولكن تباينها في الجمال
الطبيعي اذ تتفوق جمالية صورة فاطمة (موناليزا العراقية) على رديفتها
الايطالية (جيوكاندا) بالجمال والاشراقة والحضور!


كاظم الجيزاني (ناقد تشكيلي) يحاول ان يقارن بين اللوحتين:

ـ الجيوكاندا التي رسمها الرسام الايطالي الشهير ليونارد دافنشي بين عامي
1500-1504 تعني بالايطالية الشمعة المحترقة بعد ان لاحظ على المدام ليزا
مدى حزنها لانها تزوجت رغم ارادتها من رجل لا تحبه! اعتقد هنا نقطة التشابه
بين اللوحتين في النظرة الحزينة المحيرة على خلفية الزواج الذي تعرضن له
رغم ارادتهن! فاطمة ايضا زوجت من ضابط انكليزي رغم ارادتها ورحلت الى
انكلترا سرا (حسب اغلب الروايات)..


ـ اذن مسحة الحزن على الوجه المشرق الجميل كانت لربما احدى ميزات اللوحة
التي عشقها جيل او اجيال من شبابنا كنموذج واصبحت فتاة احلام الفقراء
والمتعبين من عامة الناس الطيبين الذين لم تفارق صورة بنت التبان جدران
غرفهم واكواخهم وحقائبهم الخاوية وحتى محفظاتهم الجلدية في جيوبهم..
ولربما كانت هذه الصورة بلسما لوجعهم الدائم, وشفاء مؤقتا للفقر الذي
لازمهم منذ الازل رغم طوفان نفوطهم وكنوزهم الى الهامة!


تنحدر
هذه الفتاة من عائلة تركمانية متعففة الحال ومن اب يعمل تبانا (صمانجي)،
وكانوا يسكنون محلة القلعة التي يعود تاريخها الى الاف السنين، وفي يوم من
الايام وعندما كانت تقوم بكنس وتنظيف عتبة الدار صادف مرور مجموعة من
الضباط الانكليز! بهر احدهم بجمالها وتسمر بمكانه مصدوما من فرط جمالها
ومعجبا ببياض وجهها ورقتها.. وما هي الا ايام حتى جاء الى اهلها مع بعض
الوجهاء والمتنفذين في المدينة طالبا يدها للزواج، وامام رفض والديها بسبب
اختلاف الدين واسباب اخرى! استقتل الضابط الانكليزي واعلن استعداده لدخول
الدين الاسلامي للاقتران بها! و بعد عدة محاولات باءت بالفشل مارس
الضابط الانكليزي ضغوطاً نفسية ومادية وحكومية! تمت الموافقة وحسب
استحقاقات معينة في تلك المرحلة! تم زواجه منها (وكانت سابقة اجتماعية
مثيرة للجدل انذاك في مجتمع لم يعهد ولم يستوعب هذه الحالة)! وبعد زواجهما
باشهر غادر الزوجان مدينة اربيل الى لندن اثر انتهاء مهام عمل الضابط
البريطاني في العراق.)...


وقيل بانهما اقاما في لندن بقية عمريهما و عاشا عيشة سعيدة! وبما انها
اشتاقت لاهلها! فقد استعان الزوج باحد اشهر الرسامين الانكليز ليرسمها
(بورتريت) فاندهش الرسام ايضا بهذا الجمال الصارخ فانتجت فرشاته هذه
اللوحة الفنية الرائعة.. فارسلها الزوج من باب الوفاء الى اسرتها للتخفيف
عنهم من وطأة فراقها! فكان ان انتشرت الصورة بشكل سريع بعد ان قامت شركة
طباعية بريطانية بطبعها وتوزيعها على نطاق واسع لتزدان بها بيوت قلعة
اربيل على اعتبارها (بنت المحلة) ومن باب الافتخار او الفضول لتنتشر
الصورة على نطاق واسع في المدن العراقية الاخرى وفي سائر انحاء العراق كما
انتشرت قصة رحيلها الى انكلترا ولكن بروايات متعددة وبتفاصيل مغايرة
ومحورة! نسبت ايضا الى عدة اقوام ومناطق! حيث ذهب البعض بانها عربية من
السماوة فيما ذكر البعض الاخر بانها من مدينة الحلة او من البصرة او
العمارة او غيرها من مدن الجنوب وحملت لقب (بنت المعيدي) أو (موناليزا
الفقراء) وهكذا ولربما هناك روايات اخرى لم تطرق سمعنا!

زاهد البياتي - جريده الصباح


 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص



فنان امريكي ولد عام 1942

اعماله مستوحاة من الأساطير والخرافات والأوهام وحكايات الخيال .

يريد جيمس بأعماله ان تصل الى اكثر من أن
تكون جميلة ، كل ما يأمله انه من خلال اعماله ان ينقل رسالة ، الهام او ضحكة بسيطة

يؤمن ان تعليم الناس كيفية استخدام مخيلتهم
يساعد في ايجاد حلول لتهدئة ضغوط الحياة اليومية والحصول على دعم للاستمرار
باختصار كل شيء ممكن عندما تشارك جيمس كريستنسن فلسفته " الأيمان هو الرؤية
"

Angel Unobserved



Courtship



Poofy Guy on a Short Leash


The Blind Leading the Blind



A Place of Her Own



Men and Angel



للتحميل مجموعة جميلة منتقاة من اعماله ..


4shared.com /file/geAHRDYn/James_Christensen.html



(( الفن هو دائماً وثبة في الظلام ومحاولة لاقتحام المجهول )) إدوارد الخراط
 
إنضم
3 مايو 2008
المشاركات
2,945
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
بقلب زوجي
الرسام إيراني اسمه أيـمن المـالكي



انه الرجل الذى فاق فنه كل خيال ...


الرجل الذ ابدع وصنع ما لم يستطع غيره صنعه على الاطلاق




ولد في عام 1976 في طهران .
كان مسحور بفن الرسم لانه طفل.
في سن ال 15 بدأ يتعلم الرسم تحت أشراف معلمه مرتضى كاتوزيان الموجود
أعظم رسام واقعي في الجمهو ر ية الإسلامية الإيرانيه .
وفي غضون ذلك ، بدأ تصوير احترافي .
وفي عام 1999 تخرج في التصميم من الفن جامعة طهران .
منذ 1998 ، شارك في عدة معارض .
فى عام 2000 تزوج , في العام التالي انشاء استوديو ARA للصورة
وبدأ تدريس الرسم في تخصص ' النظر التقليديه و القيم التقليديه '.

رجل وصل برسوماته الى حدود خياليه وهذه بعض لوحاته



























 
إنضم
3 نوفمبر 2011
المشاركات
725
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
اذكر قبل لما كنت ارسم واشتركت بمعرضيــن..كنت ارسم دائم تعبيــر عن الي بداخلي المخزون والمكبوت ...

احس اغلب الرساميــن من فئة الغامض او الحزين ...لان عالمهم بنسبة للعالم شي اخر ويجسدونه برسمهم...
 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص
زوجي توءم روحي ..
ايمان مالكي من ابرز التشكيلين .. ولوحاته واقعيه بدرجه عجيبة جداً .. بعض اللوحات لاول مه اراها .. الف شكر لكِ ..


 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص
اذكر قبل لما كنت ارسم واشتركت بمعرضيــن..كنت ارسم دائم تعبيــر عن الي بداخلي المخزون والمكبوت ...

احس اغلب الرساميــن من فئة الغامض او الحزين ...لان عالمهم بنسبة للعالم شي اخر ويجسدونه برسمهم...


الفنون اداة التعبير ،، كلها تشغل بالكون والحياه ، الانسان والوجود والعدم ، وتشتغل بلفسفتها .. اغلب المبدعين هم من عانوا .. ، فمن قلب المعاناه ابدعوا .. وكانت هي مركز انطلاقهم نحو عالم آخر ..

شكراً لك ِ نوفـا


 
إنضم
25 أكتوبر 2009
المشاركات
8,321
مستوى التفاعل
12
النقاط
0
الإقامة
بين زحمة كتبي واوراقي
الفنانه يان يايا متميزه برسمتها للعيون والنظرات المعبره

عندي الكثير عذرا ماعرف اشيل الاعلانات اللي فيها
وهذي لوحتين من لوحاتها







النظره في الصوره الثانيه معبره
بس لاحظت رسم التجاعيد غير متقن كفايه وخاصة اللي في اصابع اليد







 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص
بديعه لوحات الفنانه يان ، تجيد ببراعه رسم النظره والوجوه .. ولكِن كما ذكرتِ كراميلا .. بشأت تجاعيد اليد ., حتى بالصوره التي قبلها .. يبدو شيئاً ما غير متقن باليد ..


 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص

جامع الكتب للفنان الإيطالي جوزيبي أرشيمبولدو





كان ارشيمبولدو أحد أكثر رسّامي عصر النهضة أصالة وابتكارا. بل يقال انه أوّل من ابتدع الرسم التكعيبي. حدث هذا قبل أكثر من ثلاثة قرون من ظهور بيكاسو والحركة التكعيبية.
وقد أحبّه السورياليون وأعجبوا بصوره الفانتازية وأشكاله الهندسية وبمهارته الفائقة في التوليف. بينما رأى فيه آخرون فنانا رمزيا يمكن اعتبار أعماله امتدادا للأفكار الإنسانية التي راجت في نهايات عصر النهضة الايطالي.
اشتهر ارشيمبولدو ببورتريهاته عن الفصول الأربعة التي صوّر كلا منها على هيئة إنسان تتشكّل ملامحه من الفواكه والخضار التي تقترن بكلّ فصل من فصول السنة.
غير أن أشهر لوحاته وأكثرها شعبية هو هذا البورتريه الذي رسمه لمؤرّخ وطبيب نمساوي اسمه وولفغانغ لاتزيوس.
كان لاتزيوس عالما مشهورا وقد عُرف بقربه من بلاط عائلة هابسبيرغ. ويقال انه بلغ من حبّ هذا الرجل للكتب انه كان يستطيع الحصول على أيّ كتاب أو وثيقة أو مخطوط يريده بأيّ ثمن وبأيّ طريقة.
وبورتريه ارشيمبولدو عن لاتزيوس هو الوحيد من بين بورتريهاته الذي يخلو من عناصر الطبيعة.
والبورتريه عبارة عن كومة من الكتب رُتّبت بطريقة معيّنة بحيث تؤلّف في النهاية شكل وملامح إنسان. فالقبّعة مرسومة على شكل كتاب مفتوح، والرأس عبارة عن مجموعة من الكتب الموضوعة فوق بعضها أفقيا. والأنف هو الآخر يأخذ هيئة كتاب واللحية رُسمت على شكل مكنسة الريش التي تُستخدم عادة في نفض الغبار عن الكتب. والذراع تحوّل إلى كتاب كبير ابيض والأصابع إلى علامات للكتاب.
رسم ارشيمبولدو البورتريه أثناء عمله كرسّام في بلاط الإمبراطور ماكسيميليان الثاني.
وقد أعجب الإمبراطور كثيرا بهذه الصورة وعلّقها في قصره. ثم استعارها منه ابنه رودولف الذي قام بعرضها، مع غيرها من أعمال الرسّام، في قصرهم في براغ. وفي ما بعد انتقلت اللوحة إلى ملكية أبنائهم وأحفادهم.
وهناك من ينظر إلى اللوحة باعتبارها رسما كاريكاتيريا يسخر من المثقفين وجامعي الكتب الذين يسرفون في شراء واقتناء الكتب، ليس لقراءتها، وإنما من اجل المباهاة والتفاخر.
لكن ربّما كان الرسّام يلمّح من خلال الصورة إلى الازدهار الكبير الذي شهده عصر النهضة في مجال تأليف ونشر الكتب.
في ذلك الوقت أصبح أمناء المكتبات هم التجسيد الحقيقي للحكمة والمعرفة الإنسانية بعد أن كان القدّيسون ورجال الدين يختصّون أنفسهم بصفة العالم المثالي.
كان ارشيمبولدو رسّاما سابقا لعصره. وسلسلة لوحاته ذات الشعبية الكبيرة عن الفصول والعناصر التي يأخذ كلّ منها شكل إنسان من الفواكه والثمار كانت ابتكارا لم يسبقه إليه احد.
وثمّة احتمال بأنه أراد من وراء تلك اللوحات أن تكون رمزا لتوحّد الإنسان مع الطبيعة أو محاولة من الرسّام لأنسنة الطبيعة أو ربّما تطبيع الإنسان.
وهناك لوحة مشهورة أخرى لـ ارشيمبولدو اسمها المحامي، أو الافوكاتو بالايطالية، يظهر فيها شخص بفم سمكة وبوجه تتشكّل ملامحه من اسماك ودواجن ميّتة، بينما تتمدّد على أعلى وأسفل صدره الوثائق والكتب القانونية.
بعض النقاد يشيرون إلى أن ارشيمبولدو قد يكون استلهم أسلوبه المبتكر في الرسم من أشكال الأطعمة التي كانت معروفة في أواخر عصر النهضة. فقد كانت قصور النبلاء تزخر بأنواع الأطعمة والمأكولات والفواكه التي يتمّ ترتيبها، وأحيانا نحتها، كي تحاكي قصص الأساطير القديمة.
ويُحتمل أن تكون لوحاته امتدادا لأحد التقاليد التي سادت في ذلك العصر. إذ كان أرباب المهن يحيطون أنفسهم بأشياء وعناصر تدلّ على طبيعة مهنهم أو حرفهم التي يبرعون فيها.
في العام 1648 تعرّضت الكثير من لوحات ارشيمبولدو للدمار إثر غزو الجيش السويدي لـ براغ. لكن هذه اللوحة نجت من التلف عندما استولى عليها السويديون كغنيمة حرب.
وما تزال موجودة إلى اليوم في المتحف الوطني بـ استوكهولم.

 
إنضم
17 سبتمبر 2010
المشاركات
1,999
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عالمي الخاص

غيرلندايو " جيوفانا "



بين 1489 م و 1490 م / تامبرا على خشب ( 49× 77سم )
متحف تايسن - بونيميزا ، مدريد

غيرلندايو هو أحد أساتذة الرسم في بدايات النهضة الإيطالية ، ولد عام 1449م وتوفي
عام 1494 م عرف في حياته شهرة كبيرة واعترافاً رسمياً به ، سواء أكان ذلك في مسقط رأسه فلورنسا أم في روما ، حيث عمل لبعض الوقت لصالح بابا الفاتكيان سيكستوس الرابع .

درس غيرلندايو أولاً صياغة المجوهرات ، ثم درس فن الرسم وصناعة الموزاييك عند أليسيو بالدوفيتي ، وخلال عمله في متجر المجوهرات ، كان يرسم بعض النسوة المارات في الشارع ، فلفت الأنظار بموهبته ، وبسرعه أصبح الرسام المفضل لدى عديد من العائلات الارستقراطية في فلورنسا ، فراح يرسم صوراً شخصية لأبناء هذه العائلات ، وكان من بين هذه اللوحات عدد كبير يمثل نساءاً ، الآمر الذي كان نادراً جداً آنذاك .
" جيوفانا " التي نرى صورتها هنا ، هي ابنه عائلة أرستقراطية من فلورنسا تزوجت قبل أن تبلغ الثامنة عشر من عمرها من نبيل يدعى لورنزو تورنابووني ، بتدبير من الأمير لورنزو دي ميتشي نفسه . وكان غيرلندايو على علاقة وثيقة بعائلة الزوج ، فرسم جيوفانا هذه في عده لوحات تعتبر هذه أشهرها .

نرى جيوفانا في هذه اللوحة تتخذ وضعاً جانبياً تماماً ، إذ تعامل الرسام مع وجهها كما يتعامل الصائغ مع نحت الميداليات ، وهو تقليد ابتكره وأرساه بيزانيللو في ثلاثينيات ذلِك القرن . وهي ترتدي ثوباً من قماش البروكار المطرز بخيوط ذهبية . وهنا تجدر الإشارة إلى أن غيرلندايو كان من أوائل الرسامين في العالم ( إن لم يكن أولهم على الإطلاق ) الذي رسم الذهب بالألوان ، ولم يستخدم ورق الذهب الحقيقي على اللوحة ، ساعده في ذلك تمرس بصره بتلاعب اللون الأصفر الذهبي تحت الضوء ، من خلال عمله في فن الصياغه .
ويظهر خبرته في المجال نفسه من خلال الميداليه الذهبية المرصعه بحص كبير من الياقوت وثلاث لآلئ تتدلى على صدر المرأة ، والحلية الثانية المشابهة لها الموضوعة عند حافة الفجوة على الحائط .
وعندما نتطلع الى تفاصيل الوجه ( العينان ، الأنف ، الفم ، الذقن ، الشعر المسرح جيداً ... ) نلحظ أن الرسام أراد أن يجعل من جيوفانا هذه المرأة المثالية حتى أن خصلة الشعر المتدلية على خدها ، تبدو متوازية مع بعضها بشكل غير معقول في الواقع ، وهذا ما دفع الرسام أيضاً إلى إطالة العنق بشكل لا يخلو من المبالغة . واستناداً إلى قدرته الكبيرة على استخدام مادة " التامبرا " وليس الألوان الزيتيه ، فقد ساعدته هذه المادة على رسم مساحات كبيرة تتسم بالنقاء اللوني ، وفي الوقت نفسه تمكن موهبته من إضافة اللمسات التي تعطي المساحات أحجاماً وتقولبها حتى الحدود القصوى الممكنة بواسطه هذه الماده .
أما النص المكتوب باللاتينيه قرب هذه السيدة ، والذي يستوقف الأنظار نظراً لضخامته ، فيقول " لو أن الفن كاد يستطيع نسخ الشخصية والروح لما وجدت في العالم لوحة أجمل من هذه " وفي هذا تلميح واضح أن غيرلندايو كان يرى في هذه السيدة من الفضائل الأخلاقية ما لا يتمتع به أحد


عبود طلعت عطية " ناقد تشكيلي من لبنان " مجلة العربي عدد 639 فبراير 2012
 
التعديل الأخير: